صدى البلد:
2025-03-26@14:32:55 GMT

الأزهر يحيي ذكرى وفاة الشيخ عبد الحليم محمود

تاريخ النشر: 17th, October 2024 GMT

أحيى الأزهر العالمي للفتوى الالكترونية، ذكرى وفاة سيرة الإمام الزاهد فضيلة الدكتور عبدالحليم محمود، الشيخ السادس والأربعين للأزهر الشريف، التي توافق 17 أكتوبر. 

مولده ونشأته 
• ولد فضيلةُ الشيخ عبدالحليم محمود بعزبة أبو أحمد قرية السلام، مركز بلبيس بمحافظة الشرقية في الثاني من جمادى الأولى لعام: 1328هـ، الموافق للثاني عشر من مايو لعام: 1910م، لأسرةٍ كريمةٍ مُحبّةٍ للعلم والأزهر الشريف، ولوالدٍ رأى في ابنه امتدادًا لأملِه ورسالته.

• حفظ الابنُ القرآنَ والتحق بالأزهر الشريف، عام: 1923م، وحصل على الشهادة الثانوية في عام واحد؛ حيث كان النظامُ وقتئذٍ يسمح أن تُختصرَ المرحلة الثانوية في عام واحد، إذا كانت علوم الطالب ومعارفه تتخطى حدودَ المقرّرات في هذه المرحلة. 

12 كلمة تحميك من شر انقلاب الحال وسوء الأقدار.. رددها كل يوم دعاء الخوف من الموت وظلمة القبر..10 كلمات تريح قلبك وتطمنك

مسيرته العلمية والعملية  
•‏ حصل الشيخ على شهادة العالِمية سنة 1351هـ/ 1932م.
•‏ سافر إلى فرنسا على نفقته الخاصة؛ لاستكمال دراساته العليا، حتى حصل على الدكتوراة في الفلسفة الإسلامية عن الحارث المحاسِبي سنة: 1359هـ / 1940م. 
•‏ كان الشيخ مُتبحرًا في كثيرٍ من العلوم والفنون؛ مما أهَّله لتولّي العديد من المناصب بعد أن كان مُدرّسًا لعلمِ النفس بكلية اللغة العربية، منها: 
- تعيينه أستاذًا للفلسفة بكلية أصول الدين سنة:1951م.
- عمادة كلية أصول الدين سنة: 1384هـ / 1964م.
- الأمانة العامة لمجمع البحوث الإسلامية.
- وكالة الأزهر الشريف 1970م.
- وزارة الأوقاف وشئون الأزهر.
- مشيخة الأزهر الشريف 1973م.

من جهوده الدعوية
كان فضيلةُ الإمام عبدالحليم محمود ذا رؤيةٍ إداريةٍ واضحة، وفنِّ قيادة، وقرارٍ إصلاحيّ واعٍ في جميع المواقع التي أدارها، ونلمح ذلك في الآتي:
• اهتم الإمامُ خلال تولّيه وزارةَ الأوقاف بترميم وتجديد المساجد العتيقة والأثرية، كمسجد الصحابيّ الجليل سيدِنا عمرو بن العاص رضي الله عنه، وكلّف الشيخَ محمدَ الغزالي بالخطابة فيه، كما ضم عددًا من المساجد الأهلية إليها.
• استرد الإمامُ أملاك الوزارة وأوقافَها من هيئة الإصلاح الزراعي، وأسند إدارتَها لهيئة الأوقاف التي أنشأها داخل الوزارة.
• قدم فضيلة الإمام عبدالحليم محمود خدماتٍ دعويةً جليلةً أثناء توليه مجمعَ البحوث الإسلامية، أهمها: وضعُ الهيكل التنظيمي والإداري الحديث لمجمع البحوث، وتخصيصُه المقرَّ الحالي للمجمع بمدينة نصر.
• عمل على تطوير مكتبة الأزهر وإمدادِها بالكتب والمؤلفات.
• توسّع في إنشاء المعاهد الأزهرية بمراحلها المختلفة، في أنحاء الجمهورية.

