عام على "مجزرة المعمداني".. ومشافي غزة تئن تحت وطأة الإبادة والحصار
تاريخ النشر: 17th, October 2024 GMT
غزة - خاص صفا
في مثل هذا اليوم من عام 2023، ارتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي أكبر مجزرة في قطاع غزة، بعدما حوّل مستشفى المعمداني من مكان للطبيب واستقبال النازحين إلى ساحة مليئة بالدماء والأشلاء المتناثرة في كل مكان، بفعل القصف الإسرائيلي.
مع بداية حرب الإبادة الجماعية على القطاع، لجأ مئات المواطنين إلى المستشفى علها تكون ملاذًا آمنًا لهم من القصف الإسرائيلي الذي طال كل "البشر والشجر والحجر" في القطاع، دون مراعاة لكل القوانين الدولية.
لم يكن يعلم النازحون بأن هذا المكان الآمن سيكون هدفًا للاحتلال الذي أغارت طائراته بصواريخها على ساحته المكتظة بهؤلاء المواطنين في مساء يوم 17 تشرين الأول/أكتوبر 2023، ما أدى لاستشهاد 500 مواطن، وإصابة العشرات بجروح مختلفة.
خلال لحظات معدودة، بدا المشهد مرعبًا ومأساويًا لا يمكن وصفه من شدة بشاعته التي فاقت كل التصورات، بعدما تحولت ساحة المستشفى إلى بركة من الدماء، وتسبَّبَت المجزرةُ الإسرائيلية بكارثةً حقيقية.
تلك الصواريخ الغادرة مزّقت أجسادَ معظم الشهداء وحولتها إلى أشلاء متقطعة ومحترقة، غابت ملامحهم، لدرجة لم يتمكن أهلها من التعرف عليها.
مشاهد مروعة
وأظهرت مقاطع الفيديو والصور التي بثتها وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي حينها، مشاهد مروعة في ساحة المستشفى للشهداء والمصابين، في صدمة أصابت الجميع بالذهول من هول بشاعتها.
وأعلنت وزارة الصحة في غزة حينها، عن ارتفاع ضحايا القصف الإسرائيلي الذي استهدف ساحة مستشفى المعمداني في غزة إلى 500 شهيد، معظمهم من النساء والأطفال.
ومستشفى المعمداني يعد أقدم مشفى في قطاع غزة، بني قبل نكبة فلسطين عام 1948 بأكثر من نصف قرن وسط مدينة غزة في أحد المربعات السكنية المكتظة في حي الزيتون.
ورغم دفن جثامين الشهداء، إلا أن آثار القصف والدمار ما تزال عالقة في أرجاء المستشفى، كما في ذاكرة كل فلسطيني.
وروى أحد الناجين لوكالة "صفا"، تفاصيل تلك المجزرة البشعة قائلًا: إن "الاحتلال تعمد استهدافنا بشكل مباشر، في مجزرة وحشية فاقت كل التصورات والمجازر".
وأضاف "لا يوجد مكان آمن في قطاع غزة، حتى المستشفيات تم استهدافها بالصواريخ، مما أدى لاحتراق جثامين وتحويلها إلى أشلاء متقطعة".
وأثارت مجزرة المعمداني غضبًا وتنديدًا فلسطينيًا وعربيًا ودوليًا واسعًا، واصفين إياها بـ" المحرقة الحقيقة"، وبأنها جريمة حرب.
جرائم لا تتوقف
ومنذ بداية حرب الإبادة في السابع من أكتوبر الماضي، لم تتوقف قوات الاحتلال عن ارتكاب المجازر في قطاع غزة، ولا يكاد يمر يوم دون أي مجزرة بحق المدنيين الفلسطينيين، كما حدث يوم الخميس، جراء قصف طائرات الاحتلال مدرسة أبو حسين التي تؤوي نازحين في مخيم جباليا شمالي القطاع، ما أدى لاستشهاد 28 مواطنًا وإصابة 160 آخرين، معظهم من الأطفال والنساء.
