بعد ضربها الحوثي.. ما عليك معرفته عن رعب القاذفة الشبح B2
تاريخ النشر: 17th, October 2024 GMT
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)—أعلنت القوات الجوية الأمريكية تنفيذ "ضربات دقيقة" ضد 5 مواقع تخزين أسلحة محصنة تحت الأرض في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن، الخميس، وقال وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، في بيان: "استهدفت القوات الأمريكية ، بما في ذلك قاذفات B-2 التابعة للقوات الجوية، العديد من المرافق تحت الأرض التابعة للحوثيين والتي تضم مكونات أسلحة مختلفة من الأنواع التي استخدمها الحوثيون لاستهداف السفن المدنية والعسكرية في جميع أنحاء المنطقة".
تحتل "القاذفة B-2 سبيرت" مكانة بارزة بين الطائرات العسكرية، فمميزاتها تجعلها تقريباً غير مرئية للرادار.. ليس ذلك فحسب، وإنما تعد أيضاً الأغلى في العالم، لتبلغ قيمتها أكثر من ملياري دولار، خلال الحرب الباردة، صمم الجناح الطائر لحمل الأسلحة النووية واختراق الدفاعات الجوية السوفييتية. ولكن، لم يتم إطلاق أي طائرة حربية، من طراز "B-2" داخل المجال الجوي الروسي، بعد سقوط جدار برلين في الحرب الباردة.
تم تسليم أول طائرة من طراز "B-2" في عام 1993 إلى قاعدة "وايتمان" للقوات الجوية في ولاية ميزوري. وفي عام 1999، تم استخدامها لأول مرة أثناء حرب "كوسوفو".
تعتبر أحد أكثر الطائرات تطوراً، حيث تستطيع "B-2" الوصول إلى أي مكان في العالم، التزود بالوقود جواً، والعودة إلى قاعدتها. ليس ذلك فحسب، وإنما لم تخسر هذه الطائرة في أي حرب.
تعتبر فكرة الجناح الطائر، وهو تصميم من دون جسم الطائرة وذيلها، من أوائل الأفكار في قطاع السفر، إذ برزت قبل الحرب العالمية الأولى في ألمانيا والاتحاد السوفيتي.
وكان هذا النوع من التصميم رائداً في الولايات المتحدة من قبل المصمم الصناعي، جاك نورثروب، الذي أصدر أولى نماذح تصميم الجناح الطائر، في عام 1940.
تعتبر الطائرة الحربية، من طراز "B-2"، هي واحدة من ثلاث قاذفات تعمل حالياً في القوات الجوية المسلحة، إلى جانب "Rockwell B-1 Lancer"، التي طارت لأول مرة في عام 1974، والطائرة العملاقة "Boeing B-52 Stratofortress"، وهي طائرة أسطورية من خمسينيات القرن الماضي، يتم تحديثها باستمرار منذ ذلك الوقت.
وتحقق الحلم في سبعينيات القرن الماضي، وذلك عند إدخال تقنية التخفي لتجنب اكتشاف الطائرات من قبل الرادارات. وقالت ريبيكا جرانت، وهي خبيرة في طراز هذه الطائرة الحربية: "كانت أحد منتجات الحرب الباردة، ولكنها أيضاً منتج لطفرة تكنولوجية كبيرة في تصميم الطائرات المتخفية".
على عكس الطائرات الأخرى، لا يتألف تصميم الجناح الطائر "B-2" من أي أشكال رأسية كبيرة، مثل الذيل، لكي ترتد موجات الرادار. ليس ذلك فحسب، وإنما تم تصميم سطح الطائرة الأملس لتشتيت موجات الرادار، مما يجعل الطائرة تبدو صغيرة مثل الطيور.
استغرقت مهمات "B-2" ما يصل إلى 44 ساعة متواصلة. ففي عام 2001، انطلقت رحلة جوية من ولاية ميزوري إلى أفغانستان أثناء عملية "الحرية الدائمة". ولهذا السبب، توجد مساحة خلف قمرة القيادة، كانت قد خصصت لاستراحة الطيارين، إضافة إلى وجود مرافق لتخزين وتسخين الطعام، وكذلك المرحاض.
وأوضحت جرانت: "تحلق كالطائرة العادية، ولكن لديها بعض الميزات الفريدة. فعندما تطير بالهواء، تجلس بالقرب من الحافة الأمامية، لذا ستلاحظ أن المنظور مختلف تماماً، ويستلزم بعض المهارات الحقيقية للطيران وتزويد الوقود".
المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: أسلحة الجيش الأمريكي الحوثيون تكنولوجيا طائرات مقاتلة الجناح الطائر فی عام
إقرأ أيضاً:
كيف سقطت “F18” الأمريكية في البحر الأحمر؟
علي الدرواني
أعلنت البحرية الأمريكية سقوط طائرة “F18” من على متن حاملة الطائرات المتموضعة في البحر الأحمر، في بيان غير مفصل: “كانت طائرة F/A-18E تُسحب بنشاط في حظيرة الطائرات عندما فقد طاقم النقل السيطرة عليها، فُقدت الطائرة وجرار السحب في البحر”، لاحقًا نقلت وسائل إعلام عن مسؤولين أن سبب السقوط، هو انزلاق بعدما قامت حاملة الطائرات “يو إس إس ترومان” بمناورة مراوغة لتجنب مسار نيران حوثية قادمة، وفق ما أكده مسؤولون أمريكيون لموقع “المونيتور” الذي علّق بدوره أنه: “لا يزال من غير الواضح نوع القذيفة أو إذا ما جرى اعتراضها”.
الأكيد هو أن الطائرة الأمريكية قد سقطت في أثناء تنفيذ عملية الاشتباك العسكرية اليمنية ضد حاملة الطائرات “هاري ترومان”، والتي كانت القوات المسلحة اليمنية قد أعلنت عنها عصر أمس الأول، وهي عملية مشتركة بين القوات البحرية والصاروخية وسلاح الجو المسير، بعدد من الطائرات المسيرة، والصواريخ الباليستية والمجنحة، طوال ساعات، ونتج عن الاشتباك إجبار حاملة الطائرات على التراجع عن مواقعها السابقة والاتجاه نحو شمال البحر الأحمر.
لكن ما ليس مؤكدًا، هو كيف سقطت؟ هناك ثلاثة سيناريوهات تتبادر إلى الذهن مع سماع بيان البحرية الأمريكية، الأول: هو أنه تم إسقاطها بنيران القوات اليمنية، وأصيبت بصاروخ بالستي أو مجنح أو بطائرة مسيرة، وتتعمد البحرية الأمريكية إخفاء الأمر حفاظًا على ما تبقى من سمعة “ترومان”، والبحرية الأمريكية التي تعاني من العجز في تحقيق أهدافها في اليمن على مدى أكثر من ستة أسابيع، كلفتها ثلاثة مليارات دولار حسب موقع “رسبونسبول” الأمريكي.
السيناريو الثاني: هو أنها قد سقطت بفعل نيران صديقة، وبهذا يكون ثاني سقوط لطائرة من هذا النوع، بعد إسقاط واحدة في البحر الأحمر في ديسمبر/2024م فوق حاملة الطائرات نفسها، “هاري ترومان”. وسبب إخفاء مثل هذا الاحتمال، هو لمنع تكرار الإحراج الذي لحق بقادة الحاملة في المرة السابقة، بعد أن ظهروا بوضع المرتبك الخائف المرعوب، وتم إطلاق النار نحو الطائرة على سبيل الخطأ، دون أي تدقيق، رغم الأنظمة المتقدمة للتعرف على الأجسام الصديقة، والتي يبدو أنها فشلت هي الأخرى في تنفيذ تلك المهمة بالشكل المطلوب.
السيناريو الثالث: هو ما يبدو أن البحرية الأمريكية ذاهبة اليوم إلى اعتماده، عبر التسريبات المتعددة لوسائل الإعلام والصحافة الأمريكية وغيرها، ويتلخص كما سبق، بانزلاق الطائرة في أثناء محاولة البحارة قطرها في الحظيرة، وبينما كانت “ترومان” تحاول الهروب بسرعة خوفًا من إصابتها من قبل القوات اليمنية، انعطفت بشكل حاد، كما تقول الرواية المطلوب تمريرها، ومن المنطقي حينها أن يفقد البحارة السيطرة عليها وعلى الجرار، وبالتالي تتعرض للسقوط.
النتيجة الواضحة، لمختلف السيناريوهات، أن السقوط كان بسبب العملية المشتركة أمس الأول، والتي تشير إلى حالة الإرباك والتخبط والرعب التي تعيشها منظومة القيادة والسيطرة في الحاملة “ترومان”، ما يشكل فضيحة مدوية للبحرية الأمريكية، ويكشف عن الفوضى الخطيرة التي تعتري العمليات الأمريكية بشكل عام.
إن مجرد انعطافة الحاملة “ترومان” بهذا الشكل الحاد يعني أن الدفاعات الجوية التابعة لها لم تكن فعالة، ولا توفر الأمن الكامل للحاملة، وبالتالي فهناك توقعات مرتفعة لدى قادة “ترومان”، بإصابتها، ولهذا فلا مجال أمامها سوى الهروب.
هروب حاملة الطائرات أمام العمليات اليمنية، ليس جديدًا، فقد كانت “أيزنهاور”، و”لينكولن”، مبدعتين في تنفيذ إستراتيجية الهروب، كما تندر عليهما بذلك السيد عبد الملك الحوثي في عدة خطابات.
يبقى أنه، وبالنظر إلى الرواية الأمريكية، فإذا كانت هذه الطائرة قد سقطت، وهي تزن من 11 إلى 17 طنًا، نتيجة انعطاف حاد، فهذا يعني أن القوة الطاردة المركزية التي تسلّطت على الطائرة كانت كبيرة بما يكفي لتحريك ذلك الوزن الثقيل جدًا، لدرجة سقوطها في البحر، وعليه فما الذي حل ببقية الطائرات؟ وهذا ما يجب مناقشته مع الخبراء في هذا المجال.