استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي بمطار القاهرة الدولي، الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود ولي عهد المملكة العربية السعودية رئيس الوزراء، الذى حل ضيفًا عزيزًا على وطنه الثاني مصر، حيث عقد الرئيس وولي العهد جلسة مباحثات أعقبها توقيع عدد من الإتفاقيات بين البلدين.

زيارة ولي العهد السعودي 

في هذا الصدد، قال الدكتور أحمد سيد أحمد المحلل السياسي، إن زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى مصر ولقاءاته مع الرئيس السيسي، تجسيدًا للروابط القوية بين البلدين وتعكس هذه العلاقات الشراكة الاستراتيجية التي تشمل الأبعاد السياسية والاقتصادية والتجارية والعسكرية والأمنية والثقافية، مما يجعلها نموذجًا يُحتذى به في العلاقات العربية.

وأضاف سيد أحمد لـ “صدى البلد”، أن العلاقات المصرية السعودية ترتكز على تاريخ طويل من التعاون، مما يعزز المصالح المشتركة والتنسيق المستمر بين البلدين سواء في تعزيز العلاقات الثنائية أو مواجهة التحديات الإقليمية والدفاع عن القضايا العربية.

وتابع: شكلت الزيارة نقطة تحول مهمة في تعزيز العلاقات الثنائية، خاصة في مجالات التجارة والاستثمار، ويمثل إنشاء المجلس التنسيقي المصري السعودي برئاسة قادة البلدين خطوة هامة نحو تنظيم هذه العلاقات بشكل مؤسسي، مما يضمن استمراريتها وتطورها.

وأوضح أن حجم التبادل التجاري بين مصر والسعودية يتجاوز 8 مليارات دولار سنويًا، حيث تعتبر السعودية أكبر مستثمر خارجي في مصر بإجمالي استثمارات تفوق 26 مليار دولار عبر أكثر من 6000 شركة، وفي المقابل تتجاوز الاستثمارات المصرية في السعودية 4 مليار دولار عبر 3000 شركة.

وتتواصل الاستثمارات السعودية في مختلف المشاريع التنموية في مصر، خاصة في العاصمة الإدارية، حيث تساهم هذه المشاريع في تحقيق رؤية 2030 لكلا البلدين، ومن نتائج الزيارة تم التوقيع على عدد من اتفاقيات التعاون في مجالات الطاقة المتجددة والنقل والبتروكيماويات، مما يدل على التزام البلدين بتطوير العلاقات الاقتصادية.

وأكد المحلل السياسي، أن الزيارة فرصة لتعزيز التنسيق في مواجهة القضايا الإقليمية، مثل القضية الفلسطينية ووقف العدوان الإسرائيلي، حيث تعمل مصر والسعودية على دعم حقوق الشعب الفلسطيني والتعاون مع القوى الدولية لخفض التوترات في المنطقة.

وقال الدكتور محمد البهواشي الخبير الاقتصادي، إن زيارة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لمصر تعتبر خطوة مهمة تعكس الانعكاسات الاقتصادية الإيجابية التي ستترتب عليها توقيع الاتفاقيات والشراكات الاستثمارية خلال الزيارة يوضح التزام المملكة العربية السعودية بدعم الاقتصاد المصري، ومن المتوقع أن يؤدي ذلك إلى زيادة في التدفقات النقدية الأجنبية والاستثمارات المباشرة.

وأضاف البهواشي لـ “صدى البلد”، أن هذا الاستثمار يعزز الحصيلة الدولارية لمصر، مما يساهم في استقرار الاقتصاد ويزيد من قيمة الجنيه المصري، وارتفاع قيمة العوائد والسندات الدولارية يشير إلى الثقة المتزايدة من قبل المستثمرين، وهو ما يعتبر مؤشراً إيجابياً على قوة الاقتصاد المصري في الفترة المقبلة.

وأكد أن زيارة ولي العهد تعكس توجهًا استثماريًا قويًا يعزز من قدرة مصر على جذب المزيد من الاستثمارات، وبالتالي تحسين وضعها الاقتصادي على المدى الطويل.

وأجرى الزعيمان لقاءً ثنائيًا، أعقبته جلسة مباحثات موسعة بحضور د. مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء ووفدي البلدين، حيث رحب الرئيس بالأمير محمد بن سلمان، معربًا عن أطيب تحياته لأخيه الملك سلمان بن عبد العزيز، خادم الحرمين الشريفين.

وأكد محمد بن سلمان اهتمام المملكة بتعزيز التعاون مع مصر على مختلف الأصعدة تناولت المباحثات سبل تطوير الشراكة الاقتصادية، خاصة في مجالات الاستثمار والتبادل التجاري، وتم التطرق إلى التكامل الاقتصادي في قطاعات الطاقة، النقل، والسياحة.

