العراقيون وحكاية الهواء الفاسد في سمائهم
تاريخ النشر: 17th, October 2024 GMT
آخر تحديث: 17 أكتوبر 2024 - 9:58 صبقلم:سمير داود حنوش نشر موقع IQ Air المتخصص بمراقبة جودة الهواء العالمية تقريراً تصدرت فيه العاصمة العراقية بغداد قائمة المدن الأكثر تلوثاً في العالم، حيث تجاوزت مدن مثل لاهور في باكستان، القاهرة في مصر، ودلهي في الهند التي تشتهر بأرتفاع نسب التلوث فيها.الموقع يحدد نسب التلوث في بغداد بثلاثة أضعاف دلهي وخمسة أضعاف القاهرة، مما يشير إلى وجود كارثة بيئية تقترب من الإبادة الجماعية لحياة العراقيين كباراً وصغاراً من الذين يصبحون أكثر عُرضة لأمراض التلوث مثل الجهاز التنفسي، وأنواع السرطانات حتى أن أحدهم بشّرنا بأن العين قد تصاب بمضاعفات ذلك الهواء الملوث.
يحتار العراقيون في ترتيب الحلول لأزماتهم التي لاتنتهي، وكأنهم يعيشون زمناً رديئاً يخبرهم بحقيقة مفادها إن خروجهم من هذه الحفرة سيوقعهم في حفرة أعمق، وكأنها لعنة تطاردهم حتى في الهواء الذي يستنشقونه. كنا نقرأ عبارة للراحل نجيب محفوظ يقول فيها “إننا نستنشق الفساد مع الهواء فكيف تأمل أن يخرج من المستنقع أمل حقيقي لنا؟”.حتى وجدنا ضالتنا في الفساد الذي يُطبق على أنفاسنا في الهواء الذي نتنفسه، تسارعت الجهات الحكومية كل منها تُبرئ نفسها وتتهم الأخرى في الجريمة، منهم من قال إن السبب يكمن في مناطق الطمر الصحي القريبة من العاصمة والتي تحرق نفاياتها مسببة تلك الروائح الكريهة، وآخرون وجّهوا أصابع الإتهام إلى معامل الطابوق وكور صهر النحاس التي يبلغ عددها أكثر من 250 معملاً تنتشر في ضواحي بغداد، ومسببات أخرى تثبت العجز وإعتراف بالفشل الحكومي في معالجة أزمة تهدد حياة ملايين العراقيين دون إكتراث من المسؤولين رغم إن زمن الأزمة يمتد لسنوات عديدة.أخيراً يبدو أن الجميع إتفق على المسبب الذي ينطبق عليه شعار “رُبَّ ضارة نافعة”، عزوا السبب في إرتفاع نسبة التلوث في العاصمة إلى مصفى الدورة في بغداد وبجانبه محطة كهرباء الدورة. قبل زمن ليس ببعيد أُثير موضوع نقل مصفى الدورة الذي تأسس عام 1953 ولازال يستعمل تقنيات قديمة إندثرت في زمن التكنولوجيا ومحطة الدورة للكهرباء التي تعمل بالنفط الأسود حين طالبت بعض الأصوات من الأحزاب بضرورة نقلهما إلى خارج حدود العاصمة، لكن يبدو أن تلك المطالبات تقف وراءها دوافع مشبوهة لإستثمار الأراضي التي تقف عليها المصافي، فهي أرض تطل على نهر دجلة وقريبة من المنطقة الخضراء، يضاف لها الموقع المهم الذي تتمتع به تلك الأراضي والتي يتوقع لها إشتداد المنافسة بين المافيات الإقتصادية للأحزاب في حال إنتقال المصفى.هل هناك نيّة لإبادة جماعية للعراقيين قد تحدث لهم من خلال الهواء الفاسد الذي يستنشقونه؟ لا أحد يعلم، لكن المؤكد إن الإجراءات الحكومية لا ترتقي لمستوى الأزمة التي تتصاعد يومياً.