اجتمع أعضاء مجلس الأمن الدولي، مساء أمس الأربعاء، لمناقشة الأزمة الإنسانية في غزة ، حيث دعوا إسرائيل إلى السماح باستمرار تدفق المساعدات إلى شمال القطاع، وزيادتها بشكل كبير.

وأدانت دول عربية وأجنبية الوضع الكارثي التي تسبب به إسرائيل في غزة، ومنعها المساعدات الإنسانية والإغاثية التي تقدمها الأمم المتحدة " الأونروا " في مناطق القطاع.

وأكد مندوب الجزائر الدائم لدى الأمم المتحدة عمار بن جامع في كلمته خلال الاجتماع الطارئ لمجلس الأمن الدولي حول "الوضع في الشرق الأوسط، بما في ذلك قضية فلسطين" الذي دعت إليه بلاده، أن الوضع في غزة وصل إلى "مستوى كارثي"، داعيا الاحتلال الإسرائيلي إلى الوفاء بالتزامه بحماية أرواح المدنيين بموجب القانون الدولي.

وتساءل بن جامع في كلمته كعضو في مجلس الأمن الدول، فيما يتعلق بالجولة الثانية من التطعيمات الجارية ضد شلل الأطفال، "كيف يمكننا تطعيم هؤلاء الأطفال، ونحن لا نستطيع إطعامهم؟" مضيفًا أن تجويع المدنيين كأسلوب من أساليب الحرب محظور صراحةً؛ حيث تمارس اسرائيل "سياسة التجويع المتعمدة والمحسوبة".

وحذر من التشريع في الكنيست الإسرائيلي الذي يمكن أن يوقف عمليات الأونروا، مشددا على أن "مثل هذه الإجراءات من شأنها أن تجرد سكان غزة من العمود الفقري للمساعدات الإنسانية وتزيد من تعقيد مهمة الأمم المتحدة".

وأدان مندوب فرنسا الدائم لدى الأمم المتحدة، نيكولا دي ريفيير، اليوم الغارات الجوية الإسرائيلية على البنية التحتية المدنية في غزة.

ودعا دي ريفيير، في كلمته أمام مجلس الأمن، الاحتلال الى ضمان حماية جميع المدنيين، وفقا للقانون الإنساني الدولي، معربا عن قلق بلاده "إزاء الطبيعة الخطيرة للغاية للوضع في شمال غزة".

وأشار المندوب الفرنسي الى أن "الخسائر البشرية فادحة بالفعل"، وقال: "يجب على السلطات الإسرائيلية أن ترفع العقبات التي تعيق إيصال المساعدات"، مضيفا أن الوصول لم يكن مقيدا على الإطلاق منذ بداية الصراع.

كما حث إسرائيل على "وقف المشاريع التي تهدف إلى تجريم أنشطة الأونروا" ومنع الوكالة من العمل في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وحذر المندوب الفرنسي من أن "هذا لن يؤدي إلا إلى تفاقم الوضع الإنساني الكارثي بالفعل".

من جانبها، أعربت مندوبة الولايات المتحدة، ليندا توماس غرينفيلد عن قلقها العميق عند التفكير في المشاهد المدمرة للضحايا المدنيين في أعقاب الغارات الجوية الإسرائيلية في وسط غزة.

وقالت إنه "لا توجد كلمات" لوصف رعب رؤية بعضهم يحترقون أحياء.

من جانبها، قدمت القائمة بأعمال وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية جويس مسويا، تقريرا حول الأوضاع المأساوية في غزة والوضع في الشرق الأوسط.

وأكدت مسويا في تقريرها أن نحو 400 فلسطيني قتلوا وأصيب 1500 آخرين في أسبوع واحد، مشيرة إلى الصور المروعة للمرضى والنازحين الذين لا يتلقون الرعاية الطبية الكافية، ومستوى المعاناة الذي أصبح يفوق الوصف والاستيعاب.

وأوضحت المسؤولة الأممية، في جلسة مجلس الأمن الدولي، أن عمليات قوات الاحتلال الإسرائيلية في شمال غزة أدت إلى تشريد أكثر من 55 ألف شخص مع بقاء آخرين عالقين في منازلهم بدون ماء أو غذاء.

وقالت: "إن القيود الأمنية تعيق عمليات الإنقاذ والإغاثة، مما يهدد حياة آلاف الأشخاص الذين يحتاجون إلى المساعدة العاجلة، وأن 3 مستشفيات فقط تعمل جزئيًا في شمال غزة"، مشيرة إلى معاناة عمال الإغاثة في الوصول إلى المناطق المتضررة نتيجة العمليات العسكرية.

