تحولت مجالس المستقبل العالمية، التي تنظمها حكومة دولة الإمارات والمنتدى الاقتصادي العالمي، من منصة لتوليد وتداول الأفكار والرؤى إلى منصة لصناعة الأثر الإيجابي، وورشة عمل دولية مفتوحة لتشكيل مسارات المستقبل للقطاعات الحيوية، ورسم منهجية للاقتصادات العالمية، وتعزيز الجهود الدولية للنهوض بالمجتمعات وتمكينها من مواكبة التطورات المتسارعة واستباق التحديات المستقبلية التي يفرضها التقدم التكنولوجي غير المسبوق، إذ وصل الأثر الإيجابي لعمل المجالس إلى أكثر من 680 مليون إنسان في 158 دولة.


وتواصل مجالس المستقبل العالمية منذ إطلاقها عام 2008، استشراف مستقبل القطاعات الأكثر ارتباطاً بحياة المجتمعات البشرية، إذ انتظمت في أكثر من 900 مجلس على مدى 16 عاماً، ضمت أكثر من 12 ألف مشارك.
وتشهد مجالس المستقبل العالمية 2024 تنظيم “معرض الأثر”، الذي يعرّف بأبرز المحطات في دور المجالس خلال السنوات الماضية، وما حققته على مستوى توفير الأفكار والرؤى والمقترحات والإرشادات المهمة التي شكلت الأساس المتين لمبادرات دولية متنوعة ناجحة، حققت تأثيراً طويل الأمد على المستويين المحلي والعالمي.
وتستعرض هذه المنصة الدولية، مسيرة 15 عاماً من الشراكة الإيجابية المثمرة بين حكومة دولة الإمارات والمنتدى الاقتصادي العالمي، والأثر النوعي الذي أحدثته المجالس في حياة مئات الملايين في العالم، ضمن أعمال اجتماعاتها التي يشارك فيها أكثر من 500 خبير ومسؤول ومختص من 80 دولة حول العالم، ضمن 30 مجلساً تبحث الفرص المستقبلية في 5 مجالات رئيسية هي؛ التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، والبيئة والمناخ، والحوكمة، والاقتصاد والمالية، والمجتمع.
ونجحت الأفكار والتوصيات والرؤى التي شكلتها مجالس المستقبل العالمية في التحول إلى حلول ومبادرات ومشاريع عالمية، وأصبحت العديد منها محركات لتغيير إيجابي في حياة الناس خصوصاً في مجالات البيئة والتغير المناخي، والتعليم والمهارات، والاقتصاد، والتصنيع المتقدم، والمرونة الحكومية، والشفافية، والعمل والوظائف.
ووصل الأثر الإيجابي لعمل المجالس إلى أكثر من 680 مليون إنسان في 158 دولة، فيما شهد قطاع التصنيع المتقدم مشاركة 75 شركة في 30 دولة بمشاريع انعكست إيجاباً على الاقتصاد العالمي. وفي قطاع الحوكمة المرنة دعمت أفكار المجالس جهود 7 دول و50 قيادياً عالمياً في ابتكار آليات وحلول لتعزيز الجاهزية الحكومية للمستقبل، وأسهمت في جمع 82 شركة في 31 دولة للعمل على تحديات مرتبطة بالشفافية والموثوقية.
وبدعم من أفكار أعضاء المجالس من الخبراء والمختصين ومستشرفي المستقبل والعلماء والأكاديميين، عملت 30 شركة حول العالم على تطبيق عدد من أفكار المجالس في قطاع العمل وصناعة الوظائف، بشكل انعكس إيجاباً على 2.5 مليون شخص، فيما أسهمت مخرجات المجالس في تحسين حياة 650 مليون إنسان في 59 دولة، من خلال عمل 370 شركة على تطوير الأفكار وتحويلها إلى مشاريع ومبادرات للارتقاء بقطاع التعليم والمهارات.
