شمسان بوست:
2024-11-16@21:53:38 GMT

كيف تتحدى المرأة اليمنية الريفية مشقة الحياة؟

تاريخ النشر: 17th, October 2024 GMT

شمسان بوست / متابعات:

أوضاع صعبة، وحياة قاسية، تتكبدها المرأة الريفية في اليمن، لتصبح نموذج في تحدي مشقة الحياة وتوفير الاحتياجات الأساسية مثل المياه والحطب ورعي المواشي، والاهتمام بزراعة الأرض.



وفاقمت الحرب من أعباء المرأة الريفية على مدى السنوات الماضية، حيث قامت الحرب بارتكاب أبشع الجرائم بحق المرأة بداية بتشريدها مع أطفالها، ونهب مدخراتها، وزراعة مساحات واسعة بالألغام والعبوات الناسفة، وإيقاع الضحايا في صفوفها.




أعمال تفوق قدراتها


تتكبد المرأة الريفية عناء الحصول على المياه من مناطق بعيدة، وعبر قطعها لطرق وعرة، وذلك على مدى أيام السنة، فضلا عن قيامها بدور ربة المنزل والمزارعة والعاملة في تربية المواشي.



تقوم المرأة في المناطق الريفية بمختلف محافظات الجمهورية، بأعمال تفوق قدراتها أحياناً، فهي مُكلّفة بالسعي وبذل الكثير من الجهد نتيجة للعادات المجتمعية، وافتقار غالبية تلك المناطق للبنى التحتية والخدمية، فضلاً عن زيادة تلك المعاناة وفقا للتضاريس.




وعند النظر إلى التضاريس وكيف تضاعف معاناة المرأة الريفية شهرا بعد آخر، نجد أن التغيرات المناخية وما ينتج عنها من كوارث، تلقي بتبعاتها بشكل كبير على المجتمعات الريفية، خاصة الأطفال والنساء.


وتصف السيدة اليمنية زهر الهلالي (51 عاماً)، قصة حياتها في الريف، التي اعتادت عليها منذ سنوات صغرها، سواء في المنزل أو في زراعة الأرض، وما تبعتها من مهمات في تربية المواشي، والأبقار، وجلب الحطب والمياه.


الكفاح المُر


تقول السيدة اليمنية زهر المنحدرة من منطقة جبل حبشي ريف محافظة تعز الغربي خلال حديثها لـ”العين الإخبارية”، إن حياة المرأة في الريف مليئة بالمتاعب خاصة لافتقار المنطقة للخدمات الأساسية، حيث تصف قصتها في توفير المياه خاصة الصالحة للشرب، بـ”الكفاح المُر”، في ظل انعدام الأبار وتوسع الجفاف.



وتشير إلى أن “مسؤولية البنت بالقرية كثيرة سواء الكبيرة أو الصغيرة، لأنها تتحمل مهمات الزراعة وجلب الماء، ورعي الغنم والبقر، وجمع الحطب”.



وبالإضافة إلى ذلك، تقوم المرأة الريفية كما حال اليمنية زهر، بالاهتمام المستمر طوال فترة ومراحل الزراعة من البِتلة -حراثة الأرض الأولية- ثم التلم والزرع والحصاد، والتي يعبر عن مدى اهتمام المرأة بالأرض وإصرارها على السعي وتناقل مهنة الزراعة بين الأجيال.



وتوضح زهر، أنها تقضي الكثير من الوقت خارج المنزل، باحثة عن المياه، وتقوم بجلب الحطب من مسافات بعيدة خاصة عند اشتداد أزمة الغاز نتيجة حرب الحوثيين، والاهتمام بالمواشي ورعيها.



كما يقع على عاتق المرأة في الريف اليمني، العديد من المهامات، لأن الرجل غالباً يذهب للاغتراب أو السفر للمدينة والحضر للبحث عن العمل وتوفير لقمة العيش تاركا خلفه امرأة وربة منزل ومزارعة ومكافحة للحياة.


يقول الناشط المجتمعي والإعلامي معتصم علي لـ”العين الإخبارية”، إن حرب مليشيات الحوثي ساهمت بشكل كبير في مفاقمة معاناة المرأة الريفية في اليمن، بداية هناك نساء كثر دفعتهم الحرب إلى النزوح وأصبحن يشكلن جزءا من نسيج نساء الريف.


ويضيف الناشط المجتمعي عن تحديات المرأة الريفية، أن “هذه النساء تجد صعوبة في الأعمال اليومية المتمثلة بجلب المياه من مناطق بعيدة، حيث تلجأ المرأة في الريف إلى اشتغال أعمال شاقة”.

وأكد أنه يقع على عاتق المرأة الريفية الحمل الأكبر، فهي ربة البيت وذات الوقت تمارس أعمالاً خارجية تتمثل بتوفير أساسيات يومية كجلب الحطب ورعي المواشي والاهتمام بالزراعة.


وساهم ارتفاع أسعار المواد الأساسية مثل الغاز المنزلي ببروز الحاجة إلى بحث البدائل، وهنا تتحمل المرأة الريفية وزر هذه المعظلة، لا يوجد موسم للراحة، كل فصل له احتياجاته بالنسبة للنساء الريفيات الأمر الذي جعلهن نموذجا في مجابهة وتحدي مشقة الحياة.


قوى عاملة بالزراعة


أظهرت أبحاث البنك الدولي حول التكيف مع المناخ، أن ما يقرب من ثلثي اليمنيين لا يزالون يعتمدون على الزراعة لتلبية احتياجات معيشتهم الأساسية، ويعيش أكثر من 75% في المناطق الريفية، حيث تمثل النساء نحو 95% من القوى العاملة فيها.


