17 أكتوبر، 2024

بغداد/المسلة: يواجه الاتحاد الوطني الكردستاني بقيادة بافيل طالباني وأخيه قوباد اتهامات خطيرة بعد تسريب تسجيل صوتي نشره مكتب إعلام الحزب الديمقراطي الكردستاني.

وفي التسجيل، يتحدث الشقيقان عن التحضير لعمليات تزوير تهدف إلى توجيه نتائج الانتخابات المقبلة لصالح الاتحاد الوطني. ويشير التسريب إلى أن الاتحاد الوطني يعمل بالتنسيق مع مجموعات شيعية في بغداد وجماعات موالية لدولة إقليمية، ما أثار حالة من الغضب لدى خصومه في الإقليم.

التوتر بين الحزبين اشتد في الأسابيع الأخيرة، وسط تصعيد مستمر واتهامات متبادلة. تركزت الحملة الانتخابية بشكل خاص على تشويه صورة الآخر، ما أدى إلى شوارع محتدمة.

وفي السليمانية وأربيل، وقعت اشتباكات بين أنصار الطرفين، حيث أفادت مصادر غير رسمية بأن عشرات الجرحى نقلوا إلى المستشفيات.

وبينما يزعم أنصار الحزب الديمقراطي أن الاتحاد الوطني يسعى لتخريب الديمقراطية، يؤكد أنصار الأخير أن الديمقراطي يريد احتكار السلطة بأي ثمن.

وسط هذه الأجواء المشحونة، وصلت الحملة الانتخابية إلى ذروتها مع انتهاء المدة القانونية للدعاية الانتخابية، استعداداً للانتخابات البرلمانية التي ستُجرى في 20 أكتوبر الجاري.

هذه الانتخابات ستكون حاسمة في تحديد مستقبل السلطة في الإقليم، حيث يتنافس الحزبان ولأول مرة بقوائم سياسية مستقلة. الخلافات بين الحزبين تجاوزت المنافسة الانتخابية، إذ اتسعت لتشمل قضايا قانونية، منها الخلاف حول قانون انتخابات البرلمان الكردستاني.

و لجأ الاتحاد الوطني إلى المحكمة الاتحادية لحسم مسألة تقليص عدد مقاعد البرلمان من 111 إلى 100 مقعد، وهو ما يعده الحزب الديمقراطي محاولة لتغيير قواعد اللعبة الانتخابية لصالح الاتحاد.

منذ تأسيس برلمان كردستان عام 1992، كان الحزب الديمقراطي هو المسيطر في معظم الانتخابات، مما جعله يفرض نفوذاً واسعاً على القرار السياسي. أما الاتحاد الوطني، الذي كان يوماً ما شريكاً قوياً، فيراه خصومه اليوم يسعى لاستعادة نفوذه بأي وسيلة، وهو ما يعتبرونه تهديداً لمصالحهم السياسية.

ووسط أجواء التصعيد المتزايد بين الحزبين، انتقلت المعركة الانتخابية من ساحات الإعلام إلى شوارع المدن الكردية فيما تتصاعد وتيرة الملاسنة اللفظية بين الجانبين، إذ بدأ بعض الأفراد من أنصار الاتحاد الوطني بإلقاء زجاجات ماء على جموع أنصار الحزب الديمقراطي، مما أدى إلى رد فعل غاضب من الطرف الآخر.

وفي بعض المناطق المختلطة بالانصار المنقسمين،  تحولت المشاحنات إلى اشتباك جسدي. الحجارة والزجاجات كانت تُرمى من الجانبين، بينما حاولت قوات الأمن المحلية التدخل لتفريق المتظاهرين، لكن وجود بعض المسلحين بين الجموع جعل الوضع أكثر تعقيدًا.

وفي بغض المناطق الكردية تم تمزيق لافتات الحزب الديمقراطي ورفعت شعارات تتهمه بالخيانة. سرعان ما اندلعت اشتباكات بالأيدي بين الطرفين.

يوميات الشارع الكردي باتت مشحونة بالخوف والترقب، حيث يبدو أن العنف المتصاعد قد يُلقي بظلاله على يوم الانتخابات نفسه.

وستتوزع مقاعد برلمان كردستان الـ100 حسب القانون الحالي للانتخابات بين أهم القوى الكردية المنافسة وهي: الديمقراطي الكردستاني، والاتحاد الوطني الكردستاني، وجبهة الشعب التي انشقت من الاتحاد بقيادة لاهور شيخ جنكي، ابن عم بافيل طالباني.