تصانيفه ومؤلفاته  

كان الشيخ صاحبَ علمٍ واسع، ونظرٍ ثاقبٍ، وفكرٍ مستنير، وقلمٍ رشيق.
ولِما عُرف به من علمٍ وزهدٍ وتصوفٍ؛ لُقِّب بغزاليِّ القرنِ العشرين.
ومن أهم كتب الشيخ كتابٌ بيّن فيه منهجَه سمَّاه: «التوحيد الخالص»، أو «الإسلام والعقل» وقال عنه: (...وما فرحتُ بظهور كتابٍ من كتبي مثل فرحي يوم ظهر هذا الكتاب، لأنه من خلاصة تجربتي في حياتي الفكرية).
كما أثرى المكتبةَ الإسلاميةَ بعديدٍ من الكتب والمؤلفات في مجالات متعددة ربت على الستين مؤلفًا، منها ما كتب بالعربية، ومنها ما كتب بالفرنسية، مِن أهمها: 
• موقف الإسلام من الفن والعلم والفلسفة.
• التفكير الفلسفي في الإسلام.
• منهج الإصلاح الإسلامي في المجتمع.
• أستاذ السائرين الحارث المحاسبي.
• الإمام الربانيّ الزاهد عبد الله بن المبارك.
• أوروبا والإسلام.
• فتاوى الإمام عبد الحليم محمود.
كما حقّق العديدَ من أمهات الكتب، مثل:
• لطائف المنن لابن عطاء الله السكندري.
• اللمع لأبي نصر السراج الطوسي.
• المنقذ من الضلال لحجة الإسلام الغزالي.
وترجم العديدَ من كتب الفلسفة اليونانية والأخلاق من الفرنسية إلى العربية، مثل:
• الفلسفة اليونانية أصولُها وتطورها لألبير ريفو.
• الأخلاق في الفلسفة الحديثة لأندريه كريسون.

 الشيخ وقضايا الأمة 

من يتأملْ سيرةَ الشيخ رحمه الله يظهرْ له جليًّا عظيمُ بذلِه في خدمة الدعوة إلى الله في مصر وخارجها، وبيانُه الإسلامَ وأحكامَه وتعاليمَه في صورته السمحة الحكيمة خلال زيارته لدول العالم شرقا وغربا.

ومتابعتُه لكل ما يدور على ساحة عصره من قضايا تخصّ المسلمين في كل مكان، وإعلانُه المواقفَ الواضحةَ حيالها، بما يدعم استقرارَهم وسلامهم وإنصافَهم وحريتهم.

ولا يخفى دوره العظيم في فترة انتصار حرب أكتوبر المجيد وما بذله هو وزملاؤه من العلماء والدعاة في وعظ جنود النصر على الجبهة بإلقاء الدروس والخطب بما يرفع همتهم وروحهم المعنوية، إضافة إلى توحيد الجبهة الداخلية، وصف الشعب خلف قواته المسلحة في هذا الظرف الوطني الفارق.

وفاته 
بعد حياة زاخرةٍ بالعطاء والإصلاح في كل ميدان، وخدمةِ قضايا الإسلام في كل مجال؛ ختم الشيخُ حياتَه بزيارةٍ للأراضي المقدسة.

وفي صبيحة يوم الثلاثاء الموافق 15 ذو القعدة 1397 هـ / 17 أكتوبر 1977م، عقب عمليةٍ جراحيةٍ أجراها؛ فاضت روح الشيخ إلى بارئها.

ولا يسعنا في ختام هذه البطاقة إلا أن نقول: إنه لمن الصعب أن نُوفِّيَ الشيخَ حقّه، أو نحصيَ فضائلَه ومآثره، أو نذكرَ كلَّ مواقفه التي ينبغي أن نقتديَ بها ونتمثلَ، وحسبُنا أنّا أردنا إلقاءَ الضوء على مسيرته العلمية والإصلاحية والفكرية المؤثرة المُلهمة؛ حتى يقتفيَ الناسُ أثرَ الهُداة المُصلحين.

ويمكنُ لمن أراد الاستزادةَ عن حياة الشيخ، وخلاصة أفكاره، وتجاربه، ومنهجه الإصلاحي؛ أن يرجعَ إلى كتابه الرائع: «الحمد لله هذه حياتي».