وعلاوة على ذلك، تشير تقارير دولية إلى أن المرأة في ريف اليمن تعد عنصراً فاعلاً في القطاع الزراعي حيث تبلغ نسبة النساء العاملات في الزراعة أكثر من 75 %، وفي الثروة الحيوانية أكثر من 90 %، لكنها لا تحصل على الاهتمام اللازم لتحسين وضعها، وزيادة إنتاجيتها من خلال التدريب والإرشاد، والمعدات التي تخفف من أعباء العمل.

وفي تقرير سابق للبرنامج الإنمائي للأمم المتحدة، أكد أن التغيرات المناخية في اليمن أثرت بشكل كبير على قطاع الزراعة، وهو القطاع الحيوي الذي يعمل فيه عدد كبير من الأفراد، ويعتبر مصدراً رئيسياً لإنتاج الغذاء المحلي في البلاد.




وتسيطر زراعة الحبوب على أغلب مساحة الزراعة في اليمن، بنحو يصل إلى 57 %، بينما تبلغ مساحة البقوليات 3%، وبقية المساحة 40% تستخدم في زراعة كل من الفاكهة والخضروات والمحاصيل النقدية والأعلاف والقات.


وتقدر بيانات رسمية، أن إجمالي ما يتم زراعته من أراضي اليمن الزراعية لا يتجاوز مليوناً و600 ألف هكتار، والتي تمثل نحو 3% فقط من إجمالي المساحة الزراعية في عموم البلاد.


المصدر: شمسان بوست

كلمات دلالية: المرأة الریفیة المرأة فی فی الیمن فی الریف

إقرأ أيضاً:

«العنانية تتحدى المخدرات» في مؤتمر جماهيري في دمياط

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

دشن أهالي قرية العنانية، إحدى القرى التابعة لمركز  دمياط مبادرة رائدة لمواجهة المخدرات والقضاء عليها في القرية تماما وتوعية الشباب والفتيات بالقرية حول خطورة المخدرات.

تم تدشين المبادرة في مؤتمر جماهيري حاشد وسط إقبال كبير من أهالي القرية وبالتنسيق مع صندوق علاج ومكافحة الإدمان، تحت رعاية الدكتور أيمن الشهابي محافظ دمياط  حيث يستهدف الأهالي الوصول إلى قرية بلا إدمان حيث سيتم تنظيم عدد من الندوات لمواجهة ظاهرة التدخين والتعاطي والإدمان بمشاركة فريق عمل الصندوق، بالتعاون الكامل وحملات ميدانية بهدف نشر الوعي بين كافة فئات المجتمع، من خلال المدارس والوحدات الصحية والجمعيات الزراعية ومراكز الشباب والوحدات الاجتماعية.
كما تم تكريم الشباب والفتيات والأطفال بالقرية من خلال مسابقة رسم لتكريم الفنانين بالقرية وتحفيزهم على المشاركة في الحملة التوعوية التي تم إطلاقها.

يذكر أن صندوق علاج المخدرات يعمل على الوعي المجتمعي بمخاطر الإدمان والمخدرات، حيث يتم تنفيذ خطوات جادة للعلاج من الإدمان في سرية تامة على الخط الساخن للصندوق (16023) وبالمجان ويتم من خلال المبادرة تقديم حزمة من الأنشطة الوقائية وإلقاء المحاضرات للمتخصصين ومسئولى الصندوق وإدارة شئون المرأة عن آثار التدخين والإدمان على الصحة البدنية والقدرة على ممارسه الحياة اليومية وكذا الأسباب النفسية والاجتماعية التى تدفع الفرد للتدخين والآثار المترتبة على ذلك بالإضافة الى تأهيل متدربين من إدارة شئون المرأة لدفع المدخنين والمدمنين فى تحديد هدفهم الحياتى والسعى وراء تحقيقه وهذا بالإضافة الى رأى الدين فى التدخين والتعاطى وإقناع المدخن والمتعاطى للإقلاع، كما يتم توزيع مطبوعات وبوسترات للتوعية للمواطنين بمخاطر الإدمان والتعاطى والتدخين على الشباب والاسرة والمجتمع حيث يأتي ذلك متابعة تنفيذ الخطة الوطنية لمكافحة الإدمان وقائيا وعلاجيا وقانونيا، من خلال تنفيذ سلسلة من الحملات التوعوية بهدف رفع الوعي بمخاطر إدمان وتعاطي وإدمان المواد المخدرة، بين كافة فئات المجتمع، وفي اطار تكليفات الدكتور مصطفي مدبولي رئيس الوزراء وبالمتابعة المستمرة من اللواء هشام آمنه وزير التنمية المحلية.

مقالات مشابهة

  • الأمم المتحدة ترشح 20 قرية لمسابقة "الوجهات الريفية 2025"
  • «العنانية تتحدى المخدرات» في مؤتمر جماهيري في دمياط
  • بالصور.. قافلة بيطرية للكشف على المواشي والطيور بالأقصر
  • وزير المياه:نعمل على تقليل المساحات الزراعية بسبب قلة المياه
  • «نُحب الحياة».. مبادرات تتحدى العدوان فى غزة
  • "البيئة": 3 جهات تشرف على تراخيص النزل والمزارع الريفية بالشرقية
  • الزعابي متحدثا في الجلسة النقاشية حول المرأة في التكنولوجيا الزراعية
  • تحذيرات من كتلة هوائية باردة على اليمن وتأثيرها على الزراعة
  • السودان .. حقيقة تسمم المياة في الريف الشمالي بـ أم درمان 
  • قمصان ميسي تتحدى «حظر باراجواي»!