مع "توفيق الحكيم" قبل نشر المقال الذى أحدث زلزالًا فكريًا فى تاريخ الأدب العربى"٣"!
تاريخ النشر: 13th, August 2023 GMT
كنت منصتا باهتمام شديد أثناء استرسال المفكر الكبير الأستاذ "توفيق الحكيم" فى طرح أسئلتة التخيلية محاولا إخفاء نظرات دهشتى ومجتهدا فى إلغاء علامات الاستفهام من على وجهى وممسكا بكل حروف كلماتى حتى لا تخرج منها كلمة رفض واحدة لما يفكر فيه.
أن الاقتراب من مفكر كبير مثل الأستاذ توفيق الحكيم وهو كاتب موسوعي وأديب مبدع والاستماع اليه هو فى حد ذاته تجديد لخلايا تفكيري وأيقاظ لكل حواسي وأرتقاء برؤيتي ومعرفتي.
كانت التساؤلات تدور بقوه هائلة بدون توقف..ما الذى يريده هذا المفكر الموسوعى والأديب المبدع من هذه الفكرة وهل يمكن أن ترى النور وتنشر؟ أم انها لحظات توهج فكرى ثم تنطفأ وكأنها ومضه كانت لثواني معدودة ومضت.
مفكر متفرد يفكر بصوت عالى فى أن يتحدث مع الله ويحدثه ويريد أن يجد المبرر لنشر هذه الفكرة التى تؤرقة وتمسك بتلاليب تفكيره حتى يستطيع أن يتخلص منها.. كانت للحق فوق كل تصوراتى ولم ولن تطرأ على تفكيرى طوال حياتى ولو تخيلا كما قال لى..لقد اخافنى هذا التخيل المخالف وخوفي مرجعه ما تعلمته طوال حياتى..تتخيل ان تكلم الله ويكلمك وتنشر هذا الخيال وكأنك كما قال تعالى: "وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا".
هذا فوق قدراتى الذهنية واقول الحق أن هذه الجرأه فى الفكر كادت أن تهزني هزا بعنف جارف..لكننى تذكرت فورا روايته "عصفور من الشرق" تلك الرواية التى ألفها فى عام ١٩٣٨م وتقوم أحداثها على الصدام بين الواقع والخيال ووفقا لما ورد عن كثير من الدراسين لهذه الرواية فأن المفكر الكبير قد جسد فيها جزءًا من سيرته الذاتية".
فى بداية الرواية وصف المؤلف الأستاذ "توفيق الحكيم" بطلها محسن بانه شاب غريب الأطوار له تصرفات غريبة، لكنه متواضع وبسيط يحب السلام.. بدأ الرواية يصف تصرفات -محسن- بطل الرواية أثناء هطول الأمطار.. مطر غزير قد ألجأ الناس إلى مظلات المشارب والحوانيت، وإلى الحيطان وأفاريز البيوت ومداخل المترو، في ميدان (الكوميدي فرانسيز) في باريس.. محسن بطل الرواية هو الآدمي الوحيد الذى ثبت لهذا المطر وجعل يسير الهوينى غير حافل بشئ.. السائر الوحيد الذي لم يكن يشعر بالمطر المنهمر حوله لانه ظل مستغرقا في تأملاته الحالمة.. كان هذا الكائن الوحيد والمتوحد فتى نحيل الجسم..أسود الثياب على رأسه قبعة سوداء عريضة الإطار...في قمتها فجوة غائرة امتلأت بالمطر.. وفرغ الفتى من تأمل نافورة المياه فغادرها إلى جانب آخر من الميدان يقوم فيه تمثال الشاعر (دي موسيه) وهو يستوحي عروس الشعر...
وقف الفتى ينظر إليه وقد نقش على قاعدته: (لا شيء يجعلنا عظماء غير ألم عظيم!) ثم تطلع إلى وجه الشاعر فألفى قطرات المطر تتساقط من عينيه كالعبرات... فتحرك قلبه... ثم همس مرددا كالمخاطب لنفسه:
- لا شيء يجعلنا عظماء غير ألم عظيم... نعم ألم عظيم!.
وهذه صورة حقيقة له كمفكر يعيش متألما لفكرة قديمه ومتجددة من أجل أن يكون مفكرا عظيما.