هذه المذبحة، كما يوضح المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، ترفع عدد مراكز الإيواء والنزوح التي قصفها الاحتلال إلى 192 مركزًا تضم مئات آلاف النازحين المشردين، بفعل حرب الإبادة الجماعية.
وأوضح أن جيش الاحتلال ارتكب أبشع المجازر في قطاع غزة خلال حرب الإبادة الجماعية.
والثلاثاء، نشر المكتب الإعلامي أبشع المجازر الفظيعة والمذابح الوحشية التي ارتكبها جيش الاحتلال في القطاع، أبرزها مجزرة مستشفى المعمداني.
والمجازر هي:
مجزرة مجمع الشفاء الطبي (400 شهيد)، الثلاثاء الموافق 31 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
مجزرة مجمع ناصر الطبي (392 شهيدًا)، الخميس 15 شباط/ فبراير 2024.
مجزرة معسكر جباليا (408 شهداء)، الثلاثاء 31 أكتوبر 2023.
مجزرة دوار الكويت بغزة (مجزرة الطحين) (112 شهيدًا)، الجمعة 15 آذار/ مارس 2024.
مجزرة دوار النابلسي بغزة (119 شهيدًا)، الخميس 29 فبراير 2024.
مجزرة سوق النصيرات (278 شهيدًا)، السبت 8 يونيو/حزيران 2024.
مجزرة البريج قرب مسجد الفرقان (102 شهيدًا)، الثلاثاء 17 أكتوبر 2023.
مجزرة مواصي خان يونس (90 شهيدًا)، السبت 13 تموز/ يوليو 2024.
مزرة برج المهندسين بالنصيرات (350 شهيدًا)، الثلاثاء 31 أكتوبر 2023.
مجزرة التاج بمدينة غزة (400 شهيد)، الأربعاء 25 أكتوبر 2023.
مجزرة حي اجديدة بالشجاعية (400 شهيد)، السبت 2 كانون الأول/ ديسمبر 2023.
مجزرة مدرسة التابعين (100 شهيد)، السبت 10 آب/أغسطس 2024.
مجزرة خيام النازحين في رفح (50 شهيدًا)، الأحد 26 أيار/ مايو 2024.
وعلى مدار عام كامل، وجيش الاحتلال يواصل استهدافه للمستشفيات والمنظومة الصحية في القطاع، عبر الاقتحام والتدمير والحصار، وحرق أقسامها ومعداتها الطبية، ومنع إدخال الأدوية والمستلزمات الطبية إليها، وإخراجها عن الخدمة.
المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية
كلمات دلالية: مجزرة المعمداني حرب الإبادة فی قطاع غزة أکتوبر 2023 شهید ا فی غزة
إقرأ أيضاً:
تدمير 34 مستشفى من أصل 38 بعد 15 شهرا من الإبادة الإسرائيلية... كيف يبدو قطاع الصحة بغزة؟
على مدار أكثر من 15 شهرا من الإبادة التي ارتكبتها إسرائيل بغزة، لم يسلم القطاع الصحي من دائرة الاستهداف المباشر، إلى جانب تبعات الحصار الذي تفرضه تل أبيب، ما أضاف عبئا هائلا على كاهل الفلسطينيين.
إسرائيل قتلت عددا كبيرا من الكوادر الطبية باستهداف المنشآت الصحية واعتقلت آخرين، ما أدى إلى نقص حاد في الطواقم الطبية داخل القطاع.
كما منعت القيود الإسرائيلية دخول فرق طبية دولية للمساهمة في تخفيف العبء، ما جعل النظام الصحي في غزة يواجه شبح الانهيار الكامل.
وصباح الأحد، دخل اتفاق وقف إطلاق النار بغزة حيز التنفيذ، ومن المقرر أن تستمر المرحلة الأولى منه 42 يوما، يتم خلالها التفاوض لبدء مرحلة ثانية ثم ثالثة، بوساطة مصر وقطر والولايات المتحدة.
إحصائيات رسميةومنذ 7 أكتوبر 2023 دمرت إسرائيل 34 مستشفى من أصل 38، منها حكومية وأهلية، تاركة 4 مستشفيات فقط تعمل بقدرة محدودة رغم تضررها، وسط نقص حاد بالأدوية والمعدات الطبية، بحسب آخر إحصائية للمكتب الإعلامي الحكومي بغزة.