كما تضم الإسلاميين، حيث تمثلهم قوتان هما الاتحاد الإسلامي الكردستاني بقيادة صلاح الدين محمد بهاء الدين، وجماعة العدل الكردستاني بقيادة علي بابير، إضافة إلى حركة الجيل الجديد بقيادة المعارض شاسوار عبد الواحد، وجبهة الموقف بقيادة البرلماني السابق علي حمة صالح.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author moh moh

See author's posts

المصدر: المسلة

كلمات دلالية: الحزب الدیمقراطی الاتحاد الوطنی

إقرأ أيضاً:

كل ما تريد معرفته عن الانتخابات البرلمانية في سريلانكا

كولومبو – تنطلق اليوم الخميس الانتخابات البرلمانية في سريلانكا لاختيار 225 عضوا في الهيئة التشريعية من 22 منطقة لمدة 5 سنوات بمشاركة 17 مليون ناخب، وتكتسب أهمية كبيرة كونها تأتي بعد الانتخابات الرئاسية التي أسفرت عن انتخاب أول رئيس ماركسي في البلاد.

وقال المفوض العام للانتخابات سامان سري راتناياكه، للجزيرة نت، إنه تم الانتهاء من جميع الترتيبات الخاصة بهذا الحدث، وإنه سيشهد حضور مراقبين من دول جنوب آسيا وعدد من أعضاء الاتحاد الأوروبي، وإن النتائج النهائية ستُعلن غدا الجمعة.

القوة الشعبية الوطنية حزب الرئيس السريلانكي أنورا كومارا ديساناياكه من أبرز المنافسين بالانتخابات (رويترز) ما أبرز القوى المتنافسة في الانتخابات؟ حزب القوة الشعبية الوطنية: هو ائتلاف بين جبهة التحرير الشعبية الماركسية وعدد من المنظمات ذات التوجه اليساري والتقدمي، وينتمي الرئيس أنورا كومارا ديساناياكه إليه. حزب "ساماجي جانا بالاويجايا": هو خيمة كبيرة تضم أحزابا من الليبراليين واليمينيين وممثلين عن الأقليات العرقية والدينية، وينتمي إليه ساجيث بريماداسا الذي حلّ في المركز الثاني في الانتخابات الرئاسية. الجبهة الديمقراطية الجديدة: حزب يقوده الرئيس السابق رانيل ويكريمسينغه، وقد انشق العديد من السياسيين عن حزب "سريلانكا بودو جانا بيرامونا"، الذي كانت تقوده عائلة راجاباكسا، وانضموا إلى هذا الحزب خلال الانتخابات الرئاسية الأخيرة. التحالف الوطني التاميلي: ائتلاف من الأحزاب التي تسعى لكسب حقوق شعب التاميل في سريلانكا، ويتنافس هذا التحالف في المحافظات الشمالية والشرقية حيث يعيش أغلبية من هذا الشعب. وزير الخارجية فيجيتا هيراث أكد أن الأولوية ستكون لتحسين اقتصاد سريلانكا (الفرنسية) ما أبرز القضايا والملفات الانتخابية؟

صرح وزير الخارجية فيجيتا هيراث، للجزيرة نت، بأن الأولوية ستكون لتحسين الوضع الاقتصادي قبل الانتقال إلى صياغة دستور جديد يهدف إلى تعزيز الوحدة الوطنية بين المجموعات العرقية في سريلانكا.

وأضاف أن الحكومة تتفاوض مع صندوق النقد الدولي لإدراج بنود صديقة للشعب ضمن برنامج يدعمه تسهيل الصندوق الممدد، الذي يقدر بـ2.9 مليار دولار بهدف استعادة الاستقرار الاقتصادي الكلي وتحقيق استدامة الديون في البلاد.

يشار إلى أنه عندما كان غوتابايا راجاباكسا رئيسا لسريلانكا، أعلنت الحكومة إفلاسها مع تعليق مؤقت لسداد جميع الديون الخارجية اعتبارا من أبريل/نيسان 2022، وكان التخلف الأول عن السداد منذ استقلال البلاد عن الاستعمار البريطاني عام 1948.

ورغم أن سريلانكا دخلت في مفاوضات مع صندوق النقد الدولي، فإن احتجاجات الشعب خلال هذه الأزمة الاقتصادية دفعت راجاباكسا إلى الفرار من البلاد واستقالته من منصبه في يوليو/تموز 2022.

وخلال الحملة الانتخابية، قال زعيم المعارضة ساجيث بريماداسا إن "الحزب الحاكم يرفض النظام الاقتصادي العالمي الحالي، ولكننا نؤمن بالنظام الاقتصادي الجديد الذي أُحدث بعد الحرب العالمية الثانية عبر إنشاء المؤسسات المالية مثل البنك الدولي وصندوق النقد الدولي وبنك التنمية الآسيوي".

وأضاف "سوف نتفاوض مع الصندوق، ولكن موقف الحزب الحاكم كان أنه سوف يفعل ما يريده، وحتى صندوق النقد الدولي يعارض ذلك".

