قصص حب لم تكتمل في حياة مي زيادة.. أغربها علاقتها بـ جبران خليل جبران
تاريخ النشر: 17th, October 2024 GMT
زاحمت الكاتبة الفلسطينية اللبنانية مي زيادة كبار الكُتاب المصريين، واشتهرت بقلمها السيّال الذي جعلها رمزًا في الأدب العربي وطليعة الحركة النسوية. نمت مي زيادة على حب الكتابة والشعر، أتت إلى مصر وهي في العشرين من عمرها، وأصبحت واحدة من أبرز الشخصيات الأدبية في البلاد. ورغم أنها كرست حياتها بين القلم والكتب، إلا أن جمال روحها وثقافتها جذب العديد من كبار الأدباء والشعراء الذين وقعوا في حبها، لتتحول حياتها العاطفية إلى أسطورة رومانسية يتناقلها الجميع حتى اليوم، وفي ذكرى وفاتها اليوم نستعرض هذه الحياة وكيف عاشتها بين الكتابة وقصص الحب التي وقعت فيها.
كان جبران خليل جبران، هو الرجل الوحيد الذي أحبته مي زيادة بصدق. بدأت قصتهما بعد أن قرأت له قصة «الأجنحة المتكسرة» عام 1920، فأعجبت بأسلوبه وأرسلت له رسالة تُعبر فيها عن إعجابها العميق.
ومن هنا، بدأت مراسلاتهما الفكرية والروحية التي استمرت لسنوات، دون أن يلتقيا وجهًا لوجه، كانا يتبادلان الأفكار والأحلام، ولقب جبران مي بأنها علم من أعلام النهضة الأدبيّة العربية، وعلى الرغم من حبهما العميق، ظل هذا الحب محصورًا بين الأوراق والمراسلات حتى رحيلهما.
كان صالون مي زيادة الأدبي الذي تعقده كل ثلاثاء من أشهر الصالونات الثقافية في مصر، يجتمع فيه الأدباء والمفكرون كل ثلاثاء ليتناقشوا في قضايا الأدب والثقافة.
في هذا الصالون، كانت مي تخطف قلوب الحاضرين بابتسامة أو لفتة، ومن ضمن هؤلاء كان الأديب عباس محمود العقاد الذي كتب عنها في روايته «سارة»، واصفًا لقائهما بأنهما «كانا أشبه بالشجرتين، يتلاقيان وكلاهما على جذوره»، وعلى الرغم من أن مي مالت للعقاد لفترة، إلا أن حبها لجبران كان الحائل دون اكتمال هذه العلاقة.
كان الأديب الكبير طه حسين من ضمن الذين أعجبوا بـ مي زيادة، عبر طه حسين عن هذا الإعجاب أمام أحمد لطفي السيد الذي حاول جمعهما، وعندما دُعي طه حسين لحضور صالون مي زيادة الأدبي، سحره صوتها الرقيق حين قرأت مقالة له، ووصف في كتاب «الأيام» الذي يجسد سيرته الذاتية مشاعره بقوله: «لم يرض الفتى عن شيء مما سمع إلا صوتًا واحدًا، فاضطرب له اضطرابًا شديدًا».
كان الأديب مصطفى صادق الرافعي مغرمًا بـ مي زيادة، ولم يمنعه فارق العمر بينهما من التعلق الشديد بها. كان الرافعي يأتي من طنطا إلى القاهرة كل ثلاثاء لحضور صالون مي زيادة، متأثرًا بحضورها وأفكارها، وكان يعتبرها ملهمته الأدبية.
الشاعر إسماعيل صبري كان أحد الشخصيات الأدبية التي تأثرت بشدة بـ مي زيادة، وكان أحد المترددين على صالونها الأدبي. كتب عنها قصيدة مشهورة عندما تخلف عن حضور صالونها ذات يوم، قائلاً: «إن لم أمْتع بمي ناظري غدًا أنكرت صبحك يا يوم الثلاثاء»، وكان صبري متيمًا بها لدرجة أنه حاول التقدم لطلب يدها، إلا أنها لم تبادله الحب، واكتفت بتقدير متبادل.