أثناء حديثه معى كنت أردد بينى وبين نفسى هل فكرة الحديث مع الله التى أصبحت تشغل باله ستجعله مفكرا عظيما أم ستفتح عليه نيران مكثفة وتجعل الأرض تهتز من تحته بل وتصيبه بآلام مبرحة خاصة فى ظل وجود "إمام الدعاة الشيخ محمد متولي الشعراوي" آنذاك والذى وصلت أحاديثه وتفسيره المُبسط لآيات القرآن إلى قلوب ملايين المسلمين فى مصر وغيرها من بلدان الوطن العربى وأيضا فى وجود علماء الأزهر الشريف الذين سيرفضون بقوه فكرته..
فى الأول من شهر مارس عام ألف وتسعة مائة وثلاثة وثمانون كان الفيصل في فكرته التى أرهقته طويلا من أجل أن يخرجها من اعماقه.. نشرها بجريدة الأهرام مع مبررات نشره ليستريح... لكنه هل استراح؟ أو أستطاع أن يقنع من قرأ مقاله "حديث مع الله "
الأسبوع القادم اكتب لك جزءًا مما حدث وكان زلزالا شديدا".
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: توفيق الحكيم
إقرأ أيضاً:
الشيخ كمال الخطيب يكتب .. إن كانت للجدران آذان فإن للملائكة أقلامًا
#سواليف
إن كانت للجدران آذان فإن للملائكة أقلامًا
#الشيخ_كمال_الخطيب
✍️مع كثرة #البلاء النازل على شعبنا، ومع كثرة ما تعانيه أمتنا من كيد #الأعداء ومن خيانة الزعماء ومن خذلان الأشقاء، لكننا على يقين أن الله تعالى سيفرّج عنا ما نحن فيه، وأنه سبحانه سيبدّل ضعفنا قوة، وتفرقنا وحدة، وسيبدّل ذلنا عزًا وهزائمنا مجدًا. فأمام هذا اليقين بفرج الله تعالى، فإن الذي يجب أن نشغل فيه أنفسنا هو صدق علاقتنا مع الله سبحانه وتوبتنا له وصلحنا معه بامتثال أوامره واجتناب نواهيه جلّ جلاله، لأن هذا سيكون ضمينًا بإذن الله تعالى بمغفرة ذنوبنا وتوبة الله علينا ورحمته بنا ودخولنا جنته.
????جنازة بالإيجار
✍️كان أبان بن عياش يقول: “كنت عند أنس بالبصرة، فخرجت من عنده فإذا بجنازة يحملها أربعة رجال فقط، فقلت مستغربًا: الله أكبر! جنازة لا يحملها إلا أربعة؟! فتبعت الجنازة حتى دُفن الميت، فسألت الرجال الأربعة: عن غياب الناس عن الجنازة، فقالوا لي: إسأل المرأة التي استأجرتنا وأشاروا إلى بيتها عند نهاية الطريق.
✍️ ذهبت إليها في اليوم التالي فسألتها: يا أمة الله! ما بال هذه الجنازة لم يشيع الميت فيها إلا أربعة؟! فقالت: هو ابني وكان شابًا عاصيًا فاسقًا لكنه تاب توبة صادقة قبل أيام، فلما كانت ساعة احتضاره قال: “يا أماه لقنيني الشهادة، ثم إذا متّ لا تخبري أحدًا بجنازتي لأن أهل الحي يعرفون أنني كثير المعاصي، فإذا عرفوا بموتي فلن يصلّوا عليّ، ولكن يا أمي ارفعي يديك إلى الله وقولي: “اللهم إني قد أمسيت راضية عنه فارض أنت عنه يا الله”.
✍️ يقول أبان بن عياش: نظرت إلى المرأة العجوز فإذا هي تضحك، فقلت لها: ما يضحك يا أمة الله؟ قالت: والله لقد فعلت ما طلب مني فرفعت يدي إلى السماء وقلت: “اللهم إني قد أمسيت راضية عنه فارض عنه”، ثم إني نمت ليلتي وإذا بي أسمع من يهتف بي وينادي ويقول: يا أماه يا أماه، لقد متّ على ربّ رحيم كريم غير ساخط ولا غضبان بدعوتك لي”.
