هربوا من ظروف بلدانهم المتردية ظنّا منهم أن لبنان أكثر أماناً لهم، فدهست الحرب المستجدّة آمالهم. إنّهم العمال الأجانب من أفريقيا وآسيا على وجه الخصوص، الذين واجه الكثير منهم مصاعب جمّة إثر أزمة النزوح في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على لبنان.

تحدّث تقارير عدّة عن الحال المزرية التي وصل إليها العمّال الأجانب الذين لم يجدوا مكاناً لهم داخل مراكز الإيواء لأسباب عدّة، فوجدوا أنفسهم في الشارع خاصة وأن عائلات بكاملها تركت بيوتها بما فيها كي تلتحق بموجة النزوح والنفاد بحياة أفرادها بعيداً من القذائف والصواريخ الإسرائيلية.

 

وتشير تقديرات المنظمة الدولية للهجرة إلى أن نحو 176500 مهاجر يعيشون في لبنان، رغم أن العدد الحقيقي أعلى من ذلك بكثير،  فيتم الركون بشكل عام إلى رقم 200 ألف مهاجر، ولكن حتى هذا الرقم "أقل من الواقع بشكل كبير"، وفقاً للخبراء والناشطين في هذا القطاع.

ويعمل كثيرون من هؤلاء كعمال نظافة أو مربيات أطفال، وهم خاضعون لنظام الكفالة في البلاد، الذي يربط العامل الأجنبي بكفيل محلي، وغالباً ما يؤدي هذا الأمر إلى إساءة معاملة العامل وزيادة صعوبة ظروفه خاصة في زمن الحرب على سبيل المثال.

فقد بات الكثير منهم اليوم مشردّاً بسبب هرب موظفيهم من أماكن سكنهم، فلم يجدوا ملجاً لهم لأن العديد من مراكز الإيواء رفضت استقبالهم بحجّة أنها للبنانيين فقط، فوقفت العنصرية عقبة بوجه الإنسانية.

إلا أن أوضاع هؤلاء تفاقمت نحو الأسوا من عدم استجابة سفارات بلدانهم مع اتصالاتهم لإجلائهم، خاصة وأنهم لا يمتلكون أسعار تذاكر الطيران، فضلاً عن أن شركات الطيران أوقفت رحلاتها من بيوت وإليها ما عدا شركة طيران الشرق الأوسط، بالإضافة إلى أن الأغلبية لا تمتلك جواز سفرها.

وعلى الرغم من قتامة الوضع، إلا أن بعض المتطوعين لبوا نداء الإنسانية، ففتحت بعض الأديرة والمدارس أبوابها لمن هم من غير اللبنانيين، عملاً بمبدأ أن الجميع يستحقّ الحماية والإنقاذ لما تيسّر من أدوات لتحقيق ذلك، ومهما كانت ضئيلة، ومن هذه الأديرة دير تابع للرهبنة اليسوعيّة في شرق بيروت.  

الأمل بالإنسانية يظل اساسياً في هكذا ظروف، لذا لا يجوز اعتبار العمّال الأجانب الذي يعينوننا في بيوتنا وسواها، طرفاً هامشياً.    
المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

منهم 9 من عائلة واحدة.. استشهاد 15 فلسطينيًا في قصف إسرائيلي على شمال ووسط قطاع غزة

أفادت مصادر طبية فلسطينية باستشهاد 15 فلسطينيًا وإصابة عدد آخر في قصف الاحتلال الإسرائيلي اليوم منزلين شمال ووسط قطاع غزة.

وأوضحت أنه تم انتشال تسعة شهداء من عائلة واحدة، وإصابة عدد آخر بجروح مختلفة، في غارة إسرائيلية استهدفت منزلًا بمدينة دير البلح وسط قطاع غزة، كما استشهد ستة فلسطينيين وفقد عدد آخر جراء قصف الاحتلال منزلًا في مدينة بيت لاهيا شمال القطاع، وترافق ذلك مع قصف مدفعي وإطلاق نار كثيف تجاه المناطق الشمالية والشرقية من القطاع.

كما أشارت إلى استشهاد صحفي متأثرًا بجروح بالغة أصيب بها أمس في قصف إسرائيلي استهدف خيمة للصحفيين في مستشفى ناصر الطبي بمدينة خان يونس جنوب القطاع.

مقالات مشابهة

  • قرقاش يكتب لـ «سي إن إن»: السودان بين التضليل وتفاقم المأساة الإنسانية
  • عبد الله بولا.. صرخة في وجه العنصرية الثقافية نهاية عصر المركزية النيلية وبدء انعتاق الهوية السودان
  • الصين لا يمكن احتواؤها اقتصاديا.. تحليل يوضح كواليس قوة بكين بوجه تعرفة ترامب
  • رأي.. أنور قرقاش يكتب: السودان بين التضليل وتفاقم المأساة الإنسانية
  • العنصرية الضمنية في تبرير الهيمنة الغربية وانعدام المساواة
  • النحل في اليمن.. بين صراع البقاء والاستقرار في ظل الحرب وتغير المناخ (ترجمة خاصة)
  • تحليل أمريكي يُرجح فشل أي محاولة لتدمير قدرات الحوثيين الصاروخية.. لن ينهاروا بسهولة (ترجمة خاصة)
  • إرتفاع الحصيلة.. وفاة تلميذ و24 جريحا منهم 5 في حالة حرجة بسعيدة
  • منهم 9 من عائلة واحدة.. استشهاد 15 فلسطينيًا في قصف إسرائيلي على شمال ووسط قطاع غزة
  • "حتى النهاية".. الصين تزأر بوجه رسوم ترامب