أفاد تقرير حديث صادر عن اللجنة العالمية لاقتصاديات المياه بأن البشرية قد أسقطت دورة المياه العالمية في حالة من الاختلال "لأول مرة في تاريخ البشرية"، مما يثير قلقاً كبيراً بشأن تأثير هذه الأزمة على الاقتصاد وإنتاج الغذاء وحياة الملايين. 

المجتمعات العمرانية: صناعة القطاع العقاري تمثل نسبة 30 % من إجمالي الناتج المحلي التخطيط تصدر بيانًا بشأن تطورات الناتج المحلي الإجمالي لمصر

ويشير التقرير إلى أن عقوداً من سوء إدارة الموارد المائية واستخدام الأراضي الضار قد تضافرت مع أزمة المناخ الناتجة عن الأنشطة البشرية لتضع "ضغطاً غير مسبوق" على دورة المياه العالمية.

 

وتتعلق دورة المياه بالنظام المعقد الذي يتحرك من خلاله الماء حول كوكب الأرض. حيث يتبخر الماء من الأرض، بما في ذلك البحيرات والأنهار والنباتات، ويصعد إلى الغلاف الجوي، ليشكل أنهاراً كبيرة من بخار الماء القادر على السفر لمسافات طويلة، قبل أن يبرد ويتكثف ليعود إلى الأرض كأمطار أو ثلوج.

وتشير المعطيات إلى أن التغيرات في دورة المياه تؤدي بالفعل إلى معاناة كبيرة، حيث يواجه نحو 3 مليارات شخص نقصاً في المياه، كما أن المحاصيل تتعرض للجفاف، والمدن تغرق مع جفاف المياه الجوفية تحتها.

وفي حال عدم اتخاذ إجراءات عاجلة، فإن العواقب ستكون أكثر كارثية. إذ يهدد أزمة المياه أكثر من 50% من إنتاج الغذاء العالمي، ومن المتوقع أن تؤدي إلى تقليص متوسط الناتج المحلي الإجمالي للدول بنسبة 8% بحلول عام 2050، مع توقعات أكبر تصل إلى 15% في البلدان ذات الدخل المنخفض.

وقال يوهان روكستروم، co-chair للجنة العالمية لاقتصاديات المياه ومؤلف التقرير: "لأول مرة في تاريخ البشرية، نحن ندفع دورة المياه العالمية إلى حالة من عدم التوازن. لم يعد بالإمكان الاعتماد على هطول الأمطار، المصدر الرئيسي للمياه العذبة."

كما يفرق التقرير بين "المياه الزرقاء"، التي تشمل المياه السائلة في البحيرات والأنهار والمياه الجوفية، و"المياه الخضراء"، التي تمثل الرطوبة المخزنة في التربة والنباتات. 

من الجدير بالذكر أن تقريراً أكاديمياً قد أشار إلى أن الحاجة إلى المياه تزداد بشكل ملحوظ، حيث يحتاج الأفراد في المتوسط إلى حوالي 4000 لتر يومياً للعيش بكرامة، وهو ما يتجاوز بكثير الأرقام التي تحددها الأمم المتحدة كاحتياجات أساسية.

وتشير التقديرات إلى أن الأنشطة البشرية تغير من طبيعة الأرض والهواء، مما يؤدي إلى تفاقم الظواهر المناخية المتطرفة، ويؤكد الخبراء أن هذه الأزمة لا يمكن معالجتها إلا من خلال إدارة أفضل للموارد الطبيعية وتقليل الانبعاثات المسببة للاحتباس الحراري بشكل كبير.

ودعت مؤلفو التقرير الحكومات حول العالم إلى الاعتراف بدورة المياه كـ "خير مشترك" ومعالجتها بشكل جماعي، نظراً لأن البلدان تعتمد على بعضها البعض، سواء من خلال الأنهار والبحيرات المشتركة أو المياه في الغلاف الجوي التي يمكن أن تسافر لمسافات طويلة.

