غزة- كشف مدير مستشفى كمال عدوان الطبيب حسام أبو صفية عن الوضع الكارثي الذي يواجهه المستشفى والمنظومة الصحية بشكل عام في شمال قطاع غزة، في ظل حرب الإبادة التي تمارسها إسرائيل.

وتحدث أبو صفية للجزيرة نت عن الحصار الشديد المفروض على المستشفى وشمال القطاع، وهو ما يمنع إدخال الأدوية والوقود، والمستلزمات الطبية الأساسية.

كما سلط الضوء على استهداف سيارات الإسعاف بشكل متعمد، والنقص الحاد في الكوادر الطبية بنسبة تصل إلى 60%، ومعاناة المستشفى من ضغوط هائلة، في ظل تدفق أعداد كبيرة من الجرحى يوميا، في وقت تفتقر فيه إلى أدوات الجراحة والتخصصات الطبية اللازمة.

وفي ما يلي نص الحوار:

 

هل يمكن أن تنقل لنا صورة الأوضاع داخل مستشفى كمال عدوان، مع استمرار الهجمة الإسرائيلية الحالية على شمال القطاع؟

الوضع كارثي وصعب جدا، إنه من أصعب أيام الحرب، حتى الاعتداءات السابقة في البداية لم تكن بصعوبة ما يجري الآن، هناك حصار مطبق على الشمال بشكل عام، وعلى المنظومة الصحية والمستشفيات بشكل خاص. هناك قرار إسرائيلي بإخراج المنظومة عن الخدمة وعدم السماح بإدخال الوقود والأدوية والوفود والمستلزمات الطبية.

ما أبرز الانتهاكات الإسرائيلية التي تتعرض لها المنظومة الصحية في شمال غزة؟

يكفي تهديد المنظومة الصحية بالخروج عن الخدمة بشكل قسري، وعدم السماح بكل ما هو مطلوب لإنعاشها، كإدخال الدواء والوقود وبقية المستلزمات، وإدخال اختصاصيين لبعض التخصصات الطبية المفقودة لدينا، والاستمرار في استهداف سيارات الإسعاف التي تنقل الجرحى.

هل يتوفر لديكم وقود لعمل مولدات الكهرباء وسيارات الإسعاف؟ وكم يوما يكفيكم؟

قبل أيام، أدخلوا كمية من الوقود، وهي محدودة ومعلومة ومدروسة ويعلم الطرف الآخر (سلطات الاحتلال) متى ستنفد.
الكمية المتبقية لا تكاد تكفينا لـ5 أيام قادمة، وحينها سنكون أمام مشكلة وتحديات كبيرة.

هل تعرضت طواقمكم للاستهداف خلال هذا العدوان؟

تعرضت سيارتا إسعاف للاعتداء بشكل مباشر، وآخرها قبل يومين، وعرضت الاستهداف قناة الجزيرة بشكل مباشر وتم تدمير واجهة السيارة ودخلت الشظايا والزجاج لمقدمتها، مما تسبب في عطلها وخرابها، علما أنه لا توجد لدينا قطع غيار لإصلاحها، وهذا يعوق عمل سيارات الإسعاف لنقل المصابين بشكل آمن.

كم شهيدا وجريحا وصل المستشفى؟

وصل مستشفى كمال عدوان 250 شهيدا فقط (من أصل نحو 400 شهيد أعلنت عنهم حكومة غزة) ونحو 600 جريح.

وهناك شهداء وجرحى لم تصل لهم سيارات الإسعاف في ظل عدم وجود تنسيق مع سلطات الاحتلال وعدم وجود دور للصليب الأحمر في هذا الشأن، وبالتالي هناك صعوبة في الوصول للمكان، وسيتم انتشالهم بعد انتهاء العدوان وانسحاب قوات الاحتلال.

كم معدل الجرحى اليومي الذي يصلكم؟

هذا يعتمد على نوع الاستهداف، مثلا حينما يتم استهداف البيوت، تكون أعداد الجرحى كبيرة جدا من أطفال ونساء. لكن بالمعدل يصلنا ما بين 50 إلى 70 إصابة يوميا.

هل لديكم قدرة على استيعاب هذا العدد من الجرحى؟

لا طبعا، نحن في الأصل مستشفى صغير مخصص لخدمة الأطفال والنساء والولادة. ولكن الحاجة تطلبت أن نفتح أبوابه ونستقبل جميع أعداد المصابين المهولة جدا، والتي تفوق طاقته.

كم نزيلا لديكم اليوم من الجرحى؟

لدينا 75 إصابة من جرحى هذا العدوان نزلاء في أقسام الأطفال والنساء والكبار.

حينما تصلكم أعداد كبيرة من الإصابات الخطيرة في وقت واحد، كيف تتعاملون معها؟

نضطر لعمل مفاضلة بين الجرحى، وتقديم العلاج لمن يملك فرصة أكبر في النجاة، وهذا أمر يجري في كل مستشفيات قطاع غزة. لقد طبقنا هذا النظام مرات عديدة، لأنني لا أستطيع نقل الجرحى الذين لا أستطيع تقديم العلاج لهم لمستشفيات أخرى، فهناك في الشمال -بالإضافة لمستشفى كمال عدوان- مستشفيان آخران، الإندونيسي والعودة، وهما يعانيان مثلنا تماما.

في ظل هذا الوضع الصعب، هل تضطرون للطلب من الجرحى المغادرة قبل استكمال علاجهم لتوفير مساحة لجرحى آخرين؟

نحاول، لكن للأسف طبيعة كثير من الإصابات خطيرة، وتتطلب أياما بل أسابيع للعلاج، وهذا يُحدث تكدسا في الأقسام.

