بوابة الوفد:
2025-05-02@23:10:36 GMT

عن الأهرام وناطحات السحاب

تاريخ النشر: 13th, August 2023 GMT

فى بداية هذا العام كنت باحثًا زائرًا فى جامعة هارفارد الأمريكية. لا يكاد يخلو أى حديث يدور بينى وبين من قابلتهم هناك من الإشارة إلى بلدى مصر مقرونة بالأهرام وأبى الهول. يذكرنى هذا باقتران أمريكا بناطحات السحاب فى منظورنا وكتاباتنا عنها منذ بدايات القرن الماضى. 

لكنّ هناك فرقًا: كانت الأهرامات المصرية مقابر ملكية، ومثوى أخيرًا للفرعون وعائلته، وشكّلت غالبًا جزءًا من مجمع واسع النطاق يتضمن مواقع دفن الملكات والمعابد الجنائزية للطقوس اليومية.

أما ناطحات السحاب فهى تظهر أفكارًا حديثة وجرأة معمارية فائقة، مؤشرة على تقدم أمة شابة تلعب دورها كقوة عظمى على المسرح العالمى. وتتجلى هذه الجرأة فى نفس الاسم الذى أطلقه الأمريكيون على هذا الصرح المعاصر: skyscraper ترجمناها تواضعا «ناطحة سحاب»، بناء شاهق «يكشط» السحاب، بلا خجل ولا وجل ولا اعتذار. 

ومكتبة «وايدنر» فى هارفارد تحتوى على الكثير من الكتب والمراجع المتعلقة بتاريخ العلاقات الأمريكية–المصرية. كانت مفاجأة لى أن أقرأ أنه فى عام 1862، احتج الرئيس لينكولن على وجود القوات المصرية فى المكسيك الذين كانوا هناك فى ذلك الوقت يدعمون الثوار، أو أن الخديو إسماعيل، حاكم مصر فى عام 1868 جنّد قدامى المحاربين الأمريكيين فى الحرب الأهلية الأمريكية لتحديث الجيش المصرى، أو أنه فى عام 1880، أهدت مصر إلى أمريكا مسلة فرعونية قديمة، والمعروفة باسم إبرة كليوباترا، والتى أقيمت فى حديقة «سنترال بارك» بنيويورك. 

أثارت زيارة الرئيس ثيودور روزفلت لمصر فى عام 1910 ردود فعل سلبية من المصريين. ألقى الرئيس الأمريكى خطابًا فى الجامعة الأهلية المصرية المنشأة حديثًا، هاجم فيه التعصب الدينى، ولكن بدا أنه أعرب عن وجهات نظر مؤيدة للاحتلال البريطانى لمصر. ونُقل عنه قوله: «إن تدريب الأمة على التكيف بنجاح للوفاء بواجبات الحكم الذاتى هى مسألة ليست لعقد أو عقدين، بل هى مسألة أجيال». 

وأثارت مثل هذه الآراء انتقادات من محمد فريد وأحمد شوقى (جريدة الرسالة رقم 893  لسنة 1910) لكن هذه الحادثة لم تكن لتؤذى المشاعر المصرية تجاه الولايات المتحدة كما سيلاحظ فى الأربعين سنة القادمة منذ زيارة تيودور روزفلت لمصر.

ولإعطاء فكرة سريعة عن تطور النظرة المصرية عن المجتمع الأمريكى دعونى أستشهد بملاحظة عن المرأة الأمريكية للأمير محمد على (1912): «... والذى استغربته أنى رأيت كثيرا من السيدات راكبات عربات صغيرة مقفلة تمشى بقوة الكهرباء، وهن اللاتى يحركنها بأنفسهن بدون سائق يقودها بلا خوف ولا وجل، فقلت إذ ذاك: إن الأمريكيين الذين أمهاتهم أمثال هؤلاء السيدات الممتلئات نشاطا وثباتا وقوة جنان جديرون بما نالوا من الصيت الطائر فى جميع أنحاء العالم، فأكثر أخلاق الولد وعوائده مكتسب من أمه، فالأمم ترتفع بارتفاع المرأة فيها وتنحط بانحطاطها...».  

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الأهرام ناطحات السحاب الأهرامات المصرية فى عام

إقرأ أيضاً:

تكريم المهندس رامي فارس كأفضل مطور عقاري شاب لعام 2024

في احتفالية مميزة نظمتها مجلة الشباب الصادرة عن مؤسسة الأهرام، تم تكريم المهندس رامي فارس، مؤسس ومالك شركة رفكو للتطوير العقاري، كأفضل مطور عقاري شاب لعام 2024، تقديرًا لدوره الريادي في تقديم حلول مبتكرة ومشروعات تنموية تركت بصمة واضحة في السوق المصري، وخاصة بالعاصمة الإدارية الجديدة.

وجاء تسليم درع التكريم من الدكتور عمر نصار، مدير عام جريدة الأهرام.

ويُعد رامي فارس من أبرز الأسماء التي أعادت تعريف مفهوم التطوير العقاري، من خلال رؤية استثمارية متكاملة تمزج بين الجودة والتخطيط الذكي، وتراعي التغيرات الاقتصادية وتطلعات الشباب نحو السكن والاستثمار.

وأكدت إدارة المجلة أن هذا التكريم يأتي في إطار دعم وتمكين رجال الأعمال الشباب القادر على صناعة التغيير، وتقديرًا لنماذج قيادية تقدم قدوة حقيقية للأجيال القادمة.

المهندس رامي فارس كأفضل مطور عقاري

مقالات مشابهة

  • صحفيو الأهرام يتوجهون للتصويت في انتخابات الصحفيين | فيديو
  • اكتمال النصاب القانوني للجمعية العمومية لنقابة الصحفيين
  • بدء التسجيل في كشوف الجمعية العمومية للصحفيين
  • بدء التصويت في انتخابات نقابة الصحفيين 2025
  • الرئيس التنفيذي لهيئة الشارقة لـ(أ ش أ): المشاركة المصرية بمهرجان الشارقة القرائي للطفل 2025 إضافة مميزة
  • عبدالمحسن سلامة: سأكون نقيبًا لكل الصحفيين.. وأخوض المعركة من أجل نقابة قوية
  • الزيادة لن تكون مرة واحدة.. عبدالمحسن سلامة يكشف رؤيته بشأن بدل الصحفيين
  • محمد فايز فرحات: نحتاج إلى نقيب للصحفيين يتعامل مع كل اهتمامات الزملاء
  • تكريم المهندس رامي فارس كأفضل مطور عقاري شاب لعام 2024
  • 4 مليارات يورو دعمًا من أوروبا لمصر.. وقبرص في طليعة المؤيدين.. ونواب: نجاح لجولات الرئيس السيسي الخارجية