وفي النهاية، يشدد التقرير على ضرورة إعادة التفكير جذرياً في كيفية التعامل مع المياه في الاقتصاد، بما في ذلك تحسين تسعيرها لتشجيع الاستخدام الرشيد وتقليل زراعة المحاصيل التي تستهلك كميات كبيرة من المياه في المناطق المجهدة مائياً.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الاقتصاد إنتاج الغذاء الموارد المائية إلى أن

إقرأ أيضاً:

سويلم: يجب الاعتماد على التحلية للإنتاج الكثيف للغذاء ومعالجة وإعادة استخدام المياه.. ونواب: سيتناسب بشكل كبير مع بعض المحاصيل ذات الإنتاج السنوي.. ويحقق التنمية الزراعية

وزير الري:الترابط بين المياه والغذاء والطاقة والنظم البيئية WEFE Nexus أحد أهم ركائز تحقيق أهداف التنمية المستدامةبرلماني: الاعتماد على التحلية للإنتاج الكثيف للغذاء إحدى الحلول البديلة للزيادة السكانيةنائب: الاعتماد على التحلية للإنتاج الكثيف للغذاء سيساهم في توفير المياه
 

 

أشاد عدد من أعضاء لجنة الزراعة والرى بمجلس النوب بما ذكره الدكتور هاني سويلم، وزير الري والموارد المائية بشأن ضرورة الاعتماد على التحلية للإنتاج الكثيف للغذاء ومعالجة وإعادة استخدام المياه، وأكدوا أن أن الحل الوحيد لمواجهة الزيادة السكانية وتوفير الغذاء للشعب وتحقيق التنمية الزراعية  هو الحاجة إلى حلول بديلها من بينها ما تحدث عنها وزير الري والموارد المائية، وهي الاعتماد على التحلية للإنتاج الكثيف للغذاء ومعالجة وإعادة استخدام المياه.

في البداية قال النائب مجدي ملك، عضو لجنة الزراعة والري بمجلس النواب أننا علينا أن نضع الحقائق المجردة في ملف المياه، حيث أنه أصبح في ظل الزيادة السكانية ومواردنا المحدودة وحصة مصر من مياه نهر النيل الواردة من بحيرات المنبع، والتي تقدر بقيمة 55.5 مليار متر مكعب، فإننا في حاجة إلى توفير مياه الشرب والغذاء.

وأشار ملك في تصريحات خاصة لـ"صدى البلد" إلى أن الحل الوحيد لمواجهة الزيادة السكانية وتوفير الغذاء للشعب وتحقيق التنمية الزراعية، هو الحاجة إلى حلول بديلها من بينها ما تحدث عنها وزير الري والموارد المائية، وهي الاعتماد على التحلية للإنتاج الكثيف للغذاء ومعالجة وإعادة استخدام المياه.

وأوضح عضو لجنة الزراعة والري بمجلس النواب أننا نتمتع بمساحة شاسعة من الأراضي، خاصة وأن 88 % من أراضي مصر غير المستغلة، وبالتالي فإن الاعتماد على الحل البديل الذي طرحه وزير الري والموارد المائية لن يكون هناك سبيل غيره.

وأشاد النائب فتحي قنديل، عضو لجنة الزراعة والري بمجلس النواب بما ذكره الدكتور هاني سويلم ، وزير الري والموارد المائية بشأن ضرورة الاعتماد على التحلية للإنتاج الكثيف للغذاء ومعالجة وإعادة استخدام المياه، مشيرا إلى أنه أمر جيد.

وأكد قنديل في تصريحات خاصة لـ"صدى البلد" أن الاعتماد على التحلية للإنتاج الكثيف للغذاء ومعالجة وإعادة استخدام المياه، سيتناسب بشكل كبير مع بعض المحاصيل التي يكون إنتاجها سنوي مثل القمح والمانجو وغيرها من المحاصيل الآخرى.

كما أوضح عضو لجنة الزراعة والري بمجلس النواب أن الاعتماد على التحلية للإنتاج الكثيف للغذاء ومعالجة وإعادة استخدام المياه ، سيساهم في توفير المياه بشكل كبير، بدلا من الفاقد المائي الذي يذهب مع الصرف الزراعي، وبالتالي يتم استغلال هذه المياه ويتم تحليتها لتكون مياه عذبة مثل مياه نهر النيل.

