وقفتنا هذا الأسبوع نتحدث فيها عن فضيلة هامة افتقدناها كثيرًا مع مرور السنوات، ألا وهى الاحترام المتبادل، لتوثيق كلامى أدعمه بمشاهد من أفلام زمان فى الأربعينيات، حيث كان الموظف يرتدى فى عمله بدلة مكتب كاملة، وليحافظ على نظافة قميصه كان يرتدى كُمًّا فوق إسورة قميصه، ليحافظ عليه نظيفًا طوال عمله، وحتى العامل، أو الساعى كان يرتدى زى عمل (uniform) هذا بالنسبة للمظهر الشخصى، ناهيك أيضًا عن التعامل بكل احترام بكلمة أستاذ للرجل، وهانم للسيدة أو مدام، مع مواصلة كلمات الاحترام قبل القيام بتأدية الخدمة المطلوبة للمواطن المتردد على الجهة، سواء كانت حكومية أو خاصة، وحتى أقسام الشرطة.
فمن منا ينسى أدوار يوسف وهبى حكمدار العاصمة فى فيلم حياة أو موت، وأنور وجدى ورشدى أباظة فى الأفلام التى قاموا فيها بأدوار رجل الشرطة، وزين العشماوى الملازم فى فيلم الخطايا عندما، حضر إليه عبد الحليم حافظ الفنان العظيم إلى القسم متهمًا بعدم دفع الحساب، فقام بسداد الحساب عنه مقتسمًا معه المرتب الأول له من عمله.
معاملات فى غاية الرقى والاحترام المتبادل بين المواطن ورجل الشرطة، ولا أخفى على حضراتكم أننى تأثرت كثيرًا، وأنا صغير السن بتلك المعاملات الراقية، ويكفى أن دور يوسف وهبى فى حكمدار العاصمة، وأدوار رشدى أباظة، فى أدوار ضابط المباحث بأفلامه الجميلة وأدوار أنور وجدى فى أفلام ريا وسكينة وأربع بنات وضابط، هى التى دفعتنى لأن أكون ضابط شرطة، وكان فى قرارة نفسى أننى لو أصبحت ضابط شرطة ليكن منهجى مشابهًا لأدوار يوسف وهبى وأنور وجدى فى تعاملاتهم كرجال شرطة يعون جيدًا الدور الهام لرجل الشرطة، المهم أذكر تلك الحالات السابقة، لأننا افتقدنا كثيرًا الاحترام المتبادل الذى كان بيننا قديمًا موظفًا ومواطنًا، وهو دور متشابه ومتطابق تمامًا، فالموظف اليوم يكون موظفًا وغدًا يكون مواطنًا، يتعامل مع مواطن آخر هو فى مكان عمله موظفًا عامًّا أو خاصًّا يقدم خدمة، وهكذا تتبدل الأدوار، وكما تدين تدان فإذا تعاملت مع الناس بكل احترام فى موقعك اليوم، فغدًا سيسخر الله لك من يعاملك بكل احترام ويؤدى لك خدمتك للمطلوبة، كما كنت تفعل فى موقع عملك بالضبط.
فيأيها الضابط والقاضى، ويأيها الطبيب، ويأيها المهندس والمحاسب والمحامى والمدرس والموظف والعامل ورجل الشرطة والجيش والطالب بالمدرسة والجامعة، ويا كل مسئول، ويأيها التاجر والبائع ويأيها المواطن الحبيب لا بد وأن نسترجع قيمنا ومبادئنا القديمة والتاريخية، والتى كنا نتميز بها عن دون الشعوب الأخرى فى الفترات القديمة القريبة والتى علمناها للشعوب الأخرى، ثم افتقدناها، يا رب نستعيد هويتنا التى افتقدناها وكنا نتميز بها يومًا ما..
إلى هنا انتهت وقفتنا هذا الأسبوع ندعو الله أن نكون بها من المقبولين، وإلى وقفة أخرى الأسبوع القادم إذا أحيانا الله وأحياكم إن شاء الله.
المصدر: الأسبوع
إقرأ أيضاً:
شرطة أبوظبي تُطلع وفداً من الشرطة الألمانية على ممارساتها التطويرية
أطلعت القيادة العامة لشرطة أبوظبي وفدًا من الملحقية الشرطية في السفارة الألمانية لدى الدولة على أفضل الممارسات التطويرية وبرامج التدريب والمشاريع المطبقة في إدارة التأهيل الشرطي بمدينة العين؛ التابعة لأكاديمية سيف بن زايد للعلوم الشرطية والأمنية.
وبحث العقيد الدكتور علي خميس اليماحي نائب مدير إدارة التأهيل الشرطي مع الوفد الألماني برئاسة دينا محمد مدير مكتب الملحق الشرطي بالسفارة الألمانية لدى الدولة سبل تعزيز التعاون في مجالات التدريب ضمن أواصر التنسيق المشترك في العمل الشرطي والأمني وتبادل المعارف العلمية والتخصصية.
قسم التعليم والبرامج الأكاديميةوتجول الوفد في أقسام الإدارة التي ضمت قسم التعليم والبرامج الأكاديمية، ميدان الرماية والتدريبات العسكرية وتعرف إلى أبرز التطبيقات الناجحة والمبادرات المتميزة التي تنفذها شرطة أبوظبي، ضمن خططها الإستراتيجية الرامية إلى تحقيق ريادة مؤسسية شرطية تستشرف المستقبل بخدمات إستباقية مبتكرة تعزز إستدامة الشعور بالأمن والأمان في الإمارة وجودة حياة المجتمع.
#أخبارنا | #شرطة_أبوظبي تُطلع وفدًا من الشرطة الألمانية على ممارساتها التطويرية في التأهيل الشرطي
التفاصيل :https://t.co/ybPy7W3yff pic.twitter.com/Tm3X9Piwkv
واطلع على جهود إدارة التأهيل الشرطي في تطبيق أحدث التقنيات المعاصرة في التدريب الحديث واستمع لشرح حول إنجازاتها في مجالات التدريب باستخدام الواقع الافتراضي وأنظمة المحاكاة وتقنيات الذكاء الصناعي وإكساب المنتسبين المعارف والعلوم الشرطية والقيادية التي تسهم في أداء واجباتهم باحترافية عالية، وإعداد كوادر شرطية قادرة على مواجهة التحديات والأزمات، كما اطلع على خطط التمارين والسيناريوهات الافتراضية، وخطة الرماية وبرامج الرماية التطبيقية وخطة الاختبارات والبرامج الرياضية الجوجيتسو والمهارات القتالية.
وفي نهاية الزيارة ثمن الوفد جهود شرطة أبوظبي في فتح قنوات التواصل مع مختلف الجهات والمؤسسات المحلية والعالمية لتقديم أفضل الممارسات والخدمات ذات الإهتمام المشترك بالعمل الشرطي والأمني.