من جانبه، قال وزير الخارجية للجزيرة نت "بدأنا بالفعل في إلقاء القبض على اللصوص، وتم إيقاف أحدهم لعدم دفع ضريبة بقيمة 3.5 مليارات روبية (12 مليون دولار) وأُرسل للسجن لمدة 6 أشهر، وهناك العديد من الأشخاص مثله، ونحن بصدد اتخاذ خطوات بشأنهم"، في إشارة إلى مدير مصنع الكحول أرجون ألويسيوس، الذي حكمت عليه محكمة صلح في سريلانكا بالسجن.

ما مدى أهمية الانتخابات بالنسبة للحزب الحاكم؟

يرى المدير التنفيذي لمركز "الحملة من أجل انتخابات حرة ونزيهة" أحمد مناص أن البرلمان هو الهيئة المسؤولة عن تمرير القوانين وإقرار الميزانية. ولتنفيذ هذه المهام الأساسية، يجب على الحزب الحاكم تأمين أغلبية مقاعده، وفي حال فشله في ذلك، ستواجه الحكومة صعوبة في المضي قدما بسلاسة.

وأوضح للجزيرة نت أنه في مثل هذه الحالات، سيكون على الحزب الحاكم السعي للحصول على دعم أحزاب المعارضة مثلما حصل في الحكومات السابقة، رغم أن النتائج لم تكن دائما إيجابية. ومع ذلك، أعربت بعض الأحزاب عن استعدادها لدعم الحكومة إذا احتاجت إلى ذلك.

كيف تنظر المعارضة إلى الانتخابات؟

خلال حملته الانتخابية، أعرب زعيم المعارضة ساجيث بريماداسا عن ثقته في أن حزبه سيحقق الأغلبية البرلمانية بدعم الشعب في الانتخابات المقبلة، وأوضح أن هدفه ليس تشكيل حكومة أو معارضة قويتين، بل بناء بلد يتمتع فيه الجميع بالرخاء والنمو المستدام. وأضاف أنه إذا فاز في الانتخابات، فلا يرى أي عقبات قد تعرقل قدرة حزبه على إدارة الحكومة بالتنسيق مع الرئيس الحالي.

من جهته، قال الرئيس السابق رانيل ويكريميسينغه -في حملته الانتخابية- إن "البرلمان يحتاج إلى قادة ذوي خبرة، وإن الحزب الحاكم يفتقر إلى ذلك، وإن مرشحيه ليسوا معروفين بين الناس". ولكن وزير الخارجية أكد أنهم سيشكلون حكومة قوية.

كيف ستكون نتائج هذا السباق حسب نتائج الانتخابات الرئاسية الأخيرة؟

يرى المحلل السياسي راتيندرا كوروريته أنه بناء على نتائج الانتخابات الرئاسية، يتوقع البعض أن تؤدي الانتخابات العامة إلى برلمان معلق، فقد حصل الرئيس أنورا كومارا ديساناياكه على 43% من الأصوات في الانتخابات الرئاسية.

ويضيف أنه إذا حصل حزبه على نسبة مماثلة في السباق البرلماني، فقد يواجه صعوبة في الحصول على 113 مقعدا اللازمة لتحقيق الأغلبية البسيطة المكونة من 225 مقعدا، ومع ذلك يبدو من المؤكد تقريبا -باعتقاده- أن حزبه سيحصل على عدد أصوات أكثر في هذه الانتخابات مقارنة بالرئاسية.

وأضاف المحلل للجزيرة نت أنه لم تتحقق التوقعات السلبية التي أطلقها خصوم الرئيس السياسيون، وفي الواقع، يبدو أن المواطن السريلانكي العادي راضٍ عن الإجراءات التي اتخذتها حكومة حزبه "القوة الشعبية الوطنية" حتى الآن.

مقالات مشابهة

  • رئيس مفوضية الانتخابات: الانقسام السياسي يعيق إجراء الاستحقاقات الانتخابية
  • تزامناً مع الانتخابات البلدية.. باشاآغا: واجبنا أن نحمي المسار الديمقراطي ونصون مستقبل ليبيا
  • الديمقراطي الكردستاني يوجه انتقاداً جديداً للمحكمة الاتحادية
  • اللجنة الانتخابية تؤكد فوز الحزب الحاكم في جورجيا
  •  «الاتحادي الديمقراطي»: الشائعات مخطط إخواني وعالمي قديم ضد الدولة
  • حزب اليسار بقيادة الرئيس السريلانكي الجديد يحقق فوزاً ساحقاً في البرلمان
  • الحركات الناشئة: هل تُقصى مجدداً في لعبة التعديلات الانتخابية؟
  • قلق كردي من التعداد السكاني: الديمقراطي يحذر والاتحاد الوطني يدعم
  • كل ما تريد معرفته عن الانتخابات البرلمانية في سريلانكا
  • أوحيدة: مجلس الدولة أداة لعرقلة الانتخابات في ليبيا بقيادة الدبيبة