السلطات الصحية تدق ناقوس الخطر من التمليس البرازيلي
تاريخ النشر: 17th, October 2024 GMT
حذرت السلطات الصحية الفرنسية يوم أمس الأربعاء من مخاطر الفشل الكلوي المرتبط باستخدام منتج تمليس برازيلي. والذي يحتوي على حمض الجليكوسيلك. ومن المتوقع صدور نتائج تقييم الخبراء بشأن هذه المخاطر في نهاية العام.
وفي تنبيه صدر يوم الأربعاء، نصحت المديرية العامة للمنافسة والاستهلاك وقمع الاحتيال (DGCCRF). والمديرية العامة للصحة (DGS) بعدم استخدام منتجات الشعر.
منذ بداية العام، أصيب أربعة أشخاص بفشل كلوي حاد بعد استخدام منتج برازيلي لفرد الشعر يحتوي على المادة الكيميائية.
وأوضحت الوكالة الوطنية لسلامة الغذاء، التي أطلقت تجربة حول هذا الموضوع، في بلاغ صحفي. أن “المصابين بالتسمم تماثلوا للشفاء بعد العلاج”.
وفي انتظار نتائج هذه الخبرة في نهاية العام، تنصح السلطات بعدم استخدام هذه المنتجات.
لمعرفة المنتجات المعنية، ما عليك سوى إلقاء نظرة على الملصق المطلوب للإشارة إلى المكونات الرئيسية. كما توضح الدكتورة جولييت بلوخ، مديرة التنبيهات الصحية والمراقبة في Anses، لموقع BFMTV.com.
وقالت “إذا كان المنتج يحتوي على حمض الجليكوسيلك فمن الأفضل المضي قدمًا، سواء للأفراد أو لمصففي الشعر”.
كما حذرت الأكاديمية الوطنية للطب من “مخاطر صحية يمكن الاستهانة بها”. في حين أن “استخدام هذه المنتجات التجميلية يتزايد بشكل واضح بين النساء. وأيضًا بين الرجال، خاصة ذوي الشعر المجعد”.
عندما “يمر حمض الجلايوكسيليك إلى مجرى الدم عبر فروة الرأس”، فإنه يمكن أن “يشكل بلورات أكسالات الكالسيوم”. التي “توضع في الكلى”، كما تقول الدكتورة جولييت بلوخ.
ويضيف مدير التنبيهات الصحية واليقظة أن هذه البلورات الدقيقة “ستعرقل عمل الكلى”.
وتظهر علامات الفشل الكلوي بسرعة بعد التعرض لحمض الجليكوسيلك.
وبعد ساعات قليلة، تظهر أعراضها على شكل آلام في البطن أو أسفل الظهر، وغثيان و/أو قيء.
في حالة ظهور مثل هذه الأعراض، يجب عليك استشارة الطبيب بسرعة أو الاتصال بمركز مراقبة السموم.
المصدر: النهار أونلاين
كلمات دلالية: حديث الشبكة
إقرأ أيضاً:
"المارد"
أحمد الرحبي
طاقات الإنسان الكامنة بداخله لا تحدها حدود، وهي تشكل تناقضًا مع الهشاشة والضعف الباديين عليه من الوَهلة الأولى، حال الإنسان، فعندما يُواجه مُشكلة أو مُعضلة، وتدفعه بعض المواقف في الحياة، إلى التَّحدي وجها لوجه، وتحشره إلى الزاوية، بلا ما لا مناص منه من مواجهة مصير قد يؤدي إلى حتفه، تستيقظ عندها قوى المقاومة الشرسة الكامنة في داخله، وهي القوى التي صقلتها ودربتها تجارب صراع البقاء، وتحدي الصعوبات والمخاطر التي تُهدد حياته، المطبوعة في جيناته الوراثية عبر ملايين الأجيال، صقل ودربة نتجت عن مواجهة المخاطر والأخطار التي تحيق به، استجابة لغريزة البقاء وحفظ الحياة وصيانتها.
تكمن هذه القوة والطاقة الجبارة في الإنسان، متوارية في داخله كبركان خامد، وذلك بغض النظر عن كون هذا الإنسان هو إنسان هادئ أو إنسان مسالم، أو كونه إنساناً لا تبدو عليه من الوهلة الأولى صفات القوة والعزيمة والجلد، في سلوكه وتعامله مع الأمور ومواجهته لها.
وتحت تحفيز الخطر وبدافع من مواقف صعبة وقاسية يتعرض لها الإنسان، تتحدد ردود أفعاله التي تأتي مفاجئة وغير متوقعة، وهي ردة الفعل التي يتحول فيها الإنسان خلال ثانية واحدة وبقدرة قادر في امتلاك زمام الأمر، واستعادة المبادرة في التصرف مهما كان الخطر مُحدِّقًا، والنجاة بأعجوبة من مصير مُحقق.
هذه الثانية العجيبة من التحول التي تقلب التوازنات في اللحظات الأخيرة، يستغرق الأديب المصري يوسف إدريس- تشيخوف القصة العربية كما يُعرف- التنقيب فيها، ثماني صفحات كاملة، بما يقارب ألفي كلمة، من البحث والاستقصاء، لثانية أو برهة من الزمن تعدل عمرًا كاملًا؛ حيث يبحث في قصته "المارد" بشكل عميق -كعادته في قصصه-، في برهة الانتفاض في وجه الخطر، والدافع الغريزي، في التعامل معه ومجابهته، وهي مجابهة يكون الإنسان معد لها منذ آلاف السنين وتكون على أساسها، عبر الخبرات المتراكمة في مواجهة تقلبات الطبيعة وتطور غريزة البقاء لديه، والنجاة في صراعه مع الطبيعة ومع وحوشها الكاسرة وأخطارها الداهمة.
القصة تكشف عن قانون طبيعي يتعلق بالمنطقة اللاوعية في الإنسان، وما ينبجس منها، في لحظات الخطر وفي حالات التحدي القاسية التي قد نواجهها في حياتنا، من قوة مادية هائلة، وطاقة معنوية جبارة، طاقة وقوة المارد.
رابط مختصر