"علاج العجز من منظور العلم والشريعة" بملتقى خريجى الأزهر بالمحلة
تاريخ النشر: 17th, October 2024 GMT
أقامت المنظمة العالمية لخريجي الأزهر الشريف فرع الغربية فعاليات المحاضرة الثالثة من المبادرة التوعوية "العجز المتعُلم في ضوء العلم والدين" بإشراف الدكتور سيف رجب قزامل رئيس فرع المنظمة بالغربية والعميد الأسبق لكلية الشريعة والقانون بطنطا وعضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، والدكتور محمود عثمان عضو مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف والعميد الأسبق لكلية الشريعة والقانون بطنطا، والدكتور حاتم عبدالرحمن رئيس الجمعية الشريعة بالمحلة والأستاذ بجامعة الملك عبدالعزيز بالسعودية، وحاضر بالندوة فضيلة الدكتور يسري خضر وكيل كلية أصول الدين والدعوة بطنطا وعضو خريجى الأزهر الشريف والدكتور أحمد العطفى استاذ الحديث بجامعة الأزهر .
واشار الدكتور يسري خضر ان الفعل يحتاج إلى قدرة و إرادة وإذا انتفت القدرة كان العجز، وإذا انتفت الإرادة كان الكسل، وإذا اجتمع العجز والكسل في إنسان فلا شأن له، فالعجز والكسل مفتاح كل شر واستعاذ منهما صلى الله عليه وسلم اللهم في دعاءه فقال"اللهَ إني أعوذ بك من الهم والحزن، والعجز والكسل، والجبن والبخل، وأعوذ بك من غلبة الدين، وقهر الرجال"
وأضاف "خضر" أن علاج العجز بكثرة المطالعة في كتب السير والتراجم وأخبار الصالحين، وأن يدرك الإنسان رسالته الحقيقية في الحياة وحق الإستخلاف في الأرض والتمكين فيها بملازمة منهج الله والأخذ بالأسباب ومع ملازمة الأذكار تقرباً لله عزوجل ومداومة القراءة الدينية ومن أهم كتب الإعجاز العلمي كتاب الإعجاز العلمي في كتاب الله لدكتور راتب النابلسي،
واستطرد علاج العجز يتطلب علاج عام من خلال القراءة في الكتب والتراجم وسير الصالحين وزيارة العلماء وأهل الفضل، ومعرفة حقيقية وأهمية رسالتنا في الحياة،مع تحديد هدف سام والعمل على تحقيقه.
وعلاج خاص فعلاج العجز الإيماني بأداء الفرائض وكثرة الذكر والصدقة والقراءة وعلاج العجز والفقر الثقافي بحفظ القرآن الكريم لأنه كتاب الدعوة الأول ومصدر كل المصادر "مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ" وكذلك حفظ الصحيح من سنه رسول الله صلى الله عليه وسلم ومنها الأربعون النووية، و المطالعة المستمرة فقد بدأت الرسالة المحمدية بكلمة " اقرأ" فالقراءة مفتاح العلم فتعلم القراءة وتعلم كيف تقرأ وكيف تنقد وعليك أن تقرأ كتاب القراءة النافعة يعلمك كيف تقرأ وكتاب الطرق الجامعة في القراءة النافعة موجود على الإنترنت وقراءة كتب الفقه والحديث والتفسير ويكون لك خطة لقراءة الكتب الدينية والفكرية الصالحةوالداعمة لتنمية وبناء العقل وشئون الحياة.
وحول اسباب العجز في العالم الإسلامي قال د. أحمد العطفي، اننا تركنا السبب الذي ابتعثنا الله من أجله وخلقنا لأداءه قال تعالى "﴿ كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ ﴾ آل عمران (110).
فالاصل في علاقة المؤمن بالمؤمن هو التناصح والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإلا حدث الهوان في الأمة و سنة الله تعالى في تاريخ الدعوه وتاريخ الإسلام توالي الانتصارات والهزائم فإذا تقربنا من الله تعالى واعددنا العده وقمنا بواجبنا ننتصر، قال الله تعالى" ﴿ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ﴾ النور (55).ومن واجبنا ان نعمل ونعمق ايماننا وننطلق بالدين
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: المنظمة العالمية خريجى الأزهر بالغربية ندوة بالمحلة علاج العجز
إقرأ أيضاً:
علي جمعة: الطعام له أثر في تصرفات الإنسان وفي الاستجابة لأوامر الله
قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن للطعام آداب تهذب النفس وتشير إلى صلاح المتأدب بها وإلى فساد المتخلي عنها، فمن آداب الطعام أن تتوسط درجة حرارته، فلا يكون شديد السخونة ولا شديد البرودة، وأن يأكل الإنسان مما يليه، ولا يملأ بطنه بالطعام، فيترك للنفس والشراب مكانًا.
وأضاف جمعة، فى منشور له عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الإجتماعي فيسبوك، أن من آدابه أن يحسن الإنسان مذاقه، فنتقي الأطيب والأزكى وقد أشار القرآن الكريم إلى مثالين لتأكيد ذلك المعنى، الأول للعصاة المعاندين لرسولهم، فقال تعالى : (وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَن نَّصْبِرَ عَلَى طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنْبِتُ الأَرْضُ مِنْ بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِى هُوَ أَدْنَى بَالَّذِى هُوَ خَيْرٌ اهْبِطُوا مِصْرًا فَإِنَّ لَكُم مَّا سَأَلْتُمْ) فكان من أخلاقهم أنهم تخيروا الطعام الأقل في الجودة والمذاق والقيمة الغذائية على الطعام الأفضل، بما يشير إلى علاقة بين سوء فهمهم للطعام وتذوقه، وبين عصيانهم وعنادهم ومشغابتهم التي وسموا بها عبر القرون، بما يجعلنا نؤكد على أن للطعام أثر في هذا الكون، في تصرفات الإنسان، وفي الاستجابة لأوامر الله، وفي وضعه الاجتماعي والكوني، وقد فجمع القرآن -في آية واحدة- بين سوء ذوقهم وفهمهم بتخير الطعام الأخس على الأعلى، وبين كبير جرمهم مع الله بقتل أنبيائه، حيث عقب ذلك بقوله تعالى : (وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ) .
أما المثال الثاني فكان للصالحين وهم أهل الكهف، قال تعالى : (فَلْيَنظُرْ أَيُّهَا أَزْكَى طَعَامًا فَلْيَأْتِكُم بِرِزْقٍ مِّنْهُ وَلْيَتَلَطَّفْ وَلاَ يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَدًا) فهؤلاء الصالحين اهتموا أن يكون الطعام زكيًا طيبًا، بل أزكى الأطعمة التي يمكن أن تشترى بهذه القيمة ، فكان من الممكن أن تكون طول فترة النوم سببًا في عدم الاهتمام بتخير الطعام الأزكى، وكانت شدة الجوع مبررًا لهم لأكل أي شيء دون تميز، إلا أنهم أثبتوا أن أخلاقهم عالية مهذبة، ومن أسباب هذا العلو وذلك التهذيب تخيرهم للطعام الأزكى، فكانوا يتخيرون إذا تحدثوا من الكلام أزكاه، رضي الله عنهم، ونفعنا بهم وبسيرتهم في الدنيا والآخرة.
وفي ذلك كله إشارة لما في الطعام الزكي الطيب من آثار أخلاقية وسلوكية إيجابية تترتب عليه، كما أن الطعام الذي يأتي من الغصب والسرق، وكذلك لا يكون طيبًا في نفسه وفي مذاقه له من الآثار السلبية على خلق صاحبه وسلوكه.