سواليف:
2025-01-23@19:00:38 GMT

حَقُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ خَمْسٌ

تاريخ النشر: 17th, October 2024 GMT

حَقُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ خَمْسٌ

#ماجد_دودين

لا تمش في جنازتي عند موتي؟!!!

لن أمشي في جنازته إذا مات؟!

مقالات ذات صلة جباليا لن تسقط 2024/10/15

أوصيكم ألاّ يمشي أخي / زوجي / ابني / فلان في جنازتي؟!!!

هذه العبارات … وهذه الوصايا تعدّ من أغرب وأحطّ ما أسمع من وصايا بين الأهل والإخوة والأقارب في هذا الزمن المظلم.

((لا تمش في جنازتي إذا متّ؟!!! لن أمشي في جنازته إذا مات؟! أوصيكم ألاّ يمشي فلان في جنازتي؟!!!)) أسألكم بالله… هل هناك جهل وغباء وظلم واعتداء أكثر من هذا؟!!!

والغريب أن تصدر هذه الجمل والعبارات والوصايا ممن يسمّون أنفسهم من المثقفين … وممن يحملون شهادات عليا …ومنهم من يحملون شهادات في علوم الشريعة …عن أيّ شريعة يتحدثون؟! بينهم وبين الشريعة والشرع أبعد مما بين السماء والأرض.

حتى في الجاهلية الجهلاء لم نسمع مثل هذا الهراء … فمن بين حقوق المسلم على المسلم أن يشهد جنازته إذا مات … هذه حقوق المسلم على المسلم لمجرد الاشتراك في الإسلام فكيف إذا اجتمع مع الإسلام ((القرابة والمجاورة والضيافة والصحبة وَالأُخُوَّةِ الْخَاصَّةِ فِي اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ.

مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ:

” حَقُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ خَمْسٌ:

يُسَلِّمُ عَلَيْهِ إِذَا لَقِيَهُ، وَيُشَمِّتُهُ إِذَا عَطِسَ، وَيَعُودُهُ إِذَا مَرِضَ، وَيَشْهَدُ جِنَازَتَـــــــــــــهُ إِذَا مَـــــاتَ، وَيُجِيبُهُ إِذَا دَعَاهُ “.

فَأَمَّا حَقُّ الْقَرَابَةِ: فَمَعْلُومٌ: وُجُوبُ بِرِّ الْوَالِدَيْنِ وَتَقْدِيمُ الأُمِّ فِي الْبِرِّ وَوُجُوبُ صِلَةِ الرَّحِمِ.

وَفِي الصَّحِيحَيْنِ مِنْ حَدِيثِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: مَنْ أَحَبَّ أَنْ يُوسِعَ اللَّهُ عَلَيْهِ فِي رِزْقِهِ وَيَنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ “.

وَأَمَّا حَقُّ الْجَارِ فَفِي الصَّحِيحَيْنِ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ وَعَائِشَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: ” مَا زَالَ جِبْرِيلُ يُوصِينِي بِالْجَارِ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ سَيُوَرِّثُهُ “.

وَأَمَّا حَقُّ الضَّيْفِ فَفِي الصَّحِيحَيْنِ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: ” مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ “.

وَأَمَّا حَقُّ الصُّحْبَةِ فَقَالَ مُجَاهِدٌ: صَحِبْتُ ابْنَ عُمَرَ وَأَنَا أُرِيدُ أَنْ أَخْدِمَهُ فَكَانَ يَخْدِمُنِي أَكْثَرَ…….

وَأَمَّا حَقُّ الصَّدَاقَةِ فَإِنَّهَا تُطْلَقُ عَلَى مَا دُونَ الأُخُوَّةِ، فَالأُخُوَّةُ هِيَ الْمَرْتَبَةُ الْعُلْيَا

وَهَذِهِ الأُخُوَّةُ الْخَاصَّةُ هِيَ الَّتِي عَقَدَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ أَصْحَابِهِ، وَقَدْ عُلِمَ أَنَّ الأُخُوَّةَ الْعَامَّةَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إخوة} وَاقِعَةٌ قَبْلَ عَقْدِهِ، غَيْرَ أَنَّهُ أَرَادَ الأَمْرَ الْخَاصَّ.

