شبكة اخبار العراق:
2025-03-26@11:35:56 GMT

العراقيون وحكاية الهواء الفاسد في سمائهم

تاريخ النشر: 17th, October 2024 GMT

العراقيون وحكاية الهواء الفاسد في سمائهم

آخر تحديث: 17 أكتوبر 2024 - 9:58 صبقلم:سمير داود حنوش نشر موقع IQ Air المتخصص بمراقبة جودة الهواء العالمية تقريراً تصدرت فيه العاصمة العراقية بغداد قائمة المدن الأكثر تلوثاً في العالم، حيث تجاوزت مدن مثل لاهور في باكستان، القاهرة في مصر، ودلهي في الهند التي تشتهر بأرتفاع نسب التلوث فيها.الموقع يحدد نسب التلوث في بغداد بثلاثة أضعاف دلهي وخمسة أضعاف القاهرة، مما يشير إلى وجود كارثة بيئية تقترب من الإبادة الجماعية لحياة العراقيين كباراً وصغاراً من الذين يصبحون أكثر عُرضة لأمراض التلوث مثل الجهاز التنفسي، وأنواع السرطانات حتى أن أحدهم بشّرنا بأن العين قد تصاب بمضاعفات ذلك الهواء الملوث.

يحتار العراقيون في ترتيب الحلول لأزماتهم التي لاتنتهي، وكأنهم يعيشون زمناً رديئاً يخبرهم بحقيقة مفادها إن خروجهم من هذه الحفرة سيوقعهم في حفرة أعمق، وكأنها لعنة تطاردهم حتى في الهواء الذي يستنشقونه. كنا نقرأ عبارة للراحل نجيب محفوظ يقول فيها “إننا نستنشق الفساد مع الهواء فكيف تأمل أن يخرج من المستنقع أمل حقيقي لنا؟”.حتى وجدنا ضالتنا في الفساد الذي يُطبق على أنفاسنا في الهواء الذي نتنفسه، تسارعت الجهات الحكومية كل منها تُبرئ نفسها وتتهم الأخرى في الجريمة، منهم من قال إن السبب يكمن في مناطق الطمر الصحي القريبة من العاصمة والتي تحرق نفاياتها مسببة تلك الروائح الكريهة، وآخرون وجّهوا أصابع الإتهام إلى معامل الطابوق وكور صهر النحاس التي يبلغ عددها أكثر من 250 معملاً تنتشر في ضواحي بغداد، ومسببات أخرى تثبت العجز وإعتراف بالفشل الحكومي في معالجة أزمة تهدد حياة ملايين العراقيين دون إكتراث من المسؤولين رغم إن زمن الأزمة يمتد لسنوات عديدة.أخيراً يبدو أن الجميع إتفق على المسبب الذي ينطبق عليه شعار “رُبَّ ضارة نافعة”، عزوا السبب في إرتفاع نسبة التلوث في العاصمة إلى مصفى الدورة في بغداد وبجانبه محطة كهرباء الدورة. قبل زمن ليس ببعيد أُثير موضوع نقل مصفى الدورة الذي تأسس عام 1953 ولازال يستعمل تقنيات قديمة إندثرت في زمن التكنولوجيا ومحطة الدورة للكهرباء التي تعمل بالنفط الأسود حين طالبت بعض الأصوات من الأحزاب بضرورة نقلهما إلى خارج حدود العاصمة، لكن يبدو أن تلك المطالبات تقف وراءها دوافع مشبوهة لإستثمار الأراضي التي تقف عليها المصافي، فهي أرض تطل على نهر دجلة وقريبة من المنطقة الخضراء، يضاف لها الموقع المهم الذي تتمتع به تلك الأراضي والتي يتوقع لها إشتداد المنافسة بين المافيات الإقتصادية للأحزاب في حال إنتقال المصفى.هل هناك نيّة لإبادة جماعية للعراقيين قد تحدث لهم من خلال الهواء الفاسد الذي يستنشقونه؟ لا أحد يعلم، لكن المؤكد إن الإجراءات الحكومية لا ترتقي لمستوى الأزمة التي تتصاعد يومياً.لا حلول تلوح في الأفق، مجرد لجان تشكلها الدوائر المعنية لذر الرماد في العيون وسط تعتيم إعلامي عن أعداد الداخلين إلى المستشفيات جراء الإختناق من ذلك الدخان السام. تقف الحلول الحكومية عاجزة أمام كارثة تسمم أهالي بغداد، أو هكذا يُراد للأزمة أن تستمر دون حلول حتى تنتهي مع بدء أزمة أخرى أو مشكلة ينشغل بها الرأي العام، ففي العراق دائماً ما يُراد إلى إشغال الشعب بأمور تنتهي عندما تبدأ أزمات جديدة وتبدأ معها رحلة المعاناة، هكذا هو الواقع العراقي.يعيش العراقيون أسوء زمن يصل بهم إلى الهواء الفاسد الذي يستنشقونه بعد أن إختلط بأنواع الفساد الذي يحيط بهم.مثل رائحة البيض الفاسد، هكذا هي أجواء مدينة بغداد التي أصبحت مغطاة بركم من الدخان في أجوائها، تُرى هل أصبحت بغداد مدينة غير صالحة للعيش، أين المفر؟.

