سرايا - رأى معهد واشنطن لدراسة السياسات في الشرق الأوسط أنّ حرب غزة تقوّض العلاقات المصريّة الإسرائيليّة، لافتًا في دراسةٍ نشرها على موقعه الالكترونيّ إلى أنّه “قد تكون معاهدة السلام القائمة منذ فترةٍ طويلةٍ بين مصر و "إسرائيل" آمنة، لكن التوترات المتزايدة تهدد بإبطال سنواتٍ من التقدم وصرف انتباه مصر عن هدفها الأكثر أهمية، وهو تأمين وقف إطلاق النار مع (حماس)، على حدّ قوله.



وقال الباحث ديفيد شنكار إنّه “مع مرور أكثر من عامٍ على حرب غزّة، يبدو أنّ الاحتكاك بين تل أبيب والقاهرة قد بلغ ذروته. ففي أوائل شهر أيار (مايو)، بينما كانت المفاوضات التي جرت بوساطة مصرية مع (حماس) تنهار، قال مدير (CIA) ويليام بيرنز لإسرائيل وفقًا لبعض التقارير إنّه إذا استمرت عمليات رفح، فـ “ستُبطل مصر اتفاقية كامب ديفيد”.

ونقلت تقارير أخرى عن مسؤولين مصريين قولهم إنّ القاهرة فكّرت في سحب سفيرها من الكيان.


وتابع: “على الرغم من أنّ الحديث عن زوال اتفاقية السلام التي مضى عليها خمسة وأربعون عامًا هو سابق لأوانه، إلّا أنّ تبادل إطلاق النار مؤخرًا والتدهور العام في العلاقات بين البلدين يثيران القلق. ولا يزال كلا البلدين يستفيدان بشكلٍ كبيرٍ من معاهدة عام 1979، إذ لم يضطر الجيش الإسرائيليّ إلى حشد قواته على طول الحدود مع عدوته السابقة منذ عقود، في حين تستفيد مصر من المشاركة والتمويل الأمريكيين على المدى الطويل اللذين يعودان إلى حدٍّ كبيرٍ إلى المعاهدة وما نتج عنها من تأييد إسرائيل لشريكتها في السلام”، طبقًا لأقواله.

وشدّدّ شنكار على أنّه “مع ذلك، لا يزال الرأي العام مهمًا في مصر ذات الطابع الاستبداديّ، ومتعاطف للغاية مع الفلسطينيين وسلبيّ على نطاقٍ واسعٍ تجاه إسرائيل. ويتعرض الرئيس عبد الفتّاح السيسي أساسًا لضغوطٍ داخليّةٍ بسبب إدارته لاقتصادٍ ضعيفٍ وبيعه مساحات شاسعة من الأراضي العامة لدولٍ أجنبيّةٍ، وقد يَعتبر بالتالي خفض العلاقات مع إسرائيل بمثابة صمام أمان مناسب لتفادي الانتقادات الداخلية”، على حدّ تعبيره.

علاوة على ذلك، أشار الباحث الأمريكيّ إلى أنّه “في أغلب الاحتمالات، ستصمد معاهدة عام 1979 أمام حرب غزة بغضّ النظر عن هذه التطورات المثيرة للقلق. ومع ذلك، على واشنطن أنْ تفعل ما في وسعها في الوقت نفسه للحدّ من الضرر الذي يلحق بالعلاقات المصرية الإسرائيلية ومنع تصاعد التوترات بصورة أكثر”.


وشدّدّ على أنّه “على المدى القريب، يعني ذلك حثّ مصر على الحفاظ على انضباطٍ أفضل في صفوف قواتها الأمنية.

وعند انتهاء الحرب وتحسن العلاقات بين القاهرة وتل أبيب، يجب على المسؤولين الأمريكيين تشجيع إسرائيل على بدء العمل مع (القوة متعددة الجنسيات والمراقبين في سيناء) ومصر للعودة إلى البنود الأصلية للمعاهدة المتعلقة بالانتشار العسكريّ في سيناء. وخلال أوقاتٍ عصيبةٍ كهذه، من الحكمة تنفيذ فصل إلزاميّ للقوات لضمان السلام وراحة البال.”


