أجد صعوبة في عدم التقاسم معكم ما أتوصل به من ملاحظات وانتقادات بعد نشر إحدى مقالاتي على موقع «كويد» وكثيرا ما أرتاح لصدى ما تضمنته تلك المقالات وأحايين أخرى، أشعر وكأني جانبت الصواب…. والغرض من هذه المقدمة هو بسط بعض ما توصلت به بعد نشر مقالي بعنوان «أسئلة تؤرقني…..
أرقام قياسية
نبهني أحد القراء إلى أنني أيدت المطالبة برحيل من سميتهم ب «أباطرة الرياضة»، والقصد هنا بعض رؤساء الجامعات الذين خلدوا في هذه المناصب دون النجاح في اكتشاف وإبراز مواهب في مختلف الأنواع الرياضية….
رسالة تأنيب
وبالعودة إلى الأباطرة في ميدان الرياضة أشير إلى أنني توصلت برسالة من رئيس إحدى الجامعات يؤنبني على ما ذهبت إليه من ضرورة التغيير واعتبر ذلك مساً بشخصيات تقدم التضحيات على حساب راحتها وسعادة أسرتها من أجل نجاح الرياضة…. وكتب «نحترمك ونقدر عملك لكن الرياضة مجال لا خبرة لك فيه، لذلك لم يكن من حقك أن تؤيد ما ذهب إليه البعض… شعرت بأنه حرر رسالته في أجواء متوترة
حيث كتب… يبدو أنك كتبت رسالتك بعد آذان العصر» وهي إشارة إلى أسطورة تحكي أن السلاويين يصيبهم الحمق بعد العصر…. وعاد فاتصل بي هاتفيا وأكد رغبته في البقاء على رأس الجامعة وأنه لا يرى مانعا في ذلك وأن ما يبذله من مجهودات تعطي أكلها…. واعتذر إن هو كان عنيفا في بعض تدخلاته.
انتقاد في محله
لعل من الانتقادات التي توصلت بها ما كتبه (م.ج) من كوني أذكر ما يزين صورة البعض ويشوش على صورة الآخرين….. وأضاف بأن ما أذكره عن الملك الراحل يتغاضى عما تم ارتكابه من أخطاء وأن تصريحات الحسن الثاني لم تكن كلها على صواب…. ووجدت في كلامه ما أثار انتباهي لذلك سارعت إلى استنطاق ذاكرتي… وبعد ثلاثة أيام تذكرت يوم الجمعة 13 أكتوبر 1978، حين افتتح الحسن الثاني السنة التشريعية الجديدة … فاجأ الملك النواب حين قال لهم…. «بعد بضعة أشهر سيدخل علينا سبحانه وتعالى خيراته المعدنية من النفط وغيرها… وسنقوم باستخراج ما أعطانا الله من كميات نفطية… سوف تسد ولاشك حاجيات الاستهلاك الداخلي» وأضاف… «انظروا إلى الخريطة فيمكننا أن نقول إن المغرب حر ونفطه حر من الناحية الاستراتيجية والجغرافية، حر بالنسبة للتسويق لأوروبا ولأمريكا…..
وقف البرلمانيون عند هذا الإعلان وصفقوا طويلاً، وعمت البشرى، وأذكر أنني سألت وزير الخارجية امحمد بوستة عن اكتشاف النفط في المغرب فأكد لي أنه فوجئ بالإعلان الملكي معتبرا هذا الاكتشاف تطوراً عميقا في التوازنات الجيوسياسية في المنطقة».
مقلب لطيف
فورا بدأت رحلة البحث والتقصي… اتصلت بصديق لي يعمل في مجلة «جون أفريك» وهو من أصول تونسية وطلبت منه البحث عن الشركة التي اكتشفت البترول. كما اتصلت بأصدقاء آخرين في لندن وهم من أصول عربية مشرقية لهم قنوات تواصل مع الدوائر الاقتصادية… وبعد أيام اتضح أن هناك شركة مسجلة في سويسرا تدّعي أن لديها طائرة مجهزة لاكتشاف النفط بمجرد التحليق، وأنها حلقت في سماء باريس واكتشفت جيوب نفط مهمة … هذه النتيجة دفعت بالرئيس الفرنسي جيسكار ديستان إلى إبلاغ الحسن الثاني بالأمر فبادر الملك باستقدام الطائرة وخبرائها حيث حلقت طيلة أيام في عدة مناطق مغربية…. على أن الإشارات الأولى أكدت وجود جيوب نفطية هامة في منحدرات جبال الريف… كانت التقارير الأولى التي توصل بها الملك تؤكد وجود كميات هائلة من النفط وهذا ما دفعه إلى الإعلان عن ذلك… لكن بعد عدة أسابيع سيتضح للفرنسيين أولا وللمغاربة بعد ذلك أنهم تعرضوا لعملية خدعة وأن ورائها مجموعة من المغامرين النهابيين وانتهت الحكاية دون ضجيج… ولاشك أن الحسن الثاني لم يكن على اقتناع كامل بالنتائج التي عُرضت عليه لذلك نجده في خطابه يقول… عليكم أن تتصوروا وتتخيلوا أهمية العثور على النفط…. فإذا لم يقع ذلك فسنكون قد قضينا مدة سعيدة مع خيال سعيد … وهذا ما حصل فعلا.
