فى بداية هذا العام كنت باحثًا زائرًا فى جامعة هارفارد الأمريكية. لا يكاد يخلو أى حديث يدور بينى وبين من قابلتهم هناك من الإشارة إلى بلدى مصر مقرونة بالأهرام وأبى الهول. يذكرنى هذا باقتران أمريكا بناطحات السحاب فى منظورنا وكتاباتنا عنها منذ بدايات القرن الماضى.
لكنّ هناك فرقًا: كانت الأهرامات المصرية مقابر ملكية، ومثوى أخيرًا للفرعون وعائلته، وشكّلت غالبًا جزءًا من مجمع واسع النطاق يتضمن مواقع دفن الملكات والمعابد الجنائزية للطقوس اليومية.
ومكتبة «وايدنر» فى هارفارد تحتوى على الكثير من الكتب والمراجع المتعلقة بتاريخ العلاقات الأمريكية–المصرية. كانت مفاجأة لى أن أقرأ أنه فى عام 1862، احتج الرئيس لينكولن على وجود القوات المصرية فى المكسيك الذين كانوا هناك فى ذلك الوقت يدعمون الثوار، أو أن الخديو إسماعيل، حاكم مصر فى عام 1868 جنّد قدامى المحاربين الأمريكيين فى الحرب الأهلية الأمريكية لتحديث الجيش المصرى، أو أنه فى عام 1880، أهدت مصر إلى أمريكا مسلة فرعونية قديمة، والمعروفة باسم إبرة كليوباترا، والتى أقيمت فى حديقة «سنترال بارك» بنيويورك.
أثارت زيارة الرئيس ثيودور روزفلت لمصر فى عام 1910 ردود فعل سلبية من المصريين. ألقى الرئيس الأمريكى خطابًا فى الجامعة الأهلية المصرية المنشأة حديثًا، هاجم فيه التعصب الدينى، ولكن بدا أنه أعرب عن وجهات نظر مؤيدة للاحتلال البريطانى لمصر. ونُقل عنه قوله: «إن تدريب الأمة على التكيف بنجاح للوفاء بواجبات الحكم الذاتى هى مسألة ليست لعقد أو عقدين، بل هى مسألة أجيال».
وأثارت مثل هذه الآراء انتقادات من محمد فريد وأحمد شوقى (جريدة الرسالة رقم 893 لسنة 1910) لكن هذه الحادثة لم تكن لتؤذى المشاعر المصرية تجاه الولايات المتحدة كما سيلاحظ فى الأربعين سنة القادمة منذ زيارة تيودور روزفلت لمصر.
ولإعطاء فكرة سريعة عن تطور النظرة المصرية عن المجتمع الأمريكى دعونى أستشهد بملاحظة عن المرأة الأمريكية للأمير محمد على (1912): «... والذى استغربته أنى رأيت كثيرا من السيدات راكبات عربات صغيرة مقفلة تمشى بقوة الكهرباء، وهن اللاتى يحركنها بأنفسهن بدون سائق يقودها بلا خوف ولا وجل، فقلت إذ ذاك: إن الأمريكيين الذين أمهاتهم أمثال هؤلاء السيدات الممتلئات نشاطا وثباتا وقوة جنان جديرون بما نالوا من الصيت الطائر فى جميع أنحاء العالم، فأكثر أخلاق الولد وعوائده مكتسب من أمه، فالأمم ترتفع بارتفاع المرأة فيها وتنحط بانحطاطها...».
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الأهرام ناطحات السحاب الأهرامات المصرية فى عام
إقرأ أيضاً:
احتفاء خاص بالمرأة المصرية.. كيف احتفل الرئيس السيسي والسيدة الأولى بيوم المرأة العالمي؟
توجه الرئيس عبدالفتاح السيسي، اليوم السبت، بكل التحية والتقدير إلى المرأة المصرية؛ رمز العطاء والصبر والتدبير، بمناسبة يوم المرأة العالمي.
وقال الرئيس السيسي، على حسابه الرسمي بموقع "فيسبوك"، "في يوم المرأة العالمي، أتوجه بكل التحية والتقدير إلى المرأة المصرية؛ رمز العطاء والصبر والتدبير، الشريكة الفاعلة في مسيرة التنمية والبناء والتطوير، وسند وطنها في كلّ الظروف والأحوال".
المرأة المصرية شريكة فاعلة في التنمية وسند الوطنوأضاف: "في هذا اليوم نؤكد التزام الدولة بدعمها وتمكينها ورعايتها.. كل عام وكل امرأة مصرية ملهمة، قوية، ومعطاءة".
فيما عبرت السيدة انتصار السيسى، قرينة رئيس الجمهورية عن سعادتها البالغة بلقاء مجموعة من السيدات المصريات الملهمات، اللاتي قدّمن نماذج مشرفة في مختلف المجالات. كل واحدة منهن تعكس قوة الإرادة والعطاء، وتجسد روح المرأة المصرية القادرة على تحقيق النجاح والتأثير.
سأظل دائمًا داعمة لكل سيدة تسعى لتحقيق أحلامهاوقالت السيدة انتصار السيسى، علي صفحتها الرسمية بـ"فيسبوك":أؤمن بأن كل امرأة تحمل في داخلها طاقة عظيمة، وسأظل دائمًا داعمة لكل سيدة تسعى لتحقيق أحلامها وبناء مستقبل أكثر إشراقًا لوطننا.
السيدة انتصار السيسى عن نساء مصر في يوم المرأة العالمى: قدّمن نماذج مشرفة
اليوم العالمي للمرأة.. إدارة الحوار الوطني: مصدر العطاء والصمود والتفاني
اليوم العالمي للمرأة.. 5 نساء غيرن التاريخ ومهدن الطريق للأجيال القادمة
"التاء المربوطة... سر قوتك".. القومي للمرأة يحتفل بالسيدات في المطار| صور
وتحرص الدولة المصرية على تعزيز مكانة المرأة باعتبارها شريكًا أساسيًا في بناء المجتمع ونهضته، من خلال اتباع نهج متكامل على مدار أكثر من عشر سنوات يهدف إلى تمكينها على كافة الأصعدة، من خلال ترسيخ مبادئ العدالة وتكافؤ الفرص، وحرصت الدولة على دعم المرأة سياسيًا، من خلال تعزيز تمثيلها في مراكز صنع القرار، وضمان دورها الفاعل في رسم السياسات، بجانب تمكينها من العمل بالسلك القضائي، بما يعكس إيمان الدولة بقدرة المرأة على الإسهام في تحقيق العدالة وترسيخ سيادة القانون.
علاوة على مواصلة جهود التمكين الاقتصادي للمرأة من خلال توفير بيئة داعمة لريادة الأعمال، وتعزيز مشاركتها في سوق العمل بما يسهم في تحقيق التنمية الشاملة، أما على الصعيد الاجتماعي فقد عكفت الدولة على اتباع سياسات وبرامج تستهدف تأهيل المرأة وتعزيز دورها في المجتمع، وتوفير الرعاية الصحية اللازمة التي تكفل لها حياة كريمة، مع الحرص على ترسيخ هذه المكتسبات من خلال إطار تشريعي ومؤسسي يضمن حقوقها ويعزز دورها في شتى المجالات، وهو ما انعكس إيجابًا على الرؤية الدولية لجهود مصر من أجل تدعيم وتمكين المرأة.
وكشف الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، أن المرأة حصلت على 4 حقائب وزارية داخل مجلس الوزراء بنسبة 16% من الوزراء في الحكومة، كما مثلت المرأة 20% من منصب نائبة للوزير في الحكومة الجديدة لعام 2024، وشاركت المرأة بنسبة 33.3% في منصب نائبة المحافظ في آخر تجديد للمحافظين عام 2024.
وبلغت مساهمة المرأة في قوة العمل 16.9% من اجمالي قوة العمل (15 سنة فأكثر)، مقابل70.3% للذكور، موضحا أن معدل البطالة للإناث بلغ 17.1%، مقابل 4,2% للذكور. ووفق للإحصاء، بلغ معدل التشغيل للإناث المشتغلات (15 سنة فأكثر) 14,0% مقابل 67.4% للذكور، بلغت نسبة الإناث اللاتي يعملن عمل دائم 83.8% من إجمالي المشتغلات مقابل 61.4% للذكور.
جدير بالذكر أن مصر تقدمت 38 مركزًا في مؤشر عدم المساواة بين الجنسين "الصادر عن البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة"، لتحتل المركز 93 عام 2022، مقابل المركز 131 عام 2014، الأمر الذي يشير إلى تحسن مستويات المساواة، في حين تقدمت مصر 44 مركزًا في مؤشر التمكين السياسي للمرأة "الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي"، لتحتل المركز 90 عام 2024، مقابل المركز 134 عام 2014.
بالإضافة إلى تقدم مصر 25 نقطة في مؤشر مدى فاعلية قوانين ريادة الأعمال الخاصة بالمرأة، "الصادر عن البنك الدولي" لتصبح 100 نقطة عام 2024(للعام الثالث على التوالي)، مقابل 75 نقطة عام 2014.