طرحتْ الفنانة نيللي مقدسي أغنية جديدة بعنوان «الحلو طل» وهي الثانية لها خلال هذه السنة، وهي تشير الى أنها تستكمل مشوارها في النجاح كما كانت تفعل دائماً، رافضة التعليق على اتهامها بتقليد ميريام فارس، ومؤكدة أنها لطالما كانت السباقة في كل شيء والآخرون هم الذين يقومون بتقليدها.

* لا شك أنك تحرصين ككل الفنانات على أن تكوني رقماً صعباً على الساحة الفنية، وكنت قد طرحتِ قبل عدة أشهر أغنية بعنوان «لا تكبر راسك» ثم أعقبتِها أخيراً بطرح أغنية جديدة بعنوان «الحلو طل»، فهل تراهنين على الأغنية الأخيرة لتعزيز موقعك على الساحة الفنية وخصوصاً أنك كنت غبتِ قبل أن تقرري العودة بقوة إلى الساحة الفنية؟

هيثم بودي.

.. يُحلّق في بساط سحري إلى «الملاحم الكويتية» منذ يوم «البوابات السبع»... مسلسل سوري بالذكاء الاصطناعي منذ يوم

- طرحتُ أغنيتيْن خلال الفترة الماضية وهما مختلفتان تماماً، ولكنني لا أستطيع أن أفضّل إحداهما على الأخرى أو أن أقول أي أغنية منهما هي الأحلى. وأنا أستكمل نجاحي بإصدار أغنيات جديدة خلال فترات متلاحقة، بعضها يصيب فئة معينة من الناس وبعضها الآخَر يمكن أن يصيب فئة جديدة. حالياً أستكمل نجاحاتي كما كنت أفعل دائماً ولكنني لا أشعر بأنني ابتعدتُ كي أقول إنني عدت إلى الساحة الفنية.

* وهل ترين أنك نجحت باستعادة موقعك كرقم صعب على الساحة الفنية كـ نيللي مقدسي؟

- لا يوجد شيء اسمه رقم صعب، وعندما أطرح عملاً جديداً يتابعني عدد كبير من الناس لأنني نيللي، وفي المقابل هناك فئة من الناس لا تعجبها أعمالي كما يحصل مع كل الفنانين، لأنه لا يوجد إجماع حول فنان معين، ولا يوجد نجاح يتفق عليه الناس إلا في حالات قليلة لأن الناس يصنّفون الأعمال.

كل أعمالي تشبهني وإن بنسب متفاوتة ولكن لا يوجد عمل واحد لي يمكن القول إنه لا يحمل هويتي وصوتي ولمْستي وأن ليس فيه شيء غريب على مستوى الكلمة واللحن والموسيقى ويترك بصمة عند الناس كما يقولون دائماً. كل فنان يعود ببصمته الخاصة سواء على مستوى الشكل أو الكليب والموسيقى والكلمة، وأعمالي تحمل هويتي الفنية.

* لا شك أنك بدأت بتقديم الفن الاستعراضي قبل ميريام فارس؟

- كنتُ من أوائل الفنانات اللواتي قدّمن هذا اللون.

* وكيف تردين على مَن يتهمك بتقليدها في الكليب الخاص بأغنية «طل الحلو»؟

- أنا لا أردّ على أشخاص لا يتحلون بالمعرفة، ولو أردتُ أن أكشف أسماء الفنانات اللواتي قمن بتقليد كليباتي يمكن أن أفتح ملفات وأذكر كل الأسماء. أنا كنتُ أول فنانة رقصتْ على الطبلات في أغنية «يا نار ناري» ومن بعدي كثيرات سرن على الخطى نفسها، ولكنني لم أعلق ولم أتوقف عند هذا الموضوع ولم أقل إن بعض الفنانات الاخريات عمدن إلى تقليدي، حتى أنني لا أسمح للمتابعين بأن يتحدثوا فيه.