كما أخرجت الغارات الإسرائيلية 80 مركزا صحيا عن الخدمة بشكل كامل، إلى جانب تدمير 162 مؤسسة طبية أخرى.
ولم تسلم سيارات الإسعاف من الاستهداف الإسرائيلي، فدمرت 136 سيارة، ما أدى إلى شلل كبير بقدرة الطواقم الطبية على الاستجابة لحالات الطوارئ.
وتعرضت الكوادر الطبية في غزة لاستهداف مباشر، إذ وثق المكتب الإعلامي الحكومي « استشهاد 331 من العاملين في القطاع الصحي، بينهم ثلاثة أعدموا داخل السجون الإسرائيلية ».
حصار مطبقفي السياق، قال متحدث وزارة الصحة بغزة خليل الدقران: « خلال الإبادة الإسرائيلية كنا نعمل في ظروف صعبة للغاية، حيث كان الحصار مطبقا، ووصلتنا أعداد كبيرة جدا من الشهداء والمصابين فاقت السعة الاستيعابية للمستشفيات في غزة، ما جعلنا نعمل على مدار الساعة دون مغادرة المرافق ».
وأضاف الدقران للأناضول أن « الاحتلال (الإسرائيلي) دمر معظم المستشفيات وأخرجها عن الخدمة، فضلا عن استهداف المرافق الصحية بشكل مباشر ».
وذكر أن « الطواقم الطبية قامت بكل ما بوسعها لإعادة تشغيل المستشفيات المتضررة رغم الإمكانيات المحدودة، ونعمل بجهد كبير لإعادة تشغيل المستشفيات بالحد الأدنى، في انتظار دخول المساعدات الطبية لتوفير الاحتياجات الأساسية ».
وأضاف أن القطاع الصحي يعاني من نقص حاد في الكوادر نتيجة استهداف الاحتلال، وأنه بحاجة ماسة لدخول فرق طبية من خارج غزة للمساعدة في التخفيف عن كاهل الطواقم المحلية.
مستشفى الشفاءالجيش الإسرائيلي اقتحم « مجمع الشفاء الطبي » بمدينة غزة أول مرة في 16 نونبر 2023، لمدة 10 أيام، واعتقل كوادر طبية ونازحين وقتل آخرين، ودمر محتويات المستشفى وعددا من مبانيه.
وبين 18 مارس ومطلع أبريل 2024، كان الاقتحام الثاني للمستشفى ذاته، ودمرت القوات الإسرائيلية أقسامه وأحرقتها وارتكبت مجازر داخلها وبمحيطها وأخرجتها عن الخدمة بشكل تام.
ومجمع الشفاء تابع لوزارة الصحة، ويعدّ أكبر مؤسسة صحية بالقطاع، وتأسس عام 1946، ويضم 3 مستشفيات متخصصة هي: النساء والتوليد مع قسم حضانة للأطفال الخدج، ومستشفى الأمراض الباطنية، ومستشفى الجراحة، إضافة إلى قسم الطوارئ ووحدة العناية المركزة والأشعة وبنك الدم والتخطيط وغيرها.
مستشفى أصدقاء المريضفي 10 فبراير الماضي 2024 أقدم الجيش الإسرائيلي خلال توغله بمدينة غزة على تدمير وحرق « مستشفى أصدقاء المريض ».
وفي 12 يوليوز 2024 تعرض المستشفى مجددا لقصف جوي إسرائيلي وقذائف مدفعية، ما أدى لتدميره وخروجه عن الخدمة بالكامل.
المستشفى تأسس في 1980 في حي الرمال بغزة، وتصل قدرته الاستيعابية إلى 19 سريرا، لكن مع الهجمات الإسرائيلية على غزة رُفعت قدرته إلى أكثر من 100 سرير، وفق مصادر فلسطينية.
ويتبع المستشفى لـ »جمعية أصدقاء المريض الخيرية » وهي مؤسسة أهلية غير ربحية تأسست في العام 1980.