وخلُص الباحث شنكار إلى القول إنّه “ربّما الأهم من ذلك هو أنّه يجب على إدارة بايدن أنْ تحث القاهرة على توجيه استيائها من إسرائيل نحو دبلوماسيّةٍ أكثر إنتاجيّةٍ بدلاً من تجميد المساعدات، ورفع القضايا أمام المحاكم، وتوجيه الاتهامات العلنية. فمع تعثر الوساطة القطرية الأخيرة، تتمتع مصر بفرصةٍ فريدةٍ بين الدول العربية للاضطلاع بدورٍ دبلوماسيٍّ بنّاءً في التوصل إلى وقف إطلاق النار الذي طال انتظاره، وتحرير الرهائن، والمساهمة في تحديد معالم (اليوم التالي) في غزّة”، كما قال.


في سياقٍ متصلٍ، وعلى الرغم من العلاقات المصريّة-الإسرائيليّة المتوترَة زار رئيس جهاز (الشاباك)، رونين بار القاهرة مطلع الأسبوع الجاري واجتمع إلى رئيس المخابرات المصريّة، عبّاس كامل، وناقشا هناك سبل إحياء المفاوضات مع حركة (حماس) لتحرير الرهائن الإسرائيليين في غزّة، بحسب المستشرق د. تسفي بارئيل، محلل الشؤون العربيّة في صحيفة (هآرتس) العبريّة، التي اعتمد على مصادر إسرائيليّة، أكّد أنّها مطلعة على مجريات الأمور، لافتًا في الوقت عينه إلى أنّ المحادثات بين الطرفيْن تطرّقت إلى موقف مصر في قضية فتح معبر رفح والاستعدادات في ممّر فيلادلفيا.


وشدّدّ المُستشرِق على أنّ زيارة بار جاء بعد أقّل من أسبوعٍ من زيارة وفديْ حماس وفتح إلى مصر، حيث ترأسّ الوفد الحمساوي نائب السنوار، خليل الحيّة، فيما كان محمود العالول رئيسًا لوفد فتح، مُشيرًا إلى أنّه على الرغم من التراشق الكلاميّ بين مستشار عبّاس، محمود الهباش وخالد مشعل من حماس، فإنّ مصر ما زالت تعمل من أجل إيجاد معادلةٍ بموجبها يكون مقبولاً أنْ تكون هيئةً فلسطينيّةً لإدارة الجانب الفلسطينيّ من معبر رفح، وأيضًا توزيع المساعدات الإنسانيّة بالتفاهم بين الحركتيْن، طبقًا لمصادره.


مضافًا إلى ما ذُكِر أعلاه، أوضح بارئيل أنّ رئيس سلطة رام الله يُعارض المبادرة لأنّه يعتقد أنّها ستؤدي لإفراغ صلاحياته وبالمُقابل منح (حماس) شرعيّة سياسيّة، موضحًا أنّ الوفود غادرت القاهرة دون التوصّل لاتفاقٍ.

ولفت المُستشرق، نقلاً عن مصادره، إلى أنّ مصر متوترةً جدًا بسبب إمكانية اشتعال حربٍ إسرائيليّةٍ إيرانيّةٍ، وعدم وجود خطّة لليوم التالي في غزّة، إذْ أنّ القاهرة أكثر ما تخشاه هو الثمن الاقتصاديّ، حيثُ يؤكّد خبراء بالقاهرة أنّ استمرار الحرب مع حزب الله واندلاع الحرب مع إيران، من شأنهما أنّ يمسا مسًّا سافرًا على حقول الغاز الإسرائيليّة وعدم تمكّن مصر من شراء الكيان التي تحتاجها من الكيان، إذْ أنّ مصر تشتري من إسرائيل 15 بالمائة من استهلاكها، وأنّ الاقتصاد المصريّ المتهالك سيؤثّر حتمًا على استقرار نظام الحكم، طبقًا للمصادر في "تل أبيب".

وبحسب المصريين فإنّ تصرفات إسرائيل بالحرب في غزّة تتناقض كليًا مع اتفاق (كامب ديفيد)، والتخوّف بالقاهرة من احتلال القطاع بشكلٍ دائمٍ من قبل الاحتلال، إلى جانب الأحاديث بالكيان عن إعادة الاستيطان بالقطاع، وهذا التطورّات سيدفعان الجيش المصريّ إلى تغيير استعداداته على الحدود.


واختتم قائلاً إنّه بسبب التوتر بين البلديْن، فإنّ زيادة عدد القوات المسلحة المصريّة على الحدود قد يُفسّر كخطوةٍ نحو الصدام المباشر، وخلق أجواء حربٍ بين مصر وإسرائيل، والتي ستؤدّي إلى تأجج الخلافات بينهما، علمًا أنّ التوترات بينهما وصلت إلى الحدّ الأقصى، طبقًا للمصادر التي اعتمد عليها المستشرق في تقريره.

