خبير آثار: مصر لديها كنوز تنتظر الاستثمار
تاريخ النشر: 17th, October 2024 GMT
يحتفل العالم اليوم 17 أكتوبر باليوم العالمى للتراث الثقافى غير المادى والذى يوافق الذكرى السنوية 21 لاعتماد اتفاقية صون التراث الثقافي غير المادي التي اعتمدها المؤتمر العام لليونسكو بتاريخ 17 أكتوبر 2003 وتُتيح هذه المناسبة الفرصة لكل من اليونسكو والدول الأطراف في الاتفاقية وسائر الجهات الفاعلة في مجال صون التراث الحي لتسليط الضوء على أنّ التراث الحي هو ملك للجميع وهو فرصة للوقوف على دور اتفاقية عام 2003 في إذكاء الوعي بشأن تنوع وثراء التراث الثقافي غير المادي وكذلك في تعزيز التعاون بين الدول
الإيقاع بعصابة التنقيب عن الآثار في بولاق أبو العلا قرار جديد حول عصابة التنقيب عن الآثار في باب الشعريةوفى ضوء هذا يوضح خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان عضو لجنة التاريخ والآثار بالمجلس الأعلى للثقافة أن إتفاقية حماية وصون التراث غير المادى 2003 دخلت حيز التنفيذ عام 2006، ووقعت عليها 134 دولة منها مصر، ويقصد بالتراث الثقافي غير المادي الممارسات والتصورات وأشكال التعبير والمعارف والمهارات وما يرتبط بها من آلات وقطع ومصنوعات وأماكن ثقافية تعتبرها الجماعات والمجموعات وأحيانًا الأفراد جزءًا من تراثهم .
وتهدف هذه الاتفاقية إلى صون التراث الثقافي اللامادي على نحو لم تعهده المجتمعات في السابق أو الحكومات أو المؤسسات المعنية وتشكّل الاتفاقية تطورًا هامًا في السياسات الدولية الهادفة إلى تعزيز التنوع الثقافي، بما يضمن تحقيق التنمية المستدامة للتراث وتعزيزه والتوعية بأهميته ودعم ممارسيه ورصد التهديدات التي تحول دون استدامته والترويج له محليًا ودوليًا
ونوه الدكتور ريحان إلى أن التراث اللامادى يمثل ركيزة مهمة في الحفاظ على التنوع الثقافي في عصر العولمة ولهذا أصبح واحدًا من أولويات اليونسكو والمنظمات المعنية كونه مجالًا قابلًا للاندثار، وهو يشمل على سبيل المثال لا الحصر المهرجانات التقليدية والعادات والتقاليد والملاحم وأساليب المعيشة والمعارف والمهارات والحرف التقليدية والأغاني والرقصات والحكايات والفنون الروائية والأكلات الشعبية والطقوس الاجتماعية وغيرها من الممارسات والتعبيرات الثقافية للجماعات المحلية
وعن كيفية تسجيل دولة لممتلك تراث لامادى أشار الدكتور ريحان إلى أن الإتفاقية أتاحت المجال للدول الأطراف لترشيح عناصر تراثها الثقافي غير المادي لإدراجها في إحدى قائمتين رئيسيتين، القائمة التمثيلية وقائمة الصون العاجل، ففي حين تهدف القائمة التمثيلية إلى إبراز التراث الثقافي اللامادي والتوعية بأهميته، تهدف قائمة الصون العاجل إلى تعزيز تدابير صون العناصر المهددة بخطر الزوال، بمعنى أن العناصر المراد إدراجها على القائمة التمثيلية تكون سليمة ومستدامة بينما تدرج على قائمة الصون العاجل العناصر التي تواجه تهديدات ومخاطر تطال استدامتها، وهي تتيح استفادة الدول المعنية من التعاون الدولي في مجال الصون ومواجهة التهديدات التي تتعرض لها العناصر المدرجة مع إعطاء الأولوية للطلبات الواردة من الدول النامية
كما خصصت الاتفاقية قائمة ثالثة لأفضل ممارسات الصون يتم من خلالها نشر البرامج والمشاريع والأنشطة التي هدفت إلى صون التراث الثقافي غير المادي في الدول الأطراف
وتابع الدكتور ريحان بأن المادة 13 من الاتفاقية وضعت تدابير من أجل ضمان صون التراث الثقافي غير المادى الموجود في أراضيها وتنميته وإحيائه باعتماد سياسة عامة تستهدف إبراز الدور الذي يؤديه التراث الثقافي غير المادى فى المجتمع وإدماج صون هذا التراث في البرامج التخطيطية وتعيين أو إنشاء جهاز أو أكثر مختص بصون التراث الثقافي غير المادي الموجود في أراضيها و تشجيع إجراء دراسات علمية وتقنية وفنية وكذلك منهجيات البحث من أجل الصون الفعّال للتراث الثقافي غير المادي، ولا سيما التراث الثقافي غير المادي المعرض للخطر واعتماد التدابير القانونية والتقنية وتيسير نقل هذا التراث من خلال المنتديات والأماكن المعدة لعرضه أو للتعبير عنه وضمان الانتفاع بالتراث الثقافي غير المادي مع احترام الممارسات العرفية التي تحكم الانتفاع بجوانب محددة من هذا التراث وإنشاء مؤسسات مختصة بتوثيق التراث الثقافي غير المادي وتسهيل الاستفادة منها.
