اللسان الاصطناعي يتفوق على اللسان البشري في تحديد الطعام
تاريخ النشر: 17th, October 2024 GMT
اختيار المكونات الفردية من طبق ما يمكن أن يكون جزءا ممتعا، ولكنه صعب، إذ يمكن للطهاة المحترفين وعلماء الأغذية قضاء سنوات في تحسين ذوقهم تجاه الطعم.
ولكن الآن، أصبح بإمكان الروبوت المشاركة في هذا النشاط بفضل الباحثين وراء أجهزة تذوق روبوتية تجمع بين الذكاء الاصطناعي ولسان إلكتروني قادر على اكتشاف الفروق الطفيفة في النكهة.
فحسب موقع "تيك رادار"، نشر فريق بحثي في جامعة بنسلفانيا ورقة بحثية توضح كيف يُستخدم اللسان الاصطناعي للكشف عن كمية الماء في كوب من الحليب، وخليط البن في مزيج القهوة، وحتى التعفن الأولي في عصير الفاكهة والذي من المستحيل على الإنسان اكتشافه.
وقام الباحثون باستخدام الذكاء الاصطناعي لتقليد الطريقة التي يفهم بها اللسان والأنف والدماغ طعم الأشياء متجاوزا الكشف عن توازن الأس الهيدروجيني. وذلك باستخدام أجهزة فائقة الحساسية معروفة باسم "آي إس إف إي تي" (ISFET) وتعني (ترانزستور تأثير المجال الحساس للأيونات القائم على الغرافين).
ويمكن للسان الإلكتروني قياس العديد من المواد الكيميائية المعقدة في الوقت نفسه، بدلا من الحاجة إلى أنواع متعددة من الأجهزة، مثل ميزان الحرارة ومقياس اختبار الرقم الهيدروجيني.
وهنا تُنتج المستشعرات كمية هائلة من البيانات، والتي قد تستغرق معالجات الحاسوب التقليدية وقتا طويلا لفرزها، ولن تُفيد التحليلات بكثير عن مدى تخفيف الحليب أو مدى نضارة عصير البرتقال. وبدلا من ذلك، استخدم الباحثون الذكاء الاصطناعي في شكل شبكة عصبية يمكنها محاكاة بعض الطرق التي يعالج بها البشر الذوق.
وبعد تعليم الذكاء الاصطناعي مبدأ تأثير المواد الكيميائية المختلفة على مستشعرات اللسان الإلكتروني، استطاعت الشبكة العصبية تحديد أنواع مختلفة من الصودا ونضارة العصير بدقة تزيد على 80% من الوقت.
ومع ذلك، كانت تلك مجرد البداية، فعندما أطلق العلماء العنان للذكاء الاصطناعي وسمحوا له بابتكار طريقة خاصة لتحليل البيانات، ارتفعت دقة الذكاء الاصطناعي إلى 95% ونادرا ما كان يحصل على إجابة خاطئة.
والجمع بين قياس الجوانب الدقيقة للطعام واستخدام الذكاء الاصطناعي لتقدير معانيها هو محاكاة مثيرة لعمل حاسة الذوق عند البشر. كما يمكنه القيام بذلك عندما يكون الفرق طفيفا للغاية بحيث لا تستطيع الحواس البشرية إدراكه مثل إذا كان الحليب لا يزال جيدا، لكنه سيتلف قريبا.
واختبارات الطعام مثل النقاء والنضارة هي فقط بعض مما يمكن أن يفعله لسان الذكاء الاصطناعي. فالطعم في أبسط مستوياته هو وسيلة لتحديد المواد الكيميائية، وهذا يعني أن الذوق الاصطناعي يمكن أن يساعد في أكثر من مجرد المطبخ.
