هيمن على لبنان.. قصّة صعود وانهيار حزب الله
تاريخ النشر: 17th, October 2024 GMT
أكد أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأمريكية في بيروت، هلال خشان، أن صعود ميليشيا "حزب الله" بدأ في أوائل الثمانينيات.
حزب الله فشل في تقدير أن الحركات الشعبية لا يمكن أن تستمر إلى الأبد
فبعد نجاح الثورة الإيرانية عام 1979، سعى روح الله الخميني إلى تصدير أيديولوجية الثورة إلى جميع أنحاء المنطقة العربية.
نسب حزب الله نجاحه إلى رؤية قادته الذين جاؤوا من خلفيات اجتماعية واقتصادية فقيرة، وساعدت طريقته الفعالة والشخصية في التواصل مع قاعدته في صعوده ليصبح التنظيم السياسي والعسكري الذي لا ينافسه أحد في لبنان.
Israel killed Hezbollah leader Hassan Nasrallah, and is now waging a colonial war on Lebanon.
In this video, I explain how Nasrallah defended Lebanon's sovereignty, helped defeat ISIS & Al-Qaeda, protected Christians, and fought Israeli colonialism & military occupation.
Topics… pic.twitter.com/f2OrRJ9VSt
لكن ظهور حزب الله على الساحة السياسية وضعه في مسار تصادمي مع قوة سياسية أخرى، هي "حركة أمل". تأسست الحركة على يد موسى الصدر بدعم من الرئيس السوري حافظ الأسد، وتطورت كجناح مسلح لـ "حركة المحرومين"، التي تأسست عام 1974 عشية الحرب الأهلية اللبنانية. خاض حزب الله وحركة أمل حرباً داخلية لمدة عامين بدأت في عام 1988، فيما عُرف بحرب الإخوة. انتهت الحرب في عام 1990 بتوقيع اتفاق دمشق، مما جعل حركة أمل تحت مظلة حزب الله فعلياً.
وتابع الكاتب في تحليله بموقع مؤسسة "جيوبوليتيكال فيوتشرز" البحثية الأمريكية: "ساعد هذا الترتيب حزب الله على النمو وجذب جمهور طائفي واسع، كان قد عانى من القمع لأكثر من ألف عام على أيدي الدول الإمبراطورية. وعلى مدى قرون، كان الشيعة يبحثون عن قيادة بطولية لتحريرهم. ومع ذلك، تبنّى الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، الذي اغتالته إسرائيل الشهر الماضي، موقفاً سياسياً دعائياً ضَخَّمَ فيه من قدرات الحزب العسكرية وقلل من قدرات إسرائيل بشكل كبير. فشل الحزب في فهم كيفية عمل تقاسم السلطة الطائفي في لبنان. كما فشل في تقديم تنازلات استراتيجية كان من الممكن أن تمنع سقوطه.
توجهت قوات الحرس الثوري الإيراني إلى مدينة بعلبك في وادي البقاع الشمالي بعد وصولها إلى لبنان، حيث بدأت في تجنيد كوادر لتتبع حكم الخميني كمرجع أعلى. أكد الخميني بأن هذا الترتيب المؤقت، الذي لم يكن له وقت محدد للانتهاء، كان شرطاً مسبقاً لعودة الإمام محمد المهدي.
Hezbollah's rise from a small paramilitary group to a powerful political force is a complex tale intertwined with global politics. What halted this crucial mission? Find out in this gripping three-part series!
Watch now on DocuBay. https://t.co/TIkQn290aC#Hezbollah… pic.twitter.com/ov5zDtce11
وزاد الكاتب: "أتقن حزب الله فن الشهادة وحوّلها إلى سلاح فعال للغاية حيث اكتسب من خلاله شعبية ومصداقية. زادت شعبية نصر الله بشكل كبير بعد وفاة أحد أبنائه في مواجهة مع الجيش الإسرائيلي في عام 1997. وقدم نصر الله نفسه كرجل في مهمة لتحويل لبنان إلى دولة تتبع النموذج الإيراني وتعزيز السعي الإقليمي كواجب ديني. كانت كاريزمته وحماسته الدينية ووعده بأيام أفضل تجذب الآخرين.
