لماذا تفشل الأمم؟.. تحليل للحالة المصرية من قبل فائزين بنوبل
تاريخ النشر: 17th, October 2024 GMT
سلط إعلان الأكاديمية الملكية السويدية، الاثنين، عن منح جائزة "نوبل للاقتصاد" لـ 3 باحثين أميركيين، الضوء بالتحديد على اسمي، دارون عجم أوغلو (تركي - أميركي)، وجيمس روبنسون (بريطاني - أميركي)، اللذان قاما بتحليل الأوضاع في مصر في كتابهما الشهير "لماذا تفشل الأمم؟" الصادر عام 2012.
وجاء فوز أوغلو (57 عاما)، وروبنسون (64 عاما)، وسايمون جونسون (61 عاما)، نظرا لأبحاثهم التي ركزوا خلالها على دور المؤسسات المجتمعية وتطبيق القانون، في تفسير أسباب ازدهار بعض البلدان دون سواها، وفقا لما أعلنته لجنة جائزة نوبل للعلوم الاقتصادية.
وقبل 12 عاما تطرق أوغلو وروبنسون في مستهل كتابهما للحالة المصرية عقب ثورة 25 يناير التي أطاحت بحكم الرئيس الأسبق، حسني مبارك.
ورأى الباحثان أن الفقر كان السبب الرئيسي في غضب المصريين، مدللين بذلك على أن متوسط دخل المواطن المصري وقتها كان 12% فقط من الدخل الأميركي، كما أن متوسط أعمار المصريين أقل من الأميركيين بنحو 10 أعوام، وأن 20% من المصريين كانوا يعيشون وقتها في فقر مدقع.
الكتاب أشار أيضا إلى إدراك كثير من المصريين والتونسيين بأن متاعبهم الاقتصادية ناجمة بشكل رئيسي عن افتقادهم لحقوقهم السياسية، وإلى أن الكثير من المصريين استوعبوا أن أول ما يتطلب التغيير، هو كيفية ممارسة السياسة، خصوصا أنها محتكرة في يد نخبة ضيقة.
وقال المؤلفان إن رؤية الكثير من المتظاهرين لأسباب متاعب مصر الاقتصادية مختلفة تماما عن رؤى اقتصادية متخصصة ربطت هذه المتاعب بأسباب جغرافية أو حتى بأخرى ثقافية، وأشارا إلى أن المتاعب الاقتصادية المصرية ترجع في المقام الأول إلى النخبة السياسية الضيقة التي تمنح الأولوية لمصالحها على حساب مصلحة المجتمع، وإلى أن أسباب الفقر في مصر لا تختلف عن كثير من الدول الفقيرة.
وسلط الكتاب الضوء على الحكم العثماني ولاحقا البريطاني لمصر، وهي فترات لم تساعد أكبر دولة عربية من حيث عدد السكان على اللحاق بركب الثورة الصناعية، كما أنها خلقت طبقة نخبوية ضيقة تتحكم في مقاليد الحكم والأمور في مصر، كما في عصر مبارك على حد تعبير المؤلفين.
أوغلو وروبنسون يعتقدان أيضا أن دراسة الماضي مفيدة لمعرفة قدرة الثورة المصرية على تغيير الأوضاع فعلا على الأرض، خصوصا أن الثورات السابقة للمصريين لم تنجح في ذلك.
ورغم اعتراف الكتاب بصعوبة تمتع الشعب بسلطة سياسية حقيقية، إلا أنه يرى أن هناك إمكانية للتغيير الحقيقي، خصوصا مع نجاح التجربة في دول عدة مثل الولايات المتحدة والبرازيل وفرنسا وحتى بوتسوانا في القارة الأفريقية.
المصدر: الحرة
إقرأ أيضاً:
تحليل شخصيّة دونالد ترامب من منظور الطب النفسي: البارانويا والنرجسية والسادية
دائمًا ما تثير تصريحات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب جدلًا واسعًا على المستويات السياسية والاجتماعية، حيث تتسم آراؤه بالسلوك التصادمي والقرارات الفردية المثيرة للجدل.
