كيف تتحدى المرأة اليمنية الريفية مشقة الحياة؟
تاريخ النشر: 17th, October 2024 GMT
شمسان بوست / متابعات:
أوضاع صعبة، وحياة قاسية، تتكبدها المرأة الريفية في اليمن، لتصبح نموذج في تحدي مشقة الحياة وتوفير الاحتياجات الأساسية مثل المياه والحطب ورعي المواشي، والاهتمام بزراعة الأرض.
وفاقمت الحرب من أعباء المرأة الريفية على مدى السنوات الماضية، حيث قامت الحرب بارتكاب أبشع الجرائم بحق المرأة بداية بتشريدها مع أطفالها، ونهب مدخراتها، وزراعة مساحات واسعة بالألغام والعبوات الناسفة، وإيقاع الضحايا في صفوفها.
أعمال تفوق قدراتها
تتكبد المرأة الريفية عناء الحصول على المياه من مناطق بعيدة، وعبر قطعها لطرق وعرة، وذلك على مدى أيام السنة، فضلا عن قيامها بدور ربة المنزل والمزارعة والعاملة في تربية المواشي.
تقوم المرأة في المناطق الريفية بمختلف محافظات الجمهورية، بأعمال تفوق قدراتها أحياناً، فهي مُكلّفة بالسعي وبذل الكثير من الجهد نتيجة للعادات المجتمعية، وافتقار غالبية تلك المناطق للبنى التحتية والخدمية، فضلاً عن زيادة تلك المعاناة وفقا للتضاريس.
وعند النظر إلى التضاريس وكيف تضاعف معاناة المرأة الريفية شهرا بعد آخر، نجد أن التغيرات المناخية وما ينتج عنها من كوارث، تلقي بتبعاتها بشكل كبير على المجتمعات الريفية، خاصة الأطفال والنساء.
وتصف السيدة اليمنية زهر الهلالي (51 عاماً)، قصة حياتها في الريف، التي اعتادت عليها منذ سنوات صغرها، سواء في المنزل أو في زراعة الأرض، وما تبعتها من مهمات في تربية المواشي، والأبقار، وجلب الحطب والمياه.
الكفاح المُر
تقول السيدة اليمنية زهر المنحدرة من منطقة جبل حبشي ريف محافظة تعز الغربي خلال حديثها لـ”العين الإخبارية”، إن حياة المرأة في الريف مليئة بالمتاعب خاصة لافتقار المنطقة للخدمات الأساسية، حيث تصف قصتها في توفير المياه خاصة الصالحة للشرب، بـ”الكفاح المُر”، في ظل انعدام الأبار وتوسع الجفاف.
وتشير إلى أن “مسؤولية البنت بالقرية كثيرة سواء الكبيرة أو الصغيرة، لأنها تتحمل مهمات الزراعة وجلب الماء، ورعي الغنم والبقر، وجمع الحطب”.
وبالإضافة إلى ذلك، تقوم المرأة الريفية كما حال اليمنية زهر، بالاهتمام المستمر طوال فترة ومراحل الزراعة من البِتلة -حراثة الأرض الأولية- ثم التلم والزرع والحصاد، والتي يعبر عن مدى اهتمام المرأة بالأرض وإصرارها على السعي وتناقل مهنة الزراعة بين الأجيال.
وتوضح زهر، أنها تقضي الكثير من الوقت خارج المنزل، باحثة عن المياه، وتقوم بجلب الحطب من مسافات بعيدة خاصة عند اشتداد أزمة الغاز نتيجة حرب الحوثيين، والاهتمام بالمواشي ورعيها.
كما يقع على عاتق المرأة في الريف اليمني، العديد من المهامات، لأن الرجل غالباً يذهب للاغتراب أو السفر للمدينة والحضر للبحث عن العمل وتوفير لقمة العيش تاركا خلفه امرأة وربة منزل ومزارعة ومكافحة للحياة.
يقول الناشط المجتمعي والإعلامي معتصم علي لـ”العين الإخبارية”، إن حرب مليشيات الحوثي ساهمت بشكل كبير في مفاقمة معاناة المرأة الريفية في اليمن، بداية هناك نساء كثر دفعتهم الحرب إلى النزوح وأصبحن يشكلن جزءا من نسيج نساء الريف.
ويضيف الناشط المجتمعي عن تحديات المرأة الريفية، أن “هذه النساء تجد صعوبة في الأعمال اليومية المتمثلة بجلب المياه من مناطق بعيدة، حيث تلجأ المرأة في الريف إلى اشتغال أعمال شاقة”.
وأكد أنه يقع على عاتق المرأة الريفية الحمل الأكبر، فهي ربة البيت وذات الوقت تمارس أعمالاً خارجية تتمثل بتوفير أساسيات يومية كجلب الحطب ورعي المواشي والاهتمام بالزراعة.