ويؤكد الدكتور عبد الرحيم ريحان أن لمصر 8 ممتلكات تراث لامادى وهى السيرة الهلالية أدرجت عام 2008 تراث لامادى وهى مسلسل مصرى تاريخى من ثلاثة أجزاء يحكى تغريبة بنى هلال من خلال قصة أبو زيد الهلالى منذ ولادته إلى وفاتة حيث يبدأ المسلسل فى نجد وينتهى فى تونس وقام بتجميعها الشاعر عبد الرحمن الأبنودى، ولعبة التحطيب أدرجت عام 2016 تراث لامادى وهى من أقدم الفنون المصرية والتى بدأت من جدران المعابد المصرية ووصلت لأروقة اليونسكو، والأراجوز أدرج عام 2018 تراث لامادى وهو شكل من أشكال عروض الدمى المسرحية التقليدية فى مصر، وأدرج النسيج اليدوى المصرى عام 2020 في قائمة مواقع التراث الثقافي غير المادي الذي يحتاج إلى صون عاجل، وأدرجت الاحتفالات المرتبطة بالعائلة المقدسة على القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للإنسانية 2022 ، وهناك ثلاثة ممتلكات تراث لامادى مشترك، النخلة وقد أدرجت في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي لليونسكو 2019 كملف عربي مشترك باسم 14 دولة عربية ثم أدرج الخط العربى عام 2022 وقد قدمته 16 دولة عربية، وأدرجت الفنون والمهارات المرتبطة بالنقش على المعادن… النحاس والفضة والذهب مع 10 دول عربية
وطبقًا للمادة 13 من الاتفاقية يطالب الدكتور ريحان بإنشاء هيئة تابعة لوزارة الثقافة خاصة بالتراث اللامادى تضع خطة استثمار التراث اللامادى المسجل بالفعل وإعداد ملفات أخرى لتسجيلها ممتلكات تراث لامادى لما تمتلكه مصر من تنوع فريد فى الفنون التراثية التى تستحق التسجيل مثل فنون النوبة وسيناء، وتنوع فى المنتج التراثى المتفرد مثل الخيامية والنحاسين ومنتجات الجريد وسعف النخيل ومنتجات القرى التراثية المتفرّدة وصناعة البردى
هذا علاوة على الأكلات المرتبطة بالبيئة والشعب المصرى مثل أنواع الخبز النادرة مثل العيش الشمسى بالصعيد والمرحرح بالدلتا والفطير المشلتت فى الدلتا وقد اشتهرت به المنوفية وهو معروف منذ عصر مصر القديمة وكان مكونًا من عدة طبقات فوق بعضها البعض، وظهر اسم (مشت – مست) فى الدولة الحديثة ووجد علي بعض النقوش التي عثرعليها في مقبرة (رخميرع)أحد الوزراء في عصر الملك تحتمس الثالث وامنحتب الثاني ثم تحول الاسم من مشت بعد إدماج ملتوت إلي مشلتت، وفي عصر الدولة الفاطمية والدولة المملوكية ظهرت بعض المسميات لأنواع من الفطير منها ماعرف بالهلالي التي استوحت منه فرنسا بعد ذلك فكرة عمل الكرواسون والباتيه
وكذلك تتميز مصر بأكلات معينة مثل الكشرى والطعمية وأكلات خاصة فى رمضان مثل الكنافة وأم على والقطايف ومشروبات خاصة يحرص عليها الزوار الأجانب مع المصريين وكل العرب فى الخيمة الرمضانية وهى العرق سوس والتمر والخروب
وبالتالى فالبيئة والمجتمع المصرى يمتلك مفردات تراثية لامادية متفردة باقية وسليمة حتى الآن يمكن تسجيلها على القائمة التمثيلية وأخرى يغشى عليها من الاندثار يمكن تسجيلها على قائمة مواقع التراث الثقافي غير المادي الذي يحتاج إلى صون عاجل مثل الصناعات التراثية كالخيامية والنحاسين والمنتجات من الجريد والسعف خاصة مع وجود عيدًا خاص بمصر وهو أحد الشعانين أو حد السعف يكون فيه السعف البطل التراثى وسلطان الاحتفال
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: خبير آثار المؤتمر العام لليونسكو المجلس الأعلى للثقافة الدكتور ريحان التراث الثقافی غیر المادی صون التراث الثقافی غیر الدکتور ریحان إلى صون
إقرأ أيضاً:
عدسة ألمانية تكشف كنوز مسندم التاريخية في معرض مسندم عبر التاريخ
وثق وولفجانغ زیمرمان المصور الألماني أكثر من 50 صورة في معرض التصوير الفوتوغرافي بعنوان "مسندم عبر التاريخ" والذي أقيم بممشى خصب برعاية سعادة الشيخ عبد الله بن سالم الفارسي والي خصب وذلك ضمن فعاليات (الشتاء مسندم) وبحضور سعادة ديرك لولكه سفير جمهورية ألمانيا الاتحادية المعتمد لدى سلطنة عُمان إلى جانب عدد من المسؤولين بالمحافظة وعشاق فن التصوير الفوتوغرافي.