وَفِي الصَّحِيحَيْنِ مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ آخَى بَيْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ وَسَعْدِ بْنِ الرَّبِيعِ. وَقَدْ آخَى بَيْنَ خَلْقٍ كَثِيرٍ

وَهَذِهِ الأُخُوَّةُ هِيَ الَّتِي تُوجِبُ الْمَحَبَّةَ فِي اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَهِيَ أَوْثَقُ عُرَى الإِيمَانِ. كَذَلِكَ رَوَى الْبَرَاءُ بْنُ عَازِبٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: ” أَوْثَقُ عُرَى الإِيمَانِ أَنْ تُحِبَّ فِي اللَّهِ وَتُبْغِضَ فِي اللَّهِ “.

وَمِنْ جُمْلَةِ ثَوَابِ الْمُتَحَابَّيْنِ مَا رُوِيَ فِي الصَّحِيحَيْنِ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: ” سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ فِي ظِلِّهِ يَوْمَ لا ظِلَّ إِلا ظِلُّهُ ” فَذَكَرَ مِنْهُمْ رَجُلَيْنِ تَحَابَّا فِي اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ اجْتَمَعَا عَلَيْهِ وَتَفَرَّقَا عَلَيْهِ “.

وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ” إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: أَيْنَ الْمُتَحَابُّونَ بِجَلالِي؟ الْيَوْمَ أُظِلُّهُمْ فِي ظِلِّي يَوْمَ لا ظِلَّ إِلا ظِلِّي “.

وَبِالإِسْنَادِ عَنْ أَبِي مُسْلِمٍ الْخَوْلانِيِّ قَالَ: أَتَيْتُ مَسْجِدَ أَهْلِ دِمَشْقَ فَإِذَا حَلْقَةٌ فِيهَا كُهُولٌ مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَإِذَا شَابٌّ فِيهِمْ أَكْحَلُ الْعَيْنِ بَرَّاقُ الثَّنَايَا كُلَّمَا اخْتَلَفُوا فِي شَيْءٍ رَدُّوهُ إِلَى الْفَتَى، فَقُلْتُ لِجَلِيسٍ لِي: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: هذا معاذ ابن جَبَلٍ فَجِئْتُ مِنَ الْعَشِيِّ فَلَمْ يَحْضُرْ، فَغَدَوْتُ من الغد فلم يجيء، فَخَرَجْتُ فَإِذَا أَنَا بِالشَّابِّ يُصَلِّي إِلَى سَارِيَةٍ فَرَكَعْتُ ثُمَّ تَحَوَّلْتُ إِلَيْهِ، قَالَ فَسَلَّمَ فَدَنَوْتُ مِنْهُ فَقُلْتُ: إِنِّي أُحِبُّكَ فِي اللَّهِ تَعَالَى. قَالَ: فَمَدَّنِي إِلَيْهِ وَقَالَ: كَيْفَ قُلْتَ؟ قُلْتُ: إِنِّي أُحِبُّكَ فِي اللَّهِ. قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ” الْمُتَحَابُّونَ في الله عَلَى مَنَابِرَ مِنْ نُورٍ فِي ظِلِّ الْعَرْشِ يَوْمَ لا ظِلَّ إِلا ظِلُّهُ “…….

قَالَ: فَخَرَجْتُ حَتَّى لَقِيتُ عُبَادَةَ بْنَ الصَّامِتِ فَذَكَرْتُ حَدِيثَ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَحْكِي عَنْ رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ: ” حَقَّتْ مَحَبَّتِي لِلْمُتَحَابِّينَ فِيَّ، وَحَقَّتْ مَحَبَّتِي لِلْمُتَبَاذِلِينَ فِيَّ، وَحَقَّتْ مَحَبَّتِي لِلْمُتَزَاوِرِينَ فِيَّ، وَالْمُتَحَابُّونَ فِي اللَّهِ عَلَى مَنَابِرَ مِنْ نُورٍ فِي ظِلِّ الْعَرْشِ يَوْمَ لا ظِلَّ إِلا ظِلُّهُ “.

وَفِي حَدِيثِ عَمْرِو بْنِ عَبَسَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: ” إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ: حَقَّتْ مَحَبَّتِي لِلَّذِينَ يَتَحَابُّونَ مِنْ أَجْلِي، وَحَقَّتْ مَحَبَّتِي لِلَّذِينَ يَتَصَافُّونَ مِنْ أَجْلِي “.