أنا أعرف جيداً مَن يتابع خطواتي الفنية ومَن يقلدني. وبالنسبة لي هذا هو النجاح في ذاته، لأن النجاح يعني تقليد الآخَرين لنا. لكنني لم أقلد أحداً في يوم من الأيام. ومَن يتهمني بالتقليد يمكنه العودة الى كليباتي وتاريخ إصدارها كي يحصل على الجواب، وأنا لن أجيب ولن أعلق على هذا السؤال. حتى في كليب «ما فيش رجالة» كنتُ أول مَن غنّى داخل باص، واليوم الكل يصوّرون داخل الباصات، ومع ذلك لا أقول إنني كنت أول فنانة تصور أغنية في باص وأول فنانة رقصت في فيديو كليب والآخَرون رقصوا من بعدي. أتمنى التوفيق للجميع وأن يحققوا النجاحات، ولا مشكلة عندي في أن يطرح الآخَرون كليبات تشبه كليباتي، ولكنني لا يمكن أن أقلد أحداً على الإطلاق، ليس بدافع الكبرياء بل لأنني لطالما كنت السبّاقة بأفكاري. ولكن يمكنني أن أقلد نفسي مثلاً في كليب «الحلو طل» حيث استخدمتُ الطبلات التي كنت قد رقصت عليها في كليب «يا نار ناري».

* ألا تشعرين بأن هناك انتقاصاً في حقك كفنانة عندما تُتهمين بالتقليد؟

- مَن قال هذا الكلام لا يعرف شيئاً ولا يملك معلومات عني وعن مشواري الفني، ولذلك لا أردّ عليه. وفي الأساس هذا الكلام لا يهمّني ولا أكترث له. لا وقت لدي لهؤلاء الأشخاص لأن همهم الوحيد افتعال المشاكل بين الفنانين.

* قلائل جداً هم الفنانون الذين يوفَّقون بأغنيات ضاربة فما الذي لفتك من الأعمال التي طُرحت هذه السنة؟

- الأعمال قليلة إلى حد ما، ولكن بما أنني مشغولة بالصيف والإجازة لم أتابع كل شيء. ولكن لفتني عمل حسين الجسمي (بلبطة) لأن أجواءه تشبه أجواء فصل الصيف، كما أنني أحب فارس كرم وكل ما يقدمه. وأحياناً عندما نحب شخصاً نحب كل أعماله وهو شخص مهضوم ويشبه نفسه. إلى ذلك يحقق أحمد سعد نجاحات كثيرة وهو متميز في أغنياته وموفق في اختياراته، وأيضاً أغنية إليسا الأخيرة «أنا بتمايل على البيت» أعجبتْني وكذلك أغنية راغب علامة الجديدة (في كتير حلوين).

* وما رأيك بألبوميْ نجوى كرم وعاصي الحلاني؟

- أشرتُ إلى الأغنيات التي لفتت انتباهي شخصياً، ولكن هذا لا يعني أن الأعمال الباقية ليست ناجحة. أنا تحدّثت عن الأغنيات التي تناسب هذا الوقت وهي ناجحة والناس يحبون الاستماع إليها.

المصدر: الراي

كلمات دلالية: الساحة الفنیة یمکن أن لا یوجد

إقرأ أيضاً:

إذا أردت أن تعرف مدى حرية مجتمع ..فانظر ماذا يحدث في مسرحه

ترجمة ـ أحمد شافعي -

«يجدر بالمسرحية أن تكون فعلا أخلاقيا من أفعال الخيال». هكذا قال الكاتب المسرحي البريطاني إدوارد بوند الذي وافته المنية قبل ثلاثة أشهر، والذي كان على مدى عمره أحد دعاة حق المسرح المطلق في معالجة أصعب قضايا زمنه.

ولعل إعادة عرض المسرحيات أيضا جديرة بأن تعد عملا أخلاقيا من أعمال الخيال. وذلك ما وجدت نفسي أفكر فيه خلال الأسبوع الحالي حينما شاهدت عرضا مسرحيا تسجيليا يرجع إلى عام 2005 في مسرح (ذي أولد ريد ليون) بشمالي لندن وسط جمهور حاشد. يتناول عرض (اسمي راشيل كوري) حياة فتاة أمريكية تبلغ من العمر 23 عاما إذ تسافر إلى قطاع غزة في عام 2003 للإسهام في إغاثة الفلسطينيين الذين يعيشون في ظل الاحتلال ثم لقيت مصرعها أمام جرافة إسرائيلية.