وكان قد شارك الدكتور هانى سويلم وزير الموارد المائية والري فى جلسة إطلاق "مبادرة ترابط المياه والغذاء والطاقة والنظم البيئية في إفريقيا"، ضمن فعاليات إسبوع القاهرة السابع للمياه واسبوع المياه الأفريقى، والتى نظمها البنك الإفريقي للتنمية.

وفى كلمته بالجلسة، أشار الدكتور سويلم لأهمية هذه الجلسة التي تتناول موضوعًا حيويًا هو الترابط بين المياه والغذاء والطاقة والنظم البيئية WEFE Nexus والذى يعد أحد أهم ركائز تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وهو موضوع هام يتعلق بتحديات وفرص التنمية في إفريقيا، مشيرا إلى أن هذه المبادرة تحمل فرصاً واعدة لدول إفريقيا في بناء مجتمعات مرنة ومعالجة قضية ندرة المياه.

وأضاف أن تطبيق مفهوم WEFE NEXUS هو أمر هام على المستوى الوطنى بكل دولة من خلال التنسيق بين الوزارات والجهات المعنية بملفات المياه والغذاء والطاقة والبيئة، وعلى المستوى العالمى والإقليمى عند التعامل مع المياه العابرة للحدود.

ونوه الدكتور سويلم إلى أن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تعد من اكثر المناطق التي تعاني من الشح المائى علي المستوى العالمى، وبالتالى فإن الإعتماد على التحلية للإنتاج الكثيف للغذاء ومعالجة وإعادة إستخدام المياه يعد أمرا بالغ الأهمية، مشيرا لأهمية مراعاة تكلفة الطاقة التى تمثل أكثر من نصف تكلفة التحلية، مما يوضح العلاقة القوية بين المياه والطاقة والغذاء.

وأكد أن مصر كانت رائدة فى مجال WEFE NEXUS من خلال الإعلان عن إنشاء منصة لمشروعات الترابط بين المياه والغذاء والطاقة (نوفى) على مستوى الحكومة المصرية، والتى تركز على أهمية تنفيذ استراتيجيات فعالة لإدارة المياه لمواجهة التغير المناخي وندرة المياه، وهي خطوات هامة نحو تحقيق التنمية المستدامة، وتحدد وثيقة برنامج نوفى عدد من المجالات الأساسية مثل إدارة موارد المياه، وتحلية المياه باستخدام الطاقة المتجددة، ورفع كفاءة الري، والتكيف مع المناخ، مضيفا أنه يتم حاليا دراسة إنشاء وحدة خاصة بمفهوم الترابط بين المياه والغذاء والطاقة والتى ستركز على تطوير نماذج الجدوى المالية وصياغة المقترحات لجذب الاستثمارات.

مقالات مشابهة

  • دورة تدريبية لـ50 إمامًا وخطيبًا حول ترشيد استهلاك المياه بكفر الشيخ.. صور
  • معدلات الهجرة خارج إسرائيل ترتفع بشكل غير مسبوق
  • سويلم: يجب الاعتماد على التحلية للإنتاج الكثيف للغذاء ومعالجة وإعادة استخدام المياه.. ونواب: سيتناسب بشكل كبير مع بعض المحاصيل ذات الإنتاج السنوي.. ويحقق التنمية الزراعية
  • البنك المركزي يوجه دعوة عاجلة لمجلس القيادة الرئاسي والحكومة بعد انهيار الريال اليمني بشكل غير مسبوق
  • قبيل جلسة مرتقبة لمجلس الأمن.. مقترح جديد وصف بالأكثر مرونة لتجاوز أزمة المرتبات في اليمن بشكل نهائي
  • مسؤول أممي: أزمة نقص المياه تتفاقم في العالم العربي
  • مسؤول ليبيري: نعاني من زيادة المياه نتيجة هطول الأمطار بشكل كبير
  • بعد ارتفاع السفر لمعدل غير مسبوق.. أزمة وشيكة تواجة المطارات العالمية
  • أزمة حادة وتدهور “غير مسبوق” في العلاقات بين إسرائيل ومصر .. وهذا أكثر ما تخشاه “تل أبيب”