خبير عسكري: هذا سر بطء التوغل البري الإسرائيلي جنوبي لبنان
تاريخ النشر: 17th, October 2024 GMT
قال الخبير العسكري العقيد حاتم كريم الفلاحي إن المعركة البرية بين حزب الله وإسرائيل لا تزال في بدايتها، وذلك بعد مرور أسبوعين على إعلان الجيش الإسرائيلي "بدء عملية عسكرية محدودة جنوب لبنان".
وأوضح الفلاحي للجزيرة أن المعارك البرية تجري عند الحافة الأمامية للمعركة بعمق يتراوح بين كيلومتر واحد و3 كيلومترات.
وبيّن أن الخط الأمامي للدفاع واجبه دائما "تأخير تقدم العدو إلى عمق الموضع الدفاعي"، مضيفا "ثم تنسحب الوحدات إلى الموضع الدفاعي".
وقال الخبير العسكري "الطرف المهاجم عندما يبدأ توغله يكون مسنودا بزخم ناري كبير، ثم عندما يعمق توغله يحتاج إلى نقل كتائب المدفعية لإسناد تقدمه".
ونبه إلى أن "العدو عندما يحاول التوغل بالموضع الدفاعي فإن المعركة الدفاعية الحقيقية تبدأ وقتها"، مشيرا إلى أن "دحر الطرف المتقدم يتم على مراحل عند توغله".
وكشفت إذاعة الجيش الإسرائيلي يوم الثلاثاء عن انضمام الفرقة العسكرية 210 مؤخرا إلى 4 فرق أخرى تشارك في عمليات التوغل البري جنوبي لبنان، وهي 98 و91 و36 و146.
وتتكون الفرقة من أكثر من لواء، وتضم وفق المعايير العسكرية أكثر من 10 آلاف جندي.
ويعتقد الفلاحي أن القتال الدائر في بلدة عيتا الشعب بجنوبي لبنان "لا يعني الكثير للجيش الإسرائيلي"، كاشفا عن حالات يُسمح فيها للمتقدم بالدخول إلى منطقة عميقة من أجل "صب النيران عليه وتدمير القوة المتقدمة".
وأعرب عن قناعته بأنه "كلما دخل الجيش الإسرائيلي بالعمق يصبح ذيله الإداري بعيدا، وتصبح عملية ضربه من القوات المدافعة أسهل".
وأضاف الخبير العسكري "عندما تكون هناك خسائر وفشل في خرق الموضع الدفاعي، فإن الخطة الدفاعية غير ناجعة، مما يتطلب تغيير عملية الهجوم بمحاور أخرى".
وخلص إلى أن جنوب لبنان "منطقة صعبة ومعقدة ومرتفعة تصعّب من عملية اندفاع القوات الإسرائيلية"، لافتا إلى أن سلاح الجو الإسرائيلي يحاول تقديم إسناد للقوات المتقدمة.
ووسّعت إسرائيل -منذ 23 سبتمبر/أيلول الماضي- حربها على حزب الله لتشمل جل مناطق لبنان بما فيها العاصمة بيروت، عبر غارات جوية غير مسبوقة عنفا وكثافة، كما بدأت توغلا بريا في جنوبه.
ويرد حزب الله يوميا -عقب اندلاع الحرب على قطاع غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023- بصواريخ وطائرات مسيّرة وقذائف مدفعية تستهدف مواقع عسكرية ومستوطنات إسرائيلية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات إلى أن
إقرأ أيضاً:
خبير عسكري أردني لـ"الوفد": الضغوط الدولية وأزمة الثقة في جيش إسرائيل ترفع من وتيرة التفاوض
أبو زيد: الفشل العسكري الإسرائيلي يدفعها نحو اليمن ونتنياهو يسعى للحصول على تنازلات أمريكية
في ظل التصعيد المستمر في الأوضاع الأمنية في غزة، بدأت تظهر بوادر أمل تتعلق بصفقة محتملة لوقف إطلاق النار. إذ يشير الخبير العسكري والاستراتيجي نضال أبو زيد إلى أن الزخم الدبلوماسي الدولي قد أسهم في بلورة تلك المؤشرات، حيث شهدت الأيام الأخيرة حضور مندوب ترامب، ستيف ويتكوف، إلى جلسات المفاوضات، بالإضافة إلى زيارة رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر، ميريانا سبولياريتش، إلى تل أبيب لمناقشة ترتيبات تبادل الأسرى. كما لوحظت تلميحات من قادة إسرائيليين، مثل بن غفير وسموترتش، بأنهم لن يسعوا لحل الائتلاف الحكومي على خلفية الوضع الراهن.
