مع بقاء أقل من ثلاثة أسابيع حتى يوم الانتخابات في الولايات المتحدة، أطلق الرئيس الأمريكي جو بايدن أخيراً تحذيراً نهائياً لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو. جاء ذلك في رسالة يوم الاثنين كتبها وزير الخارجية أنتوني بلينكن، ووزير الدفاع لويد أوستين، بشكل مشترك.

هاريس تمشي على حبل مشدود

ولفت مراسل موقع "آي نيوز" البريطاني في واشنطن سايمون ماركس إلى أن الرسالة، وضمن أربع صفحات مكتوبة بإحكام، قدمت لائحة اتهام لاذع لسلوك إسرائيل تجاه المدنيين وعمال الإغاثة والمعتقلين في غزة، وكشفت ما كان قد خلص إليه صناع السياسات الأمريكيون سراً حتى الآن، حول سلوك نتانياهو.


واصفين الوضع في غزة بأنه "وخيم بشكل متزايد"، حذر بلينكن وأوستين الحكومة الإسرائيلية من أن لديها 30 يوماً لتبني سلسلة من "التدابير الملموسة" لتحسين وصول المساعدات الإنسانية إلى المنطقة، والسماح للإمدادات الحيوية من الغذاء والمياه والأدوية بالوصول إلى السكان الذين تقول الولايات المتحدة إنهم الآن معرضون لخطر "العدوى القاتلة".

Why US threats to cut off arms to Israel are virtually meaningless

???? Analysis by @SimonMarksFSN https://t.co/NekxWrIlhZ

— The i paper (@theipaper) October 16, 2024

 وكتبا أن "الفشل في إظهار التزام مستدام بتنفيذ هذه التدابير والحفاظ عليها قد يكون له آثار على السياسة الأمريكية"، في إشارة إلى احتمال أن يعلق بايدن المزيد من شحنات الأسلحة إلى إسرائيل إذا فشل نتانياهو في الالتزام بمتطلبات أمريكا. ثمة الكثير من الشروط الواردة في تهديد الرسالة التي تأتي في وقت يصف بايدن دعمه لحق إسرائيل في الدفاع عن النفس بأنه "حديدي".

التوقيت

تتزامن الرسالة بشكل ملحوظ مع كفاح نائبة الرئيس كامالا هاريس لتأمين الأصوات الحيوية من الأمريكيين العرب، وبخاصة في ولاية ميشيغان المتأرجحة. أدى غضبهم من تعامل إدارة بايدن-هاريس مع الأزمة في غزة إلى دفع لجنة العمل السياسي العربية الأمريكية هذا الأسبوع إلى رفض تأييد هاريس أو ترامب. وهي المرة الأولى التي تمتنع فيها المجموعة التي تتخذ من ميشيغان مقراً لها عن تأييد رئاسي منذ تأسيسها قبل 20 عاماً. 

Why US threats to cut off arms to Israel are virtually meaningless - The i paper https://t.co/2zFEbzG5Zv

— Prof Anoush Ehteshami (@AnoushEhteshami) October 16, 2024

ستنتهي نافذة الثلاثين يوماً لإسرائيل لتلبية مطالب إدارة بايدن بعد يوم الانتخابات الأمريكية. يزعم منتقدو رسالة بلينكن- أوستن أنه يمكن تنفيذ العديد من متطلباتها على الفور، ويتساءلون لماذا، في خضم "التدهور المتسارع" للوضع في غزة، يبقى الموعد النهائي لإسرائيل كي تطبق التغيير سخياً للغاية.
لكن الرسالة لا تحتوي أيضاً على تفاصيل حول الإجراءات الانتقامية التي ستتخذها الولايات المتحدة إذا تم تجاهل مطالبها ببساطة. باستثناءٍ واحد في مايو (أيار)، رفض البيت الأبيض الدعوات إلى وقف الولايات المتحدة لإمدادات الأسلحة إلى إسرائيل، إذ أشار بايدن إلى أن بقاء البلاد على المحك وإلى أن دعمه العسكري والدبلوماسي لحكومة حرب نتانياهو "غير مشروط".

نفوذ بايدن أضاف ماركس أن من سلطة بايدن الحد بشكل كبير من مغامرات نتانياهو العسكرية. تصنع الولايات المتحدة أكثر من 70% من المكونات المستخدمة في درع "القبة الحديدية" الإسرائيلية، وكانت تقدم بانتظام إمدادات إضافية مع استخدام صواريخ الاعتراض لدى المنظومة لتدمير الصواريخ الآتية من حماس في غزة وحزب الله في لبنان، وفي وقت سابق من هذا الشهر، من إيران.
في السنة الماضية، أتت نسبة 69% من واردات إسرائيل التسليحية من مصادر أمريكية، بما فيها مقاتلات من طراز أف-35 وأف-15 وقنابل خارقة للتحصينات تزن ألفي رطل استخدمت لقتل زعيم حزب الله، حسن نصر الله في بيروت الشهر الماضي. لا تزود أي دولة أخرى إسرائيل بحجم أكبر من الأسلحة، ولا أنظمة أسلحة أكثر تقدماً من الناحية التكنولوجية. لا إرادة سياسية في حين أن اعتماد إسرائيل على الإمدادات العسكرية الأمريكية يمنح الرئيس الأمريكي نظرياً نفوذاً فريداً من نوعه على تل أبيب، ما من إرادة لدى بايدن، من الناحية السياسية، للضغط على نتانياهو. على تلة الكابيتول، يُعد دعم حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها محكاً سياسياً لغالبية الممثلين المنتخبين من كلا الحزبين الرئيسيين.
إن أعضاء الكونغرس الذين انتقدوا تعامل نتانياهو وجدوا أنفسهم مع الحرب مستهدفين من قبل لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية (أيباك) التي تنفق ملايين الدولارات على المرشحين الذين يظلون داعمين لإسرائيل بشكل كامل. وعلى موقعها على الإنترنت، تتفاخر اللجنة بقدرتها على أن تكون صانعة ملوك في سباقات مجلس النواب والشيوخ حيث انتقد المرشحون المؤيدون للفلسطينيين الوضع الإنساني في غزة وحجم عدد القتلى المدنيين هناك. نقطة اللاعودة

