إلى سنوات قليلة خلت كانت اللاتينية لغة الفصحاء والمثقفين. كلما أردت أن تعطي مثلاً أو تفحم محاوراً، لجأت إلى اللاتينية القديمة لكي تقول الشيء نفسه في إفحام أقوى. ولعل القول اللاتيني الأكثر تداولاً في التاريخ هو «إلى أين؟». ويقال إن نيرون، إمبراطور روما وحارقها، شاهد المسيح في منامه، فسأله «إلى أين ذاهب أنت يا سيدي؟».
الآونة الأخيرة، لم يتوقف وليد بك عن حك رأسه. النازحون يملأون بلداته وقراه وقرى سواه، والمجهول يزداد عتماً. وكلما بان ضوء في نفق، ظهرت أنفاق أخرى لا نهايات لها. وكلما بحث العالم عن قوة مُنقذة، تبيّن أن قوى الأرض جميعاً تعاني من ضعف يزيد التعقيد، ويُؤخر الحلول، ويمدد البؤس والخوف.
بدأت الحرب بهجوم على غزة، وامتدت إلى لبنان، وتوسعت إلى الجوار، ثم قلب بيروت، والآن مجدداً إلى سوريا، ومن ثم مجدداً إلى الضفة، والدائرة تزداد اتساعاً من دون ظهور أي بارقة يُعوّل عليها.
ساحات قتالية من دون أفق، وتصعيد متبادل من دون هدف، وكل فريق يملك القدرة على زيادة التعقيد، من دون أن يملك أي فريق القدرة على الحل. والضحايا الذين يمضهم الجوع والخوف ورعب الأيام المقبلة، يدقون الجدران المتساقطة، ويهتفون في جزع: إلى أين؟ وإلى متى؟
هل تعرف جنابك ما الفظاعة الكبرى في هذا الصراع؟ الساحة عربية، والقوى المتصارعة من خارج الأمة. قرار الصدام أو الهدنة ليس عربياً. إيران عائدة إلينا من بلاد فارس، حاملة راية فلسطين التي لا نقاش فيها. وإسرائيل تحمل شعارها الأزلي: زرع الموت بحثاً عن الوجود والحياة. وما ومَن بينهما مجرد تفصيل زمني: انظر، إذا استطعت، إلى مشهد الضاحية الجنوبية: فريق يدمر ويهجر ويبيد من دون رفة جفن، وفريق آخر يرى في صورة الجحيم مقدمة لمشهد آخر، وزيارة تشجيعية من رئيس مجلس الشورى. إلى أين؟ وإلى متى؟!
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الإمارات إسرائيل وحزب الله إلى أین من دون
إقرأ أيضاً:
هل شعر ميسي بالبرد؟.. سر غريب وراء تأجيل مباراة إنتر ميامي في بطولة كونكاكاف
يبدو أن سحر ليونيل ميسي لا يقتصر على الملعب فحسب، وإنما يمتد ليصبح له تأثير في قرارات مصيرية خاصة بالساحرة المستديرة، وذلك بعدما تسبب موقف خاص به في تأجيل مباراة ببطولة كونكاكاف، وسط حالة من الجدل والتساؤلات حول، كيفية حدوث ذلك؟
سر تأجيل مباراة إنتر ميامي وسبورتنج 24 ساعةفي قرار مفاجئ أثار العديد من التساؤلات، أعلن اتحاد أمريكا الشمالية والوسطى والكاريبي لكرة القدم «الكونكاكاف»، تأجيل مباراة إنتر ميامي ضد سبورتنج، في كأس أبطال الكونكاكاف، وذلك بعد مفاوضات طويلة ومداولات حول إمكانية إقامة تلك المباراة بين الفريقين، بحسب صحيفة «nytimes».
الحقيقة أن المباراة تأجلت بسبب الظروف الجوية بالفعل، ولكن بتدخل ليونيل ميسي، الذي رفض فكرة خوض مباراة في هذه الأجواء الباردة، التي قد تؤثر على سير المباراة، لذلك اتخذ فريقه قرارًا بعدم خوض المباراة ليعلن الاتحاد تأجيلها، بسبب الظروف الجوية القاسية، وخاصة تساقط الثلوج بكثافة في تلك المنطقة.
مباراة إنتر ميامي وسبورتنج لم تكن تقليدية بالنسبة لرفاق ليونيل ميسي، خاصة أنها كانت ستشهد الظهور الأول للفريق الذي يدربه خافيير ماسكيرانو في هذه البطولة القارية، على أن تقام خلال ساعات قليلة، بعدما أوضح اتحاد الكونكاكاف أن القرار اتخذ بناء على الأولوية التي تم منحها لسلامة اللاعبين والجماهير، إضافة إلى التهديدات التي فرضتها العاصفة الشتوية في المنطقة.
بعد الجدل الذي حدث بشأن تأجيل المباراة نزولًا عند رغبة ليونيل ميسي الذي يرفض خوض مباراة في أجواء غير مناسبة بالنسبة له، خرج المدرب ماسكيرانو لينفي تلك الأخبار، مؤكدًا أن اللاعب كان جاهزًا للمشاركة رغم الظروف القاسية.
ومن المقرر إقامة مباراة الإياب في 25 فبراير الجاري، في ميامي، على أن يتأهل الفريق الفائز إلى دور الـ16 في البطولة، التي كانت تعرف سابقًا بدوري أبطال كونكاكاف.