ليبيا – تناول تقرير ميداني نشرته شبكة الأخبار والاتصالات الدولية “أكسس واير” المتخذة من الولايات المتحدة مقرًا لها قصة النجاح المميزة لليبي سامي بوقعيقيص.

التقرير الذي تابعته وترجمته صحيفة المرصد أوضح أن بوقعيقيص المولود المترعرع في ليبيا تمكن من تجاوز أزمته الخاصة وتحويلها لواقع ناجح بع أن تعرض لتدمير أعماله في مجال الأثاث في العام 2014 بسبب الصراعات المستعرة في بلاده في حينها.

وبين التقرير إن بوقعيقيص خسر جميع أصوله ومخزون أعماله باستثناء قارب صيد ترفيهي خاص به نجا لرسوه في ولاية فلوريدا بالولايات المتحدة ليبدأ البداية الجديدة بإطلاق شركة “كونا تونة” رسميًا في العام 2018 ولتتمكن في غضون عام واحد من تأمين حصة سوقية كبيرة في البلاد.

وأضاف التقرير إن بوقعيقيص بنى عملًا تجاريًا عالمي النطاق يحمل قيمته الأساسية المتمثلة في الحفاظ على النظام البيئي البحري الثمين، مشيرًا إلى تحوله إلى عاشق للبحر في ليبيا ذات الساحل الممتد على مدى ألفي كيلومتر بـ300 يوم مشمس في السنة ما جعله يحولها إلى سوق أولى لمنتجات شركة “كونا تونة”.

ووفقًا للتقرير تبيع الشركة أسماكها المعلبة في جزر المالديف وتايلاند وفي ليبيا فالأخيرة هي أكبر مستهلك للتونة على صعيد الفرد الواحد في العالم، مشيرًا لتحول “كونا تونة” إلى علامة تجارية لصيد الأسماك باستخدام سلسلة توريد عالمية خاصة بها لجلب هذا النوع من السمك إلى البلاد.

وبحسب التقرير يتم اصطياد التونة الوثابة وذات الزعنفة الصفراء باستخدام الصنارة والخيط التقليديين في جزر المالديف ومن ثم يأتي دور الحصول بعناية على زيت الزيتون الإسباني لغرض تعليب يتم في المقام الأول في تايلاند باستخدام تصميمات علب فريدة ابتكرها فنانون ليبيون.

وتطرق التقرير لمعاناة صناعة التونة عالميًا البالغة قيمتها 40 مليار دولار من عدد لا يحصى من قضايا الاستدامة وخاصة الصيد الجائر فسفن الصيد التجارية الضخمة تستخدم شبكات تستنزف مناطق من المحيط من الأسماك الكافية للحفاظ على صحة السكان.

وتابع التقرير إن من بين الأشكال الأخرى لهذه المعاناة الصيد العرضي إذ يتم اصطياد السلاحف البحرية والدلافين وغيرها من الكائنات البحرية في شبكات الصيد وإلقاؤها في البحر لتموت ما حفز الشركة على مواجهة هذه القضايا بتبني نهج سلسلة التوريد العالمية الفريد من نوعه.

وأشار التقرير إلى أن هذا النهج تمثل في الاهتمام بمجتمع الصيادين في جزيرة “ماليه” الرئيسية في جزر المالديف مؤكدا التمكن من إنتاج أكثر من 6 آلاف طن متري شهريا من صناعة صيد الأسماك في ذلك البلد الغني بالتونة وعدم الاعتماد على التكنولوجيا رغم كونها مفتاحًا لنجاح العديد من الشركات.

وأضاف التقرير إن “كونا تونة” تفعل عكس ما تقوم به هذه الشركات عبر إنقاذها القيم التقليدية وتوفير فرص العمل الجالبة للرخاء الاقتصادي والموفرة لفرص عودة الناس إلى ديارهم وعائلاتهم في كل يوم بدلا من قضاء أشهر في البحر على متن قارب التونة.

وتابع التقرير إن صيد الأسماك بالصنارة والخيط لا يمثل منذ قرون ليس الطريقة الأرخص أو الأكثر كفاءة لكنه الأفضل للحفاظ على الحياة البحرية فمن خلال تقليل وقت المناولة من لحظة الاصطياد حتى التحضير والتعليب تضمن “كونا تونة” المذاق الطازج لمنتجها.