الدعاية حجبت عزيمة إسرائيلوأعطت الانتصارات المتتالية منذ عام 1948 لإسرائيل هالة من المناعة غير المعقولة.
في عام 2006، اندلعت الحرب عندما شن حزب الله غارة عبر الحدود، مما أسفر عن أسر ثلاثة جنود إسرائيليين. كان حزب الله يأمل في تبادلهم مع سجناء لبنانيين في إسرائيل لإثبات قيمة جناحه العسكري. لم تكن إسرائيل مهتمة بالدخول في حرب ضد حزب الله، لكن مقتل 13 جندياً في الغارة دفع رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت إلى التحرك، مما ألحق خسائر فادحة بحزب الله وأدى إلى نزوح مئات الآلاف.
وناشد نصر الله، رئيس الوزراء اللبناني آنذاك فؤاد السنيورة؛ إقناع الولايات المتحدة بدعم وقف إطلاق النار. وأيدت واشنطن صدور قرار مجلس الأمن رقم 1701، الذي طالب بإجلاء حزب الله من منطقة الحدود إلى شمال نهر الليطاني. وعندما انتهت الحرب، وصف نصر الله الحرب بأنها "انتصار إلهي."
في عام 2022، هدد نصر الله إسرائيل برد عنيف إذا اغتالت مسؤولين من حماس أو الجهاد الإسلامي على الأراضي اللبنانية. ومع ذلك، كان رده على اغتيال مسؤول كبير في حماس في ضواحي بيروت الجنوبية في وقت سابق من هذا العام سطحياً، حيث أطلق بضعة صواريخ كاتيوشا، اعترض معظمها القبة الحديدية. وأعرب نصر الله عن موافقة حزب الله على أي اتفاق بين لبنان وإسرائيل لترسيم الحدود الاقتصادية. وبعد إبرام اتفاق في عام 2022، قال نصر الله إنه وافق على تسوية الحكومة اللبنانية، لكن ليس قبل أن يهدد بمنع إسرائيل من استغلال حقل غاز كاريش إذا لم تحصل لبنان على صفقة عادلة.
صرح نصر الله أن إسرائيل كانت تسعى لتجنب الحرب بسبب القوة العسكرية لحزب الله، وخاصة صواريخه التي تستطيع إصابة أهداف في أي مكان داخل إسرائيل، بما في ذلك مفاعل ديمونا النووي في صحراء النقب ومدينة إيلات على خليج العقبة.
وأكد مسؤولون في حزب الله أن إسرائيل غير مستعدة للتعامل مع الأضرار البشرية والمادية الهائلة التي ستلحقها أسلحة الحزب المتقدمة.
ورأى الكاتب أن حزب الله أخطأ في فهم التداعيات الاجتماعية للمظاهرات الضخمة التي شهدتها إسرائيل عام 2023 ضد الإصلاحات القضائية التي كانت تخطط لها الحكومة. بالإضافة إلى الاحتجاجات، أعلن عدة آلاف من جنود الاحتياط رفضهم الخدمة العسكرية احتجاجاً على الاقتراح، الذي كان سيقلل من صلاحيات المحكمة العليا في إسرائيل.
أساء نصر الله تفسير تحذيرات كبار الضباط في الجيش الإسرائيلي (بما في ذلك رئيس الأركان) بشأن مخاطر الموافقة على هذه التعديلات على جاهزية الجيش القتالية والنسيج الاجتماعي الإسرائيلي.
في تأبينه لرئيس أركان حزب الله، الذي قتلته إسرائيل في يوليو (تموز)، حذر نصر الله من أن الحزب سيقاتل بلا تردد إذا اندلعت حرب شاملة مع إسرائيل. ومع ذلك، حتى بعد اغتياله الشهر الماضي، بدا هذا التهديد فارغاً. فقد أعلنت إسرائيل أن الحزب خسر أكثر من ثلثي ترسانته الصاروخية، والتي ادعت وسائل الإعلام اللبنانية في السنوات الأخيرة أنها بلغت 200000 صاروخ. (وقد أطلق حزب الله ما يصل إلى 10000 صاروخ ضد إسرائيل لدعم غزة منذ اندلاع الحرب هناك قبل أكثر من عام).
