أكدت معالي الدكتورة آمنة بنت عبد الله الضحاك، وزيرة التغير المناخي والبيئة، أن الاستدامة ثقافة متجذرة في صميم الهوية الوطنية لدولة الإمارات، وأن الالتزام بتحقيقها ينبع من رؤية المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في تعزيز الاستدامة البيئية، مشيرة إلى أن قيادتنا الرشيدة تنهل من إرث القائد المؤسس وتسير على نهجه في الحفاظ على البيئة ومواجهة تحديات التغير المناخي.


جاء ذلك خلال جلسة جمعت معاليها مع منتسبي الدورة الثانية من البرنامج الدولي للمدراء الحكوميين من 31 دولة، وذلك ضمن زياراتهم الميدانية إلى عدد من الجهات الحكومية والمشاريع الوطنية في دولة الإمارات، للتعرف على أبرز التجارب والنماذج الناجحة في القطاعات الإستراتيجية، ومجالات الإدارة المؤسسية وتطوير الخدمات وبناء القدرات وتأهيل القيادات الحكومية.

وقالت معالي الدكتورة آمنة الضحاك: “الاستدامة جزء لا يتجزأ من مسيرة التنمية في دولة الإمارات، وهي إرث نعتز به، يضيء مسيرتنا برؤية واضحة وأهداف محددة، فنحن نعتبر الاستدامة قيمة جوهرية لا يقتصر دورها على تشكيل السياسات المحلية فحسب، بل تلعب دوراً بارزاً في ترسيخ ريادة الإمارات على الصعيد العالمي”.
وأشارت معاليها إلى أن وزارة التغير المناخي والبيئة تترجم رؤية قيادتنا الرشيدة في تعزيز الاستدامة البيئية إلى واقع ملموس من خلال التعاون والشراكات مع مختلف الجهات المعنية، بما في ذلك الهيئات الحكومية على جميع المستويات، والمنظمات غير الحكومية، والقطاع الخاص، وأفراد المجتمع ككل.
وتطرقت معالي الدكتورة آمنة الضحاك إلى جهود دولة الإمارات لتحقيق التنمية المستدامة، ولا سيما من خلال إستراتيجيتها للطاقة 2050، والتي تهدف إلى مضاعفة مساهمة الطاقة المتجددة في سياق مصادر الطاقة المتعددة في الدولة بمقدار ثلاثة أضعاف بحلول عام 2030.
وقالت إن هذه الإستراتيجية تعكس التزاماً طويل الأمد بتنويع مصادر الطاقة وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري ، مشيرة إلى أن وزارة التغير المناخي والبيئة تلعب دوراً محورياً في دعم هذه الجهود من خلال اللوائح البيئية وتعزيز الممارسات الخضراء .
واستعرضت معالي الدكتورة آمنة الضحاك مجموعة من المبادرات التي تهدف إلى تعزيز الممارسات الصديقة للبيئة، ومنها على سبيل المثال البرنامج الوطني “ازرع الإمارات”، الذي أطلقه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله”، ويضم مبادرات عدة تدعم توجهات دولة الإمارات للتنمية الزراعية وتعزيز معدلات الأمن الغذائي الوطني المستدام.
وأضافت أن البرنامج الوطني يستهدف تشجيع المجتمع المحلي على الإنتاج الذاتي المنزلي لأهم المنتجات الزراعية، ودعم جهود الحفاظ على البيئة، وترسيخ صورة ذهنية إيجابية عن المنتج المحلّي ذي القيمة الغذائية العالية، كما يدعم “عام الاستدامة 2024″، ويُعزز منظومة الاستدامة البيئية عبر المساهمة الفعالة للمنتجات المحلية في خفض البصمة الكربونية بوصفها منتجات طازجة.
وأشارت إلى أن البرنامج الوطني من أبرز أمثلة الشراكة مع القطاع الخاص الرامية إلى تفعيل مشاركة المجتمع في توسيع المساحات الخضراء وتعزيز ثقافة الزراعة المحلية، وزيادة إنتاج المحاصيل، وتعزيز الأمن الغذائي، وتغيير المفاهيم العامة حول إمكانات الزراعة المحلية، مؤكدة أن وزارة التغير المناخي والبيئة تُشجع على تبني حلول زراعية ذكية مناخياً، وذلك في إطار جهودها الأوسع نطاقاً لتمكين الأفراد والمجتمعات للمساهمة في بناء مستقبل أكثر استدامة لدولة الإمارات.
وأكدت معالي الدكتورة آمنة الضحاك التزام دولة الإمارات الدائم بالتعاون الدولي، وحرصها على مشاركة الخبرات وأفضل الممارسات لتحقيق أهداف التنمية المستدامة العالمية، معربة عن أملها في أن يتيح البرنامج الدولي للمدراء الحكوميين لمنتسبيه منصة قيّمة لمشاركة الخبرات والرؤى والاستفادة من تجربة الإمارات الرائدة.
يذكر أن البرنامج الدولي للمدراء الحكوميين تم تطويره بالتعاون بين مكتب التبادل المعرفي الحكومي في وزارة شؤون مجلس الوزراء ومركز محمد بن راشد لإعداد القادة المنضوي تحت مظلة المكتب التنفيذي لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم.
ويهدف البرنامج إلى تطوير المهارات القيادية لقيادات الصف الأول والثاني من الوزراء ووكلاء الوزارات والمديرين في الدول المشاركة في البرنامج، بما يمكنهم من تطوير أدوات ونماذج وأساليب عمل حكومية تستفيد من تجارب دولة الإمارات الناجحة في تطوير الأداء الحكومي، الأمر الذي يمكن المنتسبين من بناء نماذج مستقبلية كفيلة بتمكين حكوماتهم وتعزيز جاهزيتها للمستقبل، والارتقاء بمستوى العمل الحكومي.
ويطلع منتسبو البرنامج خلال زياراتهم الميدانية على أفضل الممارسات الإماراتية في قطاعات الاقتصاد والتجارة وريادة الأعمال والتعليم والفضاء واستشراف المستقبل والتعاون الدولي والذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي وتمكين الشباب وغيرها.
وينتمي المشاركون في البرنامج إلى 31 دولة وهي: أذربيجان، ومنغوليا، وإقليم كردستان العراق، والعراق، وبرمودا، وإثيوبيا، وجورجيا، والمالديف، وإمارة أندورا، وقيرغيزستان، ومصر، وبربادوس، ورومانيا، وكوستاريكا، ومدغشقر، وسيشل، وكازاخستان، وأوزبكستان، وفيجي، ورواندا، والسنغال، وكولومبيا، وباراغواي، والبرازيل، وتركمانستان، وغيانا، وبروناي، ومالطا، وزيمبابوي، وصربيا، ودولة الإمارات.وام


المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: التغیر المناخی والبیئة دولة الإمارات إلى أن

إقرأ أيضاً:

150 مليون مشترك نشط في تطبيق «بوتيم»

يوسف العربي (أبوظبي)
تجاوز عدد مستخدمي تطبيق «بوتيم»، بنهاية النصف الأول من العام الحالي، 150 مليون مستخدم، وذلك بعد تحوله إلى تطبيق فائق القدرات تابع لـ «أسترا تك»، بحسب عبد الله أبو الشيخ، مؤسس شركة «أسترا تك» والرئيس التنفيذي لمنصة «بوتيم».
وقال أبو الشيخ لـ«الاتحاد»، إن هذا النمو ينسب إلى توفير مجموعة من الخدمات المالية والتحويلات وإمكانية تحويل الأموال بين العملاء، وغيرها ضمن التطبيق، ما عزز انتشاره في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وخارجها.
وأكد أن قطاع التكنولوجيا في دولة الإمارات شهد مستويات نمو قوية في عام 2024، مع مساهمة الاقتصاد الرقمي بحوالي 9.7% من الناتج المحلي الإجمالي الوطني.

أخبار ذات صلة 30 مليار دولار سوق الذكاء الاصطناعي الرياضي بحلول 2032 لطيفة بنت محمد تزور «جيتكس جلوبال 2024»

وأوضح أن الاستثمارات الرئيسة في مجالات الذكاء الاصطناعي و«البلوك تشين» والتكنولوجيا المالية لها دور كبير في تعزيز هذا النمو، مع دعمٍ من العديد من المبادرات المهمة، مثل الاستراتيجية الوطنية للاقتصاد الرقمي في دولة الإمارات، التي تهدف إلى مضاعفة نسبة مساهمة الاقتصاد الرقمي في الناتج المحلي الإجمالي لتصل إلى 20% بحلول عام 2031، والمرجح استمرار هذا النمو في عام 2025، لا سيما مع سعي دبي لتحقيق هدفها الاستراتيجي المتمثل في تصدّر قائمة أفضل 10 مراكز مالية في العالم. 