قيادي بمستقبل وطن: زيارة الأمير محمد بن سلمان تستهدف تعزيز التعاون أحمد موسى: توقيع اتفاقية مهمة بين الرئيس السيسي والأمير محمد بن سلمان

وركزت المباحثات على الأوضاع في قطاع غزة ولبنان، حيث شدد الزعيمان على ضرورة وقف التصعيد، وإقامة دولة فلسطينية ذات سيادة هو السبيل لتحقيق التهدئة المستدامة، ودعا الجانبان إلى وقف إطلاق النار في غزة ولبنان، ومعالجة الأوضاع الإنسانية المتدهورة، واحترام سيادة واستقرار لبنان.

وتطرقت المباحثات إلى أمن البحر الأحمر، وتطورات الأوضاع في السودان وليبيا وسوريا، مع تأكيد أهمية الحفاظ على الاستقرار في المنطقة، وتم بتوقيع اتفاقية تشجيع وحماية الاستثمارات المتبادلة، إضافة إلى تفعيل مجلس التنسيق الأعلى المصري السعودي.

الرئيس السيسي وولي العهد السعودي
 

وأثنى مندوب المملكة العربية السعودية الدائم لدى جامعة الدول العربية، السفير عبد العزيز بن عبدالله المطر، على العلاقات المصرية السعودية، مؤكدًا أنها تعود إلى تاريخ طويل من التعاون وتاريخ ضارب في عمق التاريخ، حيث بلغت أعلى مستوياتها في عهد الرئيس السيسي والملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، مشيرا إلى أن زيارة ولي العهد إلى مصر تأتي في توقيت مهم، وسط تغيرات تفرض نفسها على الساحة العربية، معبراً عن أهمية هذه الزيارة في تعزيز آفاق التعاون الاستراتيجي والاقتصادي بما يخدم مصالح الشعبين والأمتين العربية والإسلامية.

وتعكس العلاقات الثنائية بين مصر والسعودية، الممتدة لأكثر من 70 عامًا، صعودًا متناميًا على الصعيد الاقتصادي، حيث بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين 8 مليارات دولار خلال النصف الأول من العام الجاري 2024، بزيادة قدرها 41% مقارنةً بنفس الفترة من عام 2023، ووصلت قيمة الاستثمارات السعودية في السوق المصرية إلى 26 مليار دولار من خلال 8000 شركة سعودية، بينما بلغت قيمة الاستثمارات المصرية في السوق السعودية 18.6 مليار دولار موزعة على 5700 شركة.

مصر والسعودية قوتان إقليميتان| دلالات زيارة ولي العهد السعودي للقاهرة.. تفاصيل أحمد موسى: اتفاقية تشكيل مجلس التنسيق الأعلى المصري السعودي لها أولوية العرض على البرلمان

وفيما يخص الرخص الممنوحة، حصل المستثمرون المصريون في المملكة على نحو 5767 رخصة، بزيادة بنسبة 100% في عام 2024، وبلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين أكثر من 124 مليار دولار خلال عامي 2022 و2023، حيث يعد التبادل التجاري بين مصر والسعودية من أبرز ملامح العلاقات الاقتصادية في السنوات الأخيرة، حيث ارتفعت قيمة التبادل التجاري بشكل ملحوظ، مع تصدر المنتجات المعدنية واللدائن ومصنوعاتها للسلع السعودية المُصدرة، بينما كانت المنتجات المعدنية والنحاس ومصنوعاته أبرز السلع المصرية المستوردة.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: السيسي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي السعودية مصر والسعودية زیارة ولی العهد السعودی الأمیر محمد بن سلمان التبادل التجاری بین الرئیس السیسی مصر والسعودیة بین البلدین ملیار دولار عبد العزیز بن عبد

إقرأ أيضاً:

زيارة محمد بن سلمان لمصر تنُسف "شائعات الإخوان" الخبيثة

مرحلة جديدة من العلاقات المتينة بين مصر والسعودية بعد زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى القاهرة، حيث استقبله الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بحفاوة، تأتي هذه الزيارة في ظل محاولات بعض عناصر الإخوان لإثارة الفتنة بين البلدين من خلال نشر الشائعات المغرضة.

وأكد خبراء أن تلك الزيارة الهامة من قبل ولي العهد السعودي لمصر نسفت الشائعات التي تشير إلى وجود خلافات خفية بين القاهرة والرياض، إلا أن الاتفاقيات التي وقعتها كل من مصر والسعودية أكدت على قوة العلاقات السياسية والاقتصادية بين البلدين والعمل على تعميقها أكثر من ذلك خلال الفترة المقبلة.

رؤية مشتركة

وقال مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق السفير حسين هريدي إن زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لمصر تؤكد على أهمية إيجاد رؤية مشتركة بالنسبة للموقف في منطقة الشرق الأوسط سواء بالنسبة للقضية الفلسطينية، والتأكيد على حل الدولتين وأهمية وقف إطلاق النار في غزة وتطبيق قرار مجلس الأمن في لبنان بشأن وقف العدوان الإسرائيلي.