وتتطلع مجالس المستقبل العالمية إلى مواصلة صناعة الأثر الإيجابي في حياة المجتمعات، وعمل الحكومات، وكفاءة القطاعات الاقتصادية والتكنولوجية، من خلال تكثيف العمل على تحديد مسارات المستقبل واستشراف تحدياته، والمشاركة في وضع الأسس والأفكار الكفيلة بدعم تصميم وابتكار الحلول الكفيلة بتمكين الإنسان، وتسريع مسارات التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
ويسجّل لمجالس المستقبل العالمية خلال السنوات الماضية تركيزها المثمر على موضوعات استراتيجية حيوية تأكدت أهميتها عاماً بعد عام، وشكّلت رافعات ومسرعات للنمو الاقتصادي والتقدم المجتمعي والتطوير الحكومي. وتجسد إسهامات المجالس ما تمثله من منظومة دولية للذكاء الاستراتيجي، ومنصة لتكامل الرؤى وتحديد الأهداف والتوجهات المستقبلية العالمية، وتمكين الحكومات والمؤسسات، والأفراد، من الاستفادة المثلى من فرص المستقبل.
ومن أبرز الموضوعات التي عززت “مجالس المستقبل العالمية” الوعي الدولي بأهميتها بشكل استباقي خلال السنوات الماضية؛ الذكاء الاصطناعي، والابتكار، وريادة الأعمال، والأمن السيبراني، والعمل المناخي، والحياد الكربوني، والرعاية الصحية المتقدمة، وتبنّي تطبيقات التكنولوجيا، والشراكات الاستراتيجية، وبناء القدرات، وتطوير المهارات، وتعزيز فرص التعلّم، ومسرعات التنمية، والاستدامة والكفاءة، واستشراف المستقبل.
وتشكل مجالس المستقبل العالمية شبكة رائدة على مستوى العالم تشجع تنوع الرؤى وتدعم نشر الأفكار الاستراتيجية المبتكرة والإبداعية ذات الإمكانات الواعدة في تحقيق تحولات إيجابية عالمية. وهي تجمع قادة الفكر من الأوساط الأكاديمية وقطاعات الأعمال والحكومات والمنظمات الدولية.
ونجحت مجالس المستقبل العالمية منذ إطلاقها في توسيع تمثيلها الإقليمي والدولي ليشمل 80 دولة. وتضم في دورتها الحالية 30 مجلساً تخصصياً للقطاعات الحيوية لمستقبل الإنسانية تتوزع عضويتها على قطاع الأعمال، والمؤسسات الأكاديمية ومراكز الفكر، والشخصيات العامة والمنظمات الدولية ومؤسسات المجتمع.
وتناقش “مجالس المستقبل العالمية 2024” في دبي موضوعات حيوية أبرزها مستقبل الذكاء الاصطناعي، والأمن الغذائي والمائي، والمستقبل الجيوسياسي، والاستثمار المسؤول، والبيانات العادلة، وتحوّل الطاقة، ومستقبل المدن، ومستقبل النمو، والعمل الإنساني المناخي، واقتصاد الكم، والتصنيع المتقدم وسلاسل القيمة، وخلق فرص العمل، والنظم المالية المرنة، والاستخدام المسؤول للموارد، وسياسات التكنولوجيا، ومستقبل التجارة والاستثمار، والاقتصاد الأخضر العادل، والحوكمة الرشيدة.
وستعمل مجالس المستقبل العالمية، على بحث الأفكار واستعراض التجارب ومشاركة الخبرات في حلقات نقاشية مغلقة، وجلسات حوارية تفاعلية، تركز على توليد الأفكار وابتكار الحلول المرتبطة بالمجالات الحيوية، ضمن مجموعة من المخرجات والتوصيات، التي ستشكل معالم أجندة اجتماع المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس في دورته المقبلة في يناير 2025