ولفتت مسويا إلى أن المساعدات الإنسانية تكاد تكون منعدمة، حيث تنفد المواد الغذائية والوقود، مؤكدة ضرورة احترام القانون الدولي الإنساني، ووقف الهجمات العشوائية، وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية.

ودعت إلى المساءلة عن الجرائم الدولية المرتكبة في غزة، مشددة على أن إنهاء هذه الفظائع يتطلب تحركًا فوريًا وحاسمًا من المجتمع الدولي.

المصدر : وكالة وفا

المصدر: وكالة سوا الإخبارية

كلمات دلالية: الأمم المتحدة مجلس الأمن فی غزة

إقرأ أيضاً:

مجلس الأمن الدولي يدعو إلى التنفيذ الكامل للقرار 1701 في لبنان

أعرب مجلس الأمن الدولي عن قلقه الشديد بعد تعرض عدد من مواقع قوات اليونيفيل في لبنان لإطلاق نار، داعيا إلى التنفيذ الكامل للقرار 1701 في لبنان.

وأكد مجلس الأمن ضرورة الجهود الدبلوماسية التي من شأنها أن تحقق نهاية دائمة للنزاع بين لبنان وإسرائيل.

وأعلن رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي أن الحكومة اللبنانية قررت تقديم طلب رسمي إلى مجلس الأمن الدولي للحصول على قرار لوقف فوري لإطلاق النار وتنفيذ قرار الأمم المتحدة رقم 1701، وذلك بعد طلب من وزارة الخارجية، بحسب ما أوردته News.Az نقلا عن وسائل إعلام أجنبية. 

وجاء ذلك عقب اجتماع مجلس الوزراء وأدان ميقاتي الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة للسيادة اللبنانية، ووصف الهجوم على قوات اليونيفيل بـ 'الجريمة'، وحث المجتمع الدولي على الرد.

في غضون ذلك، قالت الأمم المتحدة إن اثنين من قوات حفظ السلام أصيبا في انفجارات بجنوب لبنان. وحذرت قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في لبنان من 'مخاطر جسيمة للغاية' على ذوي الخوذ الزرق بعد أن أصابت انفجارات اثنين من أفراد البعثة بالقرب من الحدود الإسرائيلية، وهو الحادث الثاني من نوعه خلال يومين.

وجاءت حوادث الجمعة بعد أن قالت بعثة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة (اليونيفيل) إن مواقعها 'تعرضت لقصف متكرر' وأصيب اثنان من أفراد الخوذ الزرق الإندونيسيين يوم الخميس، مما أثار موجة من الإدانة الدولية.

وقالت بعثة حفظ السلام إن 'مقر قيادة اليونيفيل في الناقورة تأثر بالانفجارات للمرة الثانية خلال الـ 48 ساعة الماضية. وأصيب جنديان من حفظة السلام بعد وقوع انفجارين بالقرب من برج مراقبة'.

وقالت متحدثة باسم اليونيفيل إنهم سريلانكيون.

بالإضافة إلى ذلك، سقطت العديد من الجدران الانفجارية 'في موقع الأمم المتحدة 1-31، بالقرب من الخط الأزرق في اللبونة، عندما ضربت طائرة كاتربيلر تابعة لجيش الدفاع الإسرائيلي المحيط وتحركت دبابات جيش الدفاع الإسرائيلي بالقرب من موقع الأمم المتحدة'.

واضاف البيان 'ان هذه الحوادث تعرض مجددا قوات حفظ السلام التابعة للامم المتحدة، العاملة في جنوب لبنان بناء على طلب مجلس الامن بموجب القرار 1701 (2006)، لمخاطر جسيمة للغاية'.

مقالات مشابهة

  • الأمم المتحدة: مستوى المعاناة في غزة يتجاوز القدرة على الوصف والمساءلة ضرورية
  • مندوب فلسطين بالأمم المتحدة: لابد من وقف المجـ ازر فورا ووصول المساعدات الإنسانية لغزة
  • بريطانيا تدعو إلى اجتماع عاجل لمجلس الأمن لبحث الوضع في غزة
  • بمشاركة عربية ودولية.. طرابلس تحتضن «معرض النيابة العامة الدولي للكتاب»
  • واشنطن لإسرائيل: إما تحسين الوضع في غزة أو تعليق الأسلحة
  • روسيا في مجلس الأمن: الضربات الأمريكية والبريطانية في اليمن غير مقبولة
  • الخارجية الأمريكية: بلينكن وأوستن يعربان لإسرائيل عن قلقهما بشأن الوضع الإنساني في غزة
  • لا ترامب ولا هاريس.. لجنة عربية أمريكية تمتنع عن تأييد أي من المرشحين بسبب "الدعم الأعمى" لإسرائيل
  • مجلس الأمن الدولي يدعو إلى التنفيذ الكامل للقرار 1701 في لبنان