شبكة اخبار العراق:
2025-03-18@10:36:22 GMT

الذكاء الاصطناعي يكشف أسرار كلكامش

تاريخ النشر: 17th, October 2024 GMT

الذكاء الاصطناعي يكشف أسرار كلكامش

آخر تحديث: 17 أكتوبر 2024 - 1:22 مترجمة: حميد ونيس كشف فريق من الباحثين باستخدام الذكاء الاصطناعي عن الأسرار القديمة باستخدام الخوارزميَّات ومعالجة البيانات. وكان الهدف الأخير لبحثهم هو ملحمة كلكامش، أحد أبرز أبطال أساطير وادي الرافدين، والتي تمثل أقدم قصّة ملحميَّة للإنسانيَّة.في العام 2017 أطلق العلماء من معهد الآشوريّات ضمن جامعة لودفيغ ماكسيمليان في ميونخ بحثاً باستخدام خوارزميَّة الأبحاث الرقميَّة لترجمة وتحليل النصوص المسماريَّة بسرعة لا يمكن تصورها للعلماء.

وهذه الخوارزميَّة التي يطلق عليها خوارزميَّة الشظايا تسمح بالوصول إلى أجزاء مفقودة وإعادة بناء الأجزاء غير المعروفة من ملحمة كلكامش، وغيرها من النصوص البابليَّة، مما يُسرّع بشكل كبير العمليَّة التي كانت تعتمد في السابق على ذاكرة علماء الآشوريات وعلى نسبة من الحظ في النجاح. ومن المعروف أنَّ ملحمة كلكامش تعود إلى نحو أربعة آلاف عام تم نقلها فقط من خلال نظام كتابة منقرض تمَّ بناؤه بأحرف مشابهة لشكل المسامير ترسم على ألواح الطين. لقد أعطى الذكاء الاصطناعي دفعة كبيرة لهذه الجهود، لأنَّ خوارزميَّة الشظايا دفعت العمل على نحو أسرع بكثير من عالم الآشوريَّات البشري وترجمة هذه النصوص التي يعود تاريخها إلى آلاف السنين من الحضارة السومريَّة والأكديَّة الأصلية في غضون ثوانٍ معدودة، ما يؤدي إلى تسريع عملية إعادة بناء وفهم الملحمة. تحكي الملحمة قصة (نصف إله) الذي أعطى الكتاب عنوانه، كلكامش، ملك مدينة أوروك السومريَّة وصديقه إنكيدو، الرجل البري. يقتل الاثنان حارس الغابة، الوحش خمبابا، وتنتقم الآلهة بتنفيذها قتل إنكيدو. ونتيجة لحزنه الشديد، يذهب كلكامش للبحث عن سلفه أوتنابيشتيم، الذي نجا من الطوفان الذي تناولته صفحات قصص التوراة، على أمل أن يتعلّم هذا البطل سرَّ الخلود.مرّت آلاف السنين، ظلت خلالها الكتابة المسماريَّة المنقوشة على الألواح الطينيَّة البابليَّة التي تحكي هذه القصّة كلغزٍ لا يمكن فكّه. وفي القرن التاسع عشر أصبح جورج سميث، الباحث في المتحف البريطاني، أول عالم حديث يقرأ ملحمة كلكامش في العام 1872. لكن المؤلم أن سميث توفي بعد أربع سنوات فقط فقد صرعه مرض وبائي عمَّ المنطقة، وهو بعمر 36 عاما، أثناء رحلته الأخيرة إلى الشرق الأوسط بحثاً عن المزيد من أجزاء القصيدة المفقودة لتلك الملحمة، ومنذ ذلك الحين، ظل الباحثون يعيدون بناء القصة قطعة فأخرى مع ظهور نصوص مسماريَّة جديدة، حتى أخذ هذا التكامل في القطع منحى غير متوقع. ولادة جديدة لكلكامش خلال مدة أقل من عقد من الزمن، أعطى الذكاء الاصطناعي دفعة كبيرة لهذه الجهود، لأنّه يمكنه العمل بشكل أسرع بكثير من امكانيات عالم الآشوريات البشري التقليدي، وتمكن من ترجمة هذه النصوص القديمة من النصّين السومري والأكدي الأصليين في غضون ثوانٍ معدودة، مما يُسرِّع عملية إعادة البناء والفهم للملحمة.