وبين التقرير إن المنتوجات تُعلب في عبوات ملونة من صنع فنانين محليين ناشئين ما يشكل مثالا آخرًا على دعم الشركة للاقتصاد المحلي ناقلا عن بوقعيقيص قوله:”كونا تونة ليست مجرد شركة بل حركة إذ نعمل باستمرار على خلق فرص أفضل ومحيط أكثر صحة ومستقبل أكثر نجاحا للجميع”.

وقال بوقعيقيص:”وقد انتقلنا من الهواية إلى عمل تجاري ناجح الآن بمجرد اتباع شغفنا بالبحر ليتجاوز هذا الشغف الثقافة وقد نما عدد موظفينا الآن لـ67 بينهم 28 صيادًا في جزر المالديف يعملون جميعًا بذات الروح والقيم لنساعد المجتمعات المحلية ونحافظ على هذه الأساليب التقليدية”.

وأضاف بوقعيقيص قائلًا:” لقد باتت هذه الأساليب التقليدية تتآكل بسرعة بسبب أساطيل الصيد التجارية الكبيرة ونعمل على تقليل النفايات وخفض التأثير البيئي الإجمالي ولقد بدأنا في بلدي ليبيا ولكنا نتطلع أيضًا إلى التوسع في خارج منطقة شمال إفريقيا”.

وقال بوقعيقيص:”لقد اعتبرت خسارتي لعملي السابق بمثابة إشارة للبدء من جديد والقيام بشيء أحبه ويحدث فرقًا فبعت القارب وبدأت عملًا جديدًا من الصفر ولقد رأيت فرصة لإحضار أشهى أنواع التونة التي يتم اصطيادها بشكل مستدام إلى بلدي فهو منتج لا مثيل له في تلك السوق”.

وأضاف بوقعيقيص بالقول:”تلتزم شركتنا بالحفاظ على المحيطات والحياة البحرية بوضع جيد قدر الإمكان لتجسد كونا تونة قيمنا البيئية الأساسية وأنه لأمر مفرح للغاية أن نجد النجاح مع مجتمع جزر المالديف المحلي فاليوم نحن الشركة الوحيدة التي تبيع منتجا في ليبيا يستخدم الصيد بالصنارة والخيط”.

وتابع بوقعيقيص قائلًا:” إن سمك التونة المعلب لدينا عالي الجودة ويباع بسعر تنافسي وتنمو الشركة بسرعة كبيرة وفي الأسواق الحدودية حيث يتم بيع كونا تونة أركز على المساعدة في نشر الوعي بالاستدامة حيث يصعب الحصول على المعلومات ولقد قمنا بتثقيف الأطفال الليبيين”.

واختتم بوقعيقيص بقوله:”نثقفهم باستخدام دورات ومواد حول المحيطات والشواطئ لتتمكن الأجيال القادمة من المساعدة بحماية النظام البيئي البحري الثمين في البلاد”.

ترجمة المرصد – خاص

 

المصدر: صحيفة المرصد الليبية

كلمات دلالية: فی جزر المالدیف التقریر إن فی لیبیا

إقرأ أيضاً:

غزة وسوريا محور التقرير السنوي لمركز الجزيرة للدراسات

أصدر مركز الجزيرة للدراسات يوم الأحد 16 فبراير/شباط الجاري تقريره السنوي لعام 2024-2025، والذي حمل عنوان "مراجعة الاستراتيجية المتصارعة في ضوء الحرب على غزة والتغيير في سوريا"، وتضمن عددا من التقارير التي أعدها باحثو المركز.

وكتب في التقرير الباحث شفيق شقير عن المقاومة الفلسطينية وإستراتيجية إسرائيل للقضاء عليها، كما تناول خروج حزب الله من تداعيات الحرب، فيما تناولت الدكتورة فاطمة الصمادي أولويات إيران و"محور المقاومة"، بينما كتب الباحث محمد عبد العاطي عن دعم أنصار الله لغزة وانخراطهم في حربها، وتطرق الدكتور لقاء مكي للعراق ومواجهته تداعيات الحرب على غزة وتغيير النظام في سوريا، في حين كتب الباحث الحواس تقية عن سوريا الجديدة بعد تغير النظام فيها وعن إستراتيجية الولايات المتحدة في الشرق الأوسط.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2أبعاد الصراع في السودانExternal Linkسيتم فتح هذه المقالة في علامة تبويب جديدةlist 2 of 2أبعاد الصراع في السودانExternal Linkسيتم فتح هذه المقالة في علامة تبويب جديدةend of list المقاومة الفلسطينية وإستراتيجية إسرائيل

وافتتح التقرير السنوي للمركز بمقال عن "المقاومة الفلسطينية: العودة إلى إستراتيجية الصمود"، ناقش فيه الباحث شفيق شقير سياق عملية طوفان الأقصى وأهدافها القريبة والبعيدة وما بعد وقف إطلاق النار، وذهب إلى أنها جاءت في ظرف صعب باتت معه غزة والمقاومة أمام تهديد وشيك، خاصة مع اتفاقيات أبرهام وانشغال عدد من الدول العربية بأوضاعها الداخلية، ثم توسعت أهدافها لتلمس أبعادا استراتيجية متمثلة في "إعادة الحياة إلى العمل المقاوم المنظم".

