الجزيرة:
2024-10-17@12:30:06 GMT

وسط الإبادة والمجازر.. رسائل صمود وألم من شمال غزة

تاريخ النشر: 17th, October 2024 GMT

وسط الإبادة والمجازر.. رسائل صمود وألم من شمال غزة

"صمودنا في غزة وشمالها ليس قوة منا بل هو من الله وحده، لا مقومات للصمود والثبات فيها من الجانب المادي ولا حتي المعنوي والنفسي"، بهذه الكلمات عبر الصحفي أَحمد الزيتونة عن معاناة عشرات الآلاف من الفلسطينيين المحاصرين وسط آلة القتل الإسرائيلية في شمال غزة.

ويضيف الزيتونة قائلا "هو المعلبات وشوية الحاجات الأخرى صمود؟! الناس هنا في حالة كرب ومجاعة ودمار نفسي ومعنوي لابعد الحدود ولكن الحمد لله … لا أريد من أحد أن يحدثنا عن الصمود والثبات تفضل عيش بيننا وقل ما تشاء".

ورغم الحصار الإسرائيلي وانقطاع الإنترنت في ظل الحملة العسكرية الإسرائيلية على شمال القطاع، والمجازر المتواصلة منذ 14 يوم والتي أدت لاستشهاد نحو 400 فلسطيني، إلا أن عددا من الفلسطينيين نشروا رسائل ممزوجة بالألم والصمود عبروا فيها عن جزء صغير مما يعانيه أهالي الشمال.

ويزداد الوضع سوءا كل دقيقة، حيث تستهدف قوات الاحتلال الإسرائيلي كل جسم متحرك وتمنع دخول إمدادات المياه والطعام والدواء إلى محافظة الشمال، وسط قصف مدفعي وجوي مكثف.

ومن أبرز هذه الرسالة فيديو نشرته وسائل إعلام فلسطينية لجريح بعد انتشاله من تحت أنقاض منزله، وهو يقول بصوت خافت من شدة الألم "فدا غزة .. فدا المقاومة .. الروح بترخص فدا فلسطين".

View this post on Instagram

A post shared by Mohamed Shahin (@hamoda_shahen)

كسرة الخبز

أما الصحفي محمود العامودي فكتب على فيسبوك "كنت أظن أن كسرة الخبز اليابسة هي فقط للروايات والكتابات، وأنها تعبير مجازي عن الفقر والجوع، لكني عشتها حرفيا في هذه الأيام وأكلت كسرت الخبز اليابسة وأطفالي، والحمد لله رب العالمين".

وفي فيديو على يوتيوب، وجه العامودي رسالة لسكان الشمال قال فيها "إياك تيأس وتسيئ الظن بالله عز وجل، ولا تقول إن الناس متوحدين للقضاء علينا يكفينا أننا بجانب الله".

ويضيف "من وسط الدمار ومن وسط الموت وفي أصعاب أوقات حياتنا سنظل نحسن الظن بالله ونثق به".

أما الداعية الفلسطيني جهاد حلس فكتب قائلا "والله لو رأيتم قهر الناس في غزة لما صدقتم أن بشراً يستطيع أن يتحمل كل هذه الأهوال ويبقى على قيد الحياة ولا يموت !! والله لو كان صخراً لتفجر، ولو كان بحراً لتبخر، ولو كان جبلاً لتصدع، ولو كان حديداً لذاب !!".

ويضيف "اخجلوا من سطحية همومكم أمام ما رأينا من عظيم البلاء، ولا تعتادوا المشهد فالله يرى ويشهد".

افتخر بأبي وأمي

أما الناشط محمد النجار من سكان جباليا، فاختار أن يرسل رسالته عبر تويتر لوالديه قائلا "عام من الصمود والثبات في جباليا، أفخر بأمي وأبي وأهلي الذين لم يتزحزحوا من مخيم جباليا، ولسان حالهم: نفضل الجوع على الركوع، ولن نهجر مرتين، ولن يكون في ملك الله إلا ما كتب".

وفي تدوينه أخرى على تويتر كتب النجار "ما يجري في جباليا تجاوز فكرة خطة الجنرالات، ولا يتوافق معها، العدو يريد تدمير جباليا بما يجعلها غير قابلة للحياة".

