صدى البلد:
2024-12-23@17:39:36 GMT

هند عصام تكتب: مقصوفة الرقبة

تاريخ النشر: 17th, October 2024 GMT

مقصوفة الرقبة مقولة عمرها مديد منذ مائتي عام وأكثر وهذه المقولة التي لطالما  ظلت تتردد في كل البيوت المصرية على ألسنة جميع أمهات مصر كتوبيخ للفتيات ولم نعلم معناها ولا أصل هذه المقولة ولماذا قيلت وفي حقيقة الأمر انطلقت هذه المقولة مع خروج الحملة الفرنسية من مصر والتي خرجت معها وقصفت روح زينب البكرى وذلك عندما تعالت الأصوات يوماً ما وتصاعدت النداءات وامتزجت باللعنات التي توبخ شخصية مقصوفة الرقبة و تردد على ألسنة الناس «اقتلوا الزانية.

. اقطعوا رأس الفساد.. أحرقوا جسدها المدنس.. قطعوا أوصالها وفرقوها فى البلاد.. حتى تأكلها الوحوش الضارية.. مزقوا جسدها ولا تجعلوا له شكلا ولا كيانا.. اقتلوها.. اذبحوها.. اسلخوها.. أحرقوها.. مزقوها».
ليبقي السؤال هنا ما هي الحكاية ومن هي مقصوفة الرقبة زينب البكري وما علاقتها بالحملة الفرنسية ولماذا قصفت رقبتها كل هذا واكثر في قصة زينب مقصوفة الرقبة ؟؟؟

كانت هناك فتاة في مصر المحروسة اسمها زينب عمرها لا يتخطي ال16 عامًا ، وكانت زينب من الطبقة المخملية في ذلك الوقت من الأعيان سليلة الحسب والنسب مثلما يقال، وكان أبيها الشيخ خليل البكري أحد أكبر أعيان القاهرة في ذلك الوقت، وواحد من شيوخ طبقة الأشراف التي كان لها سلطة على مجريات الأمور في مصر خلال الوجود الفرنسي في البلد.
خرجت زينب بنت الحسب والنسب عن أعراف وتقاليد المجتمع حينما قررت اعتناق نمط الحياة الفرنسية، فارتدت الفساتين القصيرة وخالطت الشباب بحرية تامة، وقيلت إنها شوهدت هي ورفيقاتها يضحكن بصوت عالي في الطرقات.وعلى الرغم من أن المشهد يبدو عاديًا في وقتنا الحالي، إلا أن المجتمع لم يتحمل ضحكات الفتيات في الطرقات ، وارتداء الفستاتين القصيرة المكشوفة، حسب وصف الجبرتي، المؤرخ الشهير، وأطلق عليهن لقب المتفرجنات.
ولأن زينب سليلة الحسب والنسب، وصديقاتها كانوا من الطبقة الراقية سريعًا ما انبهرن بالفرنسيين "الفرنسيس"، وما أغضب المصريين أن زينب البكرية سليلة الحسب والنسب، وصديقتها اللاتي ارتكبن الفظائع كل على مرأى ومسمع أبيها الشيخ خليل البكري الذي لطالما تودد للفرنسيين وتقرب منهم، فمنحوه لقب نقيب الأشراف.
و توطّدت علاقة نابليون الذي كان يسكن في حي "الأزبكيّة" حاليّاً بالشيخ خليل البكري، حيث كان يسعى إلى السيطرة على الشيوخ الذين يعارضون تواجده في مصر.

ووفقاً لمؤلّفات بعض المؤرّخين، مثل عبدالرحمن الجبرتي، فإنّ نابوليون أحبّ زيارة الشيخ خليل كلّ ليلةٍ ليسهر معه في حفل مليء بالرقص والشرب بين نساء فرنسا وباقي قادة الحملة.

وكانت زينب بنت البكري تبلغ من العمر حوالي 16عاماً، وكانت تجلس في تلك السهرات.
ووصف بعض الكتّاب زينب بأنّها كانت من أجمل الفتيات في مصر خلال تلك الحقبة، ولم تكن سمينةً كما كان حال معظم النساء في تلك الحقبة.