ويمكن أن يساعد نظريا في المنشآت الصناعية أو في التشخيصات الطبية من خلال اكتشاف العلامات الحيوية للأمراض أو التغيرات في الصحة. ولا تزال هذه المفاهيم في مرحلة النقاش المبكر، لكن اللسان الاصطناعي قد يكون لمحة عن المستقبل.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الذکاء الاصطناعی یمکن أن
إقرأ أيضاً:
هواوي تدمج نموذج الذكاء الاصطناعي Deepseek في خدمتها
أعلنت شركة هواوي Huawei، عن شراكة استراتيجية مع شركة AI Siliconflow لإطلاق نماذج Deepseek للذكاء الاصطناعي على خدمتها السحابية Ascend Cloud، مما يسهم في جعل تقنيات الذكاء الاصطناعي أكثر تكلفة معقولة وسهولة في الوصول.
وتتضمن الشراكة طرح نموذجين رئيسيين من Deepseek، وهما Deepseek V3 (نموذج لغة) و Deepseek R1 (نموذج تفكير)، اللذان يقدمان أداءً عاليا بتكلفة أقل، مما يعزز من قدرة المستخدمين على الاستفادة من الذكاء الاصطناعي بشكل موسع.
تقدم هواوي Cloud أسعارا مخفضة لنماذج Deepseek، مما يجعل الذكاء الاصطناعي أكثر توفيرا، على سبيل المثال، تكلف معالجة مليون رمز إدخال باستخدام Deepseek V3 حوالي 1 يوان (0.13 دولار أمريكي)، بينما تكلف معالجة مليون رمز إخراج 2 يوان (0.26 دولار)، أما نموذج Deepseek R1 فيتطلب 4 يوان (0.53 دولار) لكل مليون رمز إدخال و 16 يوان (2.13 دولار) لكل مليون رمز إخراج، هذه الأسعار تجعل الذكاء الاصطناعي في متناول الشركات والمطورين بأسعار تنافسية، مما يساهم في نشر هذه التكنولوجيا بشكل أكبر.
يشير إطلاق هواوي لنماذج Deepseek إلى جهود الصين المستمرة من أجل تحقيق الاكتفاء الذاتي في مجال الذكاء الاصطناعي، خاصة في ظل القيود التي تفرضها الولايات المتحدة على وصول الصين إلى الرقائق المتطورة.
تعمل نماذج Deepseek على أجهزة Huawei Ascend AI، مما يقلل الاعتماد على التقنيات الأجنبية ويعزز من استقلالية النظام الإيكولوجي التكنولوجي في الصين، هذه الخطوة تساهم في تعزيز مكانة الصين كمنافس قوي في تطوير الذكاء الاصطناعي على الساحة العالمية.
انضمام علي بابا إلى موجة Deepseek AI
بعد تكامل هواوي، انطلقت أيضا خدمة علي بابا في تقديم خدمات Deepseek AI على منصتها السحابية. يتمكن المستخدمون من الوصول إلى هذه النماذج عبر معرض PAI Model، مما يسهل استخدام الذكاء الاصطناعي بدون الحاجة لكتابة أكواد معقدة. تقدم Alibaba Cloud نسخا كاملة ومخففة من نموذج Deepseek R1، مما يتيح مرونة كبيرة في تطبيقات الذكاء الاصطناعي المختلفة.
تكتسب نماذج Deepseek AI شهرة متزايدة في كل من الصين و الولايات المتحدة، حيث دمجت مايكروسوفت و أمازون نماذجها في منصات الذكاء الاصطناعي الخاصة بهما. بينما كان Deepseek قد استخدم سابقا وحدات معالجة الرسومات H100 من NVIDIA في تدريب نماذجه، فإنه الآن يعتمد على شريحة Huawei Ascend 910C. في المستقبل، تخطط هواوي لتطوير Ascend 920C، التي من المتوقع أن تتفوق على Blackwell B200 من NVIDIA، مما سيحسن قدرات Deepseek في مجال الذكاء الاصطناعي.
إن التوسع السريع لنماذج Deepseek وتكاملها مع منصات السحابة الكبرى يشير إلى تأثير متزايد للصين في تطوير الذكاء الاصطناعي، حيث يتوقع أن تصبح هذه النماذج الفعالة من حيث التكلفة والخوادم المحسنة عنصرًا رئيسيًا في المنافسة العالمية على تطوير الذكاء الاصطناعي.