دبي: «الخليج»
قبل نحو ربع قرن استشرف صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، خلال منتدى الاقتصاد العالمي الذي عقد في مدينة دافوس السويسرية عام 2001، مستقبل الحياة من النواحي كافة، السياسية والاقتصادية والتنموية، ليؤكد في خطاب تاريخي أمام آلاف الحضور في المنتدى، أن دولة الإمارات لا تنتظر الأحداث بل تصنعها، في إشارة إلى أن رؤية سموّه الاستباقية منذ 23 عاماً، كانت على موعد لتحقيق تطلعاته بتخطي سقف الطموحات بإنجازات عالمية سابق بها الزمن، ليقود إمارة دبي في حينها - عندما كان ولياً لعهد الإمارة، ووزيراً للدفاع- لنهضة غير مسبوقة مرسخاً مكانه في المقدمة.

 
تحديات مستقبلية 
سموّه، قال في كلمته التي ألقاها أمام «دافوس» عام 2001: «يسعدني أن أحييكم أيها الحضور الكرام، ويسعدني ويشرّفني أن أتلقّى الدعوة للحديث عن التحديات المستقبلية للدول العربية، وعن خبرتنا في الدولة، وأعتقد أنكم مثلي سعداء بالعيش في هذه الحقبة الزمنية المثيرة جداً. إننا نعيش في عالم جديد لم يعرفه آباؤنا وأجدادنا، وأجدادنا عاشوا في زمن جديد كذلك لم يعرفه آباؤهم، لكن الأجيال تتواصل والكون يعمل، إنها الاستمرارية، وفي ثقافتنا تعلمنا أن الأحكام تتغيّر بتغيّر الأزمان؛ وفي زماننا هذا يحدث التغيير بسرعة غير مسبوقة ويخلق التغيير واقعاً جديداً تماماً، يؤثر في كل جوانب حياتنا سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وثقافياً، من هنا فإن التحديدات دقيقة وربما صعبة». 
الوقت الجديد
وقال سموه: «طبعاً هذا الوقت الجديد يرتب على القيادات العربية المسؤوليات ويطرح تحديات جديدة، سيكون ضرورياً فرز الحقائق عن الأوهام، وتعيين الهدف وحشد الموارد وتحديد الاتجاه والأولويات، والتحديات الاقتصادية والسياسية والتعليمية والتكنولوجيا والأمية، والهوة الإدارية ومحاربة الفساد الإداري».
أضاف سموّه: «سيكون ضرورياً تعميق المشاركة الشعبية، وتطوير المؤسسات البرلمانية التمثيلية وتأكيد الشفافية، ومحاربة الفساد دولياً.. سيكون علينا تمكين شعوبنا وقطاعنا الخاص في العالم وإلّا تراجعنا.. علينا تصفية النزاعات والحفاظ على الشرعية الدولية، يجب المساواة لكل البشر ما دمنا مقبلين على سلام وشعوب المنطقة عافت هذه النزاعات المسلحة، فأنا أقترح على هذه الدول أن تخفض ميزانية التسليح بنسبة 20% لتدعيم التعليم والثقافة، وتصغير الهوة بين الدول الصناعية المتطورة والدول النامية، ربما كانت الدول الصناعية والشركات الإلكترونية تساعد الدول النامية على الانتقال. وكذلك على الدول النامية أن تحارب الفساد وتحاول أن تكرس جهودها نحو التعليم والثقافة، لأن هذا هو مصدر القوة المقبل». 
والدنا المؤسس
وأضاف «نحن في دولة الإمارات كنا لا نملك شيئاً، وبقيادة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، نملك الآن كل شيء، تجارة سليمة وصناعة وزراعة وأمناً واستقراراً، تخطتنا بعض الدول بسنوات، والآن دولة الإمارات تعدت هذه الدول، وتضاهي الدول المتطورة، تحولنا من التجارة التقليدية إلى التجارة الإلكترونية، ونتوقع تضاعفها مرات عدة خلال السنين المقبلة». 
وقال «بحكمة الشيخ مكتوم بن راشد آل مكتوم، الذي أوصل دبي إلى ما نحن عليه اليوم، وصلنا إلى عمل الحكومة الإلكترونية، وطلبنا من المسؤولين والمديرين أن يتكيفوا معها خلال 18 شهراً وإلا فليتنحوا. كما أنشأنا مدينة دبي للإنترنت خلال عام واحد، وخلال افتتاحها اتخذت نحو 200 شركة عالمية منها مقراً لها، وهناك شركات على صفحات الانتظار. وافتتحنا مدينة دبي للإعلام، والعمل فيها أكثر من ممتاز». 
نصنع الأحداث 
وأكد سموّه «نحن لا ننتظر الأحداث بل نصنعها، كل إنسان يجب أن تكون له رؤية وهدف ووقت معين للوصول إليه، ولديّ يقين ثابت بأن في السباق نحو التمييز لا يوجد خط نهاية، كل القيادات تحلم، ولكن القائد الحقيقي الذي يجعل الحلم حقيقة. مصممون على مواصلة العمل لتسريع تطوير دبي والمنطقة، وبتوفيق الله سننجح وسنقنن النموذج وسنحافظ على مكانتنا في المقدمة». 
وختم سموّه «رؤيتي هي الوصول بدبي إلى الصف الأول في اقتصاد المعلومات، مع حلول 2001، الهدف واضح، والطريق ممهد والساعة تدق لا مجال للتردد ولا مجال لأنصاف الحلول، كثر يتكلمون ونحن ننجز».

