بورسعيد تستعد لفصل الشتاء باصطفاف وتفتيش على كافة المعدات
تاريخ النشر: 17th, October 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تكثف الأجهزة التنفيذية بمحافظة بورسعيد، جهودها، استعدادا لفصل الشتاء وموسم الأمطار المحتملة، وفقًا لتوقعات هيئة الأرصاد الجوية بشأن موسم الأمطار المقبل.
أكد اللواء محب حبشي، محافظ بورسعيد، على أنه شدد على الأحياء وجهاز الإنقاذ والطوارئ، وجميع الأجهزة المعنية بضرورة الاستعداد المكثف لأي طارئ في حالة الطقس، والتأهب المستمر لإزالة الآثار الناجمة عن الأمطار، وعمل خطة موسعة في الأحياء ومدينة بورفؤاد للتعامل مع تداعيات موسم الشتاء، كما وجه رؤساء الأحياء، بسرعة الدفع بسيارات الكسح و شفط المياه لاحتواء أي تجمع لمياه الأمطار بشكل عاجل.
وأشار إلى أنه سيجرى عمل اصطفاف وتفتيش على كافة المعدات والمركبات والسيارات المستخدمة بالأحياء خلال الأيام القليلة المقبلة، والتأكد من الكفاءة الفنية لمحطات رفع المياه ومحطات الصرف الصحي، وبما تشمله من أطقم فنية للتعامل السريع مع آثار الأمطار المحتملة، ومراجعة شبكات تصريف الأمطار، والوقوف على نقاط تجمع مياه الأمطار في الأحياء، ومتابعة كفاءة محطات الصرف أولا بأول، وإقامة مصارف مياه أمطار تستوعب الكميات الغزيرة من الأمطار.
شدد الدكتور منصور بكري، السكرتير العام للمحافظة، أنه غير مسموح بغلق أي محطة للصرف الصحي خاصة في أوقات ذروة سقوط الأمطار، مع سرعة تطهير بالوعات تصريف المياه الرئيسية والفرعية بجميع الأحياء، ومراجعة مصافي الأمطار ، واتخاذ كافة إجراءات الحماية في محيط الأعمدة الكهربائية، وتوفير مولد كهربائي بديل في الأحياء في حال انقطاع الكهرباء.
وأضاف أن محافظ بورسعيد، وجه بالتنسيق بين رؤساء الأحياء ومدينة بورفؤاد، والشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحي، وشركة الكهرباء، للتعامل السريع مع آثار الأمطار و منع انقطاع المياه أو الكهرباء خلال تساقط الأمطار.
أكد اللواء عمرو فكري، السكرتير العام المساعد، على أن هناك استعدادات مكثفة وجاهزية تامة من جميع الأجهزة المعنية بالمحافظة لمواجهة التقلبات في الأحوال الجوية التي قد يشهدها موسم الشتاء المقبل، ومتابعة التحذيرات الخاصة بسوء الأحوال الجوية أولا بأول من خلال التواصل المستمر مع هيئة الأرصاد الجوية وجميع الجهات المختصة لمتابعة حالة الطقس.
أشار اللواء محمود الجبالي، مدير الشبكة الوطنية للطوارئ والسلامة العامة، إلى أنه جرى المرور الميداني على معدات وسيارات الأحياء للاطمئنان على مدى جاهزية الأحياء واستعداداتها لفصل الشتاء وخطة إدارة الأزمات بالمحافظة للتعامل مع أي طارئ خلال موسم الشتاء، كما جرى المرور على محطات الصرف الصحي بنطاق المحافظة، بهدف مراجعة عناصر المنظومة ومدى جاهزيتها لاستقبال تصرفات مياه الأمطار، فضلا عن اختبار تشغيل كل رافع على حدة عن طريق مصدر تغذية كهرباء الطوارئ "مولد كهرباء الديزل"، ومراجعة أرصدة خزانات الوقود والبطاريات وطلمبات الرفع ومستوى البيارات ولوحات التحكم والمحولات، والتأكد من جاهزية مصادر الكهرباء البديلة.
FB_IMG_1728884390910 FB_IMG_1728884377910 FB_IMG_1728884315975 FB_IMG_1728884318516المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: بورسعيد الشتاء الأمطار محافظ بورسعيد محافظة بورسعيد
إقرأ أيضاً:
الأحياء التخليقية.. نماذج بشرية
أ. د. حيدر أحمد اللواتي **
يطرحُ بعض المُراقبين تحديات اجتماعية من المُتوقع أن تُوَاجِه البشرية جرّاء السماح بتطبيق تقنيات الأحياء التخليقية على البشر؛ إذ يُشيرون إلى مشكلة عدم تكافؤ الفرص؛ لأنَّ الأفراد في الدول المُتقدِّمة والمُتمكِّنة اقتصاديًا سيحصلون على فرص كبيرة لإجراء هذه التغييرات، بينما سيُحرم الأفراد في الدول الفقيرة من ذلك؛ وسيؤدِّي ذلك إلى فوارق جِينِيَّة على المستوى البشري؛ فهناك بشر لديهم جينات قوية وأكثر قدرة على التأقلم مع البيئة ومقاومةً للأمراض، بينما هناك آخرون لا يملكون مثل هذه الجينات المُتطوِّرة، وسيؤدي ذلك إلى أبشع صور الاستغلال!