✍️ لقد غلب على الشاب المُسرف على نفسه حسن الظن بالله وهو أعلم بنفسه من الناس أجمعين، أن الناس لن يصلّوا عليه إذا مات لكثرة معاصيه وسوء خلقه، لكنه مع كل ذلك فقد ظلّ يلازمه الرجاء برحمة الله ومغفرته، وأن ربّ الناس سبحانه أرحم به من أمه التي ولدته ومن الناس أجمعين.
نعم إن من الناس من يغفروا زلّات وإساءات بعضهم لبعض، لكن الله رب العالمين فليس أنه يغفر السيئات فقط، وإنما يبدل السيئات حسنات {إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَٰئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ} آية 70 سورة الفرقان.
✍️ إنك لا تقبل من ابنك ولا من أعزّ الأصدقاء عليك أن يخطئ ويكرر خطأه مرة بعد مرة، لا شكّ أن هذا سيغضبك خاصة بعد أن تكون قد نصحته ولفتّ انتباهه، فإن فعلها فإما أنه سيكون في نظرك مستهترًا وإما أن يكون متمردًا فتعاقبه.
✍️ لكن الله جلّ جلاله لا يعاملنا بما نحن أهله وإنما يعاملنا بما هو أهله سبحانه، فنحن أهل الذنوب والخطايا وهو أهل التقوى وأهل المغفرة. إنه الذي يقول كما ورد في حديث الإمام مسلم: “أَذنَب عبْدٌ ذَنْبًا فقالَ: اللَّهُمَّ اغفِرْ لِي ذَنْبِي، فَقَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعالى: أَذْنَبَ عبدِي ذَنْبًا، فَعَلِم أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ، وَيَأْخُذُ بِالذَّنبِ، ثُمَّ عَادَ فَأَذْنَبَ، فَقَالَ: أَيْ ربِّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي، فَقَالَ تبارك وتعالى: أَذْنَبَ عبدِي ذَنْبًا، فَعَلِمَ أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغفِرُ الذَّنبَ، وَيَأخُذُ بِالذَّنْبِ، ثُمَّ عَادَ فَأَذْنَبَ، فَقَالَ: أَي رَبِّ اغفِرْ لِي ذَنبي، فَقَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالى: أَذْنَبَ عَبدِي ذَنبًا، فعَلِمَ أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ، وَيَأْخُذُ بِالذَّنبِ، قد غَفَرْتُ لِعَبْدِي فَلْيَفْعَلْ مَا شَاءَ”. فليس معنى الحديث التشجيع على الذنب والمعصية، وإنما التشجيع على الاستغفار والتوبة.
✍️ يروى أن إبراهيم عليه السلام قد مرّ عليه كافر فاستطعمه، فمع أن إبراهيم عليه السلام كان أكرم الناس، لكنه لما علم بكفر الرجل لم يطعمه غضبًا لله تعالى، فولّى الرجل أسفًا على طعام لم ينله، فأوحى الله إلى خليله إبراهيم عليه السلام “إني أطعمه في الليل والنهار منذ ثمانين سنة وأعلم أنه يكفر بي أفلا تطعمه أنت مرة واحدة، فناداه إبراهيم وأخبره بوحي الله إليه ثم أطعمه فآمن الرجل من فوره”.
????اللهم لا تكلني إلى نفسي أو إلى أحد من خلقك
✍️صحيح أننا نعيش ونتقلب بين الطاعة وبين المعصية، وصحيح كما تقدم أن الله سبحانه يقبل توبة العبد، وأنه سبحانه يبدلّ سيئاته حسنات، وأنه حتى لو عصى ثم تاب ثم عصى ثم تاب، فإنه يقبل توبته، لكن الطامة الكبرى والخسران العظيم والفرصة التي لا تعوّض حين يأتي الإنسان أجله وهو مقيم على معصيته غير تائب منها.