هل تعانون من نقص في الأدوية والمستلزمات الطبية؟

نعم، لدينا نقص كبير في الأدوية والمستهلكات والمستلزمات والأدوات الطبية. ولدينا نقص في أدوية غرف العمليات والعناية المركزة.

كم تبلغ نسبة النقص في الكوادر الطبية؟

لدينا نقص كبير في الكوادر الطبية لا يقل عن 60%، لذلك فنحن في أزمة كبيرة.

ما التخصصات المفقودة لديكم؟

نفتقر إلى تخصصات جراحية مثل جراحة المخ والأعصاب والحروق والتجميل والجراحة العامة وجراحة الأوعية الدموية، ونحتاج إلى اختصاصيي الباطنة والعظام. لذلك فنحن نناشد إدخال وفود طبية ممن تزور القطاع لتغطية العجز لدينا، وهو ما يمنعه الاحتلال.

كم غرفة عمليات لديكم وهل هي كافية؟

لدينا 3 غرف عمليات فقط، وهي غير كافية، وكما ذكرت سابقا لدينا نقص في الأدوية اللازمة لهذه الغرف.

هل تستقبلون في هذه الأوقات مرضى من غير جرحى العدوان، كالمصابين بالأزمات القلبية أو أصحاب الأمراض المزمنة وغيرهم؟

نستقبل، لكن لا نستطيع تقديم شيء لهم، فأنا لا يوجد عندي حاليا تخصص الباطنة والقلب. والآن الأولوية لدينا هي إنقاذ الأرواح والمصابين فقط.

هل يسمح لكم الاحتلال بنقل جرحى لخارج محافظة شمال القطاع؟

مؤخرا، نجحنا في نقل بعض الحالات إلى مستشفيات مدينة غزة، لكن هي مليئة بالمرضى والجرحى وتعاني مثلنا.

هل تتدخل منظمات دولية للتنسيق مع سلطات الاحتلال بهدف دعم المنظومة الصحية في شمال القطاع؟

بالنسبة إلينا، نعتبر الصليب الأحمر خارج الخدمة، هو لم يتدخل، ولن يفعل، للأسف، سبق أن طلبنا منهم وناشدناهم، ولكن للأسف.. لكن منظمة الصحة العالمية تدخلت وتعاملت معنا ولبّت بعض نداءاتنا وبعض الاحتياجات.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الجامعات مستشفى کمال عدوان المنظومة الصحیة سیارات الإسعاف شمال القطاع من الجرحى لدینا نقص نقص فی

إقرأ أيضاً:

من خلال المراكز الصحية.. مستشفى بريدة المركزي تخدم 316 ألف مستفيد

سجّلت مراكز الرعاية الصحية الأولية التي تتبع مستشفى بريدة المركزي استفادة 316,652 مستفيدًا من خدماتها المختلفة، وذلك خلال الربع الأول من عام 2025م، في إطار جهودها المستمرة لتعزيز جودة الرعاية الصحية الأولية وتوسيع نطاق الوصول إليها.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } مستشفى بريدة المركزي - أرشيفيةأهم الخدمات المقدمةوشملت الخدمات المقدمة 198,200 فحص مخبري، و146,990 زيارة لعيادات طب الأسرة، إضافة إلى 52,366 حالة راجعت خدمات الرعاية العاجلة، واستقبلت عيادات الأسنان عددًا من 24,798 مراجعًا، فيما قدمت عيادة التطعيمات خدماتها ل34,636 مستفيدًا.
أخبار متعلقة المملكة تعرب عن قلقها بشأن التوتر بين الهند وباكستان وتدعو لحل الخلافات"الموارد البشرية" تسحب تراخيص 5 مكاتب استقدام وتوقف 10 أخرى لمخالفتها الأنظمةوأسهمت العيادة الافتراضية في تسهيل الوصول إلى الرعاية عبر تقديم 31,317 استشارة عن بُعد، في حين استقبلت العيادات التخصصية والاستشارية 1,602 مراجع، وتم إجراء 3,030 متابعة حمل ضمن العيادات المختصة.
وفي جانب البرامج الوقائية والتوعوية، فقد استفاد 775 شخصًا من خدمات فحوصات ما قبل الزواج، و933 مستفيدًا من عيادة مكافحة التدخين، إلى جانب 295 مراجِعًا لعيادة السمنة، و129 مستفيدًا من عيادة السفر، إضافة إلى 1,287 مستفيدًا من برنامج الجيل الذهبي المخصص لكبار السن.

مقالات مشابهة

  • المستشارية الطبية تسلّم أكثر من 400 بطاقة علاجية مخفضة للطلاب السودانيين بمصر
  • عبد المحسن سلامة: ستكون هناك زيادة للبدل بشكل يليق بالصحفيين
  • هل يمكن لكوب ماء بارد أن يوقف قلبك بشكل مفاجئ؟: خبير قلب يكشف الحقيقة الطبية
  • من خلال المراكز الصحية.. مستشفى بريدة المركزي تخدم 316 ألف مستفيد
  • 3 شهداء وعدد من الجرحى بعدوان الاحتلال المتواصل على غزة
  • الأطباء ترد بقوة على المغالطات بشأن قانون المسئولية الطبية
  • مدير فرع توزيع كهرباء ميسان يستقبل رئيس محكمة استئناف المحافظة لتعزيز التعاون المشترك
  • محافظ مطروح: حريصون على تقديم الخدمة الطبية اللائقة بالمواطنين
  • الصحة تحت النار: أثر الحرب على المنظومة الصحية السودانية
  • رغم نفاد مخزون الأكسجين.. مستشفى النهود المرجعي يواصل تقديم خدماته الطبية رغم التحديات