عربي21:
2025-01-07@01:28:07 GMT

ملاحظات على الديوان الجزائري للحج والعمرة

تاريخ النشر: 17th, October 2024 GMT

ماذا عن تذكرة السفر المضاعفة؟  

لم يبين الديوان الوطني كيف قوم سعر التذكرة الخاصة بالحج في تعاقده مع شركات الطيران ولا كيف أدار الكلفة المالية المدفوعة لبنك الجزائر. ولولا أن البنك قسم المبلغ المدفوع إلى قسمين، أربع وستين مليون سنتيم لمصاريف الإيواء والإعاشة والتنقلات داخل المملكة العربية السعودية، وسبعة عشر مليون سنتيم سعرا لتذكرة السفر، نعم سبعة عشر مليونا لقاء رحلة واحدة ذهابا وإيابا، بين الجزائر وجدة أو بين الجزائر والمدينة المنورة.

في حين يدفع السائح نصف هذا المبلغ تقريبا للرحلة المتوجهة من الجزائر إلى دبي ذهابا وإيابا وهي أطول.

وفي تفسير هذا "التضخيم" غير المبرر لتكلفة النقل الجوي، اتضح أن الخطوط الجوية الجزائرية وغيرها من الخطوط العاملة على نقل الحجاج الميامين من الجزائر إلى الأراضي المقدسة تحمّل المسافرين، من دون علمهم، دفع كلفة المقاعد الفارغة حينما تكون الطائرة عائدة بلا ركاب من المملكة في رحلة الذهاب، وكلفتها حينما تكون ذاهبة بلا ركاب لجلب الحجاج إلى وطنهم في رحلة الإياب؛ إنها تجارة رابحة جدا تدر على أصحابها مالا كثيرا، ولا ترى من الديوان المنصب نفسه وكيلا عن الحجاج في التوقيع على دفتر شروط هكذا حاله أي دفاع عمن توكل عنهم أو بيان.

واقع المرافقين للبعثة

بعد منتصف ليل يوم التروية، دق أبواب غرف الحجاج النائمين في الفنادق مرشدون، سلموهم تذاكر الطعام طيلة الأيام الستة القادمة، وأخبروهم بأن عليهم أن يتجهزوا للانتقال إلى عرفات مباشرة من الفندق غدا، من دون المكوث في منى. لقد قرر القائمون على البعثة، تسهيلا لأداء مهامهم، ترك سنة المكوث ليلة التاسع من ذي الحجة بمنى، كما أسقطوا سنة المكوث بالمشعر الحرام بعد النفرة من عرفات. نعم لقد حدثت فوضى في توزيع الراحلين إلى عرفات على مركبات فخمة مكيفة صباح يوم التروية، في الثامن من ذي الحجة، وتركت الأمور للفوضى تدفع بها، فحدث إرباك شديد، وحيل بين النساء وذوي الأعذار وبين مرافقيهم. ثم حطت المراكب الرحال بهم في مخيمات عرفات المكتظة، وهم لا يزالون على تلك الحال من التشتت والمعاناة، وأضاع الكثير من الناس أوقاتا ثمينة يبحث بعضهم فيها عن بعض طوال ذلك اليوم المبارك، وكأنهم في أمر مريج، عوض السكينة والوقار، واغتنام أنفس الأوقات بالذكر والاستغفار.

يمنّى الحجاج المتذمرون من خدمات التوجيه والإرشاد المرافقة للبعثة، التي اختفى معظم المكلفين بها ساعة وصولهم إلى البقاع المقدسة كأنما الأرض قد ابتلعتهم، بأن هنالك مراقبين يلاحقون عمل المرشدين، وسيخبرون المسؤولين بهذه التجاوزات. إنها ذهنية البيروقراطيين الذين لا يتقنون غير التسويف.

لقد أزرى واقع الحال هذا بأكثر الحجاج، فتراهم كمن ينتظر طحنا من رحى تدور بلا نتيجة ترتجى؛ فيسلم الجميع أمره لله بعد يأس، ويسلمون بالقول إن مشكلة الفوضى التي باتت تتكرر في كل موسم مردها إلى النظام السياسي غير القادر على تنظيم الحج كما يلزم، وما يلاقيه الناس من معاناة في كل سنة ما هو إلا صورة عما في دواليب الحكم من أداء مترد ميؤوس من إصلاحه.