وَفِي حَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: ” إِنَّ للَّهِ عَزَّ وَجَلَّ عِبَادًا عَلَى مَنَابِرَ مِنْ نُورٍ فِي ظِلِّ الْعَرْشِ يَغْبِطُهُمُ الشُّهَدَاءُ. قِيلَ: مَنْ هُمْ؟ قَالَ: الْمُتَحَابُّونَ فِي جَلالِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ “.

وَاعْلَمْ أَنَّ هَذَا الثَّوَابَ فِي هَذِهِ الْمَحَبَّةِ إِنَّمَا يَكُونُ إِذَا كَانَتْ للَّهِ تَعَالَى خَالِصَةً لا يَشُوبُهَا شَيْءٌ مِنَ الْكَدَرِ، وَمَتَى قَوِيَتْ مَحَبَّةُ اللَّهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى فِي الْقَلْبِ قَوِيَتْ مَحَبَّةُ أَوْلِيَائِهِ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِهِ، فَلْيَنْظُرِ الإِنْسَانُ مَنْ يُؤَاخِي وَمَنْ يُحِبُّ، وَلا يَنْبَغِي أَنْ يَتَخَيَّرَ إِلا مَنْ قَدْ سَلِمَ عَقْلُهُ وَدِينُهُ. وَقَدْ قَالَ عَلَيْهِ السَّلامُ: ” الْمَرْءُ عَلَى دِينِ خَلِيلِهِ فَلْيَنْظُرْ أَحَدُكُمْ مَنْ يُخَالِلُ “.

وَفِي الصَّحِيحَيْنِ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: الْمَرْءُ مَعَ مَنْ أَحَبَّ “…….

فَإِذَا أَحَبَّ شَخْصًا فَلْيُعْلِمْهُ: وَرَوَى الْمِقْدَامُ بْنُ مَعْدِي كَرِبَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: إِذَا أَحَبَّ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ فَلْيُعْلِمْهُ إِيَّاهُ.

وَقَالَ عِمْرَانُ بْنُ حِطَّانَ: لَقَدْ أَحْبَبْتُ فِي اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ أَلْفَ أَخٍ كُلُّهُمْ أَعْرِفُ اسْمَهُ وَاسْمَ أَبِيهِ وَقَبِيلَتَهُ وَمَكَانَ دَارِهِ.

اصحب من ذا صَحِبْتَهُ زَانَكَ، وَإِنْ خَدَمْتَهُ صَانَكَ، وَإِذَا أَصَابَتْكَ خَصَاصَةٌ مَانَكَ، وَإِنْ رَأَى مِنْكَ حَسَنَةً سُرَّ بِهَا، وَإِنْ رَأَى مِنْكَ سَقْطَةً سَتَرَهَا، وَمَنْ إِذَا قُلْتَ صَدَّقَ قَوْلَكَ، وَمَنْ هُوَ فَوْقَكَ فِي الدِّينِ وَدُونَكَ فِي الدُّنْيَا، وَكُلُّ أَخٍ وَجَلِيسٍ وَصَاحِبٍ لا تَسْتَفِيدُ مِنْهُ فِي دِينِكَ خَيْرًا فَانْبُذْ عَنْكَ صُحْبَتَهُ.

فَإِذَا صَفَتِ الْمَحَبَّةُ وَخَلَصَتْ وَقَعَ الشَّوْقُ وَالتَّزَاوُرُ وَصَارَ بَذْلُ الْمَالِ أَحْقَرَ الأَشْيَاءِ.

فَأَمَّا التَّزَاوُرُ فَقَدْ ذَكَرْنَا فَضِيلَتَهُ.

وَقَدْ كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ يَذْكُرُ الأَخَ مِنْ إِخْوَانِهِ فِي بَعْضِ اللَّيْلِ فَيَقُولُ: يَا طُولَهَا مِنْ لَيْلَةٍ! فَإِذَا صَلَّى الْمَكْتُوبَةَ غَدَا إِلَيْهِ فَاعْتَنَقَهُ.

وَقَالَ مُجَاهِدٌ: إِذَا مَشَى أَحَدُ الْمُتَحَابَّيْنِ إِلَى الآخَرِ فَأَخَذَ بِيَدِهِ فَضَحِكَ إِلَيْهِ تَحَاتَّتْ خَطَايَاهُ كَمَا يَتَحَاتُّ وَرَقُ الشَّجَرِ.