إعلان

وناقش شقير في مقال آخر "إستراتيجية إسرائيل: القضاء على المقاومة وإعادة تشكيل النظام الإقليمي"، متسائلا عن مدى تحقيق تل أبيب أهدافها من الحرب في ضوء الاتفاق الذي فاوضت فيه حماسا وأقرت فيه باستعادة الأسرى عبر عملية تبادل، بدل استعادتهم بالقوة، وهو ما كانت أعلنته سابقا.

ورأى الباحث أن توسع الحرب من قطاع غزة وتعدد جبهاتها مثلت ساحة اختبار لإستراتيجية إسرائيل في إخضاع أعدائها الخارجيين، الذين شارك جزء منهم في "حرب إسناد" ضمن محور تقوده إيران، مما جعل من قدرة إسرائيل محدودة على إحداث تغيير عميق في المنطقة.

وفي مقال ثالث للباحث نفسه بعنوان "حزب الله: الخروج من تداعيات الحرب والتكيف مع التحولات الداخلية والخارجية"، ناقش إستراتيجيات الحزب في المواجهة مع إسرائيل والخروج منها، والتغيرات الطارئة على بيئته المحلية والإقليمية، وسيناريوهات تعافيه وعودته للمواجهة. وأوضح أنها 3 إستراتيجيات مختلفة: الأولى في سياق محور المقاومة التي تقوده إيران، والثانية تعلقت بتوسيع إسرائيل عملياتها في لبنان، فيما تعلقت الثالثة بكيفية الخروج من الحرب.

إسرائيل اضطرت إلى عقد صفقة تبادل لاستعادة أسراها (رويترز) إيران ومحور المقاومة بعد طوفان الأقصى

وتناولت الباحثة فاطمة الصمادي في مقالها: "إيران ومحور المقاومة: إعادة ترتيب الصفوف والأولويات"، شبكة الحلفاء والفسيفساء الدفاعية الإيرانية والأثمان التي دفعتها إيران بعد طوفان الأقصى، معرّجة على سوريا بوصفها "حلقة القوة والضعف" ومآلات الإستراتيجية الدفاعية الإيرانية الجديدة وإعادة تعريف محور المقاومة.

وحللت الصمادي إستراتيجية إيران الدفاعية على ضوء مفهوم "تصدير الثورة" بعد نهاية حربها مع العراق، فقد سعت طهران إلى بناء تحالف إقليمي يكون بمنزلة قوة ردع تبعد أعداءها في الخارج قبل وصولهم إلى حدودها، فيما جاء طوفان الأقصى ليعصف بكل الإستراتيجيات الدفاعية في المنطقة بما فيها الإستراتيجية الإيرانية، ويجد محور المقاومة نفسه أمام اختبار وجودي.

إعلان سوريا في مرحلة التغيير

وكتب الحواس تقية عن "سوريا الجديدة: إعادة رسم خريطة القوى الإقليمية والدولية"، معرّجا على تغيير المعادلة الداخلية في سوريا والرابحين والخاسرين من ورائها، كما ناقش الفرص والمخاطر المحتملة التي تواجهها القيادة الجديدة.

وأكد تقية على حقيقة أن الرابح الأكبر من سقوط نظام بشار الأسد هو عموم الشعب السوري، بغض النظر عن المستفيدين الإقليميين مثل تركيا وقطر والسعودية، فتركيا أصبحت محل ثقة لدى الإدارة الجديدة بعد أن كانت غير مرغوب فيها لدى النظام السابق، فيما استغلت الدوحة رصيدها مع قوى الثورة لإطلاق مشاريع الطاقة وإعادة الإعمار في البلاد، ولم تتأخر السعودية عن قطف ثمار التغيير باعتباره دحرا للمشروع الإيراني في المنطقة.

وفي مقال آخر بعنوان "الولايات المتحدة في الشرق الأوسط: تفرق الحلفاء وتقارب الخصوم"، تناول الباحث نفسه مكاسب الولايات المتحدة في المنطقة رغم الخسائر المتعددة على أكثر من صعيد، مما يجعل 2025 عاما للفرص والمخاطر معا.

