أعلنت سيؤول، أمس الأربعاء، أن 11 دولة من بينها كوريا الجنوبية والولايات المتحدة واليابان، ستطلق آلية مشتركة جديدة لمراقبة انتهاكات العقوبات التي تستهدف كوريا الشمالية.

وتأتي هذه الخطوة، بعد أن استخدمت روسيا في مارس (أذار) الماضي حق النقض (الفيتو)، ضد قرار يهدف إلى تمديد تفويض لجنة الخبراء المكلفة مراقبة هذه العقوبات، والمرتبطة خصوصاً ببرنامج بيونغ يانغ النووي.

وأثارت هذه الخطوة ردود فعل شاجبة من العواصم الغربية، في ظل تحقيق بعمليات نقل أسلحة مزعومة بين موسكو وبيونغ يانغ.

(LEAD) S. Korea, U.S., Japan launch multilateral mechanism to monitor N. Korean sanctions after Russia's U.N. panel veto https://t.co/UakrMtdcey

— Yonhap News Agency (@YonhapNews) October 16, 2024

وقالت وزارة الخارجية الأمريكية حينها، إن "أفعال روسيا قوضت بشكل خبيث السلام والأمن الدوليين، وكل ذلك من أجل دفع مقايضة فاسدة أبرمتها موسكو مع جمهورية كوريا الشعبية الديموقراطية".

وتشارك إلى جانب كوريا الجنوبية والولايات المتحدة واليابان 8 دول أخرى، فرنسا وبريطانيا وألمانيا وإيطاليا وهولندا وكندا وأستراليا ونيوزيلندا، في لجنة خبراء مكلفة مراقبة تطبيق هذه العقوبات على كوريا الشمالية.

وأعلنت هذه الدول في بيان مشترك، أن هذه الآلية "تندرج ضمن التزامنا بالحفاظ على السلام والأمن الدوليين، وحماية النظام الدولي لعدم الانتشار ومواجهة التهديد الذي تمثله برامج أسلحة الدمار الشامل والصواريخ البالستية الكورية الشمالية"، كما أشارت إلى أنها "ستراقب وتبلغ عن انتهاكات العقوبات والالتفاف عليها".

زيلينسكي: كوريا الشمالية أرسلت جنوداً للقتال في أوكرانيا - موقع 24اتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الأحد، كوريا الشمالية بتزويد الجيش الروسي بجنود للقتال في أوكرانيا.

 ولفت النائب الأول لوزير خارجية كوريا الجنوبية كيم هونغ-كيون، إلى أن كوريا الشمالية تواصل انتهاك قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في مختلف المجالات".

وأوضح أن الانتهاكات تشمل "الاستفزازات المتعلقة بالصواريخ النووية وبيع الأسلحة غير القانوني لروسيا، والسرقة الإلكترونية للأموال من خلال القرصنة المعلوماتية والتحويلات غير القانونية من سفينة إلى سفينة في البحر".

وترتبط موسكو بعلاقات تاريخية مع بيونغ يانغ، وتعززت هذه العلاقات منذ الحرب الروسية الأوكرانية عام 2022، وتقول سيؤول إن بيونغ يانغ شحنت أسلحة إلى موسكو لاستخدامها في حربها ضد كييف.

كما اتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الأحد الماضي، كوريا الشمالية بتزويد الجيش الروسي جنوداً للقتال في بلاده. وتنفي بيونغ يانغ تزويد روسيا بالأسلحة والالتفاف بالتالي على العقوبات.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية بيونغ يانغ الخارجية الأمريكية الحرب الأوكرانية كوريا الشمالية أمريكا کوریا الشمالیة بیونغ یانغ

إقرأ أيضاً:

المقاتلون الأجانب: "أمميتان" لعولمة القتال

كتاب المقاتلين الأجانب قديم وطويل، بعضه مكتوب بأقلام منظرين أيديولوجيين في المكاتب، ومقاتلين إرهابيين أصحاب تجربة على الأرض، وبعضه الآخر شفوي مملوء بالأساطير والدم، وهم خارجون عن سيادة الدول التي بدأ الاتفاق عليها والتسليم بها في "مؤتمر وستفاليا" في القرن الـ 17 بعد حرب الـ 30 عاماً، وهم ظاهرة في عولمة سبقت العولمة الحديثة بزمان، وتخطت القومية التي صارت العودة لها هي الموضة بالنسبة إلى قادة الدول الكبرى دولياً وإقليمياً، فلا نهاية للتاريخ الذي يتصورون أنهم يصنعونه بالعنف والقسوة وفلتان ما سماها أحد منظريهم، وهو أبو بكر ناجي، "إدارة التوحش"، ولا بداية لأي حدود رسمية لأن لعبتهم قائمة على "موت الجغرافيا"، ولا نهاية للعبة مع تبدل اللاعبين.

المسلسل متداخل الحلقات، وإن لم يكن الزمن واحداً، من الفرنسيين الذين ذهبوا إلى أمريكا للقتال إلى جانب الأمريكيين خلال "حرب الاستقلال" ضد البريطانيين، إلى اليساريين الذين تقاطروا على إسبانيا لدعم رفاقهم في الحرب الأهلية عام 1936 ضد اليمين بقيادة الجنرال فرانكو، ومن اندفاع "الأفغان العرب" نحو أفغانستان للقتال ضد الاحتلال السوفياتي إلى أوسع تنويع لجنسيات المقاتلين العرب والإسلاميين في حرب سوريا، بعد الغزو الأمريكي للعراق، وحتى لبنان الذي شارك في حربه فلسطينيون، وعرب وأجانب، فإن أحد قادة الحرب فيه أرسل تشكيلة مقاتلين إلى تشاد بناء على طلب من معمر القذافي لمحاربة خصمه، وحتى في الهجوم الروسي على أوكرانيا فإن الرئيس فلاديمير بوتين احتاج إلى مقاتلين أجانب من كوريا الشمالية، كما تطوع أوروبيون وأمريكيون للقتال مع الجيش الأوكراني ضد الروس.

 ذلك أن المصدر الكبير للمقاتلين الأجانب هو الأيديولوجية والتطبيق العملي لها عبر "أمميتين"، أممية شيوعية وأخرى سلفية، فمنطق الأممية الشيوعية أيام الاتحاد السوفياتي، هو أن القتال ضد القوى الغربية وأنصارها في اليمين حتمية تاريخية تستدعي مقاتلين من اليسار لمشاركة رفاقهم في نضال أي شعب يقاتل من أجل التحرر الوطني والاشتراكية، ومنطق الأممية السلفية أن أرض كل بلد هي "أرض الله"، وعلى كل مؤمن أن يقاتل ضد الكفر على أرض الله الواسعة، ولم يكن منطق النظام الإيراني بعيداً من ذلك ضمن "محور المقاومة" وإستراتيجية "وحدة الساحات"، ومنطق الأمميتيْن معاً ضد منطق الأمم المتحدة، إذ يشكل المقاتلون الأجانب الصورة المعاكسة لقوات السلام الدولية التي تضم 90 ألف عسكري وتنتشر داخل 12 بلداً بينها لبنان.

يروي عبدالحليم خدام في مذكراته أن طهران أرسلت إلى دمشق لواء من "الحرس الثوري" بالتفاهم معها لمقاومة الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982، وجرى توجيه قسم كبير من لواء الحرس إلى بعلبك حيث بدأت عملية تأسيس "حزب الله"، ولم يكن في ذهن "الرئيس حافظ الأسد أن إيران يمكن أن تنشئ قاعدة عسكرية وسياسية في لبنان"، لكنها عملت على بناء جيش وقواعد لا فرق فيها بين لبناني وإيراني.