وام


المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: مجالس المستقبل العالمیة الأثر الإیجابی ملیون إنسان فی أکثر من

إقرأ أيضاً:

الإمارات تُخصص 64.5 مليون دولار لمستشفى المقاصد في القدس الشرقية

أبوظبي/ وام

تنفيذاً لتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة 'حفظه الله'، خصصت دولة الإمارات منحة مالية قيمتها 64.5 مليون دولار أمريكي لمستشفى المقاصد في القدس الشرقية، دعماً للعمليات التشغيلية والكادر الطبي وتحديث المرافق.

وأكد سمو الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان، نائب رئيس ديوان الرئاسة للشؤون التنموية وأسر الشهداء، رئيس مجلس الشؤون الإنسانية الدولية، التزام دولة الإمارات بدعم الأشقاء الفلسطينيين في شتى القطاعات المجتمعية، في ظل الاهتمام البالغ والدعم اللامحدود من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة 'حفظه الله'، إذ تواصل الدولة دعم القطاع الصحي في جميع الأراضي الفلسطينية بالتنسيق مع المنظمات الدولية المعنية لاسيما منظمة الصحة العالمية.

وأوضح سموه أن دولة الإمارات مستمرة في تمكين العاملين في القطاع الصحي من الأطباء والإداريين، بما يضمن دعم قدرات المؤسسات الصحية الفلسطينية وتلبية تطلعات الشعب الفلسطيني الشقيق.

من جهته قال الدكتور طارق أحمد العامري، رئيس وكالة الإمارات للمساعدات الدولية، إن دولة الإمارات تعمل مع مختلف المنظمات الدولية والمؤسسات الإقليمية ذات العلاقة لتعزيز الخدمات الصحية المتعددة في القدس الشرقية وغزة وغيرها من المناطق ذات الأولوية في المرحلة الراهنة، ولذا يعتبر مستشفى المقاصد في القدس الشرقية من المنشآت الصحية المهمة، كونه مُتخصصا في إجراء عمليات القلب والعيادات التخصصية للأطفال والعظام وتنفيذ البحوث الطبية وتقديم الرعاية الصحية الشاملة.من جانبه أعرب الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس، مدير عام منظمة الصحة العالمية، عن امتنان المنظمة لدولة الإمارات لدعمها مستشفى المقاصد وتمكينه من مواصلة تقديم الرعاية الصحية الأساسية، وهو ما سيتيح للمنظمة تزويد المستشفى بالأدوية الضرورية والإمدادات الطبية المُهمة، بالإضافة إلى توسيع نطاق قدرات التصوير الطبي، وتحسين قسم الولادة وأمراض النساء، والمساعدة في تدريب أكثر من 100 شخص في 11 تخصصاً طبياً.

من جهته عبر الدكتور عمر أبو زايدة، مدير عام مستشفى المقاصد في القدس الشرقية، عن شكره العميق وامتنانه البالغ لدولة الإمارات لدعم الطاقمين الطبي والإداري في المستشفى، وذلك استمراراً للجهود الإماراتية المستمرة لتمكين القطاع الصحي في كل المناطق الفلسطينية، ودعم العاملين وتمكينهم من أداء واجباتهم الوظيفية بشكل مستدام.

وقال :' إن الدعم الإماراتي لنا كفلسطينيين يعني لنا الكثير، إذ دأبت دولة الإمارات منذ قيامها على يد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “طيب الله ثراه”، بالوقوف الدائم وتقديم الدعم والمساعدة في كل ما يتطلع إليه شعبنا الفلسطيني، وعلى وجه الخصوص مدينة القدس، ونحن نفخر بموقف الإمارات الثابت والتاريخي والمستمر بسعيها العالمي الرائد والعمل مع الأطراف كافة لدعم المؤسسات المقدسية، وتحسين الخدمات الصحية وتعزيزها للمستفيدين كافة من المرضى والمراجعين لاسيما النساء والأطفال'.

تجدر الإشارة إلى أن مستشفى المقاصد في القدس الشرقية اُفتتح رسمياً في عام 1968 بسعة 20 سريراً، حتى وصل اليوم إلى أكثر من 250 سريراً، ويعمل فيه حوالي 950 موظفاً من الطاقمين الطبي والإداري، ولدى المستشفى برنامج الإقامة التخصصي لتدريب الأطباء والذي يحتوي على 13 تخصصاً طبياً معتمداً من المجلس الطبي الفلسطيني والمجلس الطبي الأردني، وتخرج من هذا البرنامج أكثر من 540 طبياً مُتخصصاً، ويخدم المستشفى أكثر من 66,000 شخص من سكان القدس والضفة الغربية وقطاع غزة.

مقالات مشابهة

  • معلومات الوزراء يستعرض أبرز نتائج استطلاعات مراكز الفكر والاستطلاعات العالمية
  • معلومات الوزراء: 90% من المواطنين في 15 دولة يشعرون بتزايد عدد الأزمات العالمية
  • منتخب مصر تحت 17 عاما يهزم نجوم المستقبل في ختام الاستعدادات لكأس الأمم الإفريقية
  • السودان.. وآفاق المستقبل نحو دولة موحدة ومستقرة
  • الإمارات تستضيف بطولتين في جولة "هوتيل بلانر" العالمية للغولف
  • الإمارات ثانية أكثر دول العالم أماناً في 2025
  • الإمارات ثاني أكثر دول العالم أماناً في 2025
  • الإمارات تُخصص 64.5 مليون دولار لمستشفى المقاصد في القدس الشرقية
  • بنك القاسمي يتيح خدمة تحويل الأموال إلى أكثر من 200 دولة عبر UPT
  • حصار أكثر من 50 ألف إنسان.. وحماس: الاحتلال يرتكب جرائم حرب موصوفة