العثور على جمجمة عملاقة تكشف أسرار الأفيال المنقرضة
تاريخ النشر: 17th, October 2024 GMT
كشف العلماء إن جمجمة أحفورية عملاقة عثر عليها في وادي كشمير بالهند منذ عقود من الزمن تنتمي إلى نوع منقرض غير معروف من الأفيال ذات "الأنياب المستقيمة" .
وبحسب صحيفة "اندبيدنت" البريطانية، عثر الباحثون على الجمجمة، إلى جانب ما يقرب من 90 أداة حجرية استخدمها البشر ما قبل التاريخ، في أواخر عام 2000 من قبل باحثين بقيادة غلام بهات من جامعة جامو.
يكشف تحليل جديد للحفرية، نُشر في مجلة علم الحفريات الفقارية ، أنها تنتمي إلى مجموعة من الفيلة ذات الأنياب المستقيمة تسمى Palaeoloxodon، مما يطرح المزيد من الأسئلة حول انقراضها.
كانت هذه من أكبر الثدييات البرية التي عاشت على الإطلاق، حيث وصل ارتفاعها عند الكتف إلى حوالي أربعة أمتار وبلغ وزنها عند البلوغ حوالي 10 أطنان.
وقال الباحثون إن "هذا النوع من الارتباط بين الأدوات الحجرية وبقايا الفيلة المعدلة بواسطة الإنسان أمر نادر".
وتظهر الدراسات أن هذه الأحفورة تختلف عن جماجم Palaeoloxodon الأخرى التي وجدت في الهند، حيث تفتقر إلى قمة مميزة سميكة بارزة إلى الأمام في سقفها.
وقال ستيفن تشانج، أحد المشاركين في الدراسة، في بيان: "من الحجم وضروس العقل وبعض السمات الأخرى المميزة للجمجمة، من الواضح أن الحيوان كان فيلًا ذكرًا مهيبًا في أوج حياته".
وأضاف: "ولكن عدم وجود قمة جمجمة متطورة بشكل جيد، وخاصة عند مقارنتها بجماجم ذكور ناضجة أخرى من أوروبا والهند، يخبرنا أن لدينا نوعًا مختلفًا بين أيدينا هنا."
يساعد هذا الاكتشاف في حل لغز آخر حول شجرة عائلة الفيلة، إذ أوضح الباحثون إن ملامح جمجمة الفيل الكشميري تبدو مشابهة لجمجمة نادرة اكتشفها آثريون في تركمانستان في الخمسينيات من القرن الماضي والتي تفتقر أيضًا إلى قمة بارزة في سقف الجمجمة على الرغم من أن ملامحها الأخرى "متشابهة للغاية" مع الأنواع الأوروبية المعروفة بالفعل.
عندما تم العثور على جمجمة تركمانستان، اعتقد العلماء أنها قد تكون ببساطة فردًا شاذًا من النوع الأوروبي P antiquus .
ظهر تحليل الأدوات الحجرية البالغ عددها 87 والتي عُثر عليها مدفونة إلى جانب بقايا الفيل أن جمجمة كشمير تعود إلى العصر البلستوسيني الأوسط منذ 300 ألف إلى 400 ألف عام، مما يضعها في جدول زمني مماثل لأحفورة تركمانستان.
وقال أدفيت جوكار، أحد مؤلفي الدراسة الأخيرة: "مع إضافة جمجمة كشمير إلى المزيج، أصبح من الواضح الآن أن العينتين يمكن اعتبارهما نوعين متميزين لم نكن نعرف الكثير عنهما من قبل، مع انتشار واسع من آسيا الوسطى إلى شبه القارة الهندية الشمالية".
وتنص الدراسة على أن هذه العينة الجديدة من كشمير حالة قوية لوجود نوع من الباليولوكسودون يعود إلى العصر البلستوسيني الأوسط في وسط وجنوب آسيا".
طور جنس الباليولوكسودون لأول مرة في أفريقيا منذ مليون عام، وكان يمتلك جبهة ضيقة محدبة وقمة جمجمة غير مكتملة النمو، وكانت هذه الأفيال، التي عُثر على حفرياتها في أوروبا والهند، تمتلك جبهة عريضة للغاية ومسطحة وقمة سميكة غالبًا ما تبرز إلى الأمام من سقف الجمجمة.
وقال العلماء إن نوع الفيلة "P turkmenicus" بجبهته العريضة المسطحة وقمة جمجمته الخافتة ربما يمثل حلقة مفقودة تملأ فجوة في فهمنا لتطور الفيلة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: جمجمة علم الحفريات الفقارية كبر الثدي حسب صحيفة الكشمير
إقرأ أيضاً:
أسرار الانتصار.. كيف تحافظ المقاومة على قوتها
كتب: معن بن علي الدويش الجربا
عبر التاريخ قرأنا وسمعنا عن قصص وملاحم لانتصارات حققتها شعوب مستضعفة على قوى عالمية استعمارية عظمى، رغم ما تملكه هذه القوى من فائض جبار للقوة وفارق مهول في التسليح والتكنولوجيا، ولكن ما أن يتحقق هذا الانتصار حتى يبدأ العد العكسي باتجاة الضعف لهذه المقاومة تدريجيا مع مرور الزمن، فيغتنم العدو الفرصة السانحة للانقضاض عليها من جديد.. فكيف يحدث هذا؟!