مضى ماركس كاتباً أن هاريس تمشي على حبل مشدود، إذ تبلغ الناخبين العرب الأمريكيين المتمردين بأنها "لن تكون صامتة" في مواجهة الخسائر المدنية المتزايدة، لكنها تفشل في شرح كيف ستختلف سياساتها بالتحديد تجاه المنطقة عن تلك التي ينفذها بايدن. ويعتبر بعض المراقبين التهديد الأخير بتعليق بعض شحنات الأسلحة تمثيلياً، حيث يشتبهون في أن نافذة الثلاثين يوماً مصممة سياسياً لنقل هاريس عبر خط النهاية في الانتخابات الأميركية، بدون اتخاذ أي خطوات ملموسة قبل الإدلاء بالصوت الأخير.
لكن الرسالة التي كتبها بلينكن وأوستين قد تكون أيضاً سيف ديموقليس معلقاً الآن فوق البيت الأبيض. إن التفاصيل التي تحتويها، وبخاصة في ما يتعلق بتقارير عن إساءة معاملة الإسرائيليين للمعتقلين، قد تجعل من المستحيل في المستقبل أن ينكر كبار المسؤولين الأمريكيين معرفتهم بالأحداث التي قد تخضع للتحقيق في نهاية المطاف.

في هذا الصدد، اجتاز البيت الأبيض الآن نقطة لا عودة عنها، حيث أوضح أنه يعرف ما يجري في غزة، حتى ولو كانت تهديداته باتخاذ إجراءات انتقامية الشهر المقبل لا قيمة لها.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية إسرائيل وحزب الله الانتخابات الأمريكية الولایات المتحدة فی غزة

إقرأ أيضاً:

فاشل وخائف من هاريس.. بايدن يوبّخ ترامب في حفل عشاء

وجّه الرئيس الأمريكي جو بايدن، توبيخًا عنيفًا لسلفه السابق دونالد ترامب، واصفًا إياه بالفاشل.

وحسب صحيفة “هيل” الأمريكية، قال بايدن خلال خطاب ألقاه في عشاء لجنة مدينة فيلادلفيا: "يعمل المزيد من الناس اليوم في أمريكا أكثر من أي وقت مضى منذ ترك ترامب منصبه، هذه مجرد حقيقة".

وأضاف “خطط التقاعد قوية، والجرائم العنيفة انخفضت، والقتل انخفض وعدد الأشخاص الذين يعبرون الحدود أقل، ويسمي ترامب ذلك جحيمًا؟ إنه يتحدث عن أمريكا كدولة فاشلة، من أين ذلك؟”.

وتابع: "هذا يجعلني غاضبًا. أقول إن أمريكا تفوز، نحن أقوى دولة في العالم، والأمة الأكثر احترامًا في العالم.. يقول ترامب إننا خاسرون، لكن الخاسر الوحيد الذي أعرفه هو دونالد ترامب".

كما وصف الرئيس ترامب بأنه "غير أمين" وذكر 34 تهمة جنائية ضد سلفه تتعلق بتزوير السجلات التجارية لإخفاء علاقات خلال حملته الانتخابية عام 2016.

وقال بايدن في إشارة إلى الحكم الصادر في 26 نوفمبر: "أريد أن أشاهد هذا الحكم. أعتقد أنه يترشح للبقاء خارج السجن".

كما تحدث أيضًا عن ولاء نائبة الرئيس هاريس له بينما تسعى إلى الحملة الانتخابية، وفقًا لأجندتها الخاصة دون انتقاد بايدن.

وقال: “يجب على كل رئيس أن يشق طريقه بنفسه. هذا ما فعلته. كنت مخلصًا لباراك أوباما لكنني شقيت طريقي الخاص كرئيس. هذا ما ستفعله كامالا كانت مخلصة حتى الآن، لكنها ستشق طريقها الخاص”.

وأضاف بايدن للحضور قائلًا "أيها الناس، نحن في عام 2024، ولن نعود إلى الوراء"، مؤكدًا أن ترامب خائف جدا من مناظرة هاريس مرة أخرى.

مقالات مشابهة

  • هاريس تعلّق على الفرق بين رئاستها وولاية بايدن
  • بعد الرسالة الأميركية لإسرائيل.. هل يتغير واقع المساعدات في غزة؟
  • هل يُسقط تحذير واشنطن بسبب غزة نتانياهو وغالانت في شباك الجنائية الدولية؟
  • الخارجية الأمريكية: نشعر بالقلق إزاء التهديدات الكورية الشمالية
  • الجنون النووي: ما هي التهديدات التي تشكلها مناورات الناتو على روسيا؟
  • فاشل وخائف من هاريس.. بايدن يوبّخ ترامب في حفل عشاء
  • الخارجية الأمريكية: التهديدات ضد ترامب مسألة أمن قومي ذات أولوية قصوى
  • اللجنة العربية الأمريكية لن تؤيد هاريس أو ترامب “لدعمهما إسرائيل”
  • السيسي: تنسيق وتعاون مع المملكة في ظل التهديدات التي تواجه المنطقة