شارك في كتابة العرض المسرحي كل من آلن ريكمان وكاثرين فاينر التي تشغل حاليا منصب رئيس تحرير صحيفة جارديان، وقد قاما بجمع مادتها من يوميات ورسائل إلكترونية، ويمثل العرض المسرحي لقاء بالحاضر بقدر ما هو لقاء بالماضي. لقد سرت القشعريرة في أوصالي وأنا أستمع إلى ما كتبته من يوميات عن الدبابات، والأطفال الموتى، والأهوال اليومية للعيش في رفح وخان يونس، وكلتاهما من المدن التي نراها الآن في الأخبار وقد انتهت إلى ركام.

تكتب أن «هؤلاء بشر يواجهون الزوال» فتبدو إذ تتكلم عن العقاب الجماعي، وتدمير مصادر المياه، وإطلاق الرصاص على مدنيين غير مسلحين، وضرورة سحب الاستثمارات، وكأنها الكاهنة والعرافة كاسندرا. بمشاهدة هذا العرض بعد قرابة عقدين من تقديمه الأصلي أجد نفسي أفكر في قيمة مسرحيات الماضي السياسية، وبخاصة تلك المسرحيات التسجيلية التي تحتل مكانة لا يشاركها فيها غيرها، فهي وثائق تاريخية تصاغ في قالب فني.

كيف سنشاهد على سبيل المثال مسرحية نيكولاس كينت التسجيلية (فشل النظام) على سبيل المثال في غضون أجيال قليلة؟ وما معنى أن ننصت إلى كلمات امرأة أمريكية، شديدة التحديد والخصوصية، عن صراع تحول على مدار عقدين من الزمن ليصبح عنفا وضيعا نراه يجري أمام أعيننا الآن في غزة؟ قد يعده البعض، نظرا لتوقيته، فعلا من أفعال النشاط السياسي، أو إنسانيا، في ضوء أن مبيعات التذاكر سوف تخصص لمساعدة أسرة فلسطينية منكوبة بسبب القصف الإسرائيلي.

ثمة فارق محدد في هذه الإعادة له تأثير على المعنى، ويتمثل الفارق في أن فريق العرض من اليهود، ومنهم المنتجة والممثلة ساشا شيندر، والمنتجة والمخرجة صوفي روزن فلولادي، وهي من أصول يهودية إسلامية إيرانية مختلطة. وتضمن الجمهور فلسطينيين جالسين مع يهود.

ومع ذلك، فقد قيل لي إن بعض الفنانين عزفوا عن المشاركة في العرض خوفا من أن يشوه ذلك سمعتهم ويقلل فرصهم في العمل بعد ذلك. تقول روزن فولادي إن العمل برمته اتسم بالقلق، فالوقت عصيب، والتمويل شحيح، وثمة خطر في المسرحيات السياسية القوية المماثلة لهذه في ما يبدو.

ولكن عرض مسرحية سياسية يمثل في نظري مقياسا لمدى حرية مجتمع في واقع الأمر، و(مسرح بيلاروسيا الحر) مثال لذلك، فقد منع من العرض في وطنه، لكن هناك حملات قمع للمسرح والفنون في أماكن كثيرة أخرى تمضي نحو الاستبدادية.

بعد أسابيع قليلة من اندلاع الحرب في غزة في أكتوبر من العام الماضي، تحدثت إلى مصطفى شتا، مدير عام مسرح الحرية في الضفة الغربية، عن شخصيات ثقافية في المنطقة تم وضعها رهن «الاعتقال الإداري» دونما توجيه تهمة، ومن أولئك بلال السعدي رئيس مجلس إدارة مسرح الحرية، وفنان السيرك محمد أبوشقة. ولم يمض وقت طويل على حديثنا حتى اعتقل شتا، ولا يزال مسجونا إلى الآن دونما توجيه تهمة إليه. قال لي «نحن نخشى أن نتحدث بحرية لكننا سنظل فنانين».