قَالَ مَعْرُوفٍ الْكَرْخِيِّ: امْشِ مِيلا صَلِّ جَمَاعَةً، امْشِ مِيلَيْنِ صَلِّ جُمُعَةً، امْشِ ثَلاثَةَ أَمْيَالٍ عُدْ مَرِيضًا،…… امْشِ أَرْبَعَةَ أَمْيَالٍ شَيِّعْ جِنَازَةً، امْشِ خَمْسَةَ أَمْيَالٍ شَيِّعْ حَاجًّا أَوْ مُعْتَمِرًا، امْشِ سِتَّةَ أَمْيَالٍ شَيِّعْ غَازِيًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ، امْشِ سَبْعَةَ أَمْيَالٍ بِصَدَقَةٍ مِنْ رَجُلٍ إِلَى رَجُلٍ، امْشِ ثَمَانِيَةَ أَمْيَالٍ أَصْلِحْ بَيْنَ النَّاسِ، امْشِ تِسْعَةَ أَمْيَالٍ صِلْ رَحِمًا وَقَرَابَةً، امْشِ عَشَرَةَ أَمْيَالٍ فِي حَاجَةِ عِيَالِكَ، امْشِ أَحَدَ عَشَرَ مِيلا فِي مُعَاوَنَةِ أَخِيكَ، امْشِ بَرِيدًا وَالْبَرِيدُ اثْنَا عَشَرَ مِيلا – زُرْ أَخًا فِي اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ!

وفي رواية أخرى للحديث الشريف:”حَقُّ المسلِمِ على المسلِمِ ستٌ: إذا لقيتَهُ فَسلِّمْ علَيهِ، وإذا دَعاكَ فأجِبْهُ، وإذا استنصَحَكَ فانصَحْ لهُ، وإذا عَطسَ فَحَمِدَ اللهَ فَشَمِّتْهُ، وإذا مَرِضَ فَعُدْهُ، وإذا ماتَ فاتْبَعْهُ”.

الراوي: أبو هريرة | المحدث: الألباني | المصدر: صحيح الجامع – الصفحة أو الرقم: 3151 | خلاصة حكم المحدث: صحيح – التخريج: أخرجه البخاري (1240)، ومسلم (2162) باختلاف يسير.

رَبَطَ الإسْلامُ المُسلِمينَ برابطةِ العَقيدةِ، وجَعَلَ بينهم أُخُوَّةً إيمانِيَّةً قويَّةً، تقومُ على المَحبَّةِ والاحتِرامِ، وأداءِ الحُقوقِ والواجِباتِ.

وفي هذا الحديثِ يقولُ النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم: “حَقُّ المُسلِمِ على المُسلِمِ” الحقُّ هنا بمعنى حقِّ الحُرمةِ والصُّحبةِ وحَقِّ أُخُوَّةِ الإسْلامِ، وهي الحُقوقُ المَشْتَركةُ بين المُسلِمينَ عندَ مُعامَلةِ بَعضِهِم بعضًا “سِتٌّ”، أي: سِتُّ خِصالٍ، وفي الصَّحيحيْنِ: “خَمْسٌ”، وهذا من تَعدُّدِ وُجوهِ الحُقوقِ، وليس من بابِ الحَصْرِ، وأُولَى هذه الخِصالِ: “إذا لَقيتَهُ فسَلِّمْ عليه”، أي: إذا قابَلْتَهُ فأَلْقِ عليه تَحِيَّةَ الإسْلامِ، وهي السَّلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاتُه. والثانية: “وإذا دَعاكَ فأَجِبْهُ” يعني: إذا طَلَبَ منك إعانَتَهُ، أو دَعاكَ لطَعامٍ أو غَيرِهِ، فلَبِّ له دَعْوتَهُ مِن بابِ الأُلْفةِ وحُسْنِ الصُّحْبةِ، ما لم يكُنْ هناك مانِعٌ شرعيٌّ أو عُرفيٌّ. والثالثةُ: “وإذا اسْتَنْصَحَكَ فانْصَحْ له”، أي: طَلَبَ منك النَّصيحَةَ، فدُلَّهُ على الخَيْرِ الذي تَعرِفُهُ. والرَّابعة: “وإذا عَطَسَ فحَمِدَ اللهَ فشَمِّتْهُ” وتَشْميتُ العاطسِ هو الدُّعاءُ له إذا حَمِدَ اللهَ بقَولِ: يَرحَمُكم اللهُ، ويَردُّ عليه العاطسُ بقولِ: يَهديكم اللهُ ويُصلِحُ بالَكم. والخامسة: “وإذا مَرِضَ فَعُدْهُ”، أي: إذا أُصيبَ بمَرَضٍ، فاذْهَبْ لزِيارتِهِ والاطمئنانِ عليه. والسادِسة: “وإذا ماتَ فاتَّبِعْهُ”، أي: امْشِ خَلْفَ جِنازَتِهِ إلى حِينِ دَفْنِها بعدَ الصَّلاةِ عليها. حيث قال الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلّم:”مَن شَهِدَ الجَنازَةَ حتَّى يُصَلِّيَ، فَلَهُ قِيراطٌ، ومَن شَهِدَ حتَّى تُدْفَنَ كانَ له قِيراطانِ، قيلَ: وما القِيراطانِ؟ قالَ: مِثْلُ الجَبَلَيْنِ العَظِيمَيْنِ. الراوي: أبو هريرة | المحدث: البخاري | المصدر: صحيح البخاري – الصفحة أو الرقم: 1325 | خلاصة حكم المحدث: [صحيح] – التخريج: أخرجه البخاري (1325)، ومسلم (945)