المستوى العالمي
قال أبو الشيخ، إن التطبيقات الذكية التي تُطلق في دولة الإمارات تتميز بقدرتها التنافسية المتزايدة على الصعيد العالمي، ومع وجود منصات، مثل «بوتيم» التي تضم أكثر من 150 مليون مستخدم، أظهرت الشركات الإماراتية قدرة كبيرة على الابتكار والتوسع بشكل متسارع. 
وأضاف أن المبادرات الحكومية تسهم في دعم الشركات الناشئة المحلية، وذلك من خلال استراتيجية دولة الإمارات للثورة الصناعية الرابعة، وإطلاق بيئات «ساندبوكس» التجريبية لاختبار مشاريع الذكاء الاصطناعي و«البلوك تشين»، وأسهمت مرونة البيئة التنظيمية في دولة الإمارات.

خدمات متنوعة 
حول الخدمات المتنوعة التي تقدمها منصة «كوينتكس» التابعة لشركة «استرا تك»، قال أبو الشيخ، إن «كوينتكس» توفر مجموعة واسعة من الخدمات المالية المصممة لتلبية احتياجات الأفراد والشركات الصغيرة والمتوسطة، وتشمل خدماتنا الإقراض الرقمي الفوري والتمويل الصغير، والتي يمكن الوصول إليها جميعها باستخدام التطبيق فائق القدرات الخاص بنا، ويتمثل هدف «كوينتكس» الرئيسي في سد فجوة الشمول المالي في دولة الإمارات.
وأوضح أنه من خلال منصتها للدفع الفوري، تقود «كوينتكس» الجهود لتعزيز سهولة الوصول إلى القروض الرقمية وحلول التمويل الصغير في دولة الإمارات.

الشمول المالي 
حول إمكانية معالجة فجوة الشمول المالي من خلال الاستفادة من منصات المصرفية الرقمية، وتوفير حلول للتمويل الصغير، والخدمات المالية عبر الهواتف المتحركة، قال أبو الشيخ: تلعب المنصات المصرفية الرقمية، مثل «كوينتكس»، دوراً بارزاً في التعامل مع الشمول المالي، وتلبية احتياجات الأعداد الكبيرة من السكان، خصوصاً الأفراد الذين لا يملكون حسابات مصرفية، وذلك من خلال توفير مجموعة من الخدمات.
وأضاف: في دولة الإمارات، تتخطى نسبة انتشار الهواتف الذكية 95%، ما يساعد المنصات المصرفية المتوافقة مع الهواتف المتحركة على تعزيز سهولة الوصول إلى الخدمات المالية الأساسية، كما تساهم محافظنا الرقمية في دعم هذه الجهود، من خلال السماح للمستخدمين بإدارة معاملاتهم اليومية وتحويلاتهم ومدخراتهم بكل سلاسة ضمن منصة واحدة سهلة الاستخدام.

فوائد اقتصادية 
توقع عبد الله أبو الشيخ تحقيق فوائد اقتصادية كبيرة تفتح آفاقاً جديدة؛ بهدف تعزيز القدرات الاقتصادية للسكان الذين عانوا نقص الخدمات سابقاً، وذلك من خلال دعم الشمول المالي، ويمكن أن يؤدي ذلك إلى زيادة معدلات الاستهلاك والادخار والاستثمار، وبالتالي تحفيز الاقتصاد، كما يسهم توسيع الخدمات المالية الرقمية في توفير فرص عمل جديدة في «أسترا تك»، وغيرها من الشركات ضمن منظومة التكنولوجيا المالية. 
ولفت إلى أن التنويع في القطاع المالي يحقق مرونة أكبر في مواجهة التقلبات الاقتصادية العالمية، ويمكن للشمول المالي وحده أن يسهم في زيادة الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 14% في الأسواق الناشئة، وبما أن دولة الإمارات هي مركز إقليمي في هذا المجال، ستنعكس الآثار الملموسة لهذه التطورات على مختلف أنحاء منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

مقالات مشابهة

  • آمنة الضحاك: الاستدامة جزء أصيل من الهوية الإماراتية
  • 150 مليون مشترك نشط في تطبيق «بوتيم»
  • محافظ كفر الشيخ: تأهيل 91 شخصا في مجالات الأمان المؤسسي والأمن السيبراني
  • آمنة الضحاك: «ازرع الإمارات» يعزز معالجة التحديات
  • عمر سلطان العلماء: الإمارات من أسرع الدول في تبني تطبيقات الذكاء الاصطناعي
  • معالي وزير الصحة ووقاية المجتمع يترأس وفد الدولة المشارك في اجتماع وزراء الصحة لمجموعة “بريكس” في موسكو
  • آمنة الضحاك: التعاون ركيزة لتعزيز أمن غذائي عالمي مستدام
  • آمنة الضحاك: الإمارات تتبنى مبادرات لحل تحديات الأمن المائي وتعزيز الاستدامة البيئية
  • الزراعة المنزلية في الإمارات.. ثقافة مجتمعية تحقق الاستدامة