الخشت يشارك في مؤتمر "الإيمان في عالم متغير" بالمغرب
تاريخ النشر: 17th, October 2024 GMT
شارك الدكتور محمد الخشت أستاذ فلسفة الدين والمذاهب الحديثة والمعاصرة ورئيس جامعة القاهرة السابق، في المؤتمر الدولي "الإيمان في عالم متغير"، الذي نظمته الرابطة المحمدية للعلماء بالتعاون مع رابطة العالم الإسلامي.
جاء ذلك برعاية من الملك محمد السادس ملك المملكة المغربية، وبحضور الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي رئيس هيئة علماء المسلمين، والعلامة عبد الله بن بيه رئيس المجلس الامارتي للإفتاء، والدكتور أحمد عبادي أمين عام الرابطة المحمدية للعلماء بالمغرب، ووسط مشاركة واسعة من شخصيات دينية وفكرية عالمية ذوات اختصاص وخبرة، وحوارات مشهودة ومثمنة في قضايا الإيمان وجدليات الإلحاد المعاصر.
وجاءت كلمة الدكتور محمد الخشت، بعنوان: "اﻹﯾﻤﺎن ﻓﻲ ﺿﻮء اﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﯿﺎ اﻟﻤﻌﺎﺻﺮة.. الرهانات واﻟﺘﺤﺪﯾﺎت"، حيث سلط فيها الضوء على التحديات والفرص في ظل العصر الرقمي الذي تتسارع فيه التطورات التكنولوجية بوتيرة غير مسبوقة، ومن أهم هذه التحديات، التحديات التي تتعلق بالتفاعل بين التكنولوجيا والإيمان.
وقال الدكتور محمد الخشت، إن الإيمان في عصر التكنولوجيا يواجه تحديات جديدة منها ما أدت إليه التكنولوجيا الرقمية من تسطيح روحي وثقافي، وعلى الرغم من وفرة المعلومات الدينية على الإنترنت، فإن هناك تحديًا يظهر مع الانتشار الواسع للمعلومات الدينية السطحية والمغلوطة، وما يسفر عنها من تشويه للمفاهيم الدينية، ونشر الشكوك حول العقائد، وفي أحيان أخرى تؤدي إﻟﻰ اﻧﺘﺸﺎر اﻟﺘﻄﺮف واﻻﻧﻘﺴﺎﻣﺎت واﻟﺼﺮاﻋﺎت اﻟﺪﯾﻨﯿﺔ.
وأوضح الدكتور محمد الخشت، أن التكنولوجيا الرقمية قد تعيد تشكيل "مفهوم الجماعة الدينية"، وقد تفكك المجتمعات الدينية التقليدية، مؤكدًا أن التقدم التكنولوجي ﻻ يؤدي بالضرورة إلى الإلحاد أو الإيمان، وإنما يفتح المجال لتنوع أكبر في التوجهات الفكرية والدينية، حيث أن التكنولوجيا تمنح الناس أدوات ووسائل جديدة للاستكشاف والتفكير مما قد يقود البعض إلى تعزيز إيمانهم، بينما قد يدفع البعض الآخر للتشكك، أو تبني مواقف غير دينية، ويعتمد ذلك على طريقة وكيفية استخدام الناس للتكنولوجيا، وﻋﻠﻰ اﻟﻘﯿﻢ واﻟﻤﻌﺘﻘﺪات اﻟﺘﻲ ﯾﺤﻤﻠﻮﻧﮭﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ.
كما استعرض الدكتور الخشت الفرص من استخدام التكنولوجيا في الوقت المعاصر، قائلًا إن التكنولوجيا كأداة، توفر إمكانيات واسعة لتعميق التجربة الإيمانية، ونشر المعرفة الدينية بطرق مبتكرة، حيث أتاحت مكتبات ضخمة من الكتب الدينية، مما يمنح الفرصة لتعميق فهم الدين واﻛﺘﺸﺎف رؤى ﺟﺪﯾﺪة، والإسهام ﻓﻲ ﺗﻄﻮﯾﺮ اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﺪﯾﻨﯿﺔ.
وشدد الدكتور الخشت، على أن العلم والدين يكملان بعضهما البعض، فميدان العلم هو الطبيعة بينما ميدان الإيمان هو ﻣﺎ ﺑﻌﺪ اﻟﻄﺒﯿﻌﺔ، فالعلم يمكن أن يفسر الكون، لكن ﻻ يمكنه تفسير المعنى الأعمق للحياة وﻻ يقدم إجابات على أسئلة القيم والغايات الكبرى التي يبحث عنها الإنسان، ومن هنا يجب ﻋـﻠﻰ العلماء احترام دور الدين في تقديم المعنى والقيم، كما ينبغي على المتدينين أن يدركوا أھـﻤﯿﺔ العلم في توضيح الحقائق اﻟﻄﺒﯿﻌﯿﺔ واﻟﻜﻮﻧﯿﺔ.
