كيف نجا خبير مايكروسوفت من مكالمة احتيالية بالذكاء الاصطناعي؟
تاريخ النشر: 17th, October 2024 GMT
أصدر سام ميتروفيتش مستشار الحلول في "مايكروسوفت" تحذيرا أمنيا بعد أن كاد يصبح ضحية لما وصفت بأنها "مكالمة احتيالية بالذكاء الاصطناعي فائقة الواقعية" قادرة على خداع حتى أكثر المستخدمين خبرة، حسب تقرير لموقع فوربس.
وبدأت القصة حسب التقرير قبل أسبوع من إدراك ميتروفيتش مدى تعقيد الهجوم الذي كان يستهدفه. وكتب في مدونة تحذيرا لمستخدمي "جيميل" (Gmail) من التهديد الذي يبدأ برسالة "تلقيت إشعارا بالموافقة على استعادة حساب (جيميل) الخاص بي".
والأسلوب الذي يبدأ بتحذير حول استعادة الحساب أو ضرورة إعادة تعيين كلمة المرور هو أسلوب احتيالي معروف عند الغالبية ويهدف إلى دفع المستخدم نحو صفحة مزيفة يدخل فيها بيانات تسجيل الدخول لتتم سرقتها.
وليس من المستغرب أن ميتروفيتش لم يقع في هذا الفخ وتجاهل الإشعار الذي بدا وكأنه قادم من الولايات المتحدة، ولكن الذي لم ينتبه له ميتروفيتش هو مكالمة هاتفية فائتة بعد نحو 40 دقيقة من الإشعار، وكانت تظهر على أنها من غوغل في سيدني بأستراليا.
وحتى الآن يبدو الأمر بسيطا ومن السهل تفاديه. ولكن بعد أسبوع تماما، بدأ ما لم يكن متوقعا، حين تلقى ميتروفيتش إشعارا آخر يخص استعادة الحساب، وتبعه مكالمة هاتفية بعد 40 دقيقة أيضا. وهذه المرة لم يغفل ميتروفيتش عن المكالمة، بل رد عليها.
كان على الطرف الآخر صوت شخص بدا أنه أميركي يدّعي أنه من دعم غوغل، وأكد أن هناك نشاطا مشبوها على حساب "جيميل". وقال ميتروفيتش "سألني إن كنت مسافرا، وعندما أجبت لا، سألني إن كنت قد سجلت الدخول من ألمانيا، فأجبت لا". كل هذا لبث الثقة في المتصل وإثارة الخوف في الشخص الذي يتلقى المكالمة.
وهنا بدأت الأمور تأخذ منعطفا خبيثا، حيث أبلغ المُتصل (موظف دعم غوغل المزيّف) أن أحد الهاكرز قد دخل إلى حساب ميتروفيتش على "جيميل" منذ 7 أيام (المدة التي تلقى فيها الإشعار الأول)، ومن ثم قام بتنزيل بيانات الحساب. وهنا دق ناقوس الخطر عند ميتروفيتش، إذ تذكر الإشعار والمكالمة الفائتة الأسبوع الماضي.
اندفع ميتروفيتش إلى محرك بحث غوغل وكتب رقم الهاتف الذي اتصل به في مربع البحث، وهنا اكتشف أن هذا الرقم أدى بالفعل إلى صفحات تتعلق بغوغل. وهذا وحده تكتيك ذكي من المرجح أن يخدع كثيرا من المستخدمين غير المطلعين، إذ لم يكن رقم دعم غوغل، بل كان رقما يتعلق بتلقي مكالمات من مساعد غوغل.
كيف تصرف ميتروفيتش مع المكالمة الاحتيالية؟طلب ميتروفيتش من الشخص المزعوم أن يرسل تأكيدا عبر البريد الإلكتروني ليتبين موثوقية الأمر، فماذا حدث؟
وصل البريد الإلكتروني بالفعل من نطاق غوغل ويبدو للوهلة الأولى حقيقيا. ولكن في هذه النقطة، لاحظ أن حقلا معينا يحتوي على عنوان مخفي بشكل ذكي ليس من نطاق غوغل، ولكن يمكن أن يخدع الأشخاص الذين لا يملكون خبرة تقنية.
ولكن ما دفع ميتروفيتش للشك في المكالمة هو عندما قال الشخص المتصل مرحبا، وبعد عدم الرد قال مرحبا مرة أخرى. وهنا قال ميتروفيتش "عند هذه النقطة أدركت أنه صوت ذكاء اصطناعي، لأن النطق والتباعد كانا مثاليين جدا".
ومن المؤكد تقريبا أن المهاجم كان يريد الوصول إلى مرحلة استرداد الحساب وتعيين كلمة سر جديدة ومن ثم الاستيلاء عليه، ومن المحتمل أيضا استخدام نوع من البرمجيات الخبيثة لسرقة ملفات تعريف الارتباط الخاصة بالجلسات لتجاوز التحقق بخطوتين إذا كانت مفعلة.
الحماية من المكالمات الاحتياليةيُستخدم التزييف العميق القائم على الذكاء الاصطناعي لاختراق الحسابات بطرق غير متوقعة كما في هذه الحالة. ولتجنب هذه الهجمات، عليك المحافظة على هدوئك في حال تواصل معك شخص يدعي أنه من دعم غوغل. وذلك لأن دعم غوغل لا يتصل بالمستخدمين أبدا، لذا فهذه علامة حمراء كبيرة على الفور.
وفي هذه الحالات لن يلحق بك أي ضرر إذا أطفأت الهاتف، ويمكنك البحث عن رقم الهاتف المتصل ومعرفة من أين أتى.
