لوس أنجلوس (أ ف ب)
كشفت أسطورة التنس الأميركية سيرينا وليامز، المتوّجة بـ 23 لقباً في البطولات الأربع الكبرى، عن خضوعها لجراحة استئصال كيس بحجم كبير من العنق، وأنها على طريق التعافي.
وقالت المصنفة أولى عالمياً سابقاً البالغة 43 عاماً في مقطع فيديو على منصة «تيك توك»: إنها اكتشفت في مايو كتلة كبيرة «كيس العنق الخيشومي»، على الجانب الأيمن من عنقها، وأظهر التصوير بالرنين المغناطيسي أنها كتلة حميدة.
كما نشرت على منصة «اكس» (تويتر سابقاً) «ما زلت أتعافى، لكنني أتحسن، الصحة تأتي دائماً في المقام الأول».
في البداية قررت وليامز عدم إزالة التكيس فور اكتشافه، ولكن بعد أن نما حجمه، وأجرت اختبارات متعددة وخزعة، خضعت لعملية جراحية لاستئصاله.
وقالت: «اكتشفت كتلة كبيرة في عنقي، وشعرت بالخوف، أجريت بعض الاختبارات وكان كل شيء سلبياً، اتضح أنني أعاني مما يسمى بكيس العنق الخيشومي، على وجه التحديد».
وأردفت، «لذا انتهى بي الأمر باستئصاله، كان كبيراً جداً، كان حجمه بحجم حبة فاكهة غريب فروت، وكان يؤلمني، سار كل شيء على ما يرام، وأنا سعيدة بالعمل مع أطباء رائعين».
وختمت بعدما ظهرت في نهاية الفيديو مع ابنتها أولمبيا، في رحلة تسوق «كنت خائفة بعض الشيء، ولكن متحمسة للمضي قدماً في الخطوات التالية للشفاء والتعافي».
فازت سيرينا بأول لقب في مسيرتها في الجراند سلام، في الولايات المتحدة المفتوحة على ملاعب فلاشينج ميدوز عام 1999 التي تُوجت بها ست مرات، وآخرها في أستراليا 2017 التي أحرزتها سبع مرات.
كما يتضمن سجلها الفوز ببطولة ويمبلدون سبع مرات أيضاً، إلى ثلاثة ألقاب في بطولة فرنسا المفتوحة، قبل اعتزالها عام 2022.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: التنس أميركا سيرينا
إقرأ أيضاً:
عُمان والبحار المفتوحة.. هندسة موقع استراتيجي لعصر الطاقة المتغيرة
يعيش العالم تحولات بنيوية تعيد تشكيل النظام الاقتصادي العالمي، كما يعيد تعريف محاور القوى فيه؛ الأمر الذي يجعل البحر يبرز بوصفه الساحة الجديدة التي تشير إلى القوة الجغرافية. العالم الذي اعتاد النظر إلى الموانئ، لعقود طويلة، باعتبارها أدوات لوجستية في معادلة التجارة، فإنه اليوم يرى تحولها إلى ما يمكن أن يكون عقدا استراتيجيا يربط الطاقة بالاقتصاد العالمي، وتسوية التوازنات بين الشرق والغرب. وتعمل سلطنة عُمان، بكثير من الهدوء، على مشروع عميق لإعادة هندسة موقعها البحري، مستثمرة ما تبقى من الفجوات بين مراكز النفوذ المتزاحمة.
لم يكن منتدى القطاع البحري والموانئ والطاقة الذي بدأت أعماله في مسقط اليوم مجرد منتدى قطاعي، كان واضحا أنه يأتي في سياق التعبير الدقيق عن إدراك عُمان لطبيعة المرحلة، وفهمها أن الموقع الجغرافي لا يكفي وحده لضمان النفوذ أو الاستمرارية. فالقرب من مضيقي هرمز وباب المندب يمنح سلطنة عُمان أفضلية عبور، لكنه لا يضمن دورا محوريا إلا إذا صيغت حوله منظومة لوجستية متكاملة تستجيب للمعايير الجديدة المتمثلة في الكفاءة التشغيلية، والحياد الكربوني، وربط الطاقة بالتكنولوجيا الذكية.
ومن خلال فهم مضامين النقاشات التي شهدها اليوم الأول من المنتدى بدءا من تطوير منظومات الوقود البحري المستدام، إلى تعزيز التحول الرقمي في إدارة سلاسل الإمداد، يتضح التغير الواضح في فلسفة الاستثمار العُمانية. فلم يعد الهدف مجرد توسيع البنية الأساسية، بل الانتقال إلى تكوين بيئة لوجستية مرنة قادرة على امتصاص صدمات الأسواق، ومواكبة تحول الطلب العالمي من الوقود الأحفوري إلى مصادر الطاقة البديلة.
غير أن هذا التحول يضع عُمان أمام معادلة معقدة: كيف توازن بين طموحاتها اللوجستية ومصالح القوى الكبرى المتنافسة على النفوذ البحري في المنطقة؟ وكيف تبني منظومة طاقة مستدامة في بيئة لا تزال رهينة لتقلبات أسعار النفط والغاز، ومخاطر اضطراب حركة الشحن العالمي نتيجة النزاعات الإقليمية؟
إزاء هذه المعطيات، بلورت سلطنة عُمان استراتيجية مزدوجة المعالم؛ فهي من جهة، تعزز قدراتها المحلية عبر الاستثمارات في موانئ حديثة ومراكز إمداد للطاقة النظيفة؛ ومن جهة أخرى، تنوع شراكاتها الدولية بطريقة تحافظ على استقلال قرارها البحري والطاقي. ونجاح هذا الرهان مربوط بقدرتها على تجاوز منطق الاعتماد الأحادي على الموقع الجغرافي، والتحول إلى قوة معرفية وتقنية قادرة على صياغة الحلول بدل الاكتفاء باستقبال السفن العابرة.
من هذه الزاوية، فإن أهمية المنتدى لا تكمن فقط في استعراض الفرص، بل في كشف التحديات التي تواجه كل دولة تطمح إلى بناء حضور بحري عالمي تتمثل في تصاعد التنافس على خطوط الإمداد، والتغير السريع في تقنيات الطاقة، وتزايد الضغوط الأخلاقية والبيئية على الصناعات البحرية. بمعنى آخر، معركة المستقبل لن تكون فقط حول من يملك الميناء الأكبر أو الأسطول الأوسع، بل حول من يملك المرونة التكنولوجية والبصيرة الاستراتيجية الأبعد.
وإذا استطاعت عُمان أن تواصل الاستثمار في رأس المال البشري والابتكار التقني بالزخم ذاته الذي أظهرته مبادرات مثل مجموعة أسياد، فإنها في طريقها لتكون مركز ثقل أساسيا في معادلة الطاقة واللوجستيات العالمية خلال العقود القادمة خاصة في عالم تتراجع فيه أولوية المسافة لصالح معايير الاستدامة والابتكار التكنولوجي في رسم شبكات التجارة العالمية؛ لذلك فإن موقع سلطنة عُمان يمكن أن يتحول إلى أكثر من مركز عبور، ليغدو نقطة توازن حيوية بين شرق يتصاعد وغرب يعيد رسم استراتيجياته. والذين يدركون مبكرا أن الذكاء والمرونة تتفوقان على الجغرافيا، هم من سيرسمون خريطة البحر الجديد.