المصدر: شبكة اخبار العراق

إقرأ أيضاً:

تحرك حكومي لاستثمار الغاز المصاحب والحد من التلوث البيئي

الاقتصاد نيوز - بغداد

أكدت لجنة النفط النيابية، اليوم الأربعاء، أن تطوير الغاز المصاحب أولوية حكومية لتعزيز الاقتصاد، فيما اشترطت وزارة النفط على الشركات المستخرجة للنفط، استغلال الغاز المصاحب والحد من التلوث البيئي.

وقال عضو اللجنة، صباح صبحي، إن "تطوير واستثمار الغاز المصاحب يعد من الأولويات الحكومية التي أقرها مجلس النواب، بهدف تقليل الاستيراد وتعزيز الاقتصاد الوطني، إلى جانب الحد من التلوث البيئي".

وأوضح، أن "اللجنة تتابع جهود وزارة النفط في استثمار الغاز المصاحب، حيث أحرزت الوزارة تقدماً ملحوظاً، لا سيما من خلال جولات التراخيص الأخيرة، التي شملت عدداً من الحقول الغازية".

وأشار إلى أن "وزارة النفط اشترطت على الشركات المستخرجة للنفط استغلال الغاز المصاحب ومنع حرقه أثناء عمليات الاستخراج، مما أسهم في تقليل استيراد الغاز من الخارج".

وأضاف، أن "اعتماد الحكومة والوزارة على الغاز المستخرج من الشركات النفطية انعكس إيجاباً على قطاع الكهرباء".


ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التيليكرام

مقالات مشابهة

  • عين الدفلى.. ضبط قرابة 6.5 قنطار من الموز الفاسد
  • بيان من النزاهة حول تجريف الأراضي العائدة للدولة
  • موقف حكومي بشأن عمليات تجريف الاراضي في بغداد والمحافظات
  • بيان من النزاهة حول حالات التجريف غير القانونية
  • التلوث في الفلوجة يتجاوز هيروشيما: 29% من السكان يحملون اليورانيوم والرصاص
  • العراقيون يشترون اكثر من 200 عقار في تركيا خلال 2025
  • تحرك حكومي لاستثمار الغاز المصاحب والحد من التلوث البيئي
  • العاصمة التي كانت وسرديات الاستحقاق- تفكيك أسطورة الترف والامتياز
  • قبل العيد.. علامات تكشف عن فساد الفسيح
  • الإعمار تكشف تفاصيل خطة حكومية لنقل المؤسسات الرسمية لأطراف بغداد