يقود البروفيسور إنريكي كيمينز من جامعة لودفيغ ماكسيميليان في ميونيخ هذه الثورة الرقميَّة في علم الآشوريات: حيث يعمل مع فريقه على رقمنة جميع الألواح المسماريَّة الباقية منذ العام 2018. ولديه بالفعل أكثر من 28 ألف لوح مكتوب بحروف صوتيَّة تحتوي على ما يزيد عن 417 ألف سطر من النصوص.ويوضح كيمينز أن أجهزة المختبر الحديثة الرقميَّة لم تكن موجودة من قبل، وإنما كانت عبارة عن قاعدة بيانات ضخمة من الأجزاء. ومن المعتقد أنّها يمكن أن تلعب دوراً حيوياً في إعادة بناء الأدب البابلي، مما يسمح بالتقدم بشكل أسرع بكثير من المراحل السابقة، لا سيما أنه الآن أصبح لديه مساعد رقمي لا يشكو من التعب ويمكنه تجربة ملايين المجموعات في غضون ثوانٍ معدودة، وكانت النتيجة مذهلة عندما ظهرت مشاهد جديدة من ملحمة كلكامش الى النور. وهكذا أصبحنا نعرف الآن مشاهد غير منشورة من الملحمة؛ يعود الفضل فيها الى تلك الاجهزة المختبريّة الحديثة. حيث تظهر هذه الصور إنكيدو وهو يحاول أن يثني كلكامش عن قتل الوحش خمبابا. ثم انطلق البطلان في رحلة لزيارة الإله إنليل في نيبور.وهناك المزيد، إذ ظهر لوح من العام 130 قبل الميلاد، إنَّ قصّة الملحمة كانت لا تزال من أكثر الكتب مبيعاً. وبعض الترجمات الجديدة أيضاً قدمت اختلافات مدهشة عن القصّة المعروفة. فعندما يخبر أوتنابيشتم كلكامش كيف أعد السفينة لمواجهة الطوفان، يذكر أنّه “أغدق” الطعام والشراب على البنّائين. لعبة فكّ الرموز يقول بنيامين فوستر، أستاذ علم الآشوريات في جامعة ييل: “لم تكن لدينا كلمة “بذخ” من قبل”. “وفي رأيي، يشعر كلكامش بالذنب لأنّه يعلم أن كلَّ الأشخاص الذين يساعدونه في بناء السفينة سوف يغرقون في غضون أيّام قليلة”. يعاملهم بكرم ناشئ عن الندم. إنّها تفاصيل تضيف نوعاً من التنازع الأخلاقي للقصة. الشيء الأكثر إثارة هو أنَّ هذه هي البداية فقط. إذ تؤشر التقديرات الى وجود نحو 30 بالمئة من كلمات الملحمة بحاجة إلى فك رموزها. ومع تحويل جميع الأجزاء إلى شكل رقمي بالفعل، سواء لدى مؤسسة المتحف البريطاني أو المتحف العراقي في بغداد، فإنَّ احتمالات اكتشافات جديدة هائلة في الطريق إلينا. يعلق كيمينز بحماس: “هناك آلاف القطع التي يمكن للجميع فكّ رموزها باستخدام آلة المختبر الرقميَّة”. ومن هنا يبرز الذكاء الاصطناعي كأداة أساسيَّة لكشف أسرار الماضي، مما يسمح بفهم أفضل للحضارات التي سبقتنا بواسطة كلماتها الخاصة. لقد أشعل نجاح مشروع خوارزميَّة الشظايا “فراغمنتاريا” شرارة الاندفاع نحو الآثار الأدبيَّة في مختلف أنحاء العالم مع مماثلة على نصوص قديمة أخرى. ففي مدينة هيركولانيوم الرومانيَّة، يستخدم العلماء الذكاء الاصطناعي لقراءة طبقات البردي المتفحّمة بسبب ثوران جبل فيزوف. وفي مصر، قد تساعد خوارزميات مماثلة على فك رموز الهيروغليفية التي لم تُفهم بعد، وكشف أسرار الفراعنة. وحتى مخطوطات البحر الميت قد تكشف أسرارا جديدة بفضل هذه التقنيات.

