المسلة:
2024-10-17@16:28:53 GMT

اليورانيوم المنضب: إرث الحروب لا يزال يقتل العراقيين

تاريخ النشر: 17th, October 2024 GMT

اليورانيوم المنضب: إرث الحروب لا يزال يقتل العراقيين

17 أكتوبر، 2024

بغداد/المسلة: وجد الباحثون أنفسهم أمام حقائق مرعبة لم تكن متوقعة. ورغم أن الآثار كانت واضحة منذ سنوات، إلا أن دراسة جديدة كشفت عن كارثة بيئية وصحية بسبب اليورانيوم المنضب الذي استُخدم خلال عقود من الحروب في العراق.

وبحسب الابحاث فان ما وجدنا في دماء العراقيين يفوق كل التوقعات. نسبة اليورانيوم في دماء المرضى المصابين بسرطان الدم مرتفعة بشكل غير مسبوق، وبعضها يتجاوز الحد الآمن بخمسة أضعاف .

وهناك آلاف الأمهات العراقيات اللواتي فقدن أطفالهن بسبب أمراض مرتبطة بالتلوث الناتج عن الحروب.

وتروي العراقية نور حادثة لا تنساها: “قبل خمسة أعوام، خضعت ابنتي فاطمة لجراحة في القلب، لكن الأطباء قالوا إنها ولدت بتشوهات خلقية ناتجة عن التعرض لمواد سامة. لم أكن أستطيع تصديق أن فاطمة، ذات الثلاثة أعوام، كانت ضحية حرب لم تعشها حتى.”

فريق البحث أجرى تحقيقات مكثفة في مناطق مثل البصرة والناصرية، حيث كشفوا عن أن المستويات المرتفعة لليورانيوم المنضب لم تكن تؤثر فقط على الجنود والمقاتلين، بل كانت تتسلل إلى البيوت والمستشفيات والمدارس، وتلوث الحياة اليومية للمواطنين.

في إحدى زيارات الفريق إلى جنوب العراق، روى الأهالي قصصًا حزينة عن أطفال يولدون بأطراف مشوهة، وآباء يفقدون أحبتهم بسبب سرطانات لم تكن معروفة بهذا الانتشار سابقًا.

أبو حيدر، مزارع من منطقة نائية في البصرة، يقول: “فقدت ابني الأكبر قبل عشر سنوات، وكان لديه سرطان نادر في العظام. قيل لنا إن السبب قد يكون تلوث التربة، ولم نفهم وقتها أن ما كان يقتل أطفالنا هو بقايا حرب انتهت منذ سنوات.”

وكما تشير التقارير، لا تقتصر الكارثة على السرطانات، إذ إن الآثار السامة لليورانيوم المنضب قد تصل إلى الأجيال القادمة، مما يهدد بتعطيل مسار حياة العراقيين لفترة طويلة.

الضابط السابق سعد العلي، الذي خدم في الجيش العراقي، يؤكد أن “اليورانيوم المنضب كان يستخدم بكثافة في المعارك، خاصة ضد المدرعات والدبابات. حينها لم نكن نعرف خطورة تلك الأسلحة، وكنا نعتقد أن تأثيرها ينتهي بانتهاء الحرب.”

و أبرزت دراسة جديدة أجراها باحثون من عده جامعات عراقية المخاطر الصحية المزعجة المرتبطة باستخدام اليورانيوم المنضب في الصراعات العسكرية.

وتشير النتائج المنشورة بدورية “راديشين فيزيكس آند كمستري”، بعد تحليل مكثف لعينات الدم، إلى زيادة كبيرة في مستويات اليورانيوم لدى الأفراد الذين يعانون سرطان الدم، مقارنة بالأفراد الأصحاء، مما يلقي الضوء على العواقب الصحية طويلة الأجل للتعرض لليورانيوم المنضب في زمن الحرب.

ويقول المفتش السابق في الوكالة الدولية للطاقة الذرية الدكتور يسري أبو شادي، إن “اليورانيوم المنضب، أحد المنتجات الثانوية لعملية التخصيب النووي، والمتبقية بعد إزالة معظم نظير اليورانيوم الانشطاري (يورانيوم 235) في أثناء عملية التخصيب، ويستخدم على نطاق واسع في العمليات العسكرية بسبب كثافته العالية التي تفوق الرصاص بنحو 1.7 مرة، مما يجعله فعالا للغاية في اختراق الدروع السميكة للدبابات والمركبات العسكرية الأخرى”.