يمنّى الحجاج المتذمرون من خدمات التوجيه والإرشاد المرافقة للبعثة، التي اختفى معظم المكلفين بها ساعة وصولهم إلى البقاع المقدسة كأنما الأرض قد ابتلعتهم، بأن هنالك مراقبين يلاحقون عمل المرشدين، وسيخبرون المسؤولين بهذه التجاوزات. إنها ذهنية البيروقراطيين الذين لا يتقنون غير التسويف.ومرشدون آخرون استغلوا حاجة المعذورين من المرضى وكبار السن إلى من ينوب عنهم في أداء المناسك، فاتخذوا منها فرصة للتربح طوال موسم الحج، متخلّين عن مهامهم الرسمية التي كلفهم الديوان الوطني بها. علما بأن جل هؤلاء العجزة لا يميزون بين الأوراق النقدية السعودية، ما أوقعهم فريسة سهلة للاحتيال على أطهر بقعة على وجه البسيطة.

لا ريب أن أمثال هؤلاء الأشخاص المحتالين لم ييمموا شطر المسجد الحرام لأداء شعيرة تعبدية كبرى مشروعة مرة في العمر، وهم يحملون أوزار موظفين قد اعتادوا أن يسرقوا من أوقات عملهم ومما في أيديهم من أمانات. إنه لا يستحي من الله تعالى من كان هذا طبعه أن يكون محمله ومطعمه ومشربه ومأواه على كاهل هؤلاء الحجاج الذين ضيعهم، ثم يقتص له الديوان ولأمثاله مكافأة إضافية، علاوة على تكاليف حجه، قدروها بنصف ما دفع حاج لقاء حجه. إنه نموذج سيئ للغاية عن وصي "شرعي" لا يقوم على حفظ الأمانة كما يجب.

حاجة المرافقين إلى تأهيل

لا تعجز إدارة الديوان عن زيادة المرشدين ليكونوا أكثر عددا وعدة وجودة، فالعدد اليسير المخصص لمرافقة أربعين ألف حاج وحاجة غير كاف بتاتا، فما تصنع بضع مئات بأربعين ألفا ونيف؟ ومن الأفضل أن يحدد عددهم بمرشد أو مرشدة لكل خمسين حاجا، الخمسون هو عدد ما تقله الحافلة، وهو سقف مقبول لمن يوجه ويعلم. على أن يكون المرشد مسؤولا عن كل فرد منهم وله اتصال وثيق به أينما تقلب في المشاعر أو تنقل، ويمكن للمرشد أن يجتهد في تقسيمهم أثناء أداء المناسك وفي الزيارات. ولست أدري لم لا ينتدب مرشدون من جمعيات خيرية حسنة السمعة، كالكشافة الإسلامية وجمعيات كافل اليتيم وابن السبيل؟ فكثير منهم يرضى بأن يؤدي عملا كهذا لقاء حجة مبرورة يظفر بها إن شاء الله فحسب.

لكل خمسين حاج مرشد أو مرشدة، ولكل ألف طاقم من الحماية المدنية ومن الأطباء والممرضين مع تجهيزات طبية كافية للإسعافات الأولية وبعض العمليات الجراحية الخفيفة، ولا يحبذ أن يترك الناس متدافعين على أبواب المستوصفات السعودية يستجدون العلاج كالمتسولين. إن الحاجة ماسة إلى انتداب المنظمين المتطوعين من الجمعيات الخيرية ومن الشرطة المدربة على العمل بين المخيمات وفي الطرقات المجاورة لها، على أن يحملوا شارات خاصة واضحة للعيان. علما بأن معظم المرشدين ألقوا عنهم السترات الصفر التي استودعهم الديوان إياها، لأنها شارة بينة يتعرف الحجاج على حامليها بسهولة ويسر، ما سبب للمرشدين ضغطا هم في غنى عنه، فلجأ معظمهم إلى نزعها والتماهي بلباس معتاد بين الحجيج.

