#لجوء #لمرة_واحدة لا يكفي _ #ماهر_أبوطير
لا يوجد اضطراب حاد من الممكن أن يعيشه الإنسان ويترك تأثيرا عميقا على تكوينه وشخصيته مثل #اللجوء، خصوصا، في حالات #الحرب، أو الاقتتال الداخلي لأي سبب.
تعلن وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” قبل يومين أن 4 مخيمات للاجئين الفلسطينيين تضررت جراء الغارات الجوية الإسرائيلية على لبنان، حول صيدا وصور وطرابلس، والرابع في طرابلس، وأن #الفلسطينيين في هذه #المخيمات اضطروا للنزوح بسبب الهجمات الإسرائيلية، أي أن اللاجئين الذين وصلوا لبنان بعد عام 1948، تحولوا إلى نازحين عام 2024، في مشهد يلخص هذه المأساة التي لا تنتهي حتى يومنا هذا.
أكثر من مليوني سوري لاجئ في لبنان بسبب الحرب السورية، وجدوا أنفسهم أمام لجوء جديد، وأغلبهم غادر مناطق جنوب لبنان، نحو مناطق مختلفة في الوسط والشمال اللبناني، وهذا يعني أن اللاجئ السوري، الذي أنجاه الله بعرضه ودمه وماله من مذابح سورية، وجد نفسه مرة ثانية أمام محنة سيئة، وجميع السوريين اليوم تركوا مناطق جنوب لبنان، وبعضهم استأجر غرفة في بيروت أو طرابلس، والبعض الآخر ينام في مراكز الإيواء، وبعضهم في الحدائق وعلى أرصفة الطرقات، في أوضاع مأساوية، لا يمكن التخفيف منها، لأنها نالت من اللبنانيين أولا.
هذا يعني أن اللجوء ليس قدرا لمرة واحدة، بل قد يتكرر في حياة الإنسان مرات ومرات، ما دمت تعيش في الشرق الأوسط الملعون، الذي تنام فيه بحالة، وتصحو بحالة ثانية مختلفة.
المفارقة هنا أن السوريين الذين كانوا يتمنعون طوال سنوات من مغادرة لبنان، والعودة إلى سورية، وأغلبهم ينتظر هجرة إلى بلد ثالث، مثل كندا أو أستراليا أو نيوزيلندا، وجدوا أنفسهم في وضع مختلف تماما، وقد اضطر بعضهم لمغادرة لبنان، والعودة إلى سورية، حتى أن بعض الشباب السوريين المطلوبين لخدمة الجيش فضلوا العودة لسورية، وتسليم أنفسهم للسلطات، بدلا من البقاء في بلد تحت الحرب، يواجهون فيه السيناريو المفتوح بلا نهايات.
والمفارقة الأكثر وجعا أن بعض اللبنانيين الذين كانوا يشهرون ضيقهم من الوجود السوري في لبنان، لم يجدوا غير سورية للمغادرة إليها، باعتبارها أقل خطرا، حيث شهدت الحدود مرور أعداد كبيرة من اللبنانيين للاستقرار مؤقتا في سورية، أو للانتقال إلى بلد ثالث أيضا.
لعنة اللجوء التي لا تأتي لمرة واحدة، ظاهرة بحاجة إلى تحليل، وربما يعرف كلنا أن السبب واضح، ونحن وسط خلطة من تعسف الأنظمة، والاحتلالات، والاقتتالات الداخلية.
أهل غزة وأكثر من ستين بالمائة منهم كانوا لاجئين أصلا من مدن فلسطين المحتلة عام 1948، مثل يافا وحيفا وعكا وصفد والنقب، ومناطق ثانية، وتصنيف اللجوء هنا بمعنى المفهوم الدولي، لكن الفلسطيني يبقى فلسطينيا أينما كان داخل فلسطين، وهؤلاء وجدوا أنفسهم في حرب غزة الحالية ينزحون مجددا من موقع إلى موقع، وبعض العائلات ارتحلت أكثر من 10 مرات خلال عام كامل، ولا شيء معها سوى الخيمة التي باتت عنوانا للعنات في منطقتنا.