بصفة أعم، لا أعرف ما الذي كان يمكن أن يقوله إدوارد بوند عن شجاراتنا الأخيرة المتعلقة بالغرض من الفن في أعقاب قيام بايلي جيفورد ـ وهو من رعاة الفنون ـ بسحب استثماراته من صناعة الوقود الحفري إثر حملة ضغط من فنانين. لا شك في أن بوند كان ليرى أنه لا وجود لشيء اسمه المسرح الخالي من السياسة، وذلك كان رأي جورج أورويل، وهو من آباء الكتابة السياسية الروحيين. كتب يقول إن «القول بأن الفن لا ينبغي أن تكون له علاقة بالسياسة هو في ذاته موقف سياسي». ومن يظن أن الثقافة يمكن أن توجد بمفردها في فقاعة غير مسيسة هو في نظري ساذج إلى أبعد الحدود، فتلك مفارقة رومنطيقية مفرطة العاطفية.

إن منطلق أي مشروع إبداعي، بالنسبة لأورويل، هو دائما الإحساس بالظلم. فالمسرحيات السياسية تمثل سجلا للنضال والتفاوت في المجتمع: ومسرح الاستجابة السريعة للعنصرية خلال حركة «أهمية حياة السود» سنة 2019 مثال لذلك، وكذلك مسرحيات حملة «وأنا أيضا» أي حملة MeToo الخاصة بفضح التحرش بعد إدانة هارفي وينشتين مثال آخر. وإني أتفق مع الكاتبة المسرحية جوربريت كاور بهاتي التي أثارت مسرحيتها (بيزيتي) شغبا في بريمنجهم سنة 2014 حينما تقول إن المسرح الذي لا يحرض هو مسرح لا يقوم بعمله: «فالكتابة فعل خطير، وتحريضي».

في عام 2006، وبعد أن قوبل بنجاح كبير في لندن، تهيأ عرض «اسمي راشيل كوري» المسرحي للانتقال إلى نيويورك قبل أن تؤجل الفرقة المسرحية المستضيفة له عرضه إلى أجل غير مسمى. كان العرض وثيق الصلة باللحظة أكثر مما ينبغي. لكن أليست هذه هي الغاية من المسرح، أن يعرض أشد المواضيع الآنية سخونة، وأن يتيح فرصة للاستماع لـ«الأشياء»، بحسب تعبير أورويل، في وقت حدوثها في العالم؟ إن من يعيدون إحياء هذا العرض يرجون أن تسنح لهم فرصة عرضه في مسارح أخرى، وأن يحملوا الناس على مناقضة مواضيع باتت مرة أخرى مواضيعنا الخاصة.

يسمح الحكي للجمهور برؤية التناقضات، وبالتعاطف، بل وبتغيير الرأي في بعض الأحيان. وهو وسيلة مهمة لتناول الحياة الواقعية. تقول شيندر إن أباها مثال لذلك، فقد شعر أن المسرحية معادية للسامية حينما قرأها للمرة الأولى، ولكن معانيها وصلته حينما شاهدها. وإذن فقد تحققت المهمة.

تقول كوري إن «القادة هم الذين يصنعون الحروب، وإن الفن هو الذي يوثق ويكشف ويأسى لآثارها على البشر».

عارفة أكبر كبيرة نقاد المسرح في صحيفة جارديان.

عن الجارديان البريطانية

مقالات مشابهة

  • جولة ثانية 7 يوليو.. انتخابات فرنسا ما السيناريوهات المتوقعة حال عدم الحصول على الأغلبية المطلقة؟
  • في ذكرى وفاة محمد الموجي... تعرف على أبرز المحطات الفنية له
  • حبس المتهم بتزوير كارنيهات عضوية نادي رياضي بمدينة نصر
  • من طرف المسيد: حديث عن النخيل (6)
  • إذا أردت أن تعرف مدى حرية مجتمع ..فانظر ماذا يحدث في مسرحه
  • في عيد ميلاد فريدة فهمي... تعرف على سبب اعتزالها عن الساحة الفنية
  • مقتل الإعلامي إبراهيم شوتايم
  • ”الزينبيات” الحوثيات يُفسدن فرحة عرس ويخطفن فنانات في عمران
  • المقررة الأممية: ما يحدث في غزة لا يمكن وصفه إلا بالإبادة الجماعية
  • مقررة أممية: لا يمكن وصف ما يحدث في غزة إلا بالإبادة الجماعية