ويضيف أن ثبات السكان في جباليا ينهي أحلام جيش الاحتلال بتفريغها من أهلها، فضلا عن الهزيمة المعنوية لقادة الجيش أمام صمود سكان عزّل إلا من الإرادة، لكننا سنكون أمام جباليا مهشمة محطمة.

وتعني خطة الجنرالات فصل شمال قطاع غزة عن جنوبه وحصار وتجويع الناس لدفعهم إلى الاختيار بين الموت والاستسلام.

رسالة ألم

ولم تخلو الكثير من رسائل المحاصرين من نبرة الألم والشعور بالخزلان، كما جاء في رسالة الصحفي كرم حسّان، التي قال فيها "ليشهد العالم بعد الله بأننا جائعين، بردانين أمام عالم صامت متخاذل أغلبه يعلم مصابنا ووجعنا ولا يهتم لأمرنا، لا عفى الله ولا سامح كل من كان بإمكانه الوقوف بجانبنا وامتنع".

بدوره، كتب الصحفي أَحمد وائل حمدان معبرا عن معاناة عشرات الآلاف من الفلسطينيين المحاصرين في شمال غزة قائلا "لا يغرنكم مظهرنا الخارجي، إن أرواحنا قد شابت وظهورنا قد قُصمت وأجسادنا قد ذبلت من هذه الحـرب، وليس لنا إلا الله".

ويضيف "حتى وإن لم تجدوا ما تقدموه لنا قفوا وشاركونا الحُزن والبكاء، مُدُونا بالدموع فإن محيطات مآقينا قد جفَّت".

بدورها تقول الصحفية جنات نوفل "نحن سكان جباليا في شمال غزة نحسد سكان هيروشيما على طريقة موتهم الرحيمة جدا فنحن نموت قهرا وذلا وجوعا ورعبا منذ سنة وأكثر وهذا هو الموت البطيء".

بينما يختم مراسل الجزيرة مباشر في شمال غزة حسام شبات برسالة يقول فيها "ما نعيشه من ألم وصعوبات لا يمكن للعقل أن يتخيله حصار، وقتل، وجوع، وتشريد، وقصف".

الخوف والقلق يحوطانا من جميع الجهات، فلا أمن ولا أمان لأحد، الكل في خطـر مستمر الدماء والجُثث تملأ الشوارع والأزقة والمستشفيات، فالاحتلال يسعى لتدميرنا ومحو وجودنا.

وبدعم أميركي خلفت الإبادة الإسرائيلية المتواصلة في غزة أكثر من 141 ألف شهيد وجريح فلسطيني وآلاف المفقودين، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين.

وتواصل تل أبيب مجازرها متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بإنهائها فورا وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع الإبادة الجماعية، وتحسين الوضع الإنساني المزري في غزة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الجامعات فی شمال غزة فی غزة

إقرأ أيضاً:

قتل وتجويع.. 11 يوما من الإبادة بشمال قطاع غزة

منذ 11 يوما، يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي حملة الإبادة والتجويع بحق الفلسطينيين شمال قطاع غزة، ويكثف الغارات وإطلاق النار وتدمير وحرق المنازل، مع حصار مطبق يمنع خلاله دخول الغذاء والمياه والوقود والدواء إلى المنطقة.

وأفادت مصادر طبية بأن 11 فلسطينيا، بينهم أطفال، قتلوا جراء قصف طائرة إسرائيلية منزلا لعائلة السيد في منطقة الفالوجا بمخيم جباليا شمال قطاع غزة.

وأضافت المصادر أن بعض الجثامين وصلت إلى مستشفى كمال عدوان عبارة عن أشلاء.

وأشارت إلى أن القوات الإسرائيلية منعت الطواقم الطبية والدفاع المدني لعدة ساعات من الوصول إلى المنزل المستهدف، وأن أغلب الجثامين نقلها مدنيون.

ومنذ الليلة الماضية وحتى صباح الثلاثاء، شن الجيش الإسرائيلي سلسلة غارات جوية وقصفا مدفعيا عنيفا على محيط مفترق الاتصالات ومربع أبو شريعة ومنطقة الشهداء الستة بمخيم جباليا.

وأضاف الشهود أن النيران اندلعت بعد قصف المقاتلات الإسرائيلية منزلا لعائلة الشريف في منطقة الفالوجا غرب جباليا.