وتحقق من نشاط "جيميل" الخاص بك لمعرفة إذا ما كانت هناك أي أجهزة أخرى غير جهازك تستخدم الحساب. والأهم من ذلك، لا تتسرع في اتخاذ رد فعل عفوي، بغض النظر عن مدى الإلحاح في المحادثة. لأن هذا الإحساس بالإلحاح هو ما يعتمد عليه المهاجمون لتغيير حكمك الجيد الطبيعي وجعلك تنقر على رابط أو تُقدم بيانات اعتمادك.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات
إقرأ أيضاً:
بيتر نافارو خبير الاقتصاد الذي تفوق على ماسك في كسب ثقة ترامب
استعرض تقرير بصحيفة غارديان مسيرة المستشار التجاري في البيت الأبيض بيتر نافارو، وهو العقل المدبر للسياسات الأميركية الاقتصادية الأخيرة، مثل الحرب التجارية على الصين والرسوم الجمركية.
ووفق مراسل الصحيفة في أيرلندا روري كارول، فقد دخل نافارو البالغ 75 عاما ساحة السياسة قبل 10 سنوات، وانتقل من أستاذ جامعة غير معروف قارب سن التقاعد، إلى أحد مقربي الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4تلغراف: على بريطانيا أن تفرض ضريبة بنسبة 145% على الوجبات السريعة الأميركيةlist 2 of 4مقال بوول ستريت جورنال: تصرفات ترامب قد تؤدي إلى عزلهlist 3 of 4صحفية بريطانية: مصداقية ترامب تنهارlist 4 of 4توماس فريدمان: لم أخف يوما على مستقبل أميركا مثل الآنend of listوذكر التقرير، أن نافارو تغلب على نفوذ إيلون ماسك السياسي وتفوق عليه، ودفعت سياسات المستشار المتخبطة والفوضوية بماسك إلى وصف الأخير بأنه "أحمق" و"أغبى من شوال من الطوب"، غير أن نافارو لم يبال، مؤكدا أنه نعت سابقا بألفاظ أسوأ مثل "المجرم" و"الدجال".
بداياتويعود تاريخ هذه السمعة، وفق التقرير، إلى دور المستشار في حملة ترامب الرئاسية في عام 2016 وسياساته الاقتصادية حينها، وعدم مقدرته على التعامل مع العواقب الاقتصادية لجائحة كوفيد، ومحاولة تغيير نتائج انتخابات 2020، ما أدى إلى سجنه، ولكنه عاد الآن أكثر تأثيرا من أي وقت مضى في إدارة ترامب الثانية.
وقال التقرير، إن نافارو كان قبل عقد من الزمن، أستاذا في جامعة كاليفورنيا، إلى أن جذبت آراؤه المتشددة عن الصين انتباه حملة ترامب الانتخابية فوُظف، ومنذ ذلك الوقت دعم المستشار سياسات الرئيس المثيرة للجدل على الرغم من أنها تضر بالاقتصاد.
إعلانوأضاف التقرير أن المستشار ولد لأسرة متواضعة على الساحل الشرقي، ونال درجة الدكتوراه في الاقتصاد من جامعة هارفارد، وبدأ حياته المهنية في تدريس الاقتصاد، وخاض محاولات فاشلة للترشح كممثل ديمقراطي، قبل أن يتحول في عام 2001 إلى الكتابة في مجال الاستثمار، ثم نشر لاحقا كتبا وأفلاما وثائقية تنتقد الصين بشدة.
آراؤه توافق ترامبودفعت هذه المنشورات جاريد كوشنر -صهر ترامب- إلى العثور على كتاب نافارو "الموت على يد الصين" عبر أمازون، ما مهد الطريق لانضمام الأخير إلى حملة ترامب، وفق التقرير.
ولفت التقرير إلى أن نافارو وصف الصين بأنها "الخطر الاقتصادي الذي ينهب الولايات المتحدة"، ووصف سياساتها التجارية بأنها "اغتصاب اقتصادي"، ودافع عن فرض رسوم بنسبة 45% على البضائع الصينية في 2016، حسب التقرير.
ويرى نقاد نافارو -حسب التقرير- أنه يسعى إلى إعادة رسم قواعد الاقتصاد العالمي التي استقرت بعد الحرب العالمية الثانية، مستخدما أساليب تنطوي على تهور قد يفاقم الاضطرابات الاقتصادية ويؤجج ردود الفعل الدولية.
وأوضح التقرير، أن مؤلفات نافارو أثارت كثيرا من الجدل بعد الكشف عن استعانته بشخصية وهمية يُدعى "رون فارا"، كان يقدمه في كتبه على أنه خبير اقتصادي يدعم وجهات نظره المتشددة تجاه الصين، إذ تبين لاحقا أن "رون فارا" ليس سوى اسم مستعار، هو في الواقع عبارة عن تحريف لاسمه نافارو.
ووفق التقرير، حاول نافارو التقليل من شأن الحادثة، واصفا الأمر بأنه "مزحة" و"أسلوب أدبي"، ولكنه لم يفلح في تبديد الاتهامات بتضليل القراء، ما أضعف من مصداقيته الأكاديمية لدى بعضهم، ولكن دون أن يؤثر على مكانته في دوائر القرار المقربة من ترامب.
أما ترامب، فيراه صوتا أكاديميا يضفي شرعية على سياسة الإدارة المتشددة في التجارة، ويقدّمه باعتباره العقل الذي يملك الجرأة على كسر التقاليد والعودة إلى الحمائية الاقتصادية باعتبارها مسارا ضروريا لاستعادة التوازن الاقتصادي.
إعلان