وأظهر التحليل الإحصائي للدراسة وجود صلة واضحة بين زيادة تركيزات اليورانيوم في الدم وارتفاع معدل الإصابة باللوكيميا، خاصة في المناطق المتضررة بشدة من العمليات العسكرية التي تنطوي على اليورانيوم المنضب.

وحسب أحدث التقارير، يشهد العراق زيادة في أعداد مرضى السرطان، حيث يتلقى أكثر من 30 ألف مريض بالسرطان العلاج حاليا، وكثير منهم يقيمون في مناطق معرضة لتلوث اليورانيوم المنضب.

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author زين

See author's posts

المصدر: المسلة

كلمات دلالية: الیورانیوم المنضب

إقرأ أيضاً:

طفلة تفقد إحدى عينيها بسبب سيجارة إلكترونية

فقدت فتاة تبلغ من العمر 7 سنوات عينها، في إيرلندا، بعد انفجار بطارية سيجارة إلكترونية.

وقالت والدتها سيارا غرينغر إن الطفلة روبي غرينغر كانت تمشي في حقل بالقرب من منزلها في فورتشنستاون، تالاغت، أيرلندا، في 5 أكتوبر (تشرين الأول)، عندما انفجر شيء من حريق مشتعل في مكان قريب وأصاب عينها اليمنى.


 وأشارت غرينغر لصحيفة آيريش إندبندنت إلى أن ابنتها عادت إلى المنزل ركضاً وهي تصرخ، وكان الدم ينزف من وجهها.

وأوضحت غرينغر أن عينها اليمنى كانت منتفخة بالفعل، وعرفت أن هناك شيئاً فظيعاً حدث لابنتها، فهرولت بها إلى المستشفى، وخضعت روبي بالفعل لعملية جراحية طارئة، لكن نسبة نجاحها كانت 50 %، وفقدت عينها.

وقام أحد أفراد الأسرة بفحص موقع الحريق بعد إصابة روبي، وورد أنه وجد بقايا العديد من السجائر الإلكترونية المحترقة.


وكتبت غرينغر على صفحة لجمع التبرعات أنشأتها لتغطية تكاليف علاج ابنتها: "كان الأمر مدمراً للغاية بالنسبة لروبي لأنها خجولة جداً، بسبب تنمر الأطفال في سنها عليها".

وكشفت غرينغر الصعوبات التي ستواجهها ابنتها جراء فقدانها إحدى عينيها، إذ يتعين عليها تركيب عين اصطناعية، وهو أمر صعب على طفلة عمرها 7 سنوات أن تعتاد عليها.

بالإضافة إلى ذلك، ينبغي نقل روبي لمدرسة أخرى مختصة بالإعاقات البصرية، كما أنها ستحرم من اللعب.

مقالات مشابهة

  • تزامناً مع أزمة مبابي.. السجن 4 سنوات للاعب بسبب مقاطع جنسية
  • بصمة اليورانيوم في دماء العراقيين.. جريمة أميركية لا تسقط بالتقادم
  • شاهد.. محمد الكيلاني مُنع من الغناء 10 سنوات لهذا السبب
  • واشنطن تُهدد إسرائيل بوقف المساعدات العسكرية بسبب غزة
  • "ياريت يجلس في البيت".. جمال شعبان يوجه رسالة لطلاب المدارس بسبب البرد
  • واشنطن تمدد القيود على الرحلات الجوية التجارية إلى بغداد 3 سنوات بسبب "هجمات ضد قوات التحالف في المنطقة والصراع في غزة"
  • بسبب الحروب وتغيرات المناخ.. “الفاو”: 733 مليون شخص على مستوى العالم يعيشون في مجاعة
  • طفلة تفقد إحدى عينيها بسبب سيجارة إلكترونية
  • واشنطن بوست: الكيان سيستهدف المنشآت العسكرية الايرانية فقط