وأوضح هريدي لـ24 أن الزيارة تؤكد على موقف البلدين بضرورة التنسيق للوصول إلى صيغة تفاهم تساهم في تعزيز السلام بالمنطقة التي تعتبر الآن على حافة الهاوية ولابد من العمل سريعاً على احتواء الأزمات الحالية لمنع توسعة الحرب.

كما أكد مساعد وزير الخارجية الأسبق إلى أن التنسيق المصري السعودية بالتعاون مع الدول العربية الاخرى والقوى والدولية والأمم المتحدة سيكون له تأثير إيجابي على منع تدهور الوضع الإقليمي أكثر مما هو عليه اليوم.

بناءً على توجيه #خادم_الحرمين_الشريفين.. يترأس سمو #ولي_العهد وفد المملكة المُشارك في القمة "الخليجية الأوروبية" المقرر عقدها غدًا في مدينة بروكسل بمملكة بلجيكا.https://t.co/iHBfXX1Kq7#واس pic.twitter.com/5Y81s5dt6Y

— واس الأخبار الملكية (@spagov) October 15, 2024 نسف الشائعات

ورداً على الشائعات التي كانت تتداول من قبل عناصر الإخوان طيلة الفترة الماضية حول توتر العلاقات بين مصر والسعودية، قال السفير حسين هريدي إن زيارة الأمير محمد بن سلمان نسفت تلك الشائعات الخبيثة وأكدت على عمق العلاقات الأخوية بين البلدين وأن العلاقات سواء السياسية أو الاقتصادية في أفضل حالاتها.

وأوضح هريدي أن الزيارة نتج عنها اتفاق على تشجيع الاستثمارات المتبادلة وتشجيع تدفق الاستثمارات السعودية ومتابعة ذلك من خلال تدشين مجلس التنسيق الأعلى المصري السعودي برئاسة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.

وأشار مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق إلى أن كل هذه النتائج الإيجابية تؤكد على أنه لا يوجد أي خلاف معلن أو خفي بين البلدين إطلاقاً، وأن العلاقات في أسمى حالاتها وهناك تنسيق مشترك دائم بين القاهرة والرياض.

ووقعت السعودية ومصر، أمس الثلاثاء، اتفاقية تشجيع وحماية الاستثمارات المتبادلة بين البلدين، وذلك على هامش زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز إلى مصر.

وشدد الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال لقائه ولي العهد السعودي، على عمق ومحورية العلاقات الاستراتيجية بين مصر والسعودية، لاسيما في ظل التهديدات التي تواجه المنطقة.

د. أسامة السعيد رئيس تحرير جريدة "الأخبار": ما تواجهه المنطقة من صراعات تُزيد من أهمية اللقاء الذي جمع الرئيس السيسي وولي العهد السعودي #هذا_الصباح #eXtranews#رامي_الحلواني #يارا_مجدي pic.twitter.com/8WBeQBx0Ts

— eXtra news (@Extranewstv) October 16, 2024

وأكد السيسي على "أهمية مواصلة التنسيق والتعاون المشترك لتجاوز المرحلة الدقيقة الحالية التي تمر بها منطقتنا وعالمنا الإسلامي"، مشيراً إلى الحرص المتبادل على ترجمة العلاقات والروابط التاريخية بين البلدين، من خلال تعزيز الآليات الثنائية المؤسسية، وخاصة من خلال تدشين مجلس التنسيق الأعلى المصري السعودي لمتابعة مختلف أوجه العلاقات الثنائية وسبل تطويرها باستمرار.

مقالات مشابهة

  • برلماني: زيارة ولي العهد السعودي لمصر انعكاس لقوة العلاقات بين البلدين
  • بعد زيارة محمد بن سلمان.. اتفاقية تضخ استثمارات بـ 15 مليار دولار في مصر
  • زيارة محمد بن سلمان لمصر تنُسف "شائعات الإخوان" الخبيثة
  • ما أهمية زيارة ولي العهد السعودي إلى القاهرة؟.. خبراء يجيبون
  • متحدث الرئاسة ينشر فيديو زيارة ولي العهد السعودي لمصر
  • مستقبل وطن: زيارة ولي العهد السعودي لمصر تعزز العلاقات الوطيدة بين البلدين
  • وكيل عربية النواب: زيارة ولي العهد السعودي لمصر تعكس حجم التطور في العلاقات
  • النائب أيمن محسب: زيارة ولى العهد السعودي لمصر تعكس حجم التطور في العلاقات بين البلدين
  • أيمن محسب: زيارة ولي العهد السعودي لمصر تعكس حجم تطور العلاقات بين البلدين