لا يمكن أن تحقق الشعوب المستضعفة انتصارات على القوى العالمية الاستعمارية الكبرى إلا إذا توافرت عدة شروط. الشرط الأول (الحق) وهو شعور هذا الشعب المستضعف بأنه صاحب حق، حيث إن هذا الشعور يكسبه قوة معنوية عالية. الشرط الثاني (التضحية) وهو إمكانية هذا الشعب للتضحية، وعادة ما تكون هذه الإمكانية في أعلى درجاتها في الحالات الإيمانية الدينية. الشرط الثالث (مبدأ: ليس لدي ما أخسره)، وهي معادلة ترسلها هذه الشعوب المستضعفة للقوى العالمية بأنكم تخسرون أكثر مما نخسر، لأننا ليس لدينا ما نخسره. الشرط الرابع (الصبر)، حيث إن القوى العالمية لا تتأثر بالخسائر إلا على المدى الطويل.
إذا توفرت هذه الشروط، فإنه في الأغلب تستطيع هذه الشعوب المستضعفة تحقيق النصر على المستعمر، ولكن مع مرور الوقت يتغير شرط من أهم الشروط في معادلة النصر، الذي ذكرناها أعلاه وهو شرط (ليس لدي ما أخسره). فعادة، بعد أن تحقق هذه الشعوب المناضلة النصر، تبدأ بعملية بناء الدولة والمجتمع وتحقق نهضة في جميع المجالات: اقتصادية وعمرانية وغيرها. ومن هنا، تعود القوى العالمية الاستعمارية للانقضاض مرة أخرى على هذا الشعب حيث إن هذا الشعب أصبح لديه ما يخسره، وسوف يضطر أن يفاوض.
بعد شرح النظرية، فمن الجيد العودة للواقع اليوم، وهو ما يحدث في منطقتنا العربية والإسلامية، وخصوصا محور المقاومة. لا شك أن انتصار الثورة الإسلامية في إيران عام 1979 شكل تحولاً استراتيجياً في نظرية المقاومة ضد الكيان المحتل، حيث تحولت المقاومة من حركات نضال قومي عربي علماني، تمثلت في الحركة الناصرية في مصر والحركة القومية في سوريا والعراق، إلى حركة نضال عربي إسلامي، حيث اجتمع العنصر القومي بالعنصر الإسلامي، فأكسب المحور قوة فولاذية صلبة ليس من السهل كسرها، بعكس حركات النضال العلمانية.
سنلاحظ بعد عام 1979 انطلقت حركات المقاومة الإسلامية في الوطن العربي، خصوصاً في فلسطين ولبنان، وهو نتاج انتصار الثورة الإسلامية في إيران، وبذلك تشكل محور عربي إسلامي حقق نجاحات وانتصارات مذهلة خلال ما يقارب نصف قرن تقريباً.
بعد الانتصارات التي حققها هذا المحور، انطلقت التنمية في كل المجالات، وحقق هذا المحور تقدماً كبيراً في التنمية، لدرجة أن العدو بدأ يراهن على هذا الشرط الذي ذكرناه سابقاً، وهو شرط (ليس لدي ما أخسره). حيث بدأ العدو يلوح بتدمير كل التنمية التي حققها محور المقاومة خلال النصف قرن الماضية، وهنا مربط الفرس وهنا تهزم المقاومات في العالم.
بالتأكيد، من المهم جداً أن تحافظ الشعوب على مكتسباتها من التنمية والتقدم الحضاري، ولكن عندما يحاول العدو استغلال ذلك كنقطة ضعف، فمن المهم إيصال إشارات قوية وحقيقية للعدو بأننا على استعداد أن نعود لنقطة الصفر لنبدأ النضال من جديد، كما فعلنا سابقاً، ونعيد معادلة (سوف تخسرون أكثر مما نخسر). عندها فقط سوف يفكر العدو ألف مرة قبل أن يهاجم، لأنه يعرف أن العودة للمعادلة السابقة سيكون هو الخاسر الأكبر فيها.
الخلاصة منطقتنا تمر بمرحلة مصيرية ووجودية، واذا لم يشعر العدو بأننا على استعداد تام لدفع اي ثمن مهما كان لتحقيق النصر فإنه سيقدم على تنفيذ خطته لتدميرنا.. انا لا اشك مطلقا أن منطقتنا العربية والإسلامية ستنتصر إذا حققت هذه المعادلة، بعد التوكل على الله سبحانه وتعالى وتوفيقه.