وأكد الدكتور الخشت، أن التحديات التي تضعها التكنولوجيا أمام الإيمان تدعونا إلى النظر والتأمل في طرق التكيف مع عالم يتغير باستمرار، وتدعونا لتجديد أمر الدين في كل عصر طبقًا للنبوءة الحكيمة ﻣـﻦ نبينا محمد عليه الصلاة والسلام، حتى وإن استلزم الأمر "تأسيس عصر ديني جديد".
واختتم الدكتور محمد عثمان الخشت، كلمته، بأن الإيمان في عصرنا يحتاج إلى التكيف دون أن يفقد جوهره وهو ما يستلزم تجديدًا في كيفية تفسير النصوص الدينية، كما يتطلب تطوير نظم التعليم الديني لكي تخرج من عصر المتون والحواشي إلى عصر العلوم الإنسانية والاجتماعية حتى يمكن للإيمان أن يبقى حيًا فاعلًا، كما أوصى الدكتور الخشت أن يتبنى علماء وفلاسفة الدين رؤى تتيح للإيمان أن يكون ديناميكيًا ومرنًا وقادرًا على تقديم الدعم والإلهام في عالم دائم التغير، مؤكدًا أن التمسك بالتراث وحده دون التفاعل مع العصر؛ قد يضعف من قدرة الإيمان على تلبية احتياجات المؤمنين المتجددة ويجعل الخطاب الديني يبدو غير قادر على مواجهة التحديات الجديدة.
جدير بالذكر أن المؤتمر الذي تستضيف أعماله العاصمة المغربية الرباط، واستمر على مدى يومين متتالين، يسعى إلى إبراز دلائل الإيمان المعاصر، وتعزيزه في النفوس، والتصدي لشبهات الإلحاد، ورصد مخاطره، وبيان أساليب التعامل معها، وشهد المؤتمر في ختام أعماله الإعلان عن وثيقة "الإيمان في عالم متغير" التي تمثل بيانًا مهمًا من النخب والرموز الدينية والفكرية العالمية حول الإيمان في مواجهة الإلحاد، مع التأكيد على وجود الاختلاف بين العقائد الدينية والفكرية في معنى الإيمان بالله، وإنما ينصب الحديث وتظافر الجهود على مواجهة الأفكار العدمية الإلحادية.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الخشت محمد الخشت الدكتور محمد الخشت فلسفة الدين رئيس جامعة القاهرة جامعة القاهرة الدکتور محمد الخشت الدکتور الخشت الإیمان فی فی عالم
إقرأ أيضاً:
وزير الصحة يشارك في مؤتمر الحج ويبرز دور «الاستطاعة الصحية» في تعزيز سلامة الحجاج
شارك وزير الصحة الأستاذ فهد بن عبدالرحمن الجلاجل، اليوم، في جلسة وزارية ضمن أعمال مؤتمر الحج بنسخته الخامسة، حيث استعرض جهود المنظومة الصحية خلال موسم الحج، لتسهيل وصول الخدمات الصحية للحجاج بجودة عالية، انسجامًا مع مستهدفات برنامج تحول القطاع الصحي وخدمة ضيوف الرحمن، المنبثقة عن رؤية المملكة 2030، في تعزيز التجربة الآمنة والميسّرة للحجاج.
وأوضح الوزير خلال مشاركته في جلسة وزارية بعنوان "من الرؤية إلى الواقع.. تكامل الخدمات في موسم الحج"، إلى جانب مشاركة مجموعة من أصحاب المعالي، أن منظومة الصحة تعمل بتكامل وثيق مع مختلف الجهات لضمان سلامة الحجاج بدءًا من بلدانهم قبل انطلاق رحلتهم وحتى عودتهم إلى بلدانهم سالمين.
واستعرض وزير الصحة جهود المنظومة الصحية في تعزيز الوقاية عبر التأكيد على شرط "الاستطاعة الصحية" للحصول على تأشيرة الحج، لضمان سلامة ضيوف الرحمن وتمكينهم من أداء المناسك براحة وأمان، وتعزيز التقنيات الحديثة والجاهزية الاستباقية باستخدام التحليلات المكانية والبيانات الفورية حمايةً لسلامة الحجاج.
وتضمنت جهود الوقاية أيضًا، تحديث اشتراطات اللقاحات سنويًا وفق المخاطر الصحية في دول الحجاج، والتعامل مع التحديات المناخية مثل ارتفاع الحرارة من خلال جهود تكاملية للوقاية من الإجهاد الحراري.
وأكد أن صحة الحاج أولوية، حيث تُسخّر جميع الجهات إمكاناتها لضمان حج آمن وصحي، تجسيدًا لالتزام المملكة برعاية ضيوف الرحمن وتمكينهم من آداء مناسكهم بيُسر وأمان.
كما زار الوزير عددًا من الأجنحة المشاركة في مؤتمر ومعرض الحج، شملت وزارة الشؤون البلدية والإسكان، ووزارة الداخلية، وهيئة الصحة العامة "وقاية"، وشركة الصحة القابضة، وهيئة الهلال الأحمر السعودي، واطّلع على أبرز المبادرات والخطط الهادفة إلى تعزيز سلامة الحجاج ورفع كفاءة الخدمات المقدمة لهم خلال موسم الحج.