بدون أمل
يمكن القول بأن حكاية اكتشاف النفط في المغرب قصة قديمة حديثة تطفو على السطح وكأنها حقيقة ثم تختفي إلى حين ظهورها من جديد…. والغريب في الأمر أن عدة شركات تناوبت على التنقيب ولا واحدة نجحت في العثور على ما يتمناه المغاربة لمواجهة مشاكل التنمية والتجهيز… وأذكر أن الحسن الثاني قال مرة الحمد لله أننا لم نعثر على البترول لأن ذلك سيجعل منا شعبا يعيش على الريع بينما نحن شعب بنينا صرح أمتنا بعملنا وعرقنا.
ورغم ذلك أود القول حبذا لو عثرنا على الأقل على ما يكفي لاستهلاكنا فقط.
المصدر: اليوم 24
كلمات دلالية: الحسن الثانی إلى أن
إقرأ أيضاً:
بتعليمات ملكية، الأمير مولاي الحسن يستقبل الرئيس الصيني بالدار البيضاء
بتعليمات سامية من الملك محمد السادس، استقبل ولي العهد الأمير مولاي الحسن، مساء الخميس بالدار البيضاء، رئيس جمهورية الصين الشعبية، شي جين بينغ، الذي يقوم بزيارة قصيرة للمملكة.
وعند نزوله من الطائرة بمطار محمد الخامس الدولي بالدار البيضاء، وجد الرئيس الصيني في استقباله، ولي العهد الأمير مولاي الحسن.
إثر ذلك تقدم للسلام على شي جين بينغ، رئيس الحكومة عزيز أخنوش، قبل استعراض تشكيلة من الحرس الملكي أدت التحية.
بعد ذلك، تقدم للسلام على ولي العهد الأمير مولاي الحسن والرئيس الصيني، محمد امهيدية والي جهة الدار البيضاء – سطات، عامل عمالة الدار البيضاء، وعبد اللطيف معزوز رئيس مجلس الجهة، وجلال بنحيون عامل إقليم النواصر، ومحمد السالماني رئيس المجلس الإقليمي للنواصر، وعبد العزيز الراضي رئيس جماعة النواصر.
كما تقدم للسلام على ولي العهد الأمير مولاي الحسن وشي جين بينغ، لي شانغلين سفير الصين بالمغرب، وزهو زهيشانغ الوزير المستشار بسفارة الصين بالمغرب، وشيا كيلين الملحق العسكري لدى السفارة الصينية بالمملكة، وزهينغ واي المستشار الاقتصادي والتجاري لسفارة الصين.
وبمدخل القاعة الشرفية للمطار، قدم لرئيس الدولة الصينية الذي يرافقه وفد يتكون على الخصوص من كاي تشي عضو اللجنة الدائمة للمكتب السياسي والمدير العام للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، و وانغ يي عضو المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، ومدير مكتب اللجنة المركزية للشؤون الخارجية، وهوا تشونينغ نائبة وزير الشؤون الخارجية، التمر والحليب، جريا على التقاليد المغربية الأصيلة.
وبعد استراحة قصيرة بالقاعة الشرفية للمطار، توجه الموكب الرسمي نحو مقر إقامة الرئيس الصيني بالعاصمة الاقتصادية للمملكة.
وتعكس هذه الزيارة عمق علاقات الصداقة والتعاون والتضامن التي تربط الشعبين المغربي والصيني، بفضل الإرادة المشتركة لقائدي البلدين، الملك محمد السادس وشي جين بينغ، للمضي قدما في مسار تعزيز الشراكة الاستراتيجية الصينية المغربية التي تم إرساء دعائمها خلال الزيارة الأخيرة لجلالة الملك للصين في ماي 2016.