الأسبوع:
2025-04-10@20:58:08 GMT

أين ذهب الاحترام المتبادل؟

تاريخ النشر: 13th, August 2023 GMT

أين ذهب الاحترام المتبادل؟

وقفتنا هذا الأسبوع نتحدث فيها عن فضيلة هامة افتقدناها كثيرًا مع مرور السنوات، ألا وهى الاحترام المتبادل، لتوثيق كلامى أدعمه بمشاهد من أفلام زمان فى الأربعينيات، حيث كان الموظف يرتدى فى عمله بدلة مكتب كاملة، وليحافظ على نظافة قميصه كان يرتدى كُمًّا فوق إسورة قميصه، ليحافظ عليه نظيفًا طوال عمله، وحتى العامل، أو الساعى كان يرتدى زى عمل (uniform) هذا بالنسبة للمظهر الشخصى، ناهيك أيضًا عن التعامل بكل احترام بكلمة أستاذ للرجل، وهانم للسيدة أو مدام، مع مواصلة كلمات الاحترام قبل القيام بتأدية الخدمة المطلوبة للمواطن المتردد على الجهة، سواء كانت حكومية أو خاصة، وحتى أقسام الشرطة.

فمن منا ينسى أدوار يوسف وهبى حكمدار العاصمة فى فيلم حياة أو موت، وأنور وجدى ورشدى أباظة فى الأفلام التى قاموا فيها بأدوار رجل الشرطة، وزين العشماوى الملازم فى فيلم الخطايا عندما، حضر إليه عبد الحليم حافظ الفنان العظيم إلى القسم متهمًا بعدم دفع الحساب، فقام بسداد الحساب عنه مقتسمًا معه المرتب الأول له من عمله.

معاملات فى غاية الرقى والاحترام المتبادل بين المواطن ورجل الشرطة، ولا أخفى على حضراتكم أننى تأثرت كثيرًا، وأنا صغير السن بتلك المعاملات الراقية، ويكفى أن دور يوسف وهبى فى حكمدار العاصمة، وأدوار رشدى أباظة، فى أدوار ضابط المباحث بأفلامه الجميلة وأدوار أنور وجدى فى أفلام ريا وسكينة وأربع بنات وضابط، هى التى دفعتنى لأن أكون ضابط شرطة، وكان فى قرارة نفسى أننى لو أصبحت ضابط شرطة ليكن منهجى مشابهًا لأدوار يوسف وهبى وأنور وجدى فى تعاملاتهم كرجال شرطة يعون جيدًا الدور الهام لرجل الشرطة، المهم أذكر تلك الحالات السابقة، لأننا افتقدنا كثيرًا الاحترام المتبادل الذى كان بيننا قديمًا موظفًا ومواطنًا، وهو دور متشابه ومتطابق تمامًا، فالموظف اليوم يكون موظفًا وغدًا يكون مواطنًا، يتعامل مع مواطن آخر هو فى مكان عمله موظفًا عامًّا أو خاصًّا يقدم خدمة، وهكذا تتبدل الأدوار، وكما تدين تدان فإذا تعاملت مع الناس بكل احترام فى موقعك اليوم، فغدًا سيسخر الله لك من يعاملك بكل احترام ويؤدى لك خدمتك للمطلوبة، كما كنت تفعل فى موقع عملك بالضبط.

فيأيها الضابط والقاضى، ويأيها الطبيب، ويأيها المهندس والمحاسب والمحامى والمدرس والموظف والعامل ورجل الشرطة والجيش والطالب بالمدرسة والجامعة، ويا كل مسئول، ويأيها التاجر والبائع ويأيها المواطن الحبيب لا بد وأن نسترجع قيمنا ومبادئنا القديمة والتاريخية، والتى كنا نتميز بها عن دون الشعوب الأخرى فى الفترات القديمة القريبة والتى علمناها للشعوب الأخرى، ثم افتقدناها، يا رب نستعيد هويتنا التى افتقدناها وكنا نتميز بها يومًا ما..

إلى هنا انتهت وقفتنا هذا الأسبوع ندعو الله أن نكون بها من المقبولين، وإلى وقفة أخرى الأسبوع القادم إذا أحيانا الله وأحياكم إن شاء الله.

المصدر: الأسبوع

إقرأ أيضاً:

الشيخ الدكتور عبدالحي يوسف يجيب حول : فقد الممتلكات

الشيخ الدكتور عبدالحي يوسف يجيب حول : فقد الممتلكات
السؤال :
فقد الناس أموالهم وممتلكاتهم بواسطة المليشيا في السودان بعض الناس يعلقون بأن هذا مال حرام والذين لم يفقدوا شيئا يقولون هذا حلال فهل هناك ترابط بين فقد المال وحله وحرمته؟

الجواب :
هذه الأقوال كذب وافتراء؛ فلا يلزم من فقد المال أنه اكتسب من طريق حرام، ولا يلزم من بقائه أنه حلال، ويكفيك أن خير البشر صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضوان الله عليهم فقدوا دورهم وأموالهم بغياً وعدواناً من كفار قريش عليهم؛ كما قال ربنا {الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله} وقال سبحانه {للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم} فتلك كلها ابتلاءات يسلطها الله على من يشاء من عباده تمحيصاً لهم وتكفيراً لخطاياهم ورفعاً لدرجاتهم.

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • الإدارية العليا: تنابذ أو تشاحن العامل مع زملائه جريمة جنائية وإخلالا بكرامة وظيفته
  • وزير الخارجية: الشراكة مع المجر قائمة على أسس قوية من الاحترام المتبادل
  • الخوض في قضايا وهموم الشرطة: السير فوق غابة الأشواك
  • مصر.. سجال اشتعل بين وسيم يوسف وأمير سعودي بعد تدوينة عن البلد
  • أم درمان تشرع فى جمع السيارات لتسليمها أصحابها
  • شرطة سلا تُوقِف شخصين بحوزتهما 3776 قرصًا مهلوسًا
  • الأوقاف تطلق 108 ندوات توعوية بمختلف المحافظات بعنوان ضمن مبادرة صحح مفاهيمك
  • الشيخ الدكتور عبدالحي يوسف يجيب حول : فقد الممتلكات
  • نريدها شرطة في الميدان قبل الديوان!
  • شرطة محلية أمبدة إنتشار واسع وفق خطة تأمينية محكمة