أكد الدكتور فيصل بن عبدالعزيز التميمي رئيس الفرع الاقليمي العربي للمجلس الدولي للأرشيف أن هناك حاجة ماسة لمزيد من العمل البحثي والدراسات العلمية للتعرف على كيفية تبني مفاهيم الاستدامة البيئية في العمل الأرشيفي والحد من المخاطر والتأثيرات السلبية ذات العلاقة بحفظ وصيانة الوثائق والسجلات والمحفوظات وضمان سلامة المجموعات من خلال الاستجابة للتغيرات البيئية.


جاء ذلك في كلمة التميمي خلال الفعالية التي أقامتها الأمانة العامة لجامعة الدول العربية اليوم الخميس، احتفالا بيوم الوثيقة العربية لعام 2024 تحت عنوان "الأرشيف الأخضر: نحو أرشيف عربي مستدام".
وقال التميمي: "لا يخفى علينا جميعاً الدور الهام والمحوري الذي تضطلع به الارشيفات في حفظ ذاكرة الأمم والشعوب والتي تتطلب تظافر الجهود لرفع مستوى العمل في الأرشيفات العربية وتعزيز دورها والعمل على نقل أفضل الممارسات والتجارب الدولية الناجحة خدمة لتاريخ أمتنا العربية الذي يمتد لآلاف السنين زاخراً بتراث عريق نباهي به الأمم والشعوب".


واضاف: "نلتقي اليوم في بيت العرب لنسلط الضوء على مشكلة بيئية خطيرة تواجه جميع دول العالم ألا وهي مشكلة التغير المناخي"، مشيرا الى أن الدول تداعت إلى مكافحة هذه الظاهرة وتجلت جهودها في توقيع اتفاق باريس عام ٢٠١٥ كأول اتفاق عالمي بشأن المناخ من أجل حشد الجهود الدولية لمكافحة ظاهرة التغير المناخي الذي يهدد كوكب الأرض والحياة عليه. 


وذكر أن الأرشيفات كما المؤسسات الثقافية الأخرى هي مؤسسات مرنة تستجيب لما يطرأ على المجتمعات من تغيرات وتطورات، ومن هذا المنطلق يتعين على الأرشيفات العربية أن تتبنى استراتيجيات ومبادرات تعزز من الممارسات البيئية المستدامة في مجال العمل الأرشيفي وبما يتوافق مع الحراك الدولي في هذا المجال. 
واستطرد قائلا: "نحتفل اليوم بالوثيقة العربية لهذا العام من خلال تسليط الضوء على الأرشيفات الخضراء وسبل تعزيز هذا المفهوم على مستوى الدول التجارب العربية المتميزة في هذا المجال".


وأبرز التميمي أن الأرشيف الأخضر المستدام يعد موضوعاً حديثاً نسبياً على الصعيد العلمي والأكاديمي، وهناك حاجة ماسة لمزيد من العمل البحثي والدراسات العلمية للتعرف على كيفية تبني مفاهيم الاستدامة البيئية في العمل الأرشيفي والحد من المخاطر والتأثيرات السلبية ذات العلاقة بحفظ وصيانة الوثائق والسجلات والمحفوظات وضمان سلامة المجموعات من خلال الاستجابة للتغيرات البيئية.


واعرب عن أمله في رفع مستوى الوعي بدور مؤسسات الأرشيف في تعزيز مبادئ وممارسات الاستدامة.. متابعا: " كما يتعين على مؤسسات الأرشيف تنفيذ برامج تدريبية وتوعوية لأفراد المجتمع حول مفاهيم الاستدامة البيئية وتطبيق أعلى المعايير والاستراتيجيات وأفضل الممارسات الخضراء التي تضمن الاستدامة البيئية وإدراج مفاهيم الأرشيف الأخضر في المناهج والمقررات الدراسية في المؤسسات الأكاديمية والجامعية".


وشدد على أهمية قيام الدول بسن تشريعات من شأنها تعزيز الأرشيف الأخضر، من خلال انخراط العديد من المنظمات والجهات الرسمية وغير الرسمية على النطاق الدولي والاقليمي والمحلي في بلورة هذه التشريعات واعتبار اتفاق باريس الموقع في عام ۲۰۱٥ نقطة انطلاق أولى لتعزيز الاستجابة العالمية لظاهرة التغير المناخي وتنسيق الجهود الدولية في هذا الخصوص.