و كان والدها يعطيها كل الحرية في الاستماع إلى الموسيقى والخروج إلى الشارع وارتداء الملابس التي تشبه ملابس الفرنسيّات الموجودات بالقاهرة، والتي كان يعتبرها باقي الشيوخ نوعاً من "التبرّج" أو انعدام الحِشمة!

وأشاعوا أنّه هناك علاقة غير شرعيّة بين زينب ونابوليون لا يعرفون مداها!
و أصبحت قصة زينب البكرية ونابليون بونابارت من أشهر القصص التي تداولها المصريّون على ألسنتهم في ذلك الوقت.

وأدانوا والدها الشيخ خليل في هذا الأمر، معتبرين أنّ ما يفعله خليل مع قائد الحملة الفرنسيّة يعتبر خيانةً للمصريين، إذ أنّ الجنود الفرنسيّين قتلوا العديد من المصريّين خلال ما يُسمّى بثورة القاهرة الأولى، والتي كانت أحداثها مشتعلة بينما خليل وابنته يسهران مع نابوليون!
أثناء اشتعال أحداث ثورة المصريّين ضدّ الفرنسيّين، نجحت مجموعة من الغاضبين في اقتحام منزل الشيخ خليل، وضربوه وخرّبوا منزله، فذهب إلى نابوليون واشتكى له ما حدث، فأعطاه قائد الحملة أموالاً ليعيد إصلاح منزله ووعده بالحماية.

لكن حدث ما لم يكن خليل يتوقّعه... رحلت الحملة الفرنسيّة عن مصر ، وخضع تحت أيدي الغاضبين الذين اتهموه بالخيانة، لكنّهم لم يكونوا غاضبين منه أكثر من غضبهم من ابنته زينب التي وصفوها بالخائنة الفاجرة!

و ظلت حياة زينب كما هى بعد أن خرج نابليون من مصر عام 1800، لكن الأحوال تبدلت بعدخروج الحملة الفرنسية من مصر عام 1801، حيث قرر الحاكم العثمانى التخلص من كل آثار الاحتلال وأعوانه، وبدأوا بزينب عشيقة نابليون، وبدلا من محاكمة والدها خليل البكرى وجد الشعب فى محاكمة الطفلة التى كانت تبلغ وقتها ستة عشر عاما الحل الأسلم، فدخلوا بيتها واتهموها بالفسق والخيانة والتحالف مع العدو الفرنسى ولم تكن نذالة والدها أمرا غريبا فى هذا الموقف فقد فدا نفسه بها، وأعلن تبرأه منها وأنها مسؤولة عن أفعالها وحكم عليها قبل أى أحد قائلا «اقصفوا رقبتها»، وهو ما تم بالفعل حيث صدر الحكم بإعدام زينب وفصل رقبتها وتعليقها على باب القلعة لتكون عبرة للآخرين، ونفذ الحكم وأصبحت زينب أول مقصوفة رقبة عرفها التاريخ المصرى، وفلت والدها من العقاب وأغمض التاريخ عينه عن كل جرم ارتكبه وظل يلاحق زينب بالعار، وخلد ذكراها على أنها فاسقة عاهرة خائنة باعت شرفها لنابليون دون أن يعترف أن والدها هو المذنب والمحرض والمسؤول الأول والأخير، فكل هذا لا يهم، المهم أن زينب المتهمة بالفسق والفجور قد ماتت وقصفت رقبتها وعلقت على باب القلعة ليبقي السؤال هنا هل كانت زينب جاني ام ضحية ومجني عليها.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الحملة الفرنسی الشیخ خلیل فی مصر

إقرأ أيضاً:

رأي اليوم: الجولاني قابل مرجعية شيعية في دمشق وأمر بمفرزة أمنية لحماية مقام السيدة زينب

بغداد اليوم - متابعة

كشفت موقع "رأي اليوم الإخباري"، اليوم السبت (21 كانون الأول 2024)، أن قائد هيئة تحرير الشام أحمد الشرع، قابل مرجعية شيعية في سوريا وأمر بتخصيص مفرزة أمنية لحماية مرقد السيد زينب هناك.

