في كل عام يأتي أغسطس إلى بيتنا حاملا معه طقوسا احتفالية أسرية، لأنه يجمع بين عيدين، فاليوم السابع منه عيد زواج، وفي اليوم الثامن عيد ميلاد بابايا، وكان من المقرر أن نحتفل هذا العام بالعيد التاسع والخمسين لزواج (ماماتي وبابايا)، لكن أبت الدنيا إلا أن تنتزع منا سعادتنا، فرحلت ماما في يناير 2023، وانتهى عصر الاحتفال.
قد يكون الاحتفال مناسبة خاصة جدا، لكنها تحمل دلالات عامة من الزمن الجميل، فهذا زواج استمر سنوات طويلة بالحب، والعشرة الطيبة، والاحترام المتبادل، والوفاء بالعهود والوعود، وتقدير ظروف الآخر واحترام حقوقه وخصوصياته، وتحمل الصعاب، والمشاركة بالسراء والضراء، وإعلاء مصلحة الأسرة وإيثارها دائما، والحفاظ على أسرارها، والشعور بالمسئولية وفعل كل ما ينبغي من واجبات، والتضحية بالوقت والجهد والمال وكل نفيس للحفاظ على استقرار الأسرة وسعادتها، وبذل الجهد والسعي الدؤوب من أجل حياة أفضل لأفرادها، وتنشئة الأبناء على الدين والأخلاق والمبادئ والمثل العليا، وجميعها أسس وقواعد نشأت عليها هذه الأسرة، كما عاشت ملايين الأسر المصرية التي آمنت بهذه المعاني الإنسانية، فتمسكت بها ونجحت بفضلها في تأسيس حياة سعيدة مستقرة.
إنها أجيال آمنت بقيمة الأسرة، وأدركت أنها إن صلحت صلح المجتمع بأكمله، فالأسرة هي حضن الأمان، داخله يشعر الإنسان بالطمأنينة والسعادة الحقيقية، هي منبع قوة الفرد، وحائط الصد ضد أي شر، والدرع والحصن والحماية ضد كل شقاء الدنيا، الأسرة تصنع وتشكل أفرادا قادرين على الصمود والتحدي والنجاح، باختصار هي حب لا نهائي، وبلا شروط، ولعل افتقاد الأجيال الجديدة لهذه الأسس هو العامل الرئيسي في وصول معدلات الخلع والطلاق وجرائم الخيانة الزوجية وعقوق الوالدين إلى أرقام مخيفة تنذر بانهيار المجتمع بسبب الخلل في منظومة القيم والمعايير ورفض اتباع نهج الأهل بحجة اختلاف الزمن!!
لم تتوان ماما عن بذل الجهد في سبيل أسرتنا الصغيرة، وكانت حتى آخر لحظاتها في دنيانا الفانية تتابع كل تفاصيل حياتنا، وتهتم بشئوننا، وتوجهنا إلى ما يجب فعله، وتدعو لنا.
ماما حبيبتي، كلماتك وتوجيهاتك ونصائحك كانت وستظل نبراسا لنا في مسيرتنا، ودعواتك ستبقى درع حمايتنا من كل سوء، حتى نلتقي في الجنة بإذن الله لكِ منا قبلات ودعوات لا تنضب أبدا.
المصدر: الأسبوع
إقرأ أيضاً:
بدء تصوير تتمة “آلام المسيح” في أغسطس 2025.. االأبعاد الروحية وراء الأحداث الأرضية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
بعد أكثر من عقدين من إصدار فيلم “آلام المسيح”، يتهيأ المخرج ميل غيبسون لإعادة الجمهور إلى قصة يسوع من خلال تتمة الفيلم المنتظرة “قيامة المسيح”، وفقاً لما أوردته وسائل الإعلام الإنجليزية من “زينيت”.
من المقرر أن يبدأ تصوير الفيلم في أغسطس 2025، مع عودة جيم كافييزيل في دور يسوع. وأكدت مانويلا كاشياماني، الرئيسة التنفيذية لاستوديوهات “شينيسيتا” Cinecittà في روما، في مقابلة مع “Il Sole 24 Ore” الإيطالية، أن التصوير سيُجرى بالكامل في الاستوديو الإيطالي الشهير، مشيرة إلى أن الإنتاج الذي ستتولاه شركة “Icon Productions” سيحتاج إلى استوديوهات صوتية متعددة وإنشاءات ديكور ضخمة.
بينما سيشكل استوديو “شينيسيتا” الموقع الرئيسي للتصوير، ستتم تصوير مشاهد إضافية في مواقع تاريخية مختلفة في جنوب إيطاليا، مثل مدينة ماتيرا، المشهورة بهندستها المعمارية المنحوتة في الصخور، بالإضافة إلى جينوسا وغرافينا ولاتيرزا وألتامورا.
ومن المتوقع أن تساعد هذه المواقع في استحضار مشاهد يهودا في القرن الأول، تماماً كما في الفيلم الأول الذي تم تصويره عام 2004.
وفي سياق متصل، يعود إلى جانب كافييزيل كل من مايا مورغنسترن التي لعبت دور مريم، وفرانشيسكو دي فيتو الذي جسد شخصية القديس بطرس، وفقاً لموقع “IMDB”. وقد ألمح ميل غيبسون إلى ضخامة رؤيته للجزء الثاني، واصفاً إياه بأنه “طموح للغاية”.
وفي أحدث ظهور له في بودكاست “The Joe Rogan Experience”، كشف غيبسون الحائز على جائزة أوسكار عن تفاصيل جديدة حول المشروع، مؤكداً أن القصة ستتجاوز قيامة يسوع، وقال: “سيتعلق الأمر بسقوط الملائكة ووفاة آخر الرسل”، مشيراً إلى أن الفيلم سيستكشف الأبعاد الروحية الكامنة وراء الأحداث الأرضية.
لتسليط الضوء على هذه القصة الموسعة، سيغوص الفيلم في عوالم اللاهوت المسيحي غير المرئية، حيث أشار غيبسون إلى ضرورة استكشاف مفاهيم مثل الجحيم وشيول، في إشارة إلى المفهوم الكتابي للعالم السفلي. كما أقر غيبسون بأن أحد أكبر التحديات التي يواجهها هو تصوير هذه العناصر الخارقة للطبيعة بطريقة واقعية بعيداً عن المبالغة في الأسلوب أو التمثيل، قائلاً: “الأمر يتعلق بإيجاد طريقة غير مبتذلة تجعل الناس يشعرون بشيء قوي من خلال التصوير”.
لقد أمضى غيبسون سنوات طويلة في تطوير فيلم “قيامة المسيح”، ويعترف بأن العمل على تجسيد هذه الرواية المعقدة ليس سهلاً. وأضاف: “لقد فكرت في هذا الموضوع لفترة طويلة، ولن يكون الأمر سهلاً ويتطلب الكثير من التخطيط. لا أستطيع أن أقول إنني متأكد من قدرتي على إنجازه، لكنني سأحاول لأنه ما يجب فعله”.
مع اقتراب موعد التصوير، تزداد التوقعات تجاه ما يعد أن يكون أحد أكثر الأفلام الدينية طموحاً من الناحية البصرية والموضوعية. إذا كان فيلم “آلام المسيح” قد شكل ظاهرة سينمائية، فإن تتمته قد تعيد تعريف طريقة تقديم القصص التوراتية على الشاشة.