 

رأي اليوم 

إقرأ أيضاً : روسيا تحذر "إسرائيل" من ضرب منشآت نووية إيرانيةإقرأ أيضاً : عشرات الشهداء والمصابين بمجزرة للاحتلال في جبالياإقرأ أيضاً : حزب الله يستهدف برشقة صاروخية تجمعا لجنود "إسرائيليين" بمزارع شبعا

المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية

كلمات دلالية: غزة مصر مصر شهر مصر القاهرة مصر الرأي مصر الرئيس السيسي غزة مصر القاهرة العمل بايدن القاهرة مصر رئيس القاهرة رئيس مصر محمود محمود مصر رئيس الله القاهرة مصر القاهرة الله مصر مصر القطاع القوات مصر روسيا مصر إيران القاهرة اليوم الرأي الله العمل بايدن غزة الاحتلال السيسي محمود رئيس الرئيس القوات القطاع شهر المصری ة فی غز ة إلى أن

إقرأ أيضاً:

قيادي بحركة حماس يكشف عن آخر تطورات المفاوضات مع إسرائيل

كشفت حركة حماس في قطاع غزة، عن آخر تطورات المفاوضات مع إسرائيل، لوقف إطلاق النار في القطاع، والوصول إلى صفقة لتبادل المحتجزين المتواجدين منذ أكثر من عام.. فماذا قالت؟

حماس تكشف آخر تطورات المفاوضات مع إسرائيل

كشف تقرير لقناة القاهرة الإخبارية، نقلا عن وكالة الأنباء الفرنسية، عن تصريحات لقيادي في حركة حماس حول آخر تطورات المفاوضات مع إسرائيل، موضحا أنه لن يجري التوصل لصفقة تبادل المحتجزين إلا بعد إنهاء الحرب بشكل كامل، وانسحاب جيش الاحتلال من قطاع غزة.

وأضاف القيادي بحركة حماس حول آخر تطورات المفاوضات مع إسرائيل، أنه سيجري تنفيذ وقف إطلاق النار تدريجيا، بحيث يتضمن انسحاب جيش الاحتلال بشكل كامل من قطاع غزة.

وأوضح أن الاتفاق سينتهي بصفقة شاملة لتبادل الأسرى والمحتجزين، تتبعها ترتيبات لوقف الحرب على غزة بشكل دائم.

الجدول الزمني لوقف إطلاق النار في غزة

أشار القيادي بحركة حماس، إلى أن المفاوضات مع إسرائيل أقرب ما يكون، موضحًا أن اتفاق وقف إطلاق النار قد يرى النور قبل نهاية العام الجاري، بشرط عدم تدخل رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لتعطيله.

أكد القيادي بحركة حماس أن هناك بعض القضايا العالقة في المفاوضات مع إسرائيل، لكنها ليست كافية لتعطيل التوصل لاتفاق شامل.

وأضاف أنه جرى الاتفاق على معظم المحاور الرئيسية، بما في ذلك قضايا وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.

وقالت حركة حماس في بيان أن المفاوضات بين الفصائل الفلسطينية في القاهرة أكدت أن إمكانية الوصول إلى اتفاق أصبحت أقرب من أي وقت مضى، بشرط عدم وضع إسرائيل شروطًا جديدة تعيق التفاهمات، وفق ما أفادت قناة القاهرة الإخبارية.

مقالات مشابهة

  • قيادي بحركة حماس يكشف عن آخر تطورات المفاوضات مع إسرائيل
  • زيارة أممية لمواقع الآليات التشغيلية التي استهدفها العدوان الإسرائيلي بميناء الحديدة
  • بعثة الزمالك تعود للقاهرة بعد المشاركة بمونديال الأندية لسيدات الطائرة
  • إعلام عبري: اليمنيون هم الجهة التي تجد إسرائيل صعوبة في ردعها
  • رئيس حكومة بنجلاديش: شرف عظيم زيارة مؤسسة الأزهر العريقة
  • ما الأجندة التي يحملها بزشكيان خلال زيارته إلى القاهرة؟
  • أبو الغيط: القوة في تصور إسرائيل تجلب السلام والأمن وهذا وهم
  • بوتين: لا نعرف ما الأهداف التي تريد إسرائيل تحقيقها في غزة
  • ثاني زيارة لرئيس إيراني منذ 11عاماً.. «بزشكيان» يصل القاهرة
  • رئيس جامعة القاهرة يشارك في الملتقى المصري الإيطالي عن المناخ وتأثيراته على الصحة والهجرة