لا حلول تلوح في الأفق، مجرد لجان تشكلها الدوائر المعنية لذر الرماد في العيون وسط تعتيم إعلامي عن أعداد الداخلين إلى المستشفيات جراء الإختناق من ذلك الدخان السام. تقف الحلول الحكومية عاجزة أمام كارثة تسمم أهالي بغداد، أو هكذا يُراد للأزمة أن تستمر دون حلول حتى تنتهي مع بدء أزمة أخرى أو مشكلة ينشغل بها الرأي العام، ففي العراق دائماً ما يُراد إلى إشغال الشعب بأمور تنتهي عندما تبدأ أزمات جديدة وتبدأ معها رحلة المعاناة، هكذا هو الواقع العراقي.يعيش العراقيون أسوء زمن يصل بهم إلى الهواء الفاسد الذي يستنشقونه بعد أن إختلط بأنواع الفساد الذي يحيط بهم.مثل رائحة البيض الفاسد، هكذا هي أجواء مدينة بغداد التي أصبحت مغطاة بركم من الدخان في أجوائها، تُرى هل أصبحت بغداد مدينة غير صالحة للعيش، أين المفر؟.
المصدر: شبكة اخبار العراق
إقرأ أيضاً:
أزمة بيئية غير مسبوقة.. 25% من كائنات المياه العذبة مهددة بالانقراض
أزمة بيئية غير مسبوقة يشهدها العالم بسبب المخاطر التي تواجهها الكائنات المائية في المياه العذبة حول العالم، إذ يحدث ذلك جراء التلوث الصناعي والزراعي والتغيرات المناخية، حسبما أوضحت قناة «القاهرة الإخبارية»، عبر تقرير تلفزيوني بعنوان «أزمة بيئية غير مسبوقة.. خطر الانقراض يهدد ربع حيوانات المياه العذبة حول العالم».
وأشار التقرير، إلى أنّ هناك دراسة حديثة أظهرت أن ربع حيوانات المياه العذبة في العالم مهددة بالانقراض، كما أفادت أن هذه الكائنات البحرية التي تشكل جزءا أساسيا من النظام البيئي العالمي تواجه تهديدات حقيقية نتيجة التلوث المتزايد في المياه وتغير المناخ وفقدان المواطن الطبيعية، لذا أظهرت نتائج الدراسة التي أجريت على نحو 23.5 ألف نوع من الأسماك وسرطانات البحر أن 24% من تلك الأنواع مهددة بالانقراض.
وأوضح التقرير، أنّ التلوث الصناعي والزراعي في الأنهار والبحيرات يلعب دورا رئيسا في في تدهور نوعية المياه، ما يضر بالحياة المائية، ويؤثر على صحة الأنواع التي تعتمد على هذه البيئات، من جهة أخرى التغيرات المناخية مثل ارتفاع درجات الحرارة والجفاف تزيد من صعوبة بقاء هذه الأنواع في بيئاتها الطبيعية.
ولفت التقرير، إلى أنّ الكائنات المائية تعتبر محورية في الحفاظ على التوازن البيئي، إذ تساهم في تنقية المياه ودعم التنوع البيولوجي، وتنظيم النظم البيئية المائية، لذا استمرار التدهور في بيئاتها يعكس تهديدا ليس فقط للحياة المائية، بل للإنسان أيضا الذي يعتمد على هذه الموارد في شتى مجالات الحياة.
اقرأ أيضاًمن يرث الأرض بعد انقراض البشرية؟.. عالم بريطاني يكشف مفاجأة عن «الوحش البحري»
عمره 50 مليون عام.. ظهور كائن مهدد بالانقراض في البحر الأحمر «صور»
البيئة: مليون نوع من المخلوقات تعرضت للانقراض حول العالم (فيديو)
مصدر دخل للعديد من الجمعيات.. الحلزون المغربي مهدد بالانقراض