اعتبر حزب الله هيمنته على لبنان دائمة، وتجاهل التاريخ الغني للبلاد. يقف نُصب "نهر الكلب" في شمال بيروت، موثقاً تاريخ لبنان العريق، حاملاً 22 نقشاً يصف غزوات الجيوش الأجنبية للبلاد، بدءاً من حملة رمسيس الثاني العسكرية في القرن الثالث عشر قبل الميلاد. في عام 2000، قام حزب الله بإضافة نقش يشير إلى الانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان على أنه تحرير، كما لو كان يمثل النهاية لتاريخ لبنان.
وتشكل حزب الله بين عامي 1982 و1985، خلال الاحتلال الإسرائيلي لجنوب لبنان. اعتقد الحزب أن مقاومة الاحتلال والتغلغل في السياسة اللبنانية، إلى جانب الرعاية الأيديولوجية والمادية للثورة الإيرانية، ستضمن له البقاء فضلاً عن السيطرة الدائمة على السياسة اللبنانية.
إغلاق المفاوضات قام المبعوث الأمريكي الخاص إلى لبنان، آموس هوكستين، بخمس زيارات إلى لبنان لمحاولة منع الحرب مع إسرائيل، مع التركيز على ضرورة فصل حزب الله نفسه عن الصراع في غزة، وتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1701، والانسحاب إلى شمال مسافة ستة أميال من الحدود مع إسرائيل. رفض حزب الله الالتزام بهذه الشروط. دفع هذا الأمر إدارة بايدن إلى إبلاغ الحكومة اللبنانية قبل وقت قصير من اغتيال إسرائيل لنصر الله بأن باب المفاوضات قد أُغلق. وعلى الفور، شنت إسرائيل حملة جوية ضخمة تمهيداً لهجوم بري كبير لدفع حزب الله بعيداً عن الجنوب، مما أدى إلى نزوح داخلي غير مسبوق لا تملك الحكومة في بيروت القدرة على التعامل معه.
بعد نجاح إسرائيل في القضاء على القيادة العسكرية والسياسية لحزب الله، أبلغ نائب نصر الله، نعيم قاسم، رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي استعداد الحزب للانسحاب إلى شمال نهر الليطاني. كما فوض رئيس حركة أمل، نبيه بري، الذي يشغل منصب رئيس البرلمان منذ عام 1992، بالتفاوض نيابة عن حزب الله لوقف الحرب، مما يمهد الطريق لوضع الحزب تحت مظلة حركة أمل، وهو ما سيمثل تحولاً كبيراً في ميزان القوى بين الشيعة في لبنان، وفق الكاتب.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية إسرائيل وحزب الله إلى لبنان حزب الله حرکة أمل نصر الله فی عام
إقرأ أيضاً:
بعد الفوسفور الأبيض.. إسرائيل تستخدم القنابل العنقودية مجددا في غاراتها على جنوب لبنان
#سواليف
ذكر #خبراء لبنانيون أن #إسرائيل تستخدم اليوم مجددا #القنابل_العنقودية بجنوب #لبنان بالرغم من الاتفاقيات الدولية التي تم توقيعها والمصادقة عليها، ما يشكل معاناة جديدة بعد نهاية #الحرب.
وأوضحت وسائل إعلام لبنانية أنه “من المخاطر على الجنوب، أن تل أبيب، كما فعلت في حرب يوليو 2006، بدأت بالقاء القنابل العنقودية خلال غاراتها الجنوبية على البلدات القريبة من نهر الليطاني، شمالا وجنوبا، حيث عمدت إلى إطلاق الصواريخ الحاملة لهذه القنابل على نهر الليطاني، بالإضافة إلى شمال بلداته، يحمر الشقيف وزوطر الشرقية والغربية وفرون والغندورية، وعلى البلدات جنوب النهر، علمان والقصير والطيري ووادي الحجير والقنطرة والطيبة”.