وقدم المصور الألماني لمحة استثنائية عن تاريخ المحافظة قديما في لقطات نادرة ويستمر المعرض لمدة أسبوعين مما يتيح للزوار فرصة الاستمتاع بزيارة المعرض واكتشاف صور تاريخية موثقة لمناطق في المحافظة بهدف إبراز الوجه التاريخي والإنساني لمحافظة مسندم.
وقال وولفجانغ زیمرمان المصور الألماني في لقاء خاص بـ ((عمان)) جئت إلى مسندم عندما كنت شابًا والناس هنا مضيافون للغاية ولطيفون وودودون لذلك وقعت في حب هذا الجزء من العالم بدرجات متفاوتة وكبرت أكثر فأكثر وأنا أبحث في كتبي وأجد كل هذه الأشياء وأردت أن أقدم شيئًا لأهل محافظة مسندم وقراها بهذه الصور لأنه بعد التقاعد جئت إلى سلطنة عمان مرة أخرى في عام 2015 بعد 45 عامًا وأدركت أن الناس أحبوا الصور القديمة ذهبت إلى نفس العائلة ونفس الأماكن وقد أحبوا هذه الصور التي عرضتها لهم لذلك فكرت بعمل معرض للصور التي التقطتها في تلك الحقبة من الزمن وكتبتها في ملاحظاتي وأردت إعادتها إلى أهل مسندم لأنني ممتن لهم جدًا - وأضاف وولفجانغ زیمرمان المصور الألماني قائلا أنا أتذكر الكثير من العائلات والكثير من الأماكن حيث عشت مع الناس في الجبال، عشت في جبل سكيك ومكثت مع عائلات في جبل خنزور إضافة إلى جبل الرمت وسافرت إلى جميع الأماكن الساحلية وعشت في شيصة وكمزار لفترة طويلة بالإضافة إلى منطقة الحبلين وحفا وما زلت أتذكر الأوقات التي كان فيها كل الشباب والناس لطيفين معي وأشار المصور الألماني في حديثه بأني أتحدث اللفة العربية في ذلك الوقت وكانت جيدة ولكني لم أمارسها لمدة 50 عامًا ونسيت الكثير من المصطلحات العربية لكن العيش مع الناس جعلني أتمكن من تعلم اللهجة وأحببت العيش معهم كثيرا كنت أتقاسم الطعام وكنت أسافر معهم ومن كثر حبي لهذه المنطقة وثقت العديد من الصور في المحافظة وودت أن أرد الجميل لهذه المنطقة من خلال عرض هذه الصور بالمحافظة.
من جانبه أوضح عوف بن عبد الله بن حسين الشحي رئيس قسم الإعلام بمكتب محافظ مسندم وعضو فريق موسم الشتاء مسندم بأن معرض مسندم عبر التاريخ يشكل فرصة رائعة للزوار لاكتشاف التراث الغني للمحافظة ويعكس التزامنا الدائم بالحفاظ على تاريخنا الثقافي ونحن فخورون بتقديم هذا المعرض الذي يعكس لحظات من الماضي ويتيح للأجيال الحالية فرصة للتعرف على تاريخ مسندم وقال محمد بن راشد بن عبد الله الفليتي أحد زوار المعرض بأن مثل هذه المعارض التي تحتوي على عددٍ من المناظر القديمة في المحافظة توعي المجتمع حول الإمكانيات والتسهيلات التي توفرت على أرض الواقع بعد مرور عقود من الزمن وتترك أثراً في أذهان الجميع حول مدى الصعوبات والعوائق التي كانت تواجه أبناء محافظة مسندم منذ مطلع النهضة المباركة ولا ننسى أن لها طابعاً يذكرنا عن تاريخ الأجداد والأسلاف الذين عاشوا في تلك الحقبة.
وأشاد العديد من الزوار بالمعرض مبدين إعجابهم بما يعكسه من رؤية عن الماضي مشيدين بنجاح المعرض من خلال إبراز حقب زمنية من تاريخ مسندم التليد مؤكدين على أن المعرض نافذة تعيد إحياء قصص من ذاكرة مسندم من خلال الإرث الثقافي الذي وثقه المصور الألماني.