أعلن مستشار الأمن القومي الأمريكي جايك ساليفان، الإثنين، أن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن في غزة أصبح قريباً، وقد توضع اللمسات الأخيرة عليه في الأسبوع الأخير من ولاية جو بايدن.
وصرح ساليفان لصحافيين "نحن قريبون من التوصل إلى اتفاق وقد يحصل ذلك هذا الأسبوع. أنا لا أقطع وعداً أو أتنبأ، لكن الاحتمال قائم، وسنعمل على ترجمته إلى واقع"، بحسب ما نقلت فرانس برس.
وقال أبو زيد:" أن الأجواء الحالية تشير بوضوح إلى إمكانية التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة" ، مشيرًا إلى الزخم الدبلوماسي الدولي الذي يحيط بالمفاوضات، والذي يتضمن وجود ممثلين أمريكيين في هذه الجلسات يعد علامة على تغير في الموقف الدولي تجاه الصراع. وأضاف أن ذلك يشير إلى رغبة الولايات المتحدة في لعب دور أكثر فاعلية في تسوية النزاع، مما قد يساهم في تهيئة الظروف لوقف إطلاق النار.
هذا التطور، وفقًا لأبو زيد، يعكس قناعة المستوى السياسي في إسرائيل بأن القوة العسكرية لم تحقق أهدافها، بل أدت إلى المزيد من القتل والتدمير. ويظهر أن هناك صراعًا بين عقلية رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الذي يسعى للحصول على تنازلات أمريكية تتعلق بالمساعدات العسكرية، وعقلية رجل الأعمال ترامب، مما يعكس محاولة نتنياهو لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من خلال مسار إعلامي يروج لانتصارات وهمية.
و أشار أبو زيد إلى أن أزمة الثقة بين المستوى العسكري والسياسي تتعمق، حيث تجلت في الخلافات بين وزير الدفاع كاتس ورئيس الأركان هرتسي هاليفي. وبرزت علامات التوتر في جيش الاحتلال من خلال استقالات كبار الضباط، كان آخرها طلب نائب رئيس الأركان، الجنرال أمير برعام، إعفاءه من منصبه.
شدد أبو زيد على أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، يحاول استغلال هذه الظروف للحصول على تنازلات من الإدارة الأمريكية تتعلق بالمساعدات العسكرية. واعتبر أن نتنياهو يسعى لتأمين دعم الإدارة لخططه في الضفة الغربية، مقابل تقديم تنازلات في غزة.
وأكد أبو زيد أن الفشل في تحقيق الأهداف العسكرية في غزة، مثل السيطرة والتثبت والتطهير، قد يدفع نتنياهو إلى البحث عن أهداف جديدة. وأشار إلى أن هناك مخاوف من أن يتوسع في جبهات أخرى، مثل القيام بعمليات جوية في اليمن أو تعزيز السيطرة على المنطقة (ج) في الضفة الغربية، مستغلاً الدعم السياسي من إدارة ترامب.
وفي هذا السياق استقبل أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، الاثنين، وفداً من حركة حماس، لمفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة برئاسة خليل الحية.
وإذا نجحت تلك المساعي، سيتوج اتفاق وقف إطلاق النار جهود محادثات متقطعة على مدى أكثر من عام ويؤدي إلى أكبر عملية لإطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين منذ الأيام الأولى للصراع عندما أفرجت حماس عن حوالي نصف المحتجزين لديها مقابل إطلاق سراح 240 أسيرا فلسطينيا احتجزتهم إسرائيل.