وساهم ارتفاع أسعار المواد الأساسية مثل الغاز المنزلي ببروز الحاجة إلى بحث البدائل، وهنا تتحمل المرأة الريفية وزر هذه المعظلة، لا يوجد موسم للراحة، كل فصل له احتياجاته بالنسبة للنساء الريفيات الأمر الذي جعلهن نموذجا في مجابهة وتحدي مشقة الحياة.
قوى عاملة بالزراعة
أظهرت أبحاث البنك الدولي حول التكيف مع المناخ، أن ما يقرب من ثلثي اليمنيين لا يزالون يعتمدون على الزراعة لتلبية احتياجات معيشتهم الأساسية، ويعيش أكثر من 75% في المناطق الريفية، حيث تمثل النساء نحو 95% من القوى العاملة فيها.
وعلاوة على ذلك، تشير تقارير دولية إلى أن المرأة في ريف اليمن تعد عنصراً فاعلاً في القطاع الزراعي حيث تبلغ نسبة النساء العاملات في الزراعة أكثر من 75 %، وفي الثروة الحيوانية أكثر من 90 %، لكنها لا تحصل على الاهتمام اللازم لتحسين وضعها، وزيادة إنتاجيتها من خلال التدريب والإرشاد، والمعدات التي تخفف من أعباء العمل.
وفي تقرير سابق للبرنامج الإنمائي للأمم المتحدة، أكد أن التغيرات المناخية في اليمن أثرت بشكل كبير على قطاع الزراعة، وهو القطاع الحيوي الذي يعمل فيه عدد كبير من الأفراد، ويعتبر مصدراً رئيسياً لإنتاج الغذاء المحلي في البلاد.
وتسيطر زراعة الحبوب على أغلب مساحة الزراعة في اليمن، بنحو يصل إلى 57 %، بينما تبلغ مساحة البقوليات 3%، وبقية المساحة 40% تستخدم في زراعة كل من الفاكهة والخضروات والمحاصيل النقدية والأعلاف والقات.
وتقدر بيانات رسمية، أن إجمالي ما يتم زراعته من أراضي اليمن الزراعية لا يتجاوز مليوناً و600 ألف هكتار، والتي تمثل نحو 3% فقط من إجمالي المساحة الزراعية في عموم البلاد.
المصدر: شمسان بوست
كلمات دلالية: المرأة الریفیة المرأة فی فی الیمن فی الریف
إقرأ أيضاً:
مفتي الديار اليمنية: الشهيد القائد حسن نصر الله لقي ربه في أشرف معركة
وقال شرف الدين إن قلوب ملايين اليمينيين ومؤمني أحرار العالم تهفو إلى التشييع المهيب لسيد شهداء الإنسانية والإسلام سماحة السيد حسن نصر الله، وخليفته السيد هاشم صفي الدين في بيروت.
وأكد أن الشهيدين كانا رمزاً للعزة والشهادة والتضحية والفداء، ومنهما تعلم أحرار الأمة معنى الشجاعة، والتضحية والجهاد والشهادة في سبيل الله، لافتاً إلى أن الشهيد القائد السيد حسن نصر الله لقي الله في أشرف معركة، وسجله التاريخ في أنصع صفحانه، مضحياً بنفسه في سبيل الله، ومعركة القدس الشريف، بوعد قطعه على نفسه بتحرير القدس الشريف الذي سيتحقق على أيدي الشرفاء من أبناء هذه الأمة، منتسبي حزب الله، بالعمل على الجهاد حتى الوفاء بالعهد الذي قطعوه مع الشهيد القائد سماحة السيد حسن نصر الله.
وأشار إلى أن هذه المناسبة تدل على أن أحرار الأمة على عهد الشهيدين، منوهاً أنه لولا الظروف لكان السيد القائد عبد الملك بن بدر الدين الحوثي -يحفظه الله- في مقدمة الصفوف وطليعة من يصلي على جثامين الشهيدين.
من جانبه أوضح نائب رئيس الوزراء السابق محمود الجنيد أن زيارتهم إلى بيروت تأتي بتكليف من السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي -يحفظه الله.
وقال الجنيد :" نتحرك اليوم بوفد رسمي لتشييع شهيدي الأمة الإسلامية سماحة السيد حسن نصر الله الذي ملأ القلوب محبة وكان له الدور الأبرز في مناصرة القضية الفلسطينية، مقدماً نفسه فداءً لهذه القضية العادلة حتى استشهد في سبيل الله.
وأوضح أن السيد حسن نصر الله من نعومة أظافره، وقضيته الأولى هي القضية الفلسطينية، وله الدور الأبرز في تلقين العدو الإسرائيلي الهزائم الكبيرة في كل المواجهات على طول مسار حياته المليئة بالمحطات الجهادية العظيمة، كان آخرها الاسناد في مواجهة العدوان الإسرائيلي على غزة.
وأوضح أنه، وعلى الرغم من العدوان المتوحش والأسلحة الأمريكية المتطورة والقنابل الأمريكية والدعم اللامحدود لجيش الاحتلال الصهيوني، إلا أن حزب الله استطاع أن هزيمته وتمريغ أنفه في التراب.
*المسيرة نت