في هذا الحديثِ يُبيِّنُ لنا رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّ في اتِّباعَ الجنائز والصَّلاةِ عليها وحضورِ دفنِها الثَّوابَ العظيمَ، حيثُ يخبِرُ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّ مَن شهِدَ الجِنازةَ وحضَرَها -والجِنازةُ اسمٌ للنَّعشِ الَّذي عليه المَيتُ- حتَّى يُصلَّى عليها، فله قيراطٌ، وهو مِقدارٌ مِن الثَّوابِ معلومٌ عندَ اللهِ تعالى، ومَن شهِدها، ومشى معها إلى قبرِها، وانتظَرَها حتَّى تُدفَنَ؛ كان له قيراطانِ، وهما مِثلُ الجبَلينِ العظيمينِ، أصغرُهما مِثلُ أُحُدٍ كما جاء في روايةِ الصَّحيحَينِ، وهذا فضلٌ عظيمٌ وأجرٌ كبيرٌ مِن اللهِ سُبحانَه وتعالَى. وفي الحديثِ: الحثُّ على الصَّلاةِ على الجِنازةِ، واتِّباعِها ومصاحبتِها حتَّى تُدفَنَ. وفيه: التَّنبيهُ على عظيمِ فَضلِ اللهِ تعالى، وتكريمِه للمُسلِمِ في تكثيرِه الثَّوابَ لِمَن يتولَّى أمرَه بعْدَ مَوتِه.

ومِثلُ هذه الحُقوقِ إذا قامَ بها النَّاسُ بعْضُهم مع بعْضٍ، تَزيدُ مِن الأُلفةِ والمودَّةِ، وتُزيلُ مِن القُلوبِ والنُّفوسِ الضَّغائنَ والأحْقادَ، وهي من أكبرِ الأسبابِ لترابُطِ المجتمعِ المُسلِمِ.

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: ماجد دودين ال م ت ح اب ل م ت ح اب ال م س ل م علیه وسل أ م ی ال على الم ت ع ال ى إ لا ظ ل إذا مات ف ی الص ف ی الل ى الله وإذا م

إقرأ أيضاً:

ألغام في طريق سلام وترشيح حزبيين بهويات تكنوقراط

كتب رضوان عقيل في" النهار":لم يتوقع أحد أن تكون طريق تأليف الحكومة معبّدة وسلسة أمام الرئيس المكلف نواف سلام، وبدا واضحا أن مهمته محفوفة بألغام نيابية ومناطقية عدة. 
والواقع أن الكلام المعسول الذي سمعه، سواء من الكتل التي أيدته أو تلك التي لم تسمّه، لا يُطبّق ولا يستقيم على أرض الواقع عند توزيع الحقائب وإسقاط الأسماء عليها. وإذا كان سلام يريد تأليف حكومة بعيدة عن الأطر التقليدية التي مارسها أسلافه، فسيجد نفسه أمام أحد أمرين: السير بما يتلقاه من الكتل "على بياض"، أو تقديم تشكيلة تكون له الكلمة الأولى في أسمائها.
والحال أن ثمة من يمارس لعبة التمويه مع بعض الأسماء المطروحة، إذ ينزع عنها الصفات الحزبية ويقدّمها في قالب التكنوقراط. ولوحظ طرح شخصيات لعدد من الحقائب من غير أهل الاختصاص، ما يشي بقابلية الجميع للمضي في سياسة التنفيعات ومحاولة كل فريق ححز أكبر حصة من الكعكة الحكومية. 
في غضون ذلك، وجّهت أكثر من جهة خارجية كانت لها أدوار في انتخاب رئيس الجمهورية وأخرى ليست بعيدة عن تسمية سلام، رسائل من طريق ديبلوماسيين تحذر من الإتيان بوجوه مستهلكة، وهكذا يواجه سلام أكثر من حاجز على خطوط الطوائف والكتل. وإذا كانت الأمور سارت بإيجابية بينه وبين ثنائي "أمل" و"حزب الله" فلا شيء محسوما بعد مع هذا المكون سوى إبقاء حقيبة المال للشيعة، من دون أن يبت سلام الأسماء المطروحة أمامه.
أما على خط توزير السنّة، فيواجه صعوبات أيضا. وإذا جاء بوزير من بيروت وثان من صيدا وثالث من البقاع، فلن يبقى إلا وزير واحد للشمال، علما أن طرابلس وعكار تطالبان بوزير لكل دائرة، مع التذكير بأن نحو نصف عدد سنّة لبنان من الشمال. وكانت أصوات سنّية طالبت بالحفاظ على وزارة الداخلية والبلديات وعدم إعطائها لمسيحي مقابل الخارجية.
صحيح أن "تيار المستقبل" خارج لعبة التأليف، لكنه يراقبها بعناية شديدة ولم يخف على سبيل المثال اعتراضه على شخصية مطروحة لحقيبة الداخلية، نظرا إلى أهميتها في الانتخابات النيابية المقبلة. 
وإذا كان سلام مصمما على الإتيان بوجوه "مضيئة" ولا غبار على مسيرتها، ويتم لهذه الغاية تداول أسماء تكنوقراط، فثمة من يدعوه إلى التدقيق جيدا في هويات المطروحين للتوزير لأنهم ليسوا من "المضيئين"، مع الإشارة إلى أن أحدهم في حقه دعاوى قضائية.
في موازة ذلك، لا يزال المعارضون لتسلم "الثنائي" حقيبة المال يعتبرون أن تثبيتها للطائفة أدى إلى إسقاط طرح المداورة، فيما وصلت رسالة نيابية سنية إلى سلام تدعوه إلى إبقاء الداخلية من حصة الطائفة. وتصدر أصوات عدة منبهة إلى النواب "التغييريين"، إذ يتحدث كل واحد منهم، فضلا عن ناشطين شيعة وغيرهم، كأن سلام لا يتخذ أي خطوة من دون التشاور معهم على مستوى توزيع الحقائب وتمثيل الأفرقاء. 
وبالوصول إلى اختيار الوزراء المسيحيين، تبرز عقبات مستجدة لكثرة الكتل الطامحة إلى حجز مقاعد لها في جنة السلطة، مع التساؤل عما إذا كان "التيار الوطني الحر" سينضمّ إلى الحكومة أو سيغادر إلى المعارضة.
اختصارا، إذا لبّى سلام مطالب كل الكتل تصبح الحكومة "ميني برلمان".   

مقالات مشابهة

  • دعاء بعد الظهر لقضاء الحاجة وتيسير الأمور.. احرص عليه الآن
  • بيان معنى الأمّية في حق النبي صلى الله عليه وآله وسلم
  • سبب تسمية سيدنا جبريل عليه السلام بالروح القدس في القرآن الكريم
  • الله يعوض عليه
  • بيان مدى علم النبي صلى الله عليه وآله وسلم للغيب
  • حكم الحلف بغير الله والترجي بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم
  • ألغام في طريق سلام وترشيح حزبيين بهويات تكنوقراط
  • خالد الجندي: من يرغب في مرافقة النبي في الجنة عليه بكثرة السجود
  • شهيد القران رضوان الله عليه
  • عالم بـ«الأوقاف»: الابتلاء امتحان من الله والصبر عليه من أعظم درجات الإيمان