✍️ سأل موسى عليه السلام ربه جلّ جلاله فقال: “يا رب كيف تعامل من عصاك؟ فقال الله لموسى عليه السلام: يا موسى من عصاني أمهلته، فإن فعل ذنبًا سترته، فإن رجع إليّ قبلته، فإن عاد إلى الذنب انتظرته، فإن تاب غفرت له وأحببته وإلا خذلته وإلى نفسه وكّلته، كي لا يكون لعبدي حجة وما أنا بظلّام للعبيد”.
✍️ نعم إن حرارة دموع التوبة يقابلها دفء العفو من الله تعالى، فإذا أنت رفعت يديك إلى السماء ودموعك على خديك تقول: يا رب أنا أذنبت، يا رب أنا عصيت، يا رب أنا أخطأت، فلن يكون الجواب من الرحمن الرحيم إلا قوله: عبدي، وأنا غفرت وسامحت وصفحت وسترت.
✍️ من أجمل ما قيل:
أنا مخطئ أنا مذنب أنا عاصي هو راحم هو غافر هو كافي
قابلتهن ثلاثة بثلاثة ولتغلبن أوصافه أوصافي
✍️وما أعظمها أبيات الشعر فيها يناجي الإمام الشافعي ربه سبحانه قائلًا:
يا من عصيتك جاهلًا فسترتني وترد حين أسيء بالإحسان
كم جئت بابك سائلًا فأجبتني من قبل حتى أن يقول لساني
واليوم جئتك تائبًا مستغفرًا شيء بقلبي للهدى ناداني
عيناي لو تبكي بقية عمرها لأصبحت بعد العمر عمرًا ثاني
إن لم أكن للعفو أهلًا خالقي فأنت أهل العفو والغفران
????ساعدني الطبيب مرة
✍️ يروي الدكتور حسان شمسي باشا في كتابه النافع “قلوب تهوى العطاء” قصة ذلك الشيخ فيقول: “هو شيخ كبير، عمره ثمانون عامًا، أصيب فجأة باحتباس في البول، فحمله أبناؤه إلى المستشفى وهناك قام الطبيب بإجراء قسطرة بولية فخرج البول وتنهد الوالد الشيخ المريض عميقًا وانتهت آلامه.
توجه الأبناء والأحفاد للطبيب يشكرونه ويثنون عليه بما قام به بمهنية عالية في علاج والدهم، ثم التفتوا إلى والدهم على صوت نشيجه وبكائه وهو غارق في البكاء، أخذ الأبناء يهدئون والدهم ومعهم الطبيب، ويؤكدون له أن المشكلة انتهت ولن تعود بإذن الله فلم البكاء.
وكانت المفاجأة أن الوالد قد قال لهم ودموعه تسيل على خدّيه ولحيته: لقد ساعدني الطبيب مرة واحدة فاستشعرنا فضله ومعروفه فشكرناه وأثنينا عليه بما هو أهل له، فتذكرت كيف أن الله تعالى قد غمرني بكرمه وإحسانه ثمانين عامًا ولكنني لم استشعر فضله، لقد أزاح عني الطبيب الألم مرة واحدة فشكرته، فكم مرة دفع الله عني من البلايا والخطوب على مدى العمر والسنين ولم أشكره.
إفرح إذا لاح الصباح وأنت تحيا في سلام
واشكر إلٰهك إن سمعت اليوم ترتيل الحمام
ألطاف ربي لا تعدّ وليس يحصيها الكلام
✍️ إنه الله جل جلاله الذي قال: {وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا} آية 18 سورة النمل.
▪️ فإذا أويت في المساء إلى بيتك وأغلقت عليك بابك لتنام بأمان، فتذكر أن لك إخوة قد دُمرت بيوتهم، فليس لهم ما يأويهم إلا خيمة من صفيح أو قماش.
▪️ وإذا استلقيت على سريرك لتنام على فراشك المريح، فتذكّر أن لك إخوة يفترشون الأرض ويلتحفون السماء.
▪️ وإذا رأيت أولادك وإخوتك وأحفادك يتحلّقون حولك يلعبون ويضحكون، فتذكّر أن لك إخوة لعلّ أحدهم زوج قد فقد وقُتلت زوجته وكل أطفالها، أو لعلّ إحداهنّ زوجة قد قُتل أطفالها، ولعلّه طفل قد قُتل أبوه وأمه وإخوته ولم يبق له أحد يحنو عليه.