ومما يزيد من فرص حدوث هذا النوع من الفوارق الجينية أنَّ عددًا من الدول الغنية كالسويد والنرويج والدنمارك، قد تسمح باستخدام هذه التقنيات وتنتشر في مجتمعاتها بشكل أسرع؛ وذلك لانعدام القيود الدينية تقريبًا في تلك المجتمعات الغنية. ولا بُد من الإشارة إلى أنَّ عمليات اختيار الأجنة بناءً على الخارطة الجينية للجنين، أصبح معمولًا به في عدد من الدول، ويُوَفِّرُه عددٌ من الشركات المُتخصِّصة في مجال قراءة الخارطة الجينية؛ فعملية التخصيب الصناعي في العادة تؤدي إلى تخصيب عدد من البويضات، وبالتالي ومن خلال قراءة الخارطة الوراثية لتلك الأجنة المُتكوِّنة، يتم اختيار الجنين الأصلح، والذي يتميز بخارطة جينية أفضل.
ولا يقتصر الأمر على هذا النوع من البحوث العلمية؛ بل هناك من البشر من جرت "هندسته جِينِيًّا"، لكن هذه العمليات ما زالت محدودة من حيث أعدادها، ولا يُعرَف آثار هذه العمليات، فمثلًا هناك تقنية تُعرف بتقنية الآباء الثلاثة، وقد تمت هذه العملية بنجاح في عام 2016، لزوجيْن أردنيين؛ إذ كانت الزوجة مُصابة باضطراب وراثي يُعرِّض الجنين لاحتمال الإصابة بمرض مُعين بنسبة عالية جدًا، ولحماية الجنين من الإصابة بهذا المرض الوراثي تم أخذ النواة من بويضة الأم المصابة بالمرض الوراثي، ونقَلها إلى بويضة امرأة سليمة سبق نزع نواتها، وبذلك غدت هذه البويضة تحملُ صفاتٍ من امرأتين مختلفتين، وبعد ذلك تمَّ استخدام هذه البويضة في التلقيح الصناعي، وقد تمَّت العملية بنجاح في المكسيك؛ وذلك لأنها لم يكن مسموحاً بها في الولايات المتحدة.
وكما هو واضح فإنَّ نسبة من الجينات- وإن كانت بسيطة للغاية والتي تُقدَّر بأنها أقل من 0.1%- جاءت من الأم المُتبرِّعة بالبويضة، ولذا تُطلق على هذه التقنية "تقنية الآباء الثلاثة"، وقد استُخدِمَت بنجاح أيضًا في بريطانيا عام 2023.
لكنَّ الحدث الأكثر خطورةً وإثارة كان في الصين، وذلك عام 2018، عندما أعلن الطبيب الصيني ولادة أول طفلتين تم هندسة خارطتهما الجِينِيَّة، وذلك بهدف حمايتهما من مرض "الآيدز" الذي كان الأب مُصابًا به، وقد أدّى هذا الإعلان إلى موجة من الشجب والاستنكار، كما تم حبس الطبيب لمدة 3 سنوات لإقدامه على عمليات غير مُرخَّص لها، لكنَّ الطفلتين وُلِدَتَا وهُمَا بكامل صحتهما، وتُعدان أول طفلتين تعرضتا لهندسة جينية وتغيير جيني كبير نسبيًا.
وتُشير بعض الدراسات إلى أن الجينات التي تم هندستها تؤثِّر أيضًا على القدرات الدماغية لهما؛ إذ تقوم بتحسين ذاكرتهما، وترفع مستوى الذكاء عند الطفلتين، وما زالت الطفلتان على قيد الحياة وتعيشان مع أسرتيهما.
إنَّ طبيعة هذه التقنيات أنها تنتشر، بغض النظر عن الحواجز الموضوعة أمامها. وعلى الرغم من المحاولات التي بذلتها الدول المختلفة لمنع انتشار السلاح النووي، إلّا أن هذه المحاولات لم تنجح، وانتشرت هذه الأسلحة. وكذلك الحال مع الأسلحة البيُولوجية والكيميائية، ولذا فإن الوقوف أمام أمواج التقنيات التي تغزو عالمنا لا يُجدي نفعًا في غالب الأحيان.
ومن هُنا، يرى البعض أن اختراع التقنيات وتطويرها لم يَعُد التحدي الذي يواجه البشرية، إنما التحدي يكمُن في السيطرة على التقنيات، بحيث تظل في مجالات مُعيَّنة تُفيد المجتمعات البشرية ولا تضرُّها، وهذا يرتبط ارتباطًا وثيقًا بثقافة المجتمعات التي تُطوِّر التقنيات والمبادئ والقيم التي تُؤمِن بها، ومن هُنا فإن التقنيات التي يتم إنتاجها في الغرب إنما هي نتاج الثقافة والقيم الغربية، لكنها تؤثر بشكل كبير جدًا على سلوكنا وعلى طريقة تفكيرنا، بحيث غدت أجيالنا اليوم نتاج هذه التقنيات سلوكًا وتفكيرًا، بقدر كَوْنِ هذه التقنيات منتجات لعقول البشر التي انتجتها.
وأخيرًا.. من الخطأ النظر إلى هذه البحوث العلمية على أنها تَرَفٌ فكريٌ؛ بل هي بحوث سيكون لها بالغ الأثر علينا في المستقبل القريب، ولربما ستغدو جزءًا من الاستراتيجية الأمنية لبعض الدول؛ إذ بدلًا من استخدام الآلة الحربية للتخلص من الأعداء، فإنَّ التقنية الحيوية قد تُوفِّر بديلًا طبيعيًا ودون الحاجة إلى خوض حروب طاحنة، ولذا رُبما نشهد في هذا القرن نهاية الانسان بنسخته الحالية؛ لتُنتَج منه نسخةٌ مُطوَرةُ من فصيل "الإنسانيات"، لكن هذه المرة بانتخابٍ بشريٍ وبأجندة سياسية لا بانتخاب الطبيعة!
* سلسة من المقالات عن تاريخ علوم الحياة وحاضرها وفلسفتها والتقنيات القائمة عليها
** كلية العلوم، جامعة السلطان قابوس
رابط مختصر