انخلعت قلوب الملايين فى العالم كله يوم الجمعة الماضية قلقًا على فضيلة الشيخ ماهر المعيقلى إمام الحرم المكى، والذى أصيب بوعكة خفيفة أثناء صلاته بالناس بعد أن أدى خطبة الجمعة، وعند قراءة فاتحة الكتاب فى الركعة الأولى كان الإعياء قد تمكن من الشيخ الجليل وهو ما بدا ظاهرًا من صوته فتأخر فضيلته لينضم لصفوف المأمومين، وتقدم فضيلة الشيخ عبدالرحمن السديس يتقدم ليكمل الصلاة بالناس.
وفقًا لشرعنا الحنيف المرن السمح والذى لا يترك شيئًا دون تشريع، ففى حالة تعب الإمام وعدم قدرته على الصلاة بالناس عليه أن يتأخر ويقدم رجلًا من القوم يتم الصلاة بالناس ويأتم هو به.
فضيلة الشيخ ماهر المعيقلى واحد من هؤلاء الأئمة الذين حباهم الله بصوت يمس القلوب ويحرك المشاعر ويجعل الأفئدة تزداد تعلقًا بالقرآن الكريم. صوته ينساب مثل سلاسل الذهب الرقراق، فتتعلق به القلوب وتحبه الآذان من أول آية يقرؤها، تتمنى لو كنت مصليًا خلفه فى الحرم الشريف ألا ينتهى من الصلاة أبدًا، ولا أعتقد أن هناك بيتًا فى العالم الإسلامى كله يخلو من وجود نسخة مرتلة من القرآن الكريم بصوته العذب، ليس ذلك فقط، بل لا يوجد موبايل لا تجد صاحبه قد حمّل عليه القرآن بصوت المعيقلى. ولا أبالغ لو قلت إن لى أصدقاء من المسيحيين يعشقون صوت المعيقلى وكثير من أئمة الحرم، ولأن الناس أحبت الرجل وتفاعلت مع صوته كان من الطبيعى أن يتحول فضيلة الشيخ ماهر إلى مدرسة التحق بها كثير من القراء على مستوى العالم كله، من النادر ألا تجد مسجدًا فى المدن والقرى والنجوع لا يوجد به قاريء أو أكثر ممن ينتمون لمدرسة المعيقلى فى ترتيل القرآن الكريم.
أغلبنا أحب الشيخ ماهر المعيقلى من صوته قبل أن نعرف شكله. حدث ذلك مع غالبية أئمة الحرمين الشريفين الذين ذاعت شهرتهم وبلغت الآفاق من أصواتهم التى أحبها الناس وتعلقوا بها. فلما رأيناهم ازددنا بهم تعلقًا وحبًا. فى وجوههم أنوار ربانية وفى حناجرهم أصوات ملائكية. كيف لا وهم أئمة الحرمين الشريفين، بيت الله الحرام ومسجد رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم. تربطنا بهم علاقة إنسانية فريدة تجعلنا نحبهم فى الله ونحب أن نعرف أخبارهم وكل ما يتعلق بحياتهم.
عن نفسى أينما كنت ينقلنى صوت فضيلة الشيخ السديس وفضيلة الشيخ الشريم فى فيمتو ثانية للكعبة المشرفة، أجدنى أمامها وجهًا لوجه، أما صوت فضيلة الشيخ على الحذيفى فهو كلمة السر فى دخولك للروضة بجوار قبر أحب خلق الله إلى الله، محمد وحزبه أبو بكر وعمر، وعلى بعد أمتار منهم وفى البقيع حيث مقابر صحابته الكرام رضى الله عنهم أجمعين.
بيننا وبين أصوات أئمة الحرم قصة حب فى الله لا تنتهى أبدًا. يزداد هذا الحب فى قلوبنا كلما سمعت أحدهم يتحدث عن فضل كبار القراء المصريين عليهم أمثال مشايخنا العظام أصحاب الفضيلة الحصرى والمنشاوى ومحمد رفعت والطبلاوى وعبدالباسط ومصطفى إسماعيل وعبدالحكم وغيرهم. أئمة الحرمين كلهم يقولون إنهم تتلمذوا على أصوات كبار القراء المصريين؛ لذا ليس غريبًا أن تجد مشايخنا الكبار أصحاب نصيب الأسد فى إذاعة القرآن الكريم السعودية فهم يعرفون قدر مشايخنا وقيمتهم.
فاللهم اشف عبدك ماهر المعيقلى ولا تسئنا فيه أبدًا وكل الدعاء لله عز وجل أن يحفظ علينا كل مشايخنا الكرام فى مصر والسعودية والعالم ممن لا يقرأون القرآن فقط بحناجرهم القوية العذبة، بل يقرأونه بقلوبهم فتصل قراءاتهم إلى قلوبنا مباشرة. فاللهم بارك فيهم جميعا، فإن لم تسع المساحة لذكرهم جميعا فتسعهم قلوب المسلمين فى كل بقاع الأرض.
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: قلوب الملايين فضيلة الشيخ ماهر المعيقلي إمام الحرم المكي الشيخ عبدالرحمن السديس القرآن الکریم فضیلة الشیخ الشیخ ماهر
إقرأ أيضاً:
بمشاركة رئيس جامعة أسوان.. تكريم حفظة القرآن الكريم بالمحافظة
شهد الدكتور لؤي سعد الدين نصرت القائم بأعمال رئيس جامعة أسوان، اليوم الجمعة، حفل تكريم 400 من حفظة القرآن الكريم في المسابقة السنوية تحت شعار "القرآن يجمعنا" التي اقيمت تحت إشراف لجنة تحكيم متميزة، وبحضور عدد من القيادات التعليمية والدينية من أسوان ومختلف المحافظات.
جاء ذلك بحضور الدكتور سيد حسن، رئيس الإدارة المركزية لمنطقة أسوان الأزهرية، والدكتور رمضان أبو طربوش، شيخ مقارئ أسوان، وعدد من الشخصيات القيادية من مختلف الطوائف والأديان، إلى جانب جمع من علماء الأزهر والأوقاف. كما شهد الحفل حضور القس بولا، ممثل الكنيسة بأسوان، وهو ما يعكس تلاحم المجتمع الأسواني في دعم هذه الفعالية الدينية المميزة.
وفي كلمته خلال الحفل، أكد الدكتور سيد حسن على أهمية حفظ القرآن الكريم، موضحًا أن حفظ الكتاب العزيز ليس مجرد حفظ لألفاظ، بل هو تمسك بقيم ومبادئ الدين الإسلامي الحنيف، مشيرًا إلى أن حفظة القرآن الكريم هم أرفع الناس منزلة، وهم حاملو القيم والأخلاق التي تنير دروب المجتمع.
وأكد الدكتور لؤي سعد الدين رئيس جامعة أسوان، علي حفظ القرآن الكريم لدي النشء والشباب لأن التعليم في الصغر كالنقش علي الحجر، ولذلك عبر "نصرت " عن تقديره لجميع من ساهم في إخراج المسابقة بشكل يليق بحفظة القرآن الكريم، مؤكدًا أن هذا التكريم يهدف إلى تحفيز الأجيال القادمة على حفظ وتدبر آيات القرآن الكريم، وهو ما يعزز القيم الدينية في المجتمع.
من جانبه، أشار أشرف محمد صابر، الراعى الرسمي للمسابقة، إلى أن المسابقة تميزت هذا العام بتنوع الفئات التي شاركت فيها، حيث تضمنت مسابقة لحفظ العشر الأخير من القرآن، مسابقة لحفظ عشرة أجزاء، مسابقة لحفظ القرآن كاملاً، إضافة إلى مسابقة لحفظ القرآن مع متن الجزرية وأوضح أن 558 متسابقًا تقدموا للمسابقة على مستوى المحافظة، وتمكن 400 منهم من الوصول إلى التصفيات النهائية.
كما أعلن صابر عن تكريم الفائزين ومنحهم جوائز قيمة، من بينها رحلات عمرة للفائزين الذين حفظوا القرآن كاملاً.
في كلمته، أكد الدكتور رمضان أبو طربوش على أهمية تكريم حفظة القرآن الكريم، مشيرًا إلى أن هذا التكريم هو بمثابة دعم معنوي لهم للاستمرار في حفظ الكتاب العزيز والعمل بتعاليمه، حيث أن القرآن الكريم ليس فقط دستورًا دينيًا، بل هو مصدر للسكينة والطمأنينة في الحياة.
كما أشار الشيخ صلاح أبو مسلم، منسق المسابقة، إلى أن حفظة القرآن الكريم هم "أهل الله وخاصته"، وأن تكريمهم يعد تحفيزًا لهم للاستمرار في التمسك بكلام الله، الذي يعد مصدرًا للأخلاق الحميدة والنور في الدنيا والآخرة.
وفي ختام الحفل، تم تكريم الفائزين في مختلف فئات المسابقة، من بينهم 6 أطفال فازوا في مسابقة أجمل تلاوة وصوت، و18 متسابقًا في مسابقة حفظ العشر الأخير، و13 متسابقًا في حفظ عشرة أجزاء، بالإضافة إلى 10 متسابقين فازوا في مسابقة حفظ القرآن كاملاً، و3 متسابقين فازوا في مسابقة حفظ القرآن مع متن الجزرية.
ويستمر هذا التكريم السنوي في تجسيد شعار المسابقة "القرآن يجمعنا"، ويعكس تلاحم المجتمع الأسواني في دعم وتشجيع حفظة القرآن الكريم بمختلف فئاتهم العمرية.