مستشفى كمال عدوانيقع في بلدة بيت لاهيا شمال القطاع، وفي دجنبر 2023 دمر الجيش الإسرائيلي أجزاء واسعة منه، ثم عاود وشن غارات جوية أدت إلى تدمير مولدات الطاقة الخاصة به في مايو 2024.
وفي ديسمبر 2024، اقتحم الجيش الإسرائيلي المشفى، وأجبر الطواقم الطبية والمرضى ومرافقيهم على الإخلاء الفوري.
وشهد المستشفى خلال الاقتحام أعمال تخريب واسعة، وأقدم الجنود على حرق أقسام وتدمير أخرى، مما تسبب بتوقف الخدمات الطبية، كما اعتقلوا مديره حسام أبو صفية، الذي لاقت صورته وهو يغادر وحيدا بين الركام تفاعلا كبيرا على منصات التواصل، بين مشيدين بصمود الطبيب الإنسان، وآخرين مستائين من الخذلان.
والمستشفى هو الرئيسي بمحافظة شمال قطاع غزة، ويتكون من 4 مبان، ويضم أقسام الطوارئ والاستقبال العام واستقبال الأطفال والجراحة العامة، إلى جانب أقسام جراحة العظام والعناية المركزة والأشعة، ومختبر وصيدلية.
مستشفى العودةيقع في منطقة تل الزعتر على أطراف مخيم جباليا شمال القطاع، وفي نوفمبر 2023 حاصره الجيش الإسرائيلي 18 يوما ودمر الطوابق العلوية منه وسيارات الإسعاف.
اعتقل الجيش عدنان البرش، أشهر جراحي غزة، أثناء تواجده بالمستشفى إلى جانب مجموعة من الأطباء، قبل أن يعلن نادي الأسير الفلسطيني (غير حكومي) « استشهاد البرش » في سجون إسرائيل في مايو 2024.
وفي يناير 2024 قصفت المدفعية الإسرائيلية المستشفى واستهدفت أحد مبانيه، ما أدى إلى تضرر العديد من الأجهزة الطبية.
ومنذ 5 أكتوبر الأول 2024 وحتى وقف إطلاق النار الأحد، فرض الجيش الإسرائيلي حصارا مشددا على المشفى، ودمر أجزاء منه ومنع وصول الطواقم الطبية.
المستشفى الإندونيسيفي نوفمبر 2023 دمر الجيش الإسرائيلي أجزاء من المستشفى، وأحرق عددا من طوابقه وأخرجه عن الخدمة جزئيا.
وحاله من حال المستشفى الذي قبله، حيث فرض عليه الجيش الإسرائيلي خلال الفترة ذاتها حصارا مشددا ضمن خطة التطهير العرقي التي نفذها شمال القطاع.
المستشفى حكومي أنشئ عام 2014 شمال القطاع، بإشراف وتنفيذ مؤسسة « ميرسي » الإندونيسية وبتمويل من تبرعات الشعب الإندونيسي.
مستشفى الأملفي فبراير 2024 شن الجيش الإسرائيلي غارات على « مستشفى الأمل » التابع لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، بمدينة خان يونس جنوب القطاع.
وفي الشهر نفسه، اقتحمت القوات الإسرائيلية المستشفى ودمرت أجزاء منه واعتقلت وقتلت عددا من العاملين فيه.
تأسس المستشفى على 4.5 دونمات عام 1997، ويتكون من 5 طوابق، ويضم 100 سرير.
مستشفى ناصرفي فبراير 2024 اقتحم الجيش الإسرائيلي « مستشفى ناصر » جنوب قطاع غزة، المكتظ بالجرحى والمرضى وآلاف النازحين، ودمر عددا كبيرا من أجهزته الطبية.
ويقع « مستشفى ناصر » بمدينة خان يونس، ويعد الأهم في منطقة جنوب قطاع غزة، ويضم 512 سريرا.
وبين 7 أكتوبر 2023 و19 يناير الجاري، خلفت الإبادة الإسرائيلية أكثر من 157 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وإحدى أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم.