ولادات تحت القصف.. لبنانيات حوامل يعانين وقصص مؤلمة تروى
تاريخ النشر: 17th, October 2024 GMT
لم تكن تدري ليال، الشابة العشرينية أن صوت القصف الذي طال إحدى المناطق الجنوبية سيتسبب بتشوه لجنينها الذي فقدته بين أحشائها. ليال، العروس الجديدة، التي نزحت إلى مركز إيواء في الجبل تسرد لـ"لبنان24" قصتها المؤلمة، مع أوّل جنينٍ لها، انتظرته بعد سنة وشهرين من الزواج، وفقدته بعد أن علمت قبل فترة قصيرة بحملها، وذلك عقب ضربة إسرائيلية عنيفة خلال نومها في غرفتها في الجنوب، والتي سبّبت لها صدمة، أثّرت على جنينها.
قصة ليال هي واحدة من عشرات القصص، إذ إن الحرب الآثمة التي يشنّها العدو الإسرائيلي على لبنان طالت عشرات الأجنة الذين لم يتمكنوا من الصمود داخل رحم إمهاتهم. فمن قوة أصوات الضربات المفاجئة، وصولا إلى النزوح المنهك، والإستقرار في مراكز إيواء من دون الحصول على الرعاية الطبية اللازمة، كل ذلك أثّر على نتيجة حمل العشرات من الأمهات اللواتي كن ينتظرن وضع مولودهن. وهذا الخوف يأتي بالتوازي مع تحذيرات أطلقها صندوق الأمم المتحدة، الذي أشار إلى أن 520 ألف امرأة تأثرن بتصاعد حدة الصراع في لبنان، وبحسب أرقام غير رسمية حصل عليها "لبنان24"، فإن قرابة 11650 امراة حامل نزحن أو هن معرضات للنزوح أو يحتجن مساعدة ورعاية صحية، بالاضافة إلى الحماية والتغذية والمياه النظيفة وخدمات النظافة.
وحسب صندوق الأمم المتحدة فإن الضمانات وسط العنف تتراجع خاصة لناحية خطورة انقطاع الخدمات الصحية الإنسانية المنقذة لحياة النساء والفتيات.
مصدرٌ طبي أكّد لـ"لبنان24" أن من اصل 11 ألف حالة حمل، من المتوقع أن تضع أكثر من 3700 مرأة قريبًا مولودها، والأمور بدأت تظهر تدريجيًا داخل مراكز الإيواء، إذ إن هناك معلومات تفيد بأن النساء يضعن مواليدهن داخل المراكز، بينما تحاول الاطقم الطبية أن تقسّم مواعيد الولادة من الأكثر خطورة أو حالة طارئة إلى الاقل خطورة. ويلفت المصدر إلى أنّ الأطقم الطبية لاحظت في الأسابيع الماضية عددًا من وفيات الاجنة أو الولادات المبكرة. ويعزو المصدر الطبي السبب إلى الانقباضات المفاجئة بسبب أصوات القذائف أو خرق جدار الصوت، بالاضافة إلى الإنهاك والتعب بسبب التنقل والنزوح، وعدم النوم بشكل مريح، بالاضافة إلى السبب الاكثر شيوعا وهو عدم الإلتزام بالمواعيد الطبية، أو المتابعة مع الأطباء.
ويشير المصدر إلى أن حالات ارتفاع الوفيات عند الأجنة أو التشوهات باتت مقلقة حيث تتراوح بين 3 او 4 حالات بشكل أسبوعي، وذلك بالنسبة إلى الحالات التي يتم الإبلاغ عنها أو رصدها داخل المستشفيات.
بالتوازي، علم "لبنان24" أن عددًا من النساء اتخذن قرار وضع مولودهن في سوريا، إلا أنّ ضرب طريق المصنع حال دون ذلك، وقررت عائلات كثيرة الانتقال إلى مناطق بالقرب من المستشفيات أو العيادات مؤقتًا وذلك لوضع الجنين، إلا أن فكرة تغيب الاطباء غالبًا ما ترافق النساء، خاصة وأن الطاقم الصحي في لبنان يعمل بأقصى طاقته، هذا في وقت أفادت مصادر وزارة الصحة أنّها خصّصت رقما خاصا لمرضى الكلى والسرطان والحوامل (1214)، كما ستتولى تغطية 80% من كلفة الولادة للنساء الحوامل داخل المراكز، فيما ستسد منظمة تابعة للأمم المتحدة 20% المتبقية.
وتؤكّد المصادر أن الوزارة تتابع التواصل مع جميع النساء الحوامل ولو لم تستطع أن تصل للجميع، مشيرة إلى أنّه يتم فحصهن واطلاعهن على وضع الحمل.
ومنذ بدء النزوح، كانت قد شهدت بلدة الشوير ولادة الطفلة كلارا، وهي تعتبر أوّل طفلة مولودة في أحد ملاجئ النزوح. كما وشهدت ثانوية برجا الرسمية ولادة طفل، رافقها مبادرة استثنائية بتوزيع المغلي والإحتفال.
المصدر: خاص لبنان24
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: إلى أن
إقرأ أيضاً:
جوتيريش يطرح عدة طرق للتغلب على التهديدات التي تواجه التعددية في العالم
طرح الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، عدة طرق في أربع مجالات للتغلب على التهديدات التي تواجه التعددية في العالم، باعتبار التغلب عليها محركا وقوة دافعة لميثاق المستقبل، في ظل صراعات مميتة تضاعف وتعمق خسائر بشرية فادحة، وتنتشر عدوى الإفلات من العقاب، ويتزايد الفقر والجوع وعدم المساواة، فيما تتفوق ثروة حفنة من الرجال على ثروة نصف البشرية.
وبحسب مركز إعلام الأمم المتحدة، عدَّد جوتيريش أربعة مجالات يمكن من خلالها التغلب على تهديدات اليوم من خلال الوقوف صفا واحدا وصياغة حلول مشتركة، أولها:يجب أن نجد حلولا مشتركة للسلام في عالمنا المجزأ، مضيفا أن السلام شحيح في جميع أنحاء العالم.
وأشار جوتيريش، إلى عدد من الصراعات بما فيها غزة، حيث قال إنه منذ الهجمات في 7 أكتوبر، أطلقت العمليات العسكرية الإسرائيلية التي تلت ذلك، العنان لمستوٍ غير مسبوق من الموت والدمار، وعبر عن شعوره بالغضب إزاء الهجمات الإسرائيلية على غزة هذا الأسبوع، والتي أودت بحياة المئات.
وجدد جوتيريش، التعبير عن الحزن العميق والصدمة البالغة إزاء مقتل أحد موظفي الأمم المتحدة وإصابة خمسة آخرين عندما تعرضت دارا ضيافة تابعتان للأمم المتحدة في دير البلح للقصف، مضيفا أنه من المروع أن يُقتل خمسة آخرون من موظفي وكالة الأونروا هذا الأسبوع، ليصل عدد القتلى من موظفي الأمم المتحدة إلى 284 شخصا.
وقال جوتيريش: «أتاح وقف إطلاق النار أخيرا قدرا من الارتياح لتخفيف المعاناة المروعة للفلسطينيين في غزة، والارتياح للعائلات الإسرائيلية التي رحبت أخيرا بالرهائن العائدين إلى ديارهم بعد أكثر من عام من المعاناة واليأس، ودعا بشدة إلى استعادة وقف إطلاق النار، وإعادة إدخال المساعدات الإنسانية دون عوائق، وإطلاق سراح الرهائن المتبقين فورا ودون قيد أو شرط».
وتابع: «بالإضافة إلى إنهاء هذه الحرب الرهيبة، يتعين علينا إرساء أسس السلام الدائم من خلال خطوات فورية لا رجعة فيها نحو حل الدولتين حيث تعيش إسرائيل وفلسطين جنبا إلى جنب في سلام وأمن، بما يتماشى مع القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة».
وشدد جوتيريش، على أنه يتعين على الأطراف المتحاربة اتخاذ إجراءات فورية لحماية المدنيين، ودعم حقوق الإنسان، وإحلال السلام، والسماح لآليات رصد حقوق الإنسان والتحقيق المحلية والدولية بتوثيق ما يحدث على أرض الواقع، وأشار إلى أن "المُثل الأوروبية تعد تذكيرا قويا بمسؤوليتنا المشتركة تجاه أكثر شعوب العالم ضعفا، ودليلا على أن الانعزالية وهم، وليست حلا أبدا.
أوضح جوتيريش، أن ثاني المجالات أنه يمكن التغلب على التهديدات التي تواجه التعددية من خلال إيجاد حلول مشتركة للحد من أوجه عدم المساواة وضمان العدالة المالية للجميع، وأشار إلى ما تضمنه مـيثاق المستقبل من دعوة لتحفيز اقتصادي شامل لمساعدة الدول على الاستثمار في أهداف التنمية المستدامة.
أما ثالث المجالات التي دعا جوتيريش للتركيز عليها، فهى تعزيز التعددية في المستقبل من خلال إيجاد حلول مشتركة للعمل المناخي قبل فوات الأوان، مشددا على أن التضامن المناخي التزام أخلاقي، ومسألة بقاء لنا جميعا.
وقال جوتيريش: «رابعا، يمكننا التغلب على التهديدات التي تواجه التعددية من خلال ضمان دعم التكنولوجيا لحقوق الإنسان».
وأكد أنه يتعين على البشر دائما الاحتفاظ بالسيطرة، مسترشدين بالقانون الدولي وحقوق الإنسان والمبادئ الأخلاقية، ويجب أن تخدم التكنولوجيا البشرية، وليس العكس.
اقرأ أيضاً«جوتيريش»: العمليات الإسرائيلية وصلت إلى مستوى غير مسبوق من الدمار في غزة
جوتيريش يدعو إلى استئناف تدفق المساعدات إلى قطاع غزة فورًا
جوتيريش يؤكد أهمية عمليات العدالة الانتقالية والمصالحة الشاملة في سوريا