تفكر أحيانا بقيمة الاستقرار والشعور بالأمن، وهي قيم لا يقدرها من يتمتع معها، ولا يعرف أهميتها سوى من يفتقدها، وتسأل نفسك عن نهاية هذا المشهد في العالم العربي، حيث موجات اللجوء الداخلي والخارجي كل يوم، في العراق، السودان، ليبيا، واليمن، ودول ثانية.
حين يقفز العربي في مركب صغير ويغامر بحياته ليعبر البحر الأبيض المتوسط مع المهربين بحثا عن ملاذ آمن في أوروبا، يكون قد وصل أعلى درجات الذعر والرغبة بالحياة حد تجريب الانتحار في هكذا انتحار، فلا تلومه أبدا، لأن الحياة غالية، ولم يترك أحد لأهل المشرق فرصة للتنفس والحياة، فالمستقر أصبح لاجئا، واللاجئ تكرر نزوحه مرات ومرات.
لجوء لمرة واحدة لا يكفي للتطهر من ذنوب عيشنا في هذا المشرق.
الغد
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: لجوء لمرة واحدة اللجوء الحرب الفلسطينيين المخيمات لمرة واحدة
إقرأ أيضاً:
مزايا لطرفَي الخدمة.. تشريعية الشيوخ: منتقدو المسؤولية الطبية لم يكلفوا أنفسهم عناء قراءته
كتب- نشأت علي:
قال النائب محمد شوقي، وكيل اللجنة التشريعية بمجلس الشيوخ، إن مشروع قانون المسؤولية الطبية المنظور شديد الأهمية، متابعًا "ولكن يبدو غريبًا أن نستمع في الأيام القليلة الماضية إلى أقوال مرسلة ينتقد قائلوها مشروع القانون، فالمنتقدون لم يكلفوا أنفسهم عناء قراءة المشروع قراءة متأنية، أو يكلفوا أنفسهم قراءة مشروع القانون في مجمله، البعض قرأ مادة فقط، إضافة إلى أن المنتقدين يتناسون أن هذه هي المحاولة التشريعية الأولى لصياغة مشروع قانون لضبط العلاقة بين المريض والطبيب ومقدم الخدمة الصحية".
وأضاف شوقي، خلال الجلسة العامة لمجلس الشيوخ، اليوم الأحد: "القواعد العامة في المسؤولية المدنية أو الجنائية تطبق على كل المواطنين، وبالتالي تناسى هؤلاء أن هذه محاولة، ومزايا مشروع القانون للطرفين، وأخص بالذكر الأطباء؛ منها على سبيل المثال تعريف الخطأ الطبي بدقة منعًا للخلط في هذا الصدد، إضافة إلى تغليظ عقوبة كل مَن يتعدى بالقول والإشارة لمقدمي الخطة الطبية، إضافة إلى التصالح في أية مرحلة من مراحل الدعوى بين الطرفين، وإنشاء اللجنة التي ستتولى إصدار تقرير بشأن الحالات الطبية، ورأيها في النهاية رأي خبير للنيابة العامة تأخذ به أو لا تأخذ".
وأشار النائب إلى أن هناك العديد من الدول التي أقرت هذا التشريع، وهناك مَن يريد أن نطبق تشريعاتهم، وفي الحقيقة لكل دولة دستورها وتشريعاتها المنظمة؛ ولكن إجمالًا التشريع تضمن مزايا لطرفَي الخدمة.
اقرأ أيضًا:
شبورة مائية واضطراب الملاحة.. الأرصاد تعلن تفاصيل طقس الـ6 أيام المقبلة
من بينها الالتحاق بعمل.. تعرف على حالات وقف صرف المعاش
الفئات الممنوعة.. موعد إجراء قرعة الحج السياحي بعد غلق باب التقديم
محمد شوقي مجلس الشيوخ
تابع صفحتنا على أخبار جوجل
تابع صفحتنا على فيسبوك
تابع صفحتنا على يوتيوب
فيديو قد يعجبك:
الأخبار المتعلقة عضو بالشيوخ يطالب بتوضيح المضاعفات في قانون المسؤولية الطبية أخبار