ونوه الى أن مسؤولية تحقيق الاستدامة في العمل الأرشيفي ليست محصورة على القائمين على المؤسسات الأرشيفية وحدهم، بل هي التزام مشترك يستدعي تعاون الجميع كما يجب أن تتضمن هذه الجهود تعزيز العمل وتوفير الدعم اللازم وتشجيع تبني ممارسات الاستدامة البيئية وتبادل المعارف والخبرات.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الجامعة العربية أبو الغيط الوفد بوابة الوفد جامعة الدول العربية من خلال

إقرأ أيضاً:

مصر تطلق مباردة لإنشاء "مرصد عربي" لحماية التراث الوثائقي

دعا أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة، إلى ضرورة الانتقال نحو مفهوم "الأرشيف الأخضر" في العالم العربي، وذلك من خلال إنشاء مرصد علمي متخصص لرصد الممارسات الضارة بالبيئة في الأرشيفات العربية، وإيجاد حلول علمية للتخلص منها، ويكون هذا المرصد تابع لجامعة الدول العربية، والفرع الإقليمي العربي للمجلس الدولي للأرشيف.

وزير الثقافة يلتقي سفيرة رومانيا بالقاهرة لبحث تعزيز التعاون الثقافي بين البلدين وزير الثقافة يستقبل الفنانة أنغام

جاء ذلك خلال احتفال جامعة الدول العربية بيوم الوثيقة العربية لعام 2024، والذي حمل شعار "الأرشيفات الخضراء.. جهود الأرشيفات العربية في الاستدامة". 

وأكد هنو خلال كلمته التى القتها عنه دكتورة رشدية ربيع رئيسة  دار الوثائق القومية  أن هذا الشعار يعكس الاهتمام المتزايد بقضايا البيئة والتراث الثقافي في آن واحد.

وشدد الوزير على أهمية تبني ممارسات مستدامة صديقة للبيئة في الأرشيفات العربية، مثل الرقمنة الشاملة للوثائق، واستخدام الطاقة المتجددة، وتصميم مباني الأرشيفات بطريقة صديقة للبيئة. كما دعا إلى ضرورة سن تشريعات تحمي البيئة وتجرم الممارسات الضارة بها.

وأوضح هنو، أن إنشاء مرصد علمي عربي متخصص في مجال الأرشيف سيكون له دور كبير في تقييم الوضع الحالي للأرشيفات العربية، وتقديم الاستشارات اللازمة لتحسين ممارساتها، وإصدار تقارير دورية حول التقدم المحرز في هذا المجال، مشيرا إلى أن الأرشيفات تمثل ذاكرة الأمم، وأن حمايتها واجب وطني.

واقترح الوزير في كلمته بالتوسع في عمليات الرقمنة للأرشيفات، والتي تساهم بشكل كبير في الحفاظ على البيئة من خلال تقليل الاعتماد على الشكل المادي للأوراق، والتوسع في استخدم إدارة الوثائق الإلكترونية داخل مؤسسات الدول العربية، وذلك باستخدام و ابتكار برامج لإدارة الوثائق رقميا. 

واشار الى اهمية التوسع في استخدام الطاقة الصديقة للبيئة، من خلال أنظمة الإضاءة الموفرة للطاقة والحافظات والوراق الصديقة للبيئة، مشددًا على ضرورة سن القوانين والتشريعات التي تجرم الممارسات التي تضر بالبيئة.

 

مقالات مشابهة

  • أبو الغيط: الأرشيف الوثائقي يمثل أحد مقومات الهوية الوطنية للأمة
  • مصر تطلق مباردة لإنشاء "مرصد عربي" لحماية التراث الوثائقي
  • مدبولي يؤكد أهمية تبني استخدام الاسم العلمي للدواء بدلا من «التجاري»
  • "الأرشيف الأخضر" ركيزة جديدة لحماية التراث العربي في زمن التحول الرقمي
  • عمر سلطان العلماء: الإمارات من أسرع الدول في تبني تطبيقات الذكاء الاصطناعي
  • وزير التموين يؤكد أهمية وجود احتياطي استراتيجي آمن من القمح
  • مسؤول عربي: لابد من خلق جيل واع بالمعايير الإعلامية بما يخدم القضايا العربية
  • مسئول عربي: لا بد من خلق جيل واع بالمعايير الإعلامية بما يخدم القضايا العربية
  • الإمارات تبرز أهمية الزراعة المنزلية لتعزيز الأمن الغذائي والاستدامة البيئية