رحمَ الله الشيخ، وأحسن إليه، وجزاه عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: وفاة الشيخ عبد الحليم محمود ذكرى وفاة الشيخ عبد الحليم محمود الشيخ عبد الحليم محمود عبدالحلیم محمود الأزهر الشریف

إقرأ أيضاً:

هل يحق لنا إطلاق أي اسم آخر على الله عز وجل؟.. شيخ الأزهر يجيب

أجاب فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، على سؤال: هل يحق لنا إطلاق أي اسم آخر على الله عزوجل غير الأسماء المذكورة في أسماء الله الحسنى.

شيخ الأزهر: الله لا يقبل الدعاء إذا كان لغرض فاسد أو بشيء مستحيلشيخ الأزهر يُحذَّر من التفسير الماديِّ للقُرب الإلهي

وأضاف شيخ الأزهر في برنامجه الرمضاني اليوم "الإمام الطيب"،  أن الإمام ابن حزم من علماء الظاهرية فهو الذي قال بحصر الأسماء في التسعة والتسعين، ولكن جمهور العلماء يقولون بأن هذا الفهم غير صحيح فالحديث لا يحصر أسماء الله الحسنى في التسعة والتسعين فقط.

وتابع: ندعو الله بالأسماء الحسنى بما يناسب الاسم لا بما يضاد معنى الاسم، فنقول: يا رزاق ارزقني يا معين أعني، فتكون هناك مناسبة بين الدعاء وبين معنى الاسم.

وأشار إلى أن  أسماء الله الحسنى مطلوبة من المسلم والمؤمن أن يستعملها في الدعاء ويعتمد عليها اعتمادا كليا.

وأوضح، أن الدليل على ذلك ما ورد في القرآن الكريم في قوله تعالى (وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ فَادْعُوهُ بِهَا) وقوله تعالى (قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَٰنَ ۖ أَيًّا مَّا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ) وحديث النبي (إن لله تسعة وتسعين اسما).

وأشار إلى أن هذه الأدلة تسمى الدليل النقلي أي النص المنقول من الكتب المقدسة، وهناك أيضا الدليل العقلي وهذا هو الفرق بين الكتب السماوية السابقة وبين القرآن، فالقرآن مفتوح لكل الناس فلابد أن يخاطب المؤمن وغير المؤمن بالرغم من عدم إيمان غير المؤمن بالقرآن، فهنا يأتي دور الدليل العقلي لأنه قد ينكر إيمانه بالقرآن، ولكنه لا ينكر وجود عقل له.

وأوضح أن الدليل العقلي أنه لولا أسماء الله الحسنى لما استطعنا أن نعرف الله، فهذه أسماء الله الحسنى هي النوافذ لمعرفة الله، ولولاها لكثرة التصورات عن الله تعالى.

وتابع: معنى كلمة أحصاها في حديث النبي (إن لله تسعة وتسعين اسما من أحصاها دخل الجنة) قد ورد فيها كلام كثير، ولا داعي لأن نربك المشاهد معنا في هذه التفاصيل وإنما نقول بأن من أحصاها يعني من وعاها وعرفها لأن كثيرون قالوا من أحصاها يعني من حفظها، ولكن لم يثبت أن النبي كان يأمر بحفظها، لأن كلمة أحصاها ترد بأكثر من معنى، والذي يلزمنا هو الوعي بها وبمعانيها.

مقالات مشابهة

  • السيسي: الأزهر الشريف سيظل منارة علم وإرشاد تنير دروب الأمة الإسلامية
  • الرئيس السيسي: الأزهر الشريف «منارة» تنير دروب الأمة الإسلامية في شتى بقاع الأرض
  • هل يحق لنا إطلاق أي اسم آخر على الله عز وجل؟.. شيخ الأزهر يجيب
  • الأزهر الشريف: الأطباء نصحوا الإمام الأكبر بالراحة لمدة 3 أيام
  • باحثة بالجامع الأزهر: الزكاة طهارة للمُزكِّي ومالِه وليست مجرد فرضا
  • درس التراويح بالجامع الأزهر: الصدقة في الإسلام باب من أبواب البر
  • إحياء ذكرى استشهاد الإمام علي ويوم الفرقان في الحيمة الداخلية بصنعاء
  • مديريات المحويت تُحيي ذكرى استشهاد الإمام علي عليه السلام
  • زكاة الفطر في الإسلام.. لماذا شُرِعت وعلى من تجب ووقت إخراجها؟
  • عدد من مديريات المحويت تحيي ذكرى استشهاد الإمام علي