تأهيل المرشدين أخلاقيا وتنظيميا من الأهمية بمكان، خاصة في مجال عملهم كالحماية المدنية والطبابة والتوجيه والفتوى، فالموظف الرسمي اعتاد على التسيب واللامبالاة وتضييع الأمانة، وينقل أكثر هؤلاء هذه الطباع المنكرة معهم إلى البقاع المقدسة، ويعودون إلى بلدهم فرحين بالمبالغ المالية التي تقاضوها وبحجة الله أعلم بقبولها، غير مبالين بما خانوا أثناءها وبما قصروا. وحدث أن أحد المكلفين بالفتوى، لا أظنه يعلم غير الذي حفظه من فروع فقهية في الحج، كان يداوم في الطابق السفلي بالفندق، يتلهى بالكلام مع أفراد من البعثة وأحيانا يجيب عن أسئلة من يسأل، كنت قد التقيت به على مائدة الفطور صباحا، فأثار أحد الطاعمين موضوعا توجهت به إلى هذا الإمام المنشغل بطلاء خبزه بزبدة ومربى، فأجابني بأنه لا يرد على الأسئلة وهو يفطر، ولمن يريد جوابا عليه يأتيه في تمام الساعة الفلانية بالقاعة السفلية! ثم أقبل الرجل على طعامه وشرابه معرضا عمن يجالسه.

عموم الأمة بخير

إنه واتباعا لسبيل المؤمنين، يجدر بالديوان ألا يسمح للمرشدين الذين يحملون أفكارا هدامة أن يعملوا ضمن البعثة، حتى لدى الوكالات الخاصة التي تتخير مرافقيها، لما في سلوك هؤلاء من نشاز يشوه انسجام البعثات، التي تتخذ مذهب إمام دار الهجرة طريقة في التعبد. أقول هذا لأنني لاحظت بلبلة في تعدد الفتوى واختلافا في الرؤى، كان يتأتى أسوؤها من تلكم الفئة المتنطعة التي عنيت. لا تنتشر النسخ المشوهة من التيار الذي يدعي السير على خطى السلف في عموم الأمة، ما تراه على القادمين من بقاع الأرض قاطبة هو الاعتدال في التدين والانشغال بالطاعات على أتم وجه وأكمله.

إن مظاهر الرجال والنساء ليس فيها ما ينكر، خاصة الآسيويين منهم. فيمكننا القول إذن بأن المجتمعات المسلمة التي انتشرت فيها أفكار التنطع والتطرف لم يكن أمرها عفويا، وإنما استهدفت بذلك عن قصد وترصد؛ ولعل الغاية من ذلك محاربة الإسلام الأصيل المنوّر بـ"إسلام" مصنع تصنيعا في الغرف المظلمة مشوّه، مستغلين جهل الناس بتراثهم الديني المعتدل لزرع تدين بديل يهتم بمظاهر مغشوشة، ليدفع المنشغلين بها إلى معارك وهمية يصادمون بها قومهم من أجل فتنة عمياء لعن الله من يسعى لإثارتها. ووراء ذلك كله دول الكفر تغذي لهيب الفتنة، ولا تمانع أبدا من أن يجاورها مسلم مدجن لا يميز، ولا يتخذ من روحها الصليبية الحاقدة ومن دعمها للصهيونية المجرمة أي مواقف مناهضة.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الجزائر تكاليف الجزائر حج رأي تكاليف مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة صحافة صحافة سياسة رياضة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

الأمن الجزائري يعتقل صحفيا معارضا.. وحملة إعلامية ضد فرنسا

أعربت منظمة شعاع لحقوق الإنسان عن قلقها البالغ إزاء تطورات اعتقال السلطات الأمنية الجزائرية للصحفي عبد الوكيل بلام، الذي أصدر قاضي التحقيق بمحكمة الشراقة أمس الأحد قرارًا بإيداعه الحبس المؤقت قيد التحقيق.