▪️ وإذا وقفت أمام ثلاجة بيتك أو جلست على مائدة الطعام فيها من كل أصناف الطعام والشراب مما لذّ وطاب، فتذكّر أن لك إخوة لا يجدون كسرة خبز ولا شربة ماء.
▪️ وإذا وقفت أمام خزانة ملابسك لتختار ما تلبس، فتحتار لكثرة ما فيها من القمصان والبناطيل، فتذكّر أن لك إخوة يلبسون الأسمال ويمشون حفاة أو يلبسون في الصيف ملابس الشتاء وفي الشتاء ملابس الصيف لأنهم لا يجدون غيرها ما يلبسون.
✍️ كان أحد السلف أقرع أبرص البدن أعمى العينين مشلول القدمين والرجلين. وكان دائمًا يردد: “الحمد لله الذي عافاني مما ابتلى به كثيرًا من خلقه وفضّلني تفضيلا”. فمرّ عليه رجل فسمعه يقول ما قاله، فقال له: ومما عافاك الله وأنت أعمى وأبرص وأقرع ومشلول فمما عافاك؟ فقال: ويحك يا رجل، لقد جعل لي لسانًا ذاكرًا وقلبًا شاكرًا وبدنًا على البلاء صابراً”.
✍️ فإذا كان الذي يكرمك بفنجان قهوة ترتشفه، فإنك لا تتردد بأن تقول له شكرًا، وإذا كان قد استضافك في بيته وأعدّ لك طعامًا فإنك ستجد في شكره والإطراء والثناء عليه بما قدم لك، فما بالك وأنت الذي ما من نعمة تصيبك إلا منه سبحانه {وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ} آية 53 سورة النحل.
فأي جحود وأي نكران يكون منك حين لا تشكره سبحانه، ولعلّ أعظم ما يستوجب الشكر هي نعمة الإسلام أنعم بها علينا. فالحمد لله على نعمة الإسلام وكفى بها من نعمة.
????للملائكة أقلام
✍️اعتاد الناس في ظلّ عيشهم تحت حكم أنظمة بوليسية دكتاتورية، وفي ظلّ وجود عشرات أجهزة المخابرات التي تحصي عليهم أنفاسهم، حتى بات الناس لا يثق الواحد منهم بالآخر خشية أن يكون هذا الآخر هو الأخ أو الأب عضوًا ومخبرًا في أحد أجهزة المخابرات، حتى وصل الحال بالناس لأن يوصوا بعضهم البعض بالحذر والانتباه من العيون والجواسيس بالقول “إن للجدران آذانًا”، أي أن جدران بيتك يمكن أن تتجسس عليك بما تسمع منك في داخل بيتك، وهذا يمثل قمه الخوف والقمع والإرهاب تمارسه الأنظمة ضد الشعوب. فإذا كنا نحذّر بعضنا البعض من أن للجدران آذانًا حتى لا نقول ما قد نحاسب عليه من طواغيت وجبابرة الأرض ونؤاخذ به من بشر مثلنا.
✍️ فالأولى أن ننصح بعضنا البعض ونذكّر بعضنا البعض بالقول أن للملائكة أقلامًا، فننتبه إلى كل كلمة نقولها، ليس لأن المخبر سيبلّغ عنّا فنحاسب على ما قلناه، وإنما لأن الملاك على أكتافنا سيكتب ما نقول ويحاسبنا عليه الله يوم القيامة {مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ} آية 18 سورة ق. {وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ*كِرَامًا كَاتِبِينَ} آية 10+11 سورة الانفطار.
✍️إننا بهذه المقولة سنزرع في أبنائنا الورع والخوف من الله تعالى ومراقبته سبحانه في السرّ والعلن، في كل سكنة وكل حركة، فإذا هممنا بقول أو فعل فنتذكر أن أقلام الملائكة ستكتبه، ويوم القيامة سنسأل عنه ونحاسب عليه. فخشية الله أولى من خشية البشر، وقد قال ذاك الرجل الصالح: “لا تخف إلا ذنبك ولا تخشَ إلا ربك”.
نحن إلى الفرج أقرب فأبشروا .
رحم الله قارئًا دعا لي ولوالدي ولوالديه بالمغفرة.
والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.