ووفقا للموقع، فأن" قائد هيئة تحرير الشام السورية أحمد الشرع أبلغ العديد من الدبلوماسيين الغربيين وتحديدا الأمريكيين  الذين التقاهم بعد ظهر الجمعة بانه وجه رسائل خاصة لجميع الطوائف في المكونات الاجتماعية السورية عنوانها بناء دولة تمثل جميع السوريين".

وتضمنت رسائل الشرع كما كشفت بعض المصادر المختصة النقاب تطمينات للعديد من المكونات الاجتماعية القلقة من تأثير الثورة السورية واحتمالات  الفوضى، ويبدو ان الشرع شخصيا قابل لجنة تمثل جزءا حيويا من الشيعة السوريين والعراقيين في العاصمة دمشق".

 وفي مكتب بالقرب من مقام السيدة زينب وقدم ضمانات لمرجعية الشيعة في تلك المنطقة الذين يديرون ذلك المقام و يشرفون على خدماته، وبعد ذلك اللقاء تبين بان القائد الشرع أمر بتخصيص مفرزة من المقاتلين في جهاز الرصد الأمني التابع له لتأمين حماية وحراسة مقام السيدة زينب تحديدا في وسط العاصمة دمشق".

ويشكل ذلك خطوة لإظهار جدية الهيئة التي تدير الأمور في العاصمة السورية تجاه توفير ضمانات لجميع الأقليات والمكونات الاجتماعية، كما أبلغ الشرع انه أرسل وفدا  رفيع المستوى للقاء ما يسمي بمجلس الطائفة العلوية في مدينة اللاذقية و في مدينة طرطوس وانه أبلغ قادة المكون العلوي في البنية السورية بان لديهم ضمانات أمنية   وآمنة تماما سواء للموظفين المدنيين والعسكريين من الطائفة العلوية الذين سيخضعون مثل غيرهم لإجراءات ما يسمى بالتسوية او سواء لتجمعاتهم السكانية  وأحيائهم   خلافا لأرصدتهم في المؤسسات المالية ومصالحهم التجارية".

ومن قادة الطائفة العلوية طلبت الإدارة الجديدة في دمشق بتفويض من القائد أحمد الشرع التدخل لحث موظفي لجيش السوري من العلوييين والكوادر الأمنية إلى التحرك لإجراء التسوية المعلنة مقابل ضمانات بأن لا يمس هؤلاء ويأمنون على حياتهم وعدم ملاحقتهم".

كما أن الوفد الذي قابل ممثلا للشرع والإدارة شخصيات بارزة في الطائفة العلوية أشار إلى ان المرحلة اللاحقة قد تشمل إعادة بعض الموظفين العلويين الذين يتقدمون بتسوية قانونية إلى أعمالهم ووظائفهم  إذا ثبت أنهم من غير المتورطين في قتل مواطنين سوريين.

مقالات مشابهة

  • نهال علام تكتب: زوجات النبي ( 2 )
  • زينب تدخل موسوعة جينيس بـ5 ساعات طهي متواصل.. «حطمت الرقم الأمريكي»
  • بوراص: درنة تكتب فصولاً جديدة من الأمل
  • شيخة الجابري تكتب: الأمن السيبراني وحماية الأطفال
  • احذر.. النوم بهذه الوضعيات يسبب آلام الرقبة
  • هند عصام تكتب: مفيش هرم للإيجار
  • نجاة عبد الرحمن تكتب: التوحد
  • رأي اليوم: الجولاني قابل مرجعية شيعية في دمشق وأمر بمفرزة أمنية لحماية مقام السيدة زينب
  • السوداني يحذر الحكومة الانتقالية في سوريا من استهداف مرقد زينب
  • عربي21 ترصد الأجواء بمقام السيدة زينب في ريف دمشق بعد سقوط الأسد (شاهد)