بوابة الوفد:
2024-10-02@01:44:23 GMT

التوكتوك والبقرة

تاريخ النشر: 13th, August 2023 GMT

فى الأول من أكتوبر 1997 وهو اليوم الذى فقد فيه ما يقرب من مليون عائلة أراضى زراعية كانوا حتى صدور القانون يتمتعون فيها بحيازة آمنة. الغالبية الساحقة منهم كانوا من صغار المزارعين الفقراء وبفقدان الأرض فقدوا مصدرا رئيسيا لرزقهم ولأمانهم الغذائى أيضا، هذا من أخطر القوانين التى صدرت فى عهد مبارك ومن أكثرها دلالة على عمق الضرر الذى أحدثه بالبلاد.

فى لحظات كهذه ربما وجب التذكير بالبديهيات أن الحالة المؤلمة التى عليها مصر والمصريون الآن من فقر وأمراض بدنية واجتماعية وتبعية وتشوهات سياسية.. إلخ ليست نتاج عوامل الطبيعة أو ضربات الأقدار وإنما هى بفعل فاعل هو مبارك وحكم مبارك وأعوان مبارك والمستفيدون من فساد حكمه وعصره.

كان لهذا القانون آثار وخيمة بعيدة المدى نشعر بوطأتها الآن، وإن كان العديد منا لا يدرك علاقتها بهذا القانون الكارثة المسئول بشكل كبير عن تفاقم مشكلة الفقر الريفى والبطالة وأزمة الغذاء، حيث كانت الغالبية العظمى من المستأجرين تعتمد على الأرض لضمان أمنها الغذائى، ومع تغيير الوضع أصبحت سوق الإيجارات مفتوحة وارتفع الإيجار بشكل باهظ علاوة على أن التعاقد ليس قانونيا ولا مسجلا وأصبح النمط السائد هو التأجير لفترة قصيرة تصل إلى موسم زراعى واحد. نتج عن ذلك ابتعاد المستأجرين عن زراعة المحاصيل الغذائية الرئيسية واتجاههم إلى المحاصيل النقدية التجارية بهدف بيعها لتسديد قيمة الإيجار الباهظة، هذا إضافة إلى النتائج البيئية الوخيمة والإضرار بحالة الأراضى الزراعية جراء الاستخدام المفرط للأسمدة الكيماوية بهدف الحصول على محصول أكبر والإحجام عن استخدام الأسمدة البلدية المفيدة للتربة ولكن أثرها لا يظهر إلا على المدى الطويل.

ومن هنا فقدت مصر اقتصاد الأمن الغذائى الموازى الذى كان ينتج جميع المواد الغذائية ومشتقاتها، وأصبحنا نبحث عنه أو بديل له لاستيراده من الخارج بالعملة الصعبة، وهذا ما أدى إلى اختفاء ثقافة الإنتاج، وظهور ثقافة الانتفاع، فكان قبل ذلك القانون عندما يبحث الشاب عن مصدر دخل يقوم بزراعة قطعة أرض ومعها تكون المواشى من جاموس وبقر وغنم وماعز وفى المنزل الفرن البلدى وجميع أنواع الدواجن، وعندما تنظر إلى كل ذلك تجده يتضمن معظم الأمن الغذائى الذى يحتاجه المواطن، ولكن بعد ما حدث من تغيير كبير بسبب هذا القانون أصبح المواطن يبحث عن بديل يدخر له رزقا يوميا، وبدأ يسافر إلى المدن الساحلية ليعمل فى مجالات مختلفة معظمها فى الإنشاءات.