إقرأ المزيد
“حزب الله”: إسرائيل تستخدم القنابل العنقودية المحرمة دوليا في قصف بلدات الجنوب
وأشارت إلى أنه من المرجح أن يشمل القصف بلدات أخرى بفعل استمرار الحرب، حيث استهدفت هذه القنابل حقول الزيتون والمناطق الزراعية، واذا ما انتهت الحرب فإن لبنان على فوهة خطر وأمام حقبة جديدة لإزالة هذه القنابل، التي ستشكل عائقا أمام التنمية الزراعية كما حصل بعد حرب 2006، ما أدى حينها إلى مقتل أكثر من 200 مواطن، معظمهم من المزارعين ورعاة الماشية، وجرح ما لايقل عن 500 مواطن آخر.
مقالات ذات صلة “أونروا”: الظروف المعيشية للفلسطينيين في قطاع غزة لا تطاق 2024/11/16وفي هذا السياق، يشير الكاتب والناشط في قضايا الحرب والتوعية من مخاطر الألغام والقنابل العنقودية ومساعدة الضحايا عماد خشمان، إلى أن “الجيش الإسرائيلي، منذ بداية العدوان على لبنان، يستخدم أصنافا من الذخائر، منها ما هو محرم دوليا، حيث يلفت إلى إلقاء القنابل العنقودية والقذائف الفوسفوية، إلى جانب الصواريخ التي تحدث تدميرا في القرى والبلدات والأبنية، بالإضافة إلى استهدافه للحقول والبساتين والأراضي الزراعية، وما يتركه ذلك من أثار على البيئة الزراعية والتربة ومحاصيل القرويين والمزارعين”.
وأوضح أن “الفوسفور الأبيض له أثار جانبية خطيرة جدا، حيث يتسبب بالأذى الكبير للإنسان عند استنشاق الدخان، ويترك أثارا مدمرة على البيئة والتربة، إلى جانب الحرائق الكبيرة التي يتسبب بها جراء القصف”، لافتا إلى أن “الجيش الإسرائيلي بدأ باستخدام القنابل العنقودية، ما يدخل لبنان في نفق مظلم جديد، يذكر بما حصل خلال حرب يوليو، حين استخدمها بشكل واسع وشامل، على مساحات كبيرة من الحقول في العشرات من القرى والبلدات والمزارع والبساتين والأراضي الزراعية والمراعي الخصبة للمواشي”.
وأضاف: “حتى الآن ما زال لبنان يعاني من هذه المشكلة، ولتاريخ اليوم لم تنته عمليات ازالتها وتنظيف الأراضي منها”.
وحذر من أن “إسرائيل تستخدمها اليوم مجددا، على الرغم من الاتفاقيات الدولية، التي تم توقيعها والمصادقة عليها على مستوى العالم، والتي تحذر من خطورة استخدام هذا النوع على الأفراد”، مؤكدا أن “هناك شواهد على استخدام إسرائيل للقنابل العنقودية بشكل متكرر في أكثر من منطقة في الجنوب، لا سيما في القنطرة وديرسريان والطيبة ووادي الحجير ومنطقة نهر الليطاني”.
ويرى الناشط في قضايا الحرب والتوعية من مخاطر الألغام أنه “عند توقف العدوان سنكون أمام معاناة جديدة، بسبب ما يمكن أن تتسبب به هذه القنابل من سقوط ضحايا، كما أنها ستعطل بعضا من الحياة اليومية للمواطنين، وستمنعهم من الاستفادة من أراضيهم وحقولهم الزراعية، وستضع الجهات المعنية أمام تحديات الإزالة، مع ما يرافقها من حملات توعية من مخاطرها”، مؤكدا مسؤولية المجتمع في “إجبار إسرائيل على عدم استخدامها”.