ويرى تقية أن الولايات المتحدة في عام 2024 حافظت على تحالفها الوثيق مع إسرائيل، ووفرت لها الحماية وساهمت في خفض خسائرها، كما نجحت في إضعاف نفوذ إيران في المنطقة دون جرّها إلى حرب إقليمية، لكن إخفاق إسرائيل في تحقيق أهدافها في غزة يعني بالضرورة إخفاق الولايات المتحدة.

تقّية: الرابح الأكبر من سقوط نظام بشار الأسد هو عموم الشعب السوري (الصحافة السورية) تأثيرات الحرب على غزة

وكتب الباحث محمد عبد العاطي عن "أنصار الله وحرب غزة: دعم مؤثر وانخراط غير مسبوق"، متناولا ملامح وأبعاد انخراط جماعة أنصار الله (الحوثيين) في حرب غزة، وإطار الدعم والمساندة الذي انخرطت فيه الجماعة منذ الأيام الأولى، من خلال الضغط الأمني والعسكري على إسرائيل لتوقف عدوانها على قطاع غزة.

وأشار الباحث إلى تعدد الأدوات التي استخدمتها الجماعة، وكيف تدرّجت في التصعيد، كما تطرق لأهم التحديات والعقبات الداخلية والخارجية وجعلها في ثلاثة مستويات: الأول يتعلق بإيران، واحتمال تغير أولوياتها، والثاني يتمثل في الضغط الذي تمارسه الولايات المتحدة وحلفاؤها على الجماعة، أما الثالث فهو التحدي الذي يأتي من إسرائيل التي شنت بدورها عمليات عسكرية في اليمن.

إعلان

وعن تأثيرات حزب غزة والتغيير في سوريا على العراق، جاء مقال الدكتور لقاء مكي الذي حمل عنوان "العراق في مواجهة تداعيات الحرب على غزة وتغيير النظام في سوريا"، وتناول فيه ما وصفه بجدل الإسناد وانشغال الطبقة السياسية في العراق به، والانقسامات الحادة التي رافقته، مشيرا إلى أن هذا الجدل لم يؤثر كثيرا في انخراط المجاميع المسلحة في حرب الإسناد.

كما عالج مكي تداعيات سقوط نظام الأسد على الساحة العراقية، مشيرا إلى تغير صيغة الخطاب السياسي العراقي باتجاه التأكيد على ضرورة احترام الإرادة الحرة للسوريين، كما أشار إلى الضغوط الدولية لحل الجماعات المسلحة حتى أن رئيس الوزراء العراقي أكد في تصريح متلفز أنه "لا توجد أية شروط لحل الحشد الشعبي".

وختم الباحث بأن العراق يواجه تحديات متعددة، من أبرزها انهيار نظام الأسد في سوريا، وانتشار السلاح لدى جماعات ذات تأثير قوي في الوضع السياسي والأمني، والتهديدات الإسرائيلية المستمرة بتوجيه ضربات لهذه الجماعات وحتى لإيران عبر، فضلا عن تحدي التعامل مع الإدارة الأميركية الجديدة؛ مبينا أن مقاربات بغداد السياسية للتعامل مع هذه التحديات غير واضحة.

مقالات مشابهة

  • أمن الحسيمة يوقف عضو شبكة متخصصة في تهجير البشر عبر قوارب الصيد
  • تفاصيل التقرير الطبي لتشريح جثمان السنوار
  • تفاصيل التقرير النهائي لفحص جثة السنوار
  • الاحتلال يكشف بعض تفاصيل التقرير النهائي لتشريح جثة السنوار
  • مصر تتربع على عرش بطولة البحر الأحمر الدولية وتضمن مشاركتها في مونديال الصيد
  • الكلية العسكرية التكنولوجية توقع عقد إتفاق مع الشركة القابضة للأكاديمية المصرية لعلوم الطيران وشركة سافز لخدمات الطيران وتطوير التعليم.. صور
  • استئناف مراكب الصيد الساحلي أنشطتها بعد فترة حماية للمخزون السمكي السطحي
  • غزة وسوريا محور التقرير السنوي لمركز الجزيرة للدراسات
  • نجمة كلاب الصيد تُثير الجدل.. تفاصيل العثور على جثتها
  • رئيس نفانتيا الإسبانية يؤكد للسيسي اهتمام الشركة بالاستثمار بمصر في مجال بناء السفن والطاقة