رحلت مي زيادة عن العالم في 17 أكتوبر 1941، تاركة وراءها إرثًا أدبيًا وشخصيًا لا يُنسى. كتب عنها الشاعر أحمد شوقي: «رأيت تنافس الحسنين فيها، كأنهما لمي عاشقان»، ورغم أن حياتها كانت مليئة بالأحزان، إلا أن حبها للكلمات والكتب كان هو القوة الدافعة لها حتى النهاية، وكما كتبت: «بعد وفاتي أتمنى أن يأتي شخص ما لينصفني ويجد الصدق والأمانة الموجودة في كتاباتي الصغيرة».
المصدر: الوطن
إقرأ أيضاً:
السلطات الأمريكية تمنع الناشط محمود خليل من حضور ولادة ابنه
أكدت زوجة الناشط الفلسطيني محمود خليل، أن السلطات الأمريكية منعت زوجها من حضور ولادة ابنه الأول يوم الاثنين الماضي، رغم الطلب الذي تقدمت به إلى إدارة الهجرة والجمارك بالولايات المتحدة.
وقالت نور عبد الله زوجة خليل لشبكة "سي إن إن" الأمريكية: "على الرغم من طلبنا من إدارة الهجرة والجمارك الأمريكية السماح لمحمود بحضور الولادة، إلا أنهم رفضوا الإفراج المؤقت عنه للقاء ابننا".
وأشارت عبد الله إلى أن السلطات الأمريكية تعتقل زوجها في مركز احتجاز تابع لإدارة الهجرة، على بُعد أكثر من 1600 كيلومتر من مكان ولادة طفله البكر.
وتابعت بقولها: "لا ينبغي لي ولابني أن نقضي أيامنا الأولى على الأرض دون محمود، سأواصل النضال كل يوم من أجل عودة محمود إلينا، وأعلم أنه عندما يُطلق سراحه، سيُعلّم ابننا كيف يكون شجاعًا، وواعيًا، ورحيمًا، تماما كوالده".
واستكملت بقولها: "لقد سرق مكتب الهجرة والجمارك وإدارة ترامب هذه اللحظات الثمينة من عائلتنا، في محاولة لإسكات دعم محمود لحرية الفلسطينيين".
وصباح الأحد الماضي، كتب محامو خليل إلى ميليسا هاربر، مديرة المكتب الميداني لإدارة الهجرة والجمارك الأمريكية في نيو أورلينز، مطالبين بالإفراج عنه لمدة أسبوعين ليتمكن من السفر إلى نيويورك والتواجد مع زوجته عند ولادة ابنهما.
وأثارت قضية خليل جدلًا واسعًا منذ اعتقاله خارج مسكنه في جامعة كولومبيا، حيث كان يعيش مع زوجته الحامل آنذاك، وهي مواطنة أمريكية.
وكتب محامو خليل: "دخلت زوجة خليل للتو في المخاض هذا الصباح في مدينة نيويورك، قبل 8 أيام من الموعد المتوقع". وأضافوا: "إن منح إجازة لمدة أسبوعين في قضية الاحتجاز المدني هذه سيكون معقولاً وإنسانياً، بحيث يتمكن كلا الوالدين من حضور ولادة طفلهما الأول".
وبحسب الطلب الذي أرسل عبر البريد الإلكتروني، فإن خليل ومحاميه سيوافقون على أي شروط لازمة لمنح الإجازة، بما في ذلك ارتداء جهاز مراقبة الكاحل بنظام تحديد المواقع العالمي (GPS) وتسجيل الوصول المُجدول.
وبعد حوالي 30 دقيقة من إرسال الطلب الإلكتروني، ردت هاربر برفض من جملتين، قائلة إنها قررت عدم منح الإجازة "بعد دراسة المعلومات المُقدمة ومراجعة القضية".
ولم تستجب وزارة الأمن الداخلي وإدارة الهجرة والجمارك فورا لطلب التعليق.
في حين لم تُوجَّه إلى خليل أي تهمة جنائية، اتهمته إدارة دونالد ترامب بدعم حركة "حماس"، رغم عدم تقديم أي أدلة في المحكمة.
وهذا الشهر، قضىت قاضية مختصة بشؤون الهجرة بترحيل خليل من الولايات المتحدة، ويستأنف محاموه القرار.
على صعيد آخر، يرفع محامو خليل دعوى قضائية أمام محكمة فيدرالية تطعن في قانونية احتجازه وتطالب بالإفراج عنه.