وأشاروا إلى أن الجيش حاصر عدة عائلات في المكان، ومنع طواقم الإسعاف والدفاع المدني من الوصول لإنقاذ المواطنين وإجلاء الضحايا.

نداءات استغاثة

وأطلق عدد من الجرحى وعائلات محاصرة تحت الأنقاض بعد قصف منازلهم في منطقة الفالوجا، نداءات استغاثة، لكن الآليات الإسرائيلية تمنع فرق الإنقاذ من الاقتراب وتطلق النار باتجاه كل ما يتحرك في المكان.

ولم يكتفِ جيش الاحتلال بذلك بل واصل عمليات نسف المباني السكنية والمنازل في المناطق الشرقية لبلدة جباليا، إضافة إلى إحراق عدة منازل سكنية مع ساكنيها داخلها.

وبحسب تصريحات مصدر أمني لوكالة الأناضول، فإن الجيش الإسرائيلي فجّر روبوتات تحمل براميل متفجرة بعدة مناطق سكنية بمخيم جباليا ما أحدث دمارًا واسعًا وخسائر بشرية.

وأضاف المصدر أن جيش الاحتلال يحاول إبادة وإحراق وتدمير مخيم جباليا بشكل غير مسبوق من خلال وضع براميل متفجرة في مناطق مأهولة خلال ساعات الليل سواء عبر إلقائها من الطائرات أو عبر آليات مسيّرة وتفجيرها عن بُعد في الصباح.

وقد جرى استخدام هذا السلاح لأول مرة خلال اجتياح مخيم جباليا السابق في مايو/أيار الماضي، حينما اكتشف الفلسطينيون دخول ناقلة جند بين المنازل السكنية، واعتقد مقاتلون أنها مأهولة فاستهدفوها ما أحدث انفجارا هائلا في المنطقة، ليتبين لاحقا أنها روبوت يحمل براميل نارية متفجرة.

تطهير عرقي

من جهته، قال مدير عام المكتب الإعلامي الحكومي بقطاع غزة، إسماعيل الثوابتة، إن الجيش الإسرائيلي يستخدم روبوتات متفجرة وبراميل مفخخة في إطار التطهير العرقي شمال قطاع غزة.

ومع تجدد المجاعة شمال غزة، كثفت الطائرات المسيّرة الإسرائيلية إطلاق النار تجاه المواطنين أثناء محاولتهم التحرك بحثًا عن طعام وشراب تحت الحصار المشدد على المخيم.

ويواصل الجيش الإسرائيلي منذ 11 يوما منع إدخال الطعام والشراب والوقود إلى المنطقة المحاصرة.

وذكر الشهود أن المياه نفدت بشكل كامل لدى المواطنين شمال القطاع، وأنهم يستخدمون منذ أيام مياها ملوثة غير صالحة للشرب.

وفي 6 أكتوبر/تشرين الأول الجاري أعلن الجيش الإسرائيلي بدء اجتياح شمال القطاع؛ بذريعة منع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) من استعادة قوتها في المنطقة، بينما يقول الفلسطينيون إن إسرائيل ترغب في احتلال المنطقة وتهجير سكانها.

وخلّفت حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية المتواصلة في غزة منذ 7 أكتوبر 2023، بدعم أميركي كبير، أكثر من 140 ألف شهيد وجريح فلسطيني، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين.

وتواصل تل أبيب مجازرها متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بإنهائها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية وتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.

مقالات مشابهة

  • 200 ألف في جباليا بلا طعام وقصف متواصل وجثث تحت الأنقاض
  • "الصحة العالمية" تطلب من "إسرائيل" تسهيل دخولها إلى شمال غزة
  • جباليا لن تسقط
  • أسامة حمدان: ما يحدث في شمال قطاع غزة إبادة جماعية
  • شهيدان ومصابون في قصف للاحتلال على مدينة غزة ومخيم جباليا
  • حمدان: خطة الجنرالات تتويج لعام من الإبادة في غزة
  • شمال سوريا.. أبعاد رسائل إنذار روسية
  • قتل وتجويع.. 11 يوما من الإبادة بشمال قطاع غزة
  • الاحتلال يصعّد حرب الإبادة الجماعية ضد 400 ألف فلسطيني شمال غزة