وفي ظل تحليل شخصيته من قبل عدد من أساتذة الطب النفسي بجامعة القاهرة، أكد الخبراء أن ترامب يعاني من اضطرابات نفسية تشمل البارانويا والسادية والنرجسية، مما يفسر طبيعة سلوكه السياسي وتصريحاته الحادة.
ترامب بين البارانويا والنرجسيةيقول الدكتور مصطفى شاهين، أستاذ الطب النفسي بكلية طب قصر العيني بجامعة القاهرة، إن ترامب يتعامل مع المواقف بمنطق البارانويا، حيث يرى العالم من منظور الشك والاضطهاد، كما أنه يتخذ قراراته بشكل فردي مثل التاجر الذي يضع مصالحه فوق كل اعتبار.
هذا النمط من التفكير يعكس نرجسية واضحة، حيث يتسم بشعور مفرط بالأهمية الذاتية وعدم القدرة على تقبل النقد أو سماع آراء الآخرين.
ويشير شاهين إلى أن حديث ترامب حول تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة يعد دليلًا على تفكيره الاستعلائي، فهو يرى نفسه قادرًا على إعادة تشكيل العالم وفقًا لرؤيته الخاصة دون الاهتمام بالعواقب أو المواقف الأخلاقية والإنسانية.
السادية والرغبة في السيطرةمن جانبه، يوضح الدكتور جمال فرويز، أستاذ الطب النفسي بجامعة القاهرة، أن شخصية ترامب تُعرف بأنها مثيرة للجدل وتتميز بالسادية والعنف في تعاملاته السياسية.
فهو يسعى دائمًا لتحقيق مصالحه الشخصية والسياسية على حساب الآخرين، دون اعتبار للمواقف الأخلاقية أو العواقب الإنسانية.
ويشير فرويز إلى أن ترامب يستخدم لغة تصادمية تصل في كثير من الأحيان إلى العنف الخطابي، حيث لا يتردد في مهاجمة خصومه السياسيين وحتى حلفائه إذا شعر بأنهم لا يخدمون أهدافه.
هذه الصفات تتناسب مع شخصيته التي تعتمد على القوة والتأثير الشخصي، حيث يرى أن العلاقات السياسية مثل صفقات تجارية يجب أن تحقق مكاسب مباشرة له.
الاحتياج المستمر للإعجاب والتقديرأما الدكتورة إيمان ممتاز، استشارية الصحة النفسية، فتؤكد أن ترامب يُظهر العديد من السمات النرجسية وفقًا لمعايير التشخيص النفسي المعتمدة.
وأوضحت أن الإحساس المتضخم بالذات هو أحد السمات الأساسية للنرجسية، حيث يرى ترامب نفسه شخصية استثنائية وفريدة، ويستخدم عبارات مثل "أنا الأفضل" و"الأذكى" عند الحديث عن نفسه.
كما أضافت أن ترامب يعتمد بشكل كبير على التغذية الراجعة الإيجابية، مما يجعله يسعى باستمرار للحصول على الإعجاب والتقدير من الجماهير ووسائل الإعلام، وعندما يواجه نقدًا، فإنه يتعامل معه إما بالدفاع الحاد أو بالهجوم الشخصي عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
علاقاته الاستغلالية وحساسيته تجاه النقدتشير إيمان ممتاز إلى أن ترامب يتعامل مع الآخرين وفق مبدأ المنفعة، فهو يستغل علاقاته لتحقيق مكاسب شخصية، وعندما يشعر بأن الطرف الآخر لم يعد يخدم مصالحه، فإنه يتحول إلى عدو.
كما يتمتع بحساسية مفرطة تجاه النقد، حيث يرد عليه إما بالإنكار التام أو بالهجوم المباشر على منتقديه، وهو ما يعكس عدم استعداده لتقبل آراء الآخرين أو الاعتراف بأخطائه.