وفى السنوات الأخيرة انتشرت ظاهرة التوكتوك، كوسيلة دخل يومى، يبحث عنها الشباب وانتشرت فى المدن والنجوع بأعداد غير مقننة، وأصبحت مصدر الجريمة والبلطجة والإزعاج، وأصبح التوكتوك مكان البقرة والخروف، وأصبح الشاب المنتج سابقا، حائرا متخبطا حاليا، ولم تحاول أى جهة معالجة تلك القضايا، وهناك حلول كثيرة غير تقليدية، لمحاولة تصويب ما حدث من نظام مبارك، ذلك الحل يتمثل فى قيام البنك الزراعى بتبنى مشروعات إنتاجية صغيرة داخل القرى والنجوع، بحيث يتم تخصيص الأماكن المملوكة للدولة، وعمل عليها بنية تحتية لتلك المشروعات، مثل معلف، مزارع دواجن، معمل كتكوت، معامل ألبان، تعبئة وتغليف مواد غذائية... إلخ من المشروعات الإنتاجية التى تخدم الأمن الغذائى المصرى، ويتم تأجير تلك المشروعات للشباب مع تمويلها من البنك بنسبة فائدة قليلة وعدد سنوات طويلة، مصر غنية جدا بالموارد لكن فقيرة جدا فى ثقافة إدارة تلك الموارد، فقط ما نحتاجه مسئول يفكر خارج الصندوق.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: صدور القانون الأرض

إقرأ أيضاً:

بن مبارك: مأرب مُرتكز صلب لدعائم الجمهورية وهي من ستسحق أوهام الكهنوت

أكد رئيس الوزراء أحمد بن مبارك، أن مأرب مرتكز صلب لدعائم الجمهورية وهي من ستسحق أوهام الكهنوت الإمامي.

 

وقال بن مبارك في تغريدات على منصة إكس: "في ختام زيارتي إلى مأرب هذه المحافظة التي نستلهم منها البطولات ونستمد الأمل بقرب الانتصار في معركتنا المصيرية لاستكمال استعادة الدولة".

 

 

وأضاف: مأرب هي "العمود الصلب الذي ارتكزت عليه دعائم الجمهورية وقيم الحرية والكرامة، وتحمل في يد راية النضال وأخرى تحقيق التنمية.. نحن على يقين أن مارب هي من ستسحق ما تبقى من أوهام الكهنوت، وترسخت قناعتي بذلك عندما شاهدت عن قرب الروح المعنوية لليمنيين الذين تحتضنهم هذه المدينة والتاريخ يعيد نفسه لتكون بوابة اليمن للانتصار".

 

وأشار إلى أن لقاءاته في مارب مع قيادات الجيش والأمن والمقاومة والسلطة المحلية والتنفيذية والوجاهات القبلية والاجتماعية والأكاديميين والمواطنين والنازحين، أكدت إننا جميعا نتشارك ذات الهموم والمسؤوليات، معركتنا واضحة وعدونا واحد، أعيننا على استكمال استعادة الدولة باعتبار ذلك خيارا مصيريا لا رجعة عنه".

 

وأوضح أن الحكومة بكل إمكانياتها وبتوجيهات من مجلس القيادة الرئاسي ستقف إلى جانب محافظة مأرب حتى تحقيق النصر.

 

وجدد رئيس الوزراء، التأكيد على أن القوات المسلحة والأمن ومنسوبيها وكل أشكال المقاومة وتوفير احتياجات الجبهات تأتي على رأس أولويات الحكومة، وكذا العناية بالجرحى ورعاية أسر الشهداء.

 

وحيا بن مبارك، قوات الجيش والمقاومة ورجال القبائل في مختلف الجبهات، مضيفا: سيخلد التاريخ نضالاتكم بأحرف من نور، والعرفان لجرحانا الميامين والرحمة لشهداء الوطن".


مقالات مشابهة

  • قناة on تكشف عن برومو مسلسل «وتر حساس» لـ صبا مبارك (فيديو)
  • بن مبارك: مأرب مُرتكز صلب لدعائم الجمهورية وهي من ستسحق أوهام الكهنوت
  • وطنك لا يخذلك
  • الظلم ظُلمات
  • "مبارك" يكشف خطة التنمية الشاملة لتطوير جنوب سيناء
  • حماية الرقعة الزراعية أبرزها.. تعرف على أهم اختصاصات لجنة الزراعة بـ "النواب" قبل تشكيلها
  • الحليب في الريف.. «مصدر خير كتير.. قريش وجبنة قديمة وزبدة وفطير»
  • نهيان بن مبارك: شباب الإمارات قوة خلاقة
  • نهيان بن مبارك: شباب الإمارات قوة خلاقة في المجتمع
  • أشرف غريب يكتب: الإسكندرية تنتظر مهرجانها