المصدر: شبكة اخبار العراق

كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی فی غضون ة التی

إقرأ أيضاً:

إيران.. إطلاق منصة وطنية لـ«الذكاء الاصطناعي»

بجهود 100 باحث إيراني، كسفت طهران، اليوم السبت، “عن النسخة الأولية لمنصة “الذكاء الاصطناعي” الوطنية (الإصدار 3.0)”.

وأفادت وكالة مهر للأنباء، “أنه أُقيمت مراسم إطلاق منصة “الذكاء الاصطناعي الوطنية مفتوحة المصدر” في مركز المؤتمرات الدولية “رايزن”.

وأعرب الدكتور هرمزي نجاد، مدير الشؤون البحثية في الجامعة ومدير مشروع المنصة، “عن شكره لفريق تطوير هذه المنصة الذي يضم حوالي 100 شخص من الطلاب والباحثين بعد الدكتوراه والمطورين الذين انضموا إلينا من الجامعة”.

وأشار هرمزي نجاد، “إلى أهمية هذا المشروع، مقدماً شكره الخاص لـ 15 من أعضاء هيئة التدريس الذين شاركوا بشكل مباشر في هذا المشروع، كما أعرب عن تقديره للدكتور أفشين، نائب رئيس الجمهورية للشؤون العلمية، الذي كان له دور بارز في دعم هذا المجال”.

وأكد هرمزي نجاد، الذي يدير الشؤون البحثية في الجامعة منذ ثماني سنوات، أن “التركيز على مجال استراتيجي مثل الذكاء الاصطناعي لم يكن بهذا المستوى من قبل في البلاد”.

وأعرب عن تفاؤله “بأن جميع الباحثين والأكاديميين والشركات المعنية في هذا المجال سيستفيدون بشكل كبير من هذه المنصة قريباً”.

هذا “وتُعد هذه المنصة مشروعا تقنيا وطنيا تم تطويره باستخدام خبرات الأساتذة المحليين، وتهدف إلى توفير بنية تحتية متكاملة لتحليل البيانات وتطوير تطبيقات الذكاء الاصطناعي، وفق الخطط الاستراتيجية للبلاد”.

ووفقا لوكالة الأنباء الإيرانية “إيرنا”، أكد حسين أسدي، مدير مركز المعالجة السريعة، أن “المنصة تعتمد على تقنيات مفتوحة المصدر مع تحسينات محلية، كما تم تطوير وحداتها الإلكترونية بالكامل داخل البلاد لضمان الأمان والاستقلالية”.

وأوضح أسدي، “أنه لم يتم استخدام أي واجهات برمجية خارجية (APIs)، ما يضمن استمرارية عمل المنصة حتى في حال انقطاع الإنترنت بالبلاد بالكامل”.

وأشار أسدي، “إلى أن المنصة تتميز بسرعة التطوير وانخفاض التكلفة وقابليتها للتوسع، مع توقعات بإكمال الإصدار النهائي، بحلول سبتمبر2025”.

مقالات مشابهة

  • الصدر يعلق على استخدام الذكاء الاصطناعي
  • الذكاء الاصطناعي يفك لغزاً علمياً استعصى على العلماء لعقد كامل
  • استشاري: الذكاء الاصطناعي يفرض تحديات على بعض الوظائف التقليدية
  • بين الابتكار والسيطرة.. هيمنة الذكاء الاصطناعي الصيني
  • الذكاء الاصطناعي وتوظيفه من قبل الجماعات الإرهـ.ابية.. خبير يكشف مخاطر جديدة
  • أوبن إي آي تطلق أدوات جديدة لتطوير وكلاء الذكاء الاصطناعي
  • أيام أقل لتدريب الموظفين الجدد بفضل الذكاء الاصطناعي
  • مجدي يعقوب يكشف أسرار توازنه بين العمل والحياة الشخصية
  • إيران.. إطلاق منصة وطنية لـ«الذكاء الاصطناعي»
  • الذكاء الاصطناعي والدخول إلى خصوصيات البشر