أما الكاتب الفرنسي برنار روجييه الذي قضى ثلاثة أعوام في مخيم "عين الحلوة" للاجئين الفلسطينيين قرب صيدا في لبنان وأصدر كتاب "جهاد كل يوم"، فإنه سجّل تطورات الراديكالية الإسلامية داخل المخيمات، فقرأ كتب التلاميذ في مدارس هؤلاء ورأى كيف يجري غسل الدماغ وتركيز مفاهيم تقود إلى صنع شاب متعصب أو مقاتل أجنبي، مؤكداً أنه "لم يعد من الممكن اليوم الحديث عن مجتمع فلسطيني داخل المخيمات، لأن الانقسام عميق بين منظمة التحرير والسلفيين المتشددين"، فما يريده السلفيون ليس فقط العودة للماضي بل أيضاً "التوجه إلى بيشاور وقندهار، واعتبار أن المقاتل في أفغانستان أقرب إليهم من الفلسطيني الآخر، لا بل إنهم حرروا أنفسهم من إطار الوطنية الفلسطينية".




وقمة ما في ظاهرة المقاتلين الأجانب كانت في العراق بعد الغزو الأمريكي، وفي سوريا خلال انتفاضات ما سمي بـ "الربيع العربي"، فدمشق فتحت حدودها لكل أنواع المقاتلين الراغبين في الذهاب إلى العراق لمقاومة الأمريكيين، وتركيا فتحت حدودها أمام مقاتلين من آسيا الوسطى وأوروبا وعواصم عربية للقتال في سوريا ضد نظام الأسد الذي استعان بـ "الحرس الثوري الإيراني" وحزب الله في لبنان والحشد الشعبي في العراق، ثم بالقوات الروسية.

وفي العراق وسوريا كبرت منظمة "القاعدة" وظهر "داعش" و"خلافته الإسلامية" قبل إسقاطها، وتعددت أسماء الكتائب والألوية من مقاتلين عراقيين، وسوريين وأجانب، وما كانت "هيئة تحرير الشام" التي قادها أبو محمد الجولاني إلى إسقاط النظام ثم تولي الرئاسة السورية باسمه الأصلي، أحمد الشرع، سوى خليط من مقاتلين سوريين وأجانب كانوا في "جبهة النصرة"، حيث كان الولاء لـ "القاعدة" قبل الانفصال عنها، وبين هؤلاء الأجانب من جرى تجنيسهم وتعيينهم ضباطاً في الجيش والأمن العام، وصراخ الرئيس أردوغان اليوم بعدما سمح بعبور كل أنواع المقاتلين إلى سوريا هو ضد مقاتلين كرد غير سوريين يقاتلون مع "قوات سوريا الديمقراطية" ذات الغالبية الكردية شرق الفرات، بعدما اكتشف موانع ضد رغبته في الانقضاض على المقاتلين الكرد السوريين.

 وليس في كتاب المقاتلين الأجانب صفحة أخيرة، فما دامت الأيديولوجيات اليسارية واليمينية والسلفية ناشطة فستبقى أمكنة لصفحات جديدة، وإغراء التوحش قوي بالنسبة إلى مقاتلين أجانب في بلدان لا يعرفونها ولا شيء يربطهم بأهلها، وأم المشكلات في قصة المقاتلين الأجانب هي ما يسميها كارل ميردال "الدولة الرخوة".

مقالات مشابهة

  • حلول تقنية فعَّالة لحماية القطارات من اعتداءات المراهقين
  • إيران: مستعدون لمواصلة الحوار بشأن برنامجنا النووي مقابل رفع العقوبات
  • عراقجي: إيران مستعدة للمحادثات مع أمريكا مقابل رفع العقوبات
  • اختبار بندقية قنص حديثة بمشاركة زعيم كوريا الشمالية (صور)
  • ماسك يأمل في إقامة منطقة تجارة حرة بين أوروبا وأميركا الشمالية
  • رجل أعمال أمريكي: موسكو ستكون المدينة الأكثر ازدهارا وأهمية على هذا الكوكب
  • زعيم كوريا الشمالية يختبر بنفسه «بندقية قنص حديثة»
  • المقاتلون الأجانب: "أمميتان" لعولمة القتال
  • موسكو: حققنا تقدماً ملحوظاً مع واشنطن بشأن أوكرانيا
  • مبعوث بوتين لـCNN: الشركات الأمريكية سيرحب بها في روسيا إذا رفعت العقوبات