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: فيديوهات محمد بن راشد فيديوهات

إقرأ أيضاً:

القرقاوي: الإمارات تقرأ الماضي وتنظر إلى المستقبل

دبي: «الخليج»
خلال حوار مع البروفيسور كلاوس شواب، مؤسس ورئيس المنتدى الاقتصادي العالمي، عقب الكلمة الافتتاحية، أكد محمد القرقاوي وزير شؤون مجلس الوزراء الرئيس المشارك لمجالس المستقبل العالمية أن الفارق الحقيقي في ضمان التنمية الشاملة واستدامتها يكمن في الرؤى المستقبلية التي تدرك تحديات الماضي لكنها تتخذ قرار تخطيها والانتقال سريعاً إلى المستقبل، لافتاً إلى أن هذا النهج شكّل باستمرار نموذج عمل دولة الإمارات على المستويات كافة، قائلاً: «نحن في دولة الإمارات نقرأ الماضي لكننا ننظر دائماً إلى المستقبل».
مراكمة الخبرات
وأشار إلى أن دولة الإمارات عملت منذ تأسيسها على بناء نموذج مستقبلي يرتكز على التعلم ومراكمة الخبرات، وينطلق من أسئلة مهمة أحاطت بالمنطقة التي تشهد على الدوام تحديات غير مسبوقة، وقال: «إن هذه الأسئلة كانت من قبيل؛ هل نستطيع بناء هوية متميزة في المنطقة؟ وهل نستطيع تأسيس مدينة جميلة؟ وهل يمكننا ضمان الأمن والسلامة في دولة بمنطقة الشرق الأوسط؟ والآن نستطيع القول إن دولة الإمارات هي واحدة من أكثر الدول أمناً، ومدنها مثل أبوظبي ودبي بين أفضل 3 مدن عالمياً في إحساس الأفراد بالأمن، هذا ما يهمنا وهذا ما تعلمناه وهذا ما نحتاج اليه لتشكيل سرديتنا الخاصة بالمستقبل».
وقال محمد القرقاوي إن رؤية قيادة دولة الإمارات ترتكز على أن دور الحكومة هو تصميم المستقبل، وأن دورنا كوزراء أو مسؤولين هو أن نصمم المستقبل، فالمسؤول من وجهة نظرنا هو مصمم مستقبل.
التفاؤل بالمستقبل
من جهته، وجّه البروفيسور كلاوس شواب، مؤسس ورئيس المنتدى الاقتصادي العالمي في كلمته الافتتاحية دعوة عالمية للاحتفاظ بالتفاؤل بالمستقبل على الرغم مما وصفه «بالأوقات المضطربة» الراهنة.
واستشهد شواب بالتحول من نظام عالمي مستقر إلى عالم متعدد الأقطاب والصراعات، وقال: «إذا اعتقد الناس أن المستقبل لن يكون أفضل، فإن السردية الأساسية للبشرية للاستعداد دائماً لمستقبل أفضل ستضيع. وأرى أن هذه واحدة من أكبر المخاطر التي تواجهنا اليوم على المستوى العالمي».
تغطي مناحي الحياة
وأكد مؤسس ورئيس المنتدى الاقتصادي العالمي أهمية اجتماع «مجالس المستقبل العالمية» في دبي، حيث وضح أنها باتت مؤثرة على مستوى عالمي وتغطي كافة مناحي الحياة لتشكيل المستقبل.
وقال شواب: «إذا كنتم تريدون الإيمان بمستقبل أفضل، وإذا كنتم تريدون أن يكون لديكم أمل في مستقبل أفضل، فيجب علينا تصميم هذا المستقبل؛ وهذه الاجتماعات مؤهلة تماماً للمساعدة في تنفيذ هذا المسار. وعندما نصمم المستقبل، يجب ألا ننسى أن القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية والبيئية والتكنولوجية على اختلافها إلا أنها جميعاً مترابطة».
فهم التغيرات
وتهدف «مجالس المستقبل العالمية 2024» إلى التوصل إلى فهم مشترك للتغيرات المستقبلية في مختلف القطاعات الحيوية للمجتمعات والشعوب، وتعمل على تحقيق توافق على سبل مواكبتها، وتبحث الآليات التي يمكن للحكومات تبنيها لتعزيز التنمية الاقتصادية وتطوير مهارات مواطنيها وإعدادهم لمتطلبات الحياة والعمل في المستقبل. كما تسعى إلى تعزيز التفكير الابتكاري لصياغة مستقبل أكثر استدامة وشمولاً ومرونة.

مقالات مشابهة

  • منصور بن محمد ولطيفة بنت محمد: تطوير الأفكار وبناء التوجهات الهادفة لخير المجتمعات
  • منصور بن محمد وشوّاب يستعرضان شراكة الإمارات والمنتدى الاقتصادي
  • مشاركة محمد بن راشد في «دافوس» 2001 غيرت مستقبل المجتمعات
  • القرقاوي: الإمارات تقرأ الماضي وتنظر إلى المستقبل
  • محمد القرقاوي: قيادة الإمارات صنعت نموذجاً لمجتمعات وحكومات المستقبل
  • بحضور منصور بن محمد ولطيفة بنت محمد.. القرقاوي يفتتح أعمال مجالس المستقبل العالمية
  • جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي تستعرض تكنولوجيا المستقبل في "جيتكس " و"آيروس"
  • عمر سلطان العلماء: الإمارات من أسرع الدول في تبني تطبيقات الذكاء الاصطناعي
  • أحد أبطال نصر أكتوبر: تدربنا خلال حرب الاستنزاف بالدم (فيديو)