ووُجهت إلى الصحفي بلام تهم ثقيلة تشمل جناية المشاركة في تنظيم إرهابي مع معرفة غرضه ونشاطه (المادة 87 مكرر من قانون العقوبات)، وجنحة نشر أخبار كاذبة من شأنها المساس بالأمن العمومي والنظام العام (المادة 196 مكرر)، وجنحة المساس بسلامة الوحدة الوطنية (المادة 79).

وتستند هذه التهم إلى منشورات له على موقع "فايسبوك" ومراسلات مزعومة مع معارضين خارج البلاد.

ورأت "شعاع"، في بيانها الذي أرسلت نسخة منه لـ "عربي21" التي تتخذ من العاصمة البريطانية مقرا لها، أن هذه الإجراءات تمثل تصعيدًا خطيرًا ضد حرية التعبير، وتعكس اتجاهًا واضحًا نحو استهداف الصحفيين والنشطاء، واستغلال القوانين لتضييق مساحة الحريات.

وأشارت إلى أن مسار اعتقال الصحفي عبد الوكيل بلام شابه العديد من التجاوزات المثيرة للقلق، إذ تم توقيفه لأول مرة يوم 23 ديسمبر الماضي من قبل الأمن الداخلي لجهاز المخابرات، وأُطلق سراحه في اليوم نفسه مع حجز هاتفه. ثم أعيد اعتقاله يوم 29 ديسمبر الماضي وظل محتجزًا قيد النظر حتى مثوله أمام وكيل الجمهورية يوم أمس الأح.

وأكدت أن "هذا التسلسل يكشف عن نمط ممنهج من التضييق والترهيب الذي يهدف إلى إسكات الأصوات الحرة وتكميم الأفواه".

وأكدت المنظمة أن التهم المتعلقة بمراسلات مع معارضين خارج البلاد، والتي رُصدت بعد حجز هاتف الصحفي واستغلاله من قبل الأجهزة الأمنية، تُعد خرقًا خطيرًا للقانون، وانتهاكًا صارخًا لحقوق الصحفي في الخصوصية والحماية من التعسف.

وأضاف البيان: "إن استغلال ممتلكات شخصية لتلفيق اتهامات بهذا الحجم يعكس استهدافًا واضحًا للحريات الأساسية، ويؤكد التوظيف التعسفي للقوانين".

وأدانت منظمة "شعاع" بشدة هذه الانتهاكات، وطالبت بالإفراج الفوري وغير المشروط عن الصحفي عبد الوكيل بلام وجميع معتقلي الرأي. ودعت إلى إنهاء استغلال القوانين لاستهداف الصحفيين والنشطاء، وإجراء مراجعة شاملة للتشريعات الوطنية لضمان توافقها مع المعايير الدولية لحقوق الإنسان.

وناشدت المنظمة المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية التحرك العاجل لدعم حرية الصحافة والنشطاء في الجزائر، والعمل على ضمان احترام السلطات لحقوق الإنسان والحريات الأساسية. كما جددت المنظمة التزامها الراسخ بالدفاع عن حرية التعبير والصحافة المستقلة، وأكدت أن هذه القيم هي الركيزة الأساسية لأي مجتمع ديمقراطي وعادل.

لم يدم غياب اسم الجزائر على وسائل الإعلام الفرنسية طويلا، إذ عاد لشغل مساحة في نشرات الأخبار والنقاشات في صحف وقنوات تلفزيونية وإذاعية ومنصات إلكترونية بمناسبة الملاحقات التي طالت من يوصفون بـ مؤثرين جزائريين متهمين بالتحريض على قتل "ناشطين" و"معارضين" لاجئين على الأراضي الفرنسية.

ويأتي اعتقال الصحفي عبد الوكيل بلام في الجزائر، مع اعتقالات شنتها السلطات الفرنسية ضد عدد من المؤثرين الجزائريين على مواقع التواصل الاجتماعي المقيمين في فرنسا، بتهمة "تحريض مباشر لعمل إرهابي عن طريق خدمة اتصال عمومية عبر الإنترنت".

ورأت صحيفة "الخبر" الجزائرية في تقرير لها اليوم، أن الإجراءات الأمنية الفرنسية ضد عدد من المؤثرين الجزائريين على مواقع التواصل الاجتماعي ترافقت مع حملة إعلامية مشحونة ضد الجزائر، هدفها الرئيس الاستمرار في استغلال فرنسا لاسم الجزائر لتوجيه الأنظار عن مشاكل البلاد الداخلية وتكريس الصورة النمطية عن الجالية، بالترويج لقضايا معزولة أو أفعال فردية، وترجمة أيضا التوجه الجديد للسلطات الفرنسية للضغط على الجزائر باستهداف ما تعتبره باريس شبكات دعم أو امتدادات للسلطات الجزائرية و المنتظر أن يتزايد في الفترة المقبلة.



وفي لندن اعتبر الخبير الأمني الجزائري المنشق عن النظام الجزائري كريم مولاي في حديث مع "عربي21"، أن استهداف السلطات الجزائرية لحرية الإعلام واعتقال الصحفي عبد الوكيل بلام بتهمة وجود علاقات له مع أطراف إرهابية في إشارة إلى حركة "رشاد"، مع أنه استمرار لذات النهج في تدجين الإعلام، هو رسالة شديدة اللهجة بعدم توجه النظام الجزائري لإنجاز أي انفتاح سياسي مع المعارضة الحقيقية في البلاد.

واعتبر مولاي أن الحملة الإعلامية التي تشنها وسائل الإعلام الجزائرية فضلا عن الاتهامات المباشرة التي يشنها قادة النظام الجزائري على فرنسا لا علاقة لها لا من قريب ولا من بعيد بالذاكرة الاستعمارية ولا بالجرائم التي ارتكبتها فرنسا في الجزائر وإنما هي جزء من الخلاف حول موقف فرنسا من الصحراء، حيث كانت باريس قد أبدت تأييدها لخيار الحكم الذاتي حلا للصراع حول مستقبل الصحراء.

وقال: "كل السياسات الجزائرية اليوم تنطلق من قناعة راسخة، من كان مع تقرير المصير حلا لقضية الصحراء فهو صديق للنظام الجزائري، ومن كان مع خيار الحكم الذاتي فهو عدو للنظام الجزائري".

وحذّر مولاي من أن "استمرار النظام الجزائري في عدم الاعتراف بالتغيرات المتسارعة التي يشهدها العالم، والالتفات بجدية إلى تمتين اللحمة الداخلية وإنجاز مصالحة وطنية حقيقية تكون جسرا لإحداث انتقال سياسي ديمقراطي حقيقي يقي البلاد من أي انتفاضة شعبية"، وفق تعبيره.

وأمس الأحد أصدرت محكمة الشراقة بالجزائر العاصمة أمرًا بإيداع الصحفي والناشط السياسي عبد الوكيل بلام الحبس المؤقت، بتهم تشمل "المشاركة في تنظيم إرهابي مع العلم بغرضه ونشاطه"، و"نشر أخبار كاذبة من شأنها المساس بالأمن العمومي والنظام العام"، و"المساس بسلامة الوحدة الوطنية".

جاء ذلك بعد تحقيقات أشارت إلى تواصله مع أفراد يُصنّفون كإرهابيين خارج الجزائر عبر حسابه على فيسبوك.

يُذكر أن بلام، المدير السابق لموقع "أوراس" الإخباري، كان من أبرز نشطاء حركة "بركات" في 2014 التي عارضت ترشح الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة لولاية رابعة، وشارك بفعالية في الحراك الشعبي منذ انطلاقه في 22 فبراير 2019. تعرض بلام للاعتقال عدة مرات بسبب نشاطاته السياسية والإعلامية.

أثار اعتقال بلام قلقًا متزايدًا في الأوساط الحقوقية والإعلامية بالجزائر، حيث اعتُبر خطوة جديدة في قمع الحريات الصحفية والتضييق على النشطاء. في الأيام التي سبقت إيداعه الحبس المؤقت، عبّرت منظمات حقوقية عن مخاوفها بشأن مصيره، خاصة بعد انقطاع الاتصال به وعدم تمكن عائلته أو محاميه من التواصل معه.

يُشار إلى أن السلطات الجزائرية كثّفت في الآونة الأخيرة من حملات الاعتقال ضد الصحفيين والنشطاء الذين يعبرون عن رفضهم للسياسات العامة في البلاد، مما يثير تساؤلات حول مستقبل حرية التعبير والصحافة في الجزائر.

وفي أوائل يناير الجاري، اعتقلت السلطات الفرنسية ثلاثة مؤثرين جزائريين على منصة "تيك توك"، بتهم تتعلق بالتحريض على العنف والإرهاب ضد معارضين للنظام الجزائري مقيمين في فرنسا.

والمعتقلون هم يوسف زازو، البالغ من العمر 25 عامًا، في مدينة بريست شمال غرب فرنسا. يُعرف زازو بنشاطه على "تيك توك" حيث يتابعه أكثر من 400 ألف شخص. جاء اعتقاله بعد نشره مقطع فيديو في 31 ديسمبر 2024، دعا فيه إلى شن هجمات في فرنسا وأعمال عنف في الجزائر ضد معارضين للنظام الجزائري. ومن المقرر محاكمته في 24 فبراير 2025، ويواجه عقوبة بالسجن تصل إلى 7 سنوات وغرامة قدرها 100 ألف يورو في حال إدانته.

وعماد تنتان المعروف أيضًا بنشاطه على "تيك توك"، ألقي القبض عليه في منطقة إيشيرول بمدينة غرونوبل جنوب شرق فرنسا. يُشتبه في تحريضه على الكراهية والعنف ضد معارضين جزائريين، حيث دعا في مقاطع فيديو إلى "الحرق حياً والقتل والاغتصاب" بحقهم. تم وضعه رهن الحبس الاحتياطي بانتظار المحاكمة.

ونعمان بوعلام، حيث أبلغ عمدة مدينة مونبلييه أمس الأحد السلطات القضائية والأمنية عن المؤثر الجزائري نعمان بوعلام، المقيم في المدينة، بعد نشره مقطع فيديو يدعو فيه إلى قتل الناشط الجزائري محمد تاجديت، وقد تم اعتقاله ووضعه رهن التحقيق بتهمة التحريض على الكراهية والعنف.

ومحمد تاجديت، المعروف بلقب "شاعر الحراك"، هو ناشط جزائري برز خلال الحراك الشعبي الذي انطلق في الجزائر عام 2019. اشتهر بإلقاء قصائد شعرية تعبر عن مطالب الحراك وتطلعات الشعب الجزائري نحو التغيير والإصلاح.

وتُظهر هذه الاعتقالات تصاعد التوترات بين السلطات الفرنسية وبعض المؤثرين الجزائريين الذين يستخدمون منصات التواصل الاجتماعي للتحريض على العنف ضد معارضي النظام الجزائري. أكد وزير الداخلية الفرنسي، برونو ريتايو، أنه لن يكون هناك تساهل مع هذه التهديدات، مشيرًا إلى أهمية محاسبة هؤلاء المؤثرين أمام القضاء.

مقالات مشابهة

  • البرلمان الجزائري يستنكر بشدة تصريحات ماكرون
  • وكيل وزارة الصحة بالبحيرة يفاجئ مستشفى شبراخيت المركزي
  • استعدادات مكثفة لموسم حج يحظى بخدمات متميزة وفق أعلى معايير الراحة
  • الأمن الجزائري يعتقل صحفيا معارضا.. وحملة إعلامية ضد فرنسا
  • اللجنة الوزارية تواصل تفقد مساكن الحجاج لضمان أعلى معايير الراحة لموسم حج 1446هـ
  • الهلال السوداني في مواجهة صعبة أمام مولودية الجزائري
  • بلا أنياب.. إسلام صادق يرصد 6 ملاحظات على أداء الزمالك منذ تولي جروس
  • لولو السعودية للأسواق الكبرى توقّع مذكرة تفاهم مع الهيئة الإندونيسية للحج لدعم ملايين الحجاج والمعتمرين
  • الجيش الوطني الجزائري: القضاء على 51 إرهابيا خلال 2024
  • لجنة إسكان الحجاج بالمدينة